نشرت : المصدر جريدة الشروق السبت 16 يوليو 2016 14:30 دعا عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني لمكافحة الاسلاموفوبيا، إلى ضبط النفس وعدم الاستسلام للتحرشات والاستفزازات التي يطلقها المسؤولون الفرنسيون، بعد حادثة الدهس التي هزت المدينة الفرنسية نيس، في ليلة دامية، مشيرا إلى أن هؤلاء المسؤولين باتوا يوظفون الإسلام في حملتهم القادمة لدخول قصر الإليزي، غير مستبعد تسجيل ارتفاع في عدد الأعمال المعادية للإسلام، مثلما يحدث عقب كل عملية إرهابية تقع بفرنسا. تلقت الجالية المسلمة المقيمة بفرنسا، والتي تبلغ حسب أرقام غير رسمية ما يقارب 7 ملايين مسلم، تصريحات الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولند، أول أمس، بكثير من الغرابة، عند ما أكد في خطاب ألقاه بعد الحادثة أن بلاده كلها تقع تحت سطوة ما وصفه ب"الإرهاب الإسلامي"، وهو تصريح صادم ومستفزّ للجالية، ومن شأنه أن يغذّي الإسلاموفوبيا والفجوة بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى. واعتبر زكري، الجمعة، في تصريح ل"الشروق" من باريس، ما صدر على لسان المسؤول الأول الفرنسي، محيِّر الجميع، خاصة وأن التصريحات متناقضة، كون الشرطة الفرنسية برّأت المسلمين من الحادثة، وأكدت أنه لا علاقة لها بالإسلام الذي يُعتبر دينا مسالِما، ويرفض العنف ضد الآخر، وأن الجميع متضرِّر من الأعمال الإجرامية، بما فيهم المسلمون الذين سقط عدد منهم في حادثة الدهس. وقال زكري: "ندين كل عمل إجرامي، فالإسلام لم يكن يوما داعيا لسفك الدماء أو لقتل الأبرياء"، مضيفا "لكننا نتخوف من تسجيل مضايقات على الجالية المسلمة، خاصة وأن فرنسا مقبلة على انتخابات رئاسية سنة 2017، ويحاول عدد كبير من مسؤوليها اللعب على وتر الإسلام وتوظيفه للظفر بالأصوات، خاصة وسط غياب حلول للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها فرنسا". وحسب محدثنا، فإن المساجد والجوامع في فرنسا، تجنّدت في صلاة الجمعة أمس لاستنكار الحادثة، وخصّصت خطبا للتنديد بالأعمال الإجرامية التي لا تمتّ بصلة للإنسانية ولا للدين الإسلامي. وكان المجلس الفرنسي للدين الإسلامي، قد دعا المسلمين إلى الدعاء بالرحمة لضحايا هجوم نيس "الهمجي" في صلاة الجمعة. وفي بيان نقله التلفزيون الفرنسي الرسمي، أدان المجلس بشدة الاعتداء الذي خلف 84 قتيلا وأكثر من 100 جريح، معربا عن مشاعر "التضامن والتعاطف" مع أسر الضحايا ومتمنيا الشفاء للمصابين. وأكد أن "مجلس الدين الإسلامي، إذ يؤكد تضامنه الكامل مع سكان نيس، ويعبِّر عن تعاطفه لأسر العديد من الضحايا، يدين هذا الاعتداء البشع الذي استهدف فرنسا في يوم العيد الوطني (14 جويلية) الذي يجسد قيم الحرية والإخاء والمساواة".
تدنيس مسجد بأمريكا متطرفون فرنسيون يحرّضون على قتل المسلمين! فور وقوع اعتداء نيس الإرهابي تصاعدت حملات التحريض والكراهية ضد المسلمين في فرنسا والغرب، ونشر عددٌ من المتطرفين الفرنسيين على حساباتهم في فايسبوك، وتويتر، دعوات صريحة ل"قتل المسلمين، والتجنّد ضدهم، لأنهم مصدر خطر على فرنسا والفرنسيين" على حدّ قولهم. وامتدت شظايا الحقد على المسلمين، حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تعرّض مسجد في ولاية رود أيلاند لتخريب تحطمت فيه نوافذه وشُوِّهت جدرانه برسومات غرافيتى مناهضة للمسلمين، وقال أعضاء المسجد إنهم اكتشفوا التخريب في مسجد الهدى، التابع لمركز الجالية الإسلامية في كينغستون، بوقت قصير في أعقاب الهجوم الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية. رسم الغرافيتى على مقدمة المسجد بحروف حمراء كبيرة، ويقع المسجد في جنوب كينغستون بالقرب من الحرم الرئيسي لجامعة رود أيلاند ويتردد إليه الكثير من الطلبة وأفراد الكلية المسلمين، وقال المتحدث باسم المسجد، ناصر زاوية، إن شيئا من هذا القبيل لم يحدث منذ تأسيس مكان الصلاة في 2001، وقال "جاليتنا كانت هناك منذ منتصف الليلة تعمل على تنظيفه. لم نواجه أي شيء مثل هذا من قبل"، ودعا مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية الولاية وسلطات إنفاذ القانون إلى التحقيق في التخريب على أنه جريمة كراهية محتملة، وزيادة دوريات الشرطة لحماية المؤسسات الإسلامية في أنحاء البلاد.