نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الجزائرية السبت 14 أبريل 2018 14:23 يتخوف الكثير من الفلاحين من تلف محاصيلهم الزراعية جراء الأمطار الغزيرة التي ستتساقط خلال الأيام القليلة القادمة، حيث حذرت مصالح الأرصاد الجوية، من تساقط أمطار رعدية وغزيرة على الولايات الوسطى وقد تفوق 70 ملم، وتخص ولايات العاصمة وتيبازة وعين الدفلى والشلف والمدية، وقد تتعدى كمية الأمطار هذه 40 ملم في ولايات كالاغواط والجلفة وتسمسيلت وتيزي وزو وبومرداس. وقال في هذا الصدد، الخبير في مجال الفلاحة، المهندس آكلي ميسوني، أن الأمطار في هذه المرحلة الربيعية، لا تضر المحاصيل الزراعية من حيث كمية التساقط ، لكنها تؤثر على الأشجار المثمرة في حال تساقطها بغزارة، مما يتسبب في إتلاف الفواكه، وتعطيل تفتح أزهار بعض الأشجار مثل أشجار الزيتون. وأوضح، ميسوني، أن تساقط الأمطار بصفة غزيرة وقوية، يؤدي إلى تقلص تفتح الأزهار الخاصة بالخضروات والفواكه، لكنها تفيد محاصيل زراعية كالقمح والشعير، مضيفا أن 15 يوما زائدة من تساقط الأمطار تبقى مفيدة لارتواء بعض الأراضي الفلاحية خاصة في الشرق الجزائري. وأكد خبير الفلاحة، آكلي ميسوني، أن إشكالية المناخ والمياه في الجزائر، تتعلق بكيفية استغلال هذه الكميات من الأمطار التي تتساقط سنويا في بلادنا، وتفادي الخسائر التي تترتب عن تساقطها في غير وقتها، مشيرا إلى أن 20 مليار متر مكعب من الأمطار تسقط سنويا في الجزائر ولا يتم استغلال سوى 7 إلى 8 ملايير متر مكعب طبيعيا أو في السدود، لان خريطة المياه، حسبه، غير مضبوطة في الجزائر. وفيما يخص الأراضي الفلاحية التي لا تزال تحتاج، حسب ميسوني، إلى كميات من الأمطار رغم أن هذه السنة عرفت الجزائر، شتاء ممطرا، قال إن تربة الأراضي في بلانا تفتقر للمواد العضوية، وتتبخر الأمطار فيها بسرعة، حيث تساقط 35 ملمترا من الأمطار خلال شهر يؤدي إلى تبخر 15 ملمترا من مياه التربة، لأن المساحات الفلاحية غير مهيأة كما ينبغي. ودعا مسيوني، إلى توفير وسائل حماية الأشجار من الأمطار غير الموسمية، لاسيما أشجار التفاح والعنب، مضيفا أن محاصيل القمح والشعير لا تتضرر من الأمطار التي تسقط شهري افريل وماي وحتى بداية جوان، موضحا أن الضرر يتعلق ببعض الولايات مثل المسيلة أين تنجرف أملاح المرتفعات والجبال مع مياه الأمطار الغزيرة وتتلف المحاصيل الزراعية. وقال إن الأملاح تضر في عمليات السقي الفلاحي، والسبب أن خريطة المياه غائبة في الفلاحة الجزائرية، وهي مشكل عويص يهدد خاصة الفلاحة في الجنوب الجزائري أين تغيب في الكثير من الأحيان كميات المياه ذات النوعية، حيث يتم حفر الآبار دون استغلال مياهها بتقنيات متطورة. من جهته، أكد رئيس اتحاد الفلاحين الأحرار سابقا، السيد قايد صالح، أن الأمطار المنتظرة خلال هذه الأيام، مفيدة جدا للمحاصيل الفلاحية، وخاصة للأشجار. ويرى أن المحاصيل غير المرهونة بالسقي سوف تعرف إنتاجا وفيرا في حال استمرار تساقط الأمطار إلى نهاية افريل الجاري.