يحتضن ملعب عابد حمداني مساء اليوم إحدى أهم مقابلات جمعية الخروب في صراعها على البقاء، عندما تستضيف وداد تلمسان في مقابلة لن تكون سهلة على أشبال المدرب آيت جودي المطالبين بالفوز فقط، من أجل الإبقاء على كامل حظوظ “لايسكا” في التواجد الموسم القادم في القسم الأول، لأنه في حال أي تعثر فإن “لايسكا” تكون قد أقصت نفسها من مجموعة الكبار، وهو ما يعطي مقابلة هذه الأمسية أهمية خاصة في حسابات الخروبية. الفوز سيكون إنجازا كبيرا وتاريخيا صحيح أن الفوز إن تحقق اليوم سيمنح “لايسكا” دفعا كبيرا من أجل البقاء وهو المهم، لكن بعيدا عن لغة الحسابات سيكون أيضا إنجازا تاريخيا على أساس أنه سيكون الأول في لقاءات الفريقين لأن جمعية الخروب لم تفز على تلمسان من قبل، وكان زملاء عرعار قد ضيعوا إنجازا تاريخيا أمام “الكاب“ الذي يعتبر الفريق الوحيد في بطولة القسم الوطني الأول الذي لم تحقق معه جمعية الخروب أي نقطة بعد أن خسرت أمامه ذهابا وإيابا هذا الموسم. آيت جودي سيلعب الهجوم ومن أجل تحقيق هذا الفوز من المنتظر أن يراهن المدرب آيت جودي على الهجوم بالاعتماد على خطة (4-3-3)، حيث سيقوم بتدعيم قلب الهجوم بمهاجمين آخرين على الجهتين اليمنى واليسرى وإبقاء دوادي خلفهما في منصب صانع لعب، في حين ستبقى الجهة الخلفية ممثلة كالعادة بمسترجعين وأربعة مدافعين. ومن المتوقع أن لا يحدث آيت جودي تغييرات كثيرات على التشكيلة مقارنة بالتي لعبت اللقاء الماضي في باتنة، وفي أكثر الأحوال فإن التغيير لن يتعدى لاعبا أو اثنين. ڤوعيش قد يكون حاضرا من جديد رهان الطاقم الفني على الهجوم سيجعله بنسبة كبيرة يمنح الفرصة من جديد للمهاجم ڤوعيش الذي عانى في اليومين الماضيين في الرقبة، حيث كان هناك حديث عن غيابه عن مقابلة اليوم ليتضح بعد ذلك أنه عانى فقط من بعض التشنج، لكن قد يكون من الصعب على آيت جودي إقحام ڤوعيش منذ البداية بالنظر إلى نقص المنافسة الذي يعاني منه، ولهذا فإنه قد يبقيه على كرسي الاحتياط قبل الاعتماد عليه في الشوط الثاني إذا اقتضت الضرورة ذلك، خاصة أن مصفار هو المهاجم الوحيد الجاهز حيث أصيب زروقي من الزكام في الأيام الماضية. جيلالي قد يترك للقاءات القادمة رغم أن جيلالي تجاوز إصابته في العضلة المقربة وتدرب طوال الأسبوع بصفة عادية، إلا أن آيت جودي لن يعتمد عليه خاصة في وجود عرعار وزياد اللذين يوجدان في أحسن مستوياتهما في الأسابيع الأخيرة، كما أن غياب جيلالي عن المنافسة منذ شهر سيجعل الطاقم الفني يمنحه وقتا إضافيا لاسترجاع كامل إمكاناته البدنية، والدفع به في اللقاءات القادمة بداية من لقاء الجولة القادمة أمام النصرية الذي يعتبر في حسابات “لايسكا” قارب النجاة الحقيقي. شرماط سيلعب مع الأواسط من جهة أخرى فإن عودة شرماط إلى التدريبات بعد أسبوعين من الغياب لن تسمح له بالوجود في قائمة 18 اليوم، ولهذا سيكون بنسبة كبيرة في تشكيلة الأواسط التي ستلعب مواجهة الافتتاح رفقة بقية اللاعبين الشبان على غرار منزري، بحري، ربوح، معنصر وآخرين، خاصة أن كثرة اللاعبين الجاهزين في تشكيلة الأكابر تفرض على الطاقم الفني عدم الرهان على اللاعبين الشبان. طالبي دائما خارج الحسابات من مقابلة لأخرى يتأكد خروج طالبي من حسابات المدرب آيت جودي الذي أبعده عن قائمة 18 رفقة جبار منذ لقاء الحراش الذي خسرته “لايسكا” بخماسية، احتجاجا منه على أداء اللاعبين في تلك المقابلة، وكان المدرب قد صرّح بعد تلك المقابلة أنه سيبعد بعض اللاعبين عن خياراته إلى نهاية الموسم، إلا أن هذا التهديد سقط أمس عن جبار الذي تم استدعاؤه في آخر لحظة. حامدي الغائب الأكبر يعتبر حامدي الغائب الأكبر عن مقابلة اليوم على أساس أن اللقاء سيكون أمام الفريق الذي تكوّن فيه، وكان حامدي واجه فريقه السابق في كل اللقاءات التي لعبتها “لايسكا” وكان صاحب هدف الشرف في أول لقاء بينهما سنة 2007، وبغياب حامدي الذي يوجد في فترة نقاهة بعد العملية الجراحية التي أجراها في الركبة، فإن مقابلة اليوم لا تحمل أي خصوصية لكل اللاعبين. نعمون صاحب آخر 3 أهداف في مرمى تلمسان بالإضافة إلى غياب حامدي صاحب أول هدف في مرمى الوداد، فإن نعمون هداف “لايسكا” أمام تلمسان سيغيب أيضا بسبب الإصابة، حيث سجل ابن شلغوم العيد 3 أهداف من أصل 5 في شباك الزيانيين، فبالإضافة إلى هدف التعادل في لقاء الذهاب، فقد كان نعمون صاحب هدفي لقاء الكأس الموسم الماضي، وهو اللقاء الذي انتهى بالتعادل في وقته الرسمي قبل أن يتأهل الوداد في الوقت الإضافي. رابع لقاء بين الفريقين ولم تفز على تلمسان “لايسكا” منذ صعودها إلى القسم الأول، حيث واجهته موسم (2007-2008) وخسرت في اللقاءين ذهابا ب(1-3) في الخروب وإيابا ب(2-1) في تلمسان، وفي الموسم الموالي لم يلتق الفريقان بعد سقوط الوداد حيث واجهته في لقاء الكأس فقط، أما هذا الموسم فكان لقاء الذهاب بتلمسان الرابع بينهما وانتهى بالتعادل وهي أحسن نتيجة تحققها “لايسكا” أمام الفريق التلمساني. تلمسان أقالت بلعريبي وبوغرارة وكان لقاء الكأس الذي جرى بالعاصمة قد انتهى بأربعة أهداف لهدفين لصالح الوداد، بعد أن انتهى الوقت الرسمي للمقابلة بالتعادل (2-2)، وقد كانت هذه آخر مقابلة للمدرب بوغرارة الذي رمى المنشفة، ليكون ثاني ضحية للتلمسانيين بعد بلعريبي الذي انسحب بعد خسارة “لايسكا” الأولى بين الفريقين في أول موسم لها في بطولة القسم الأول. وكانت وراء آخر عقوبة ضد “لايسكا” بالإضافة إلى أن وداد تلمسان كان سببا في انسحاب بلعريبي من العارضة الفنية في أول موسم للخروب في القسم الأول، وساهم أيضا في انسحاب بوغرارة في الموسم الموالي بعد هزيمة الكأس (كانت هناك أسباب أخرى وراء الاستقالة)، فإن آخر عقوبة لملعب الخروب كانت بسبب لقاء تلمسان بعد احتجاجات الأنصار ورشقهم أرضية الميدان، ما جعل لجنة العقوبات تعاقب “لايسكا” بحرمانها من جمهورها في أربع مقابلات قبل أن تقلص العقوبة إلى مقابلتين، وكان هذا في اللقاء الوحيد الذي جمع الفريقين بالخروب في 20 سبتمبر 2007. بيشاري تضامن وقتها مع “لايسكا” الأكيد أن كل أنصار “لايسكا” الذين كانوا حاضرين في تلك المقابلة يتذكرون ما حدث، حيث بمجرد تسجيل تلمسان الهدف الثالث بعد أن قلص حامدي النتيجة حتى تعالت صيحات الاستهجان والرشق بالحجارة ليطالب الأنصار من الحكم إيقاف المقابلة قبل5 دقائق من نهايته، وهو ما رفضه الحكم بيشاري الذي كان واضحا من تصرفاته أنه لم يكن يريد فرض عقوبة على “لايسكا”، لكن إصرار الأنصار على توقيف الإهانة جعل بيشاري يستجيب ومع ذلك كان تقريره مخففا، ورغم السوابق التي يملكها ملعب الخروب الذي أنهى قبل ذلك عقوبة ب10 مقابلات، إلا أن لجنة العقوبات اكتفت بأربع مقابلات عقوبة قبل تخفيضها للنصف. سيدير لقاء الفريقين من جديد ولعله من الصدف أن يعود بيشاري من جديد إلى الخروب لإدارة لقاء “لايسكا” أمام تلمسان في ثاني لقاء بينهما على ميدان عابد حمداني، بعد أن عينته لجنة التحكيم لإدارة مواجهة اليوم وسيساعده طاهير بصفته حكما أول وقيدو حكما ثانيا، أما مهمة الحكم الرابع فأوكلت للحكم عوينة، أما لقاء الأواسط فسيديره دبيش بمساعدة محمل وبحّاط. الإقامة ليلة أمس في عين مليلة أقامت تشكيلة جمعية الخروب ليلة أمس في عين مليلة كما كان مبرمجا، وفضل آيت جودي جمع اللاعبين بعيدا عن الخروب من أجل الابتعاد قليلا عن الضغط ورفع درجة التركيز، كما يكون المدرب قد تحدث مع اللاعبين عن المقابلة وأهميتها، وهو ما لم يكن متاحا في الخروب خاصة أنه لا يوجد مكان يجتمع فيه بأشباله.