نشرت : المصدر جريدة "الخبر" الجزائرية الأربعاء 30 مايو 2018 14:30 و صرحت هذه الخبيرة أنه من مجموع هذه الوفيات يوجد هناك حوالي 7000 سكتة قلبية و 4000 سرطان للشعب الهوائية و أكثر من 3000 حالة قصور في التنفس. و أضافت البروفيسور قايد التي تستعد لإصدار كتاب حول التدخين في الجزائر إن "نسبة انتشار التدخين في المجتمع الجزائري كانت في حدود 7.7 % سنة 1978 و في ظرف 20 سنة تضاعف استهلاك التبغ بثلاث مرات حيث بلغت هذه النسبة 20.6 % سنة 1998. و استمر هذا الارتفاع إلى غاية 2004 مسجلا نسبة 28.6 % ثم انتقلت إلى 27.2 % في سنة 2009 أما في سنة 2018 فإن المنظمة العالمية للصحة قد أكدت أن نسبة انتشار التدخين في الجزائر قد انخفضت و أصبحت 20 % من إجمالي السكان". و لتحديد حجم هذه الظاهرة أكدت ذات الخبيرة أنه في ظل التغيرات التي طرأت على طرق العيش سيما تطور السلوكات الخطيرة سيما التدخين لدى الشباب فإن "الأمراض المزمنة و غير المعدية تحتل مكانة أكثر أهمية في الخارطة الوبائية و أصبحت تمثل حاليا مشكلا كبيرا للصحة العمومية". كما أشارت إلى "أن أمراض القلب و الشرايين و أمراض السرطان و الأمراض التنفسية المزمنة و الأمراض التمثيل الغذائي أصبحت تشكل السبب الرئيسي لنسبة أعباء الإمراض و الوفيات و العجز و أضحت تؤثر بشكل كبير على المنظومة الصحية الجزائرية". و تشير أرقام وزارة الصحة في سنة 2014 إلى أن 70 % من سرطان الرغامي و القصبات الهوائية و الرئتين و 42 % من سرطان الفم و البلعوم و 42 % من سرطان المريء و 28 % من سرطان المثانة و 22 % من سرطان البنكرياس تتسبب فيها آفة التدخين كما أن 90 % من سرطان الرئتين يصيب المدخنين في الجزائر. و يعد التدخين -تضيف ذات المختصة- كمتسبب وحيد أو مشترك من بين العوامل المؤدية لأمراض القلب و الشرايين في الجزائر و ذلك بسبب التدخين و بسبب هذه الآفة سجلت هذه الأمراض في السنوات الأخيرة ارتفاعا محسوسا لدى الشباب في الجزائر. علاوة على كل ذلك فإن 500000 مدخنا غير مباشر يقعون ضحايا لأمراض تنفسية مزمنة. و أشارت ذات الخبيرة إلى دراسة أنجزت في سنة 2015 مفادها أن التدخين "يضر بشكل واضح بالفئات الهشة من السكان من خلال إضعاف القدرة الشرائية للمدخنين وعائلاتهم عبر تقليص الادخار العائلي أو بالمساهمة في تفقيرهم". كما أنه وبسبب التدخين أصبحت العائلات لا تقدر على توفير التغذية المناسبة حيث يصبح بعض الأفراد غير قادرين على الحصول على الحصة الغذائية الأساسية فيما كان بإمكان بعض العائلات توفير رعاية صحية أفضل لأطفالهم و الاستثمار في تربيتهم و تغذيتهم و كسوتهم الخ... أما المدخنين المرضى -تضيف ذات الدراسة- فإنهم يتحملون تكاليف جد باهظة بسبب أمراضهم حيث إن الدفع المباشر لتكاليف العلاجات الناجمة عن التدخين يكون باهظا بالنسبة للمرضى الفقراء و يزيد تفقير الأكثر حرمانا. من جانب آخر يتحمل المستخدمون تكاليف مباشرة و غير مباشرة كبيرة بسبب تدخين عمالهم سيما من خلال كثرة الغيابات و انخفاض المردودية بسبب المرض.و تضيف ذات الدراسة أن علاج سرطان الرئة الناجم عن التدخين في الجزائر يكلف سنويا المنظومة الصحية الوطنية حوالي 272 مليار دج. ووعيا منها بالأخطار التي يمثلها التدخين على الصحة العمومية و أثاره الاقتصادية فإن الجزائر قد صدقت منذ 12 سنة على الاتفاقية الإطار لمكافحة التدخين حيث يلتزم من خلالها الموقعون على أن يطبقوا قدر الإمكان و حسب القدرات التقنية و البشرية و المالية برنامجا يتضمن 6 استراتيجيات.