انتفض مسلمو فرنسا، ومعهم الفرنسيون، تنديدا بإعدام الرعية الفرنسي، هيرفيه غورديل، الأربعاء، من قبل “جند الخلافة”. واحتشد العشرات من المسلمين وغير المسلمين قبالة مسجد باريس، استجابة للدعوة التي وجهها رئيس “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية”، دليل أبو بكر، أول أمس، للتنديد ب«الرعب الهمجي والدموي للإرهابيين”. واستنكر دليل أبو بكر: “الأعمال الوحشية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية باسم الإسلام”، وقال قبالة العشرات ممن احتشدوا قرب مسجد باريس، من بينهم منتخبون فرنسيون، يتقدمهم عمدة باريس، آن إيدالغو، إن “هذه التظاهرة تعبير قوي وحيوي عن إرادتنا لحماية الوحدة الوطنية وإرادتنا للعيش سويا”، كما شهدت عدة مدن فرنسية أهمها “نيس”، التي ينحدر منها غورديل، ومونبولييه وليل، وغيرها، تجمعات منددة بالإرهاب الممارس من قبل تنظيم “داعش”، وإعدام الرهينة الفرنسي، هيرفيه غورديل، يوم الأربعاء الماضي. وأفاد بيان لمسجد باريس بأن “الجالية المسلمة برمتها تندد بقوة بإيديولوجيا القتل تلك التي ترتكب باسمها أعمال تشوه الإسلام وقيمه”. وشاركت في التجمع الذي تم قرب مسجد باريس، “تنسيقية مسيحيي الشرق في خطر”، التي دعت إلى تجمع آخر، اليوم، في ساحة “لا ريبوبليك” بباريس، تنديدا “بالرعب الهمجي الذي يقترفه إرهابيون دمويون”، كما أعلنت التنسيقية عن دعوى رفعتها بالمحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب “الدولة الإسلامية جريمة ضد الإنسانية وعملية إبادة” بعد مقتل غورديل. وأكد رئيس التنسيقية، باتريك كرم، أنه “حان الوقت للانتقال إلى مرحلة الجانب القانوني للانتهاكات الخطرة التي يمكن وصفها بالجرائم ضد الإنسانية، وتوجيه رسالة لا غبار عليها إلى الإرهابيين وداعميهم بأنه لن يكون هناك تساهل أو ضعف في المطاردة والعقاب”. ونكست الأعلام بفرنسا تخليدا “لروح هيرفيه غورديل”، ودعا رئيس “التجمع ضد الإسلاموفوبيا”، عبد الله زكري، إلى عدم السقوط في لعبة كراهية الإسلام من خلال الأعمال الإرهابية، وعدم وضع الإسلام في موضع المتهم أو المذنب”. وأفاد دليل أبو بكر: “نحن المسلمون في فرنسا نندد بوحشية الإرهاب”، كما وقع العشرات من الشخصيات المسلمة بفرنسا، عريضة تضامن مع غورديل، بعنوان: “نحن أيضا قذرون”، بعد وصف تنظيم “جند الخلافة” فرنسا ب«القذرة” في رسالة إعدامهم لغورديل، بعنوان: “رسالة بالدم إلى الحكومة الفرنسية”، وفي مدينة إقامة الرعية الفرنسي المغتال، نظمت مسيرة من قبل حوالي 800 مائة شخص باتجاه “مكتب الإرشاد” الذي كان يشرف عليه غورديل، حيث دعت عائلته المتظاهرون إلى القيام بتجمعات مع ضبط النفس ومراعاة مشاعر الكرامة، وأفادت أنها “لا تتسامح مع خطاب الكراهية والسياسات الاستفزازية مهما كانت الجهة التي تأتي منها”. ودفعت الحكومة الفرنسية بتعزيزات أمنية لمواجهة الخطر الإرهابي بفرنسا، بعد ترؤس فرانسوا هولاند، أول أمس، اجتماعا أمنيا رفيعا، أقر خلاله بتشديد المراقبة بالأماكن العامة، ووسائل النقل. وموازاة مع التطورات الحاصلة بفرنسا عقب مقتل غورديل، تواصل قوات الجيش والدرك تمشيطها جبال القبائل بحثا عن جثة الرعية الفرنسي، وتعقب خاطفيه.