قبل استئناف البطولة لنشاطها أمسية الغد ودخولها المنعرج الحاسم بإجراء الجولات الست الأخيرة، تستعد التشكيلة العنابية لخوض واحدة من أصعب وأهم مبارياتها هذا الموسم حين ستستقبل إتحاد البليدة المطالبة بهزمها بأي طريقة ما دام أن بلوغ الهدف الموسمي المسطر من قبل الإدارة والمتمثل في إنهاء البطولة في مرتبة تضمن للفريق حق المشاركة في منافسة دولية الموسم القادم يلزم زملاء الهدّاف ڤاسمي الفوز بهذا اللقاء رغم أن الفريق سيكون في مواجهة تشكيلة البليدة المطالبة بتحقيق نتيجة إيجابية في عنابة لضمان البقاء ضمن حظيرة الكبار وكذا تكذيب كل الكلام الذي يدور عن نية بعض اللاعبين في التساهل مع المنافس. الفوز وحده سيُجنّب الشبهات والكلام الزائد ومن المؤكد أن لقاء البليدة لأمسية الغد سيكون امتحانا حقيقيا لزملاء المدافع معيزة لإثبات نزاهتهم للجميع مثلما كان عليه الحال في المواسم الفارطة حين عاش الفريق تقريبا الوضع الحالي نفسه، وهو ما من شأنه أن يجعل الفوز أمام البليدة ضروري حتى لا يتهم الفريق بعدم احترام أخلاقيات اللعبة والتلاعب بنتائج المباريات من جهة ولإسكات أفواه كل أعداء الفريق الذين كانوا وراء نشر إشاعة اللقاء “مخدوم” من جهة ثانية وبالتالي تجنب الشبهات، خاصة أن الكثيرين في انتظار أي تعثر للفريق العنابي في هذا اللقاء لبث سمومهم تجاه الفريق. عنابة لم يبك عليها أحد عام سقوطها وسيكون أشبال عبد القادر عمراني مطالبين باللعب بكامل إمكاناتهم غدا من أجل هزم البليديين حتى إن كان هذا اللقاء مباراة حياة أو موت للمنافس، حيث يجب على العنابيين وضع العاطفة في هذا اللقاء جانبا وعدم التفكير في وضعية البليدة لأن عنابة موسم سقوطها (2005/2006) لم تجد من يتعاطف معها ويساعدها وقتها، بل أن الكثير فرحوا وضحكوا لسقوطها إلى جحيم القسم الثاني لذا وجب على تشكيلة الإتحاد اللعب أمام البليدة بطريقة عادية غدا ودون أدنى حسابات. يجب أن لا تخسر علاقتها مع الفرق المهددة بالسقوط وصلت الإشاعة المنتشرة بكثرة حول ترتيب هذا اللقاء مسامع الفرق التي تتنافس على تفادي السقوط مع البليدة في صورة “الكاب“، العلمة والخروب خاصة وهو ما جعلها تبدي مخاوفها من أن ترفع عناصر عنابة أرجلهم في مواجهة الغد. وحسب ما علمناه، فإن رئيس “بونة” كانت له محادثة مع مسؤولي بعض هذه الفرق التي تخوّفت من أن تكون عنابة بتنازلها عن نقاط لقائها أمام البليدة سببا في سقوط واحدة منها، وقد طمأن منادي محدثيه واعدا إياهم أن فريقه لن يتنازل عن النقاط الثلاث مهما كان الأمر واسم المنافس لأن ذلك ليس من شيم عنابة وهو ما أثلج صدر تلك الفرق. اللاعبون لا تهمهم وضعية البليدة ولا غيرها ورغم الحاجة الماسة للبليديين لنقاط مباراة الغد، إلا أن أشبال عمراني غير آبهين بذلك، حيث أكدوا أن وضعية المنافس لا تهمهم إطلاقا، إذ أنهم مجبرون على هزمهم خاصة أن الفوز باللقاء سيمكنهم من تدعيم حظوظهم في تحقيق هدفهم المسطر والمتمثل في التنافس على مرتبة مؤهلة لمنافسة دولية الموسم القادم. وسيدخل لاعبو عنابة لقاء غد حسب ما أكد الكثير منهم ل “الهدّاف” بنية الفوز فقط، حيث سيلعبون بالعزيمة التي أظهروها في لقاءاتهم السابقة بل أكثر من ذلك، مثلما أضاف لنا غالبيتهم، خاصة بعد انتشار إشاعة أن “اللقاء مخدوم” لأن -حسبهم- نزاهة الفريق فوق كل اعتبار والتاريخ لن يرحمهم في حال تساهلهم أمام البليدة غدا. “الهوليڤانز” يحذرون من مهزلة جديدة ويبقى موقف أنصار عنابة واحدا بشأن فريقهم، فحتى إن كانوا في حالة غضب شديد على اللاعبين بعد أن بخروا كامل أحلامهم برؤية الفريق يعانق أول تتويج له مند تأسيسه سنة 1983 بعد إقصائه في ربع نهائي الكأس أمام شبيبة القبائل، فإنه لا يمكنهم أن يرضوا بأي حال من الأحوال أن يدخل الفريق في متاهات البيع والاشتراء وهو الذي أعطى قبل 3 مواسم من الآن درسا في النزاهة لما رفض فكرة التساهل مع العلمة لتضمن صعودها إلى القسم الأول في آخر جولة من البطولة على الرغم من أن اللقاء كان شكليا يومها للعنابيين الذين ضمنوا صعودهم رسميا قبل عدة جولات من ذلك اللقاء. الكأس حرمت عنابة من 5 ملايير على الأقل مثل سائر أنصار الفرق الأخرى، تابع العنابيون نهائي الكأس أمام سطيف و“الكاب“ ولكن بحسرة شديدة بعد أن كانوا ينتظرون أن يكون فريقهم طرفا في النهائي غير أنه غادر المنافسة في ربع النهائي بعد هزيمته في عنابة أمام شبيبة القبائل وهي الهزيمة التي أدخلت الفريق في دوامة من المشاكل وجعلته يضيع ما لا يقل عن 5 ملايير سنتيم ما دام أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منح الوفاق 3 ملايير بعد تتويجه كما منح المموّل الرسمي للمنافسة مليار سنتيم إلى جانب مموّل الوفاق الرسمي “جيزي” وهو ممول عنابة الذي قدم بدوره مليار سنتيم. ودون شك، فإن مبلغ 5 ملايير الذي ناله الوفاق كان سيكون جرعة أكسجين حقيقية للفريق العنابي الذي يتخبّط هذا الموسم في مشاكل مالية جراء تراجع مموّله الرسمي في السنوات الفارطة “آرسيلور ميطال” عن تمويله. صدقي يعانى من آلام في الكعب يعاني المغترب كريم صدقي في الأيام الأخيرة من بعض الآلام على مستوى الكعب جعلته لا يقدر على التدرب مع زملائه في الحصة الأخيرة للأسبوع المنقضي، حيث فضّل عدم المجازفة وهذا بنصيحة من الطاقم الطبي على الرغم من أن إصابته ليست معقدة وتستلزم منه بعض الراحة فقط. يتدرب عاديا وسيكون في قائمة ال 18 ولم يتمكن صدقي من الصبر طويلا، حيث تحدى الآلام التي كان يعاني منها وعاد إلى أجواء التدريبات منذ حصة أول أمس الإستئنافية والتي تدرّب فيها بصفة عادية وهو الأمر الذي يعني بصفة شبه مؤكدة أنه سيكون ضمن قائمة ال 18 لاعبا التي ستكون معنية بمواجهة البليدة التي سيعلن عنها عمراني نهار اليوم. عمراني سيجدد ثقته في حوامد يتضح أن عمراني سيضع ثقته في لقاء الغد في الحارس حوامد الذي أدى مباراة جيدة في لقاء العلمة الأخير، حيث جنب فريقه هزيمة مؤكدة يومها بتصدياته الموفقة، إذ سيجد ابن باتنة نفسه مرة ثانية في شباك الفريق وستكون هذه هي المرة الأولى له هذا الموسم التي سيلعب فيها لقاءين متتاليين بعد أن لعب في السابق 3 مباريات فقط منذ بداية البطولة. ---------- بوشريط:“لن نتلاعب بنزاهة عنابة وسنلعب من أجل الفوز أمام البليدة” ماذا عن تحضيراتكم خلال فترة توقف البطولة هذه؟ الراحة التي استفدنا منها جاءت في وقتها لأنها سمحت لنا بشحن بطارياتنا أكثر واسترجاع اللاعبين المصابين في صورة بودار. وعن التحضيرات، فقد كانت عادية جدا خاصة أنه لم يبق الكثير عن نهاية الموسم والمدرب رأى أنه من الأفضل التركيز على الجانب النفسي، خاصة أن معنوياتنا كانت منحطة منذ إقصائنا في الكأس. وكيف تنظر إلى بقية مشواركم الآن؟ سندخل الآن المرحلة الحاسمة من البطولة، والتي ستكون مبارياتها أكثر أهمية وضغطا بالنسبة لكل الفرق وليس عنابة فقط، لذا علينا التركيز جيدا فيها واللعب مقابلة بمقابلة لأن هدفنا الرئيسي يبقى إنهاء الموسم في مرتبة من شأنها أن تسمح للفريق بلعب منافسة دولية الموسم القادم. هل تظن أنه بإمكانكم تحقيق هذا الأمر؟ حسابيا مازلنا قادرين على ذلك وسنحاول لعب حظوظنا كاملة حتى آخر دقيقة، حيث قطعنا عهدا فيما بيننا نحن اللاعبون على أن نفوز بلقاءاتنا المتبقية في عنابة مع محاولة جلب أكبر قدر ممكن من النقاط من خارج الديار في مبارياتنا القادمة وهذا مع عدم التسامح مع أي فريق حتى نفرح أنصارنا وننسيهم نكسة الكأس، لأننا شعرنا كثيرا بالحزن الذي سببناه لهم بعد إقصائنا بتلك الطريقة التافهة أمام شبيبة القبائل. الكثير يشك في أنكم ستواصلون اللعب بالإرادة نفسها إلى غاية نهاية الموسم؟ أنا أتساءل لماذا الجميع يشك في نزاهتنا؟ على كل حال الفرصة مواتية لنا أمام البليدة من أجل إبطال كامل هذه الإشاعات والتأكيد أننا نحترم أخلاقيات اللعبة ولا نتلاعب أبدا بنتائج المباريات. إذن ستلعبون من أجل الفوز أمام البليدة؟ هذا أمر مؤكد ولا نقاش فيه، حيث يجب علينا وضع العاطفة جانبا واللعب بكامل قوانا للظفر بالنقاط الثلاث بأي طريقة لأنه محتوم علينا الفوز ولا أحد سيغفر لنا التعثر بعد أن سجلنا تعادلا في لقائنا الأخير أمام العلمة داخل الديار. لكن اللقاء سيكون مصيريا للبليدة المطالبة بتحقيق التعادل على الأقل لضمان بقائها في “الناسيونال”. شخصيا لا أعتقد أن اللقاء سيكون مصيريا بالنسبة إليهم، خاصة أن بعد هذا اللقاء ستبقى 5 مباريات كاملة وبالتالي 15 نقطة كاملة في اللعب. أضف إلى ذلك وبكل صراحة البليدة إن أرادت البقاء في القسم الأول عليها أن لا تفكر في لقاء عنابة لأنها تعلم جيدا أننا لا نرحم أحدا فوق ملعبنا وأمام جمهورنا بدليل أننا من الفرق القليلة جدا التي لم تنهزم في البطولة هذا الموسم داخل الديار. على ذكر الأنصار، ماذا تقول لهم وهم الذين يتخوّفون من أن يكون لقاء البليدة نهاية الموسم بالنسبة إليكم؟ نحن نطمئنهم ونؤكد لهم أننا سنعمل من أجل أن نكون في المستوى أمام البليدة وأن نظفر بالنقاط الثلاث للقاء حتى يتسنى لنا البقاء في السباق من أجل إنهاء الموسم في مرتبة مع الأربعة الأوائل، وهو الأمر الذي قد يمكننا من التنافس على اللعب من أجل مرتبة مؤهلة لمنافسة دولية الموسم القادم.