واصل نصر حسين داي السقوط مرّة أخرى بعد أن خسر لقاءه الفارط أمام مولودية العلمة في ملعب هذا الأخير، وكان السيناريو منتظرا نظرا إلى العديد من العوامل، أبرزها أن اللاعبين انحطت معنوياتهم منذ مدة وأغلبهم لا ينتظر إلاّ نهاية الموسم لينتهي “الكابوس“ الذي عاشه الفريق هذا الموسم. ورغم أن الفريق حضّر في ظروف جيدة وكان يودّ لو تمكن من العودة بنتيجة إيجابية، إلا أنه اصطدم بالإرادة القوية من الفريق المحلي الذي بذل كلّ ما في وسعه للفوز والابتعاد من منطقة الخطر وتفادي السقوط. وقد أشرك المدرب محمد ميهوبي أربعة لاعبين من الأواسط وهم: سعيدان، رڤاد، درارجة وآيت علي الذي أقحمه احتياطيا هذه المرّة عكس اللقاءين السابقين حيث لعب في التشكيلة الأساسية، وقد لعب هؤلاء دون عقدة وأظهروا إمكانات فنية وبدنية لا بأس بها ترشحهم لأن يكونوا اللاعبين الذين سيتم الاعتماد عليهم في المستقبل القريب، خاصة أنهم من أبناء الفريق الذي سيحتاج إليهم. آيت علي “قريب عاودها” يبقى المهاجم الشاب أغيلاس آيت علي هو اللاعب الذي يعوّل عليه أكثر من اللاعبين الآخرين، فرغم أنه دخل في الدقائق الأخيرة من المباراة إلا أنه كاد يعيد سيناريو المواجهة الماضية أمام شبيبة بجاية وكاد يسجّل هدفا في مرمى “البابية”. وكان ميهوبي قرر إبقاء آيت علي في الاحتياط في هذه المباراة لكي يريحه بعض الشيء، لأنه غير قادر بعد على لعب كلّ المباريات مع الأكابر بنفس الإرادة والقوة نظراً لصغر سنه ونقص تجربته. ميهوبي راض رغم اعترافه بالأخطاء أبدى المدرب ميهوبي رضاه على العموم بالمردود الذي أظهره أشباله أمام مولودية العلمة، رغم الخسارة، حيث حاولوا أن يعطوا كل ما عندهم رغم التعب الذي ناله منهم خاصة أنهم لعبوا في اليوم نفسه الذي تنقلوا فيه إلى العلمة. وأكد ميهوبي أن ما شاهده يبشّر بالخير خاصة أن اللاعبين لم يدخّروا أي مجهود، ولو أنه يعترف من جهة أخرى أن هناك بعض الأخطاء ارتكبت على مستوى الدفاع خاصة، والتي سمحت للفريق المحلي بتسجيل هدفين من وضعيتين سهلتين، حيث كان يمكن تفادي هذين الهدفين لو ركز المدافعون بصفة أحسن على مجريات المباراة. -------------------------------------- بن عمري غاب أمام العلمة بسبب الحمى أصيب المدافع جمال بن عمري بالحمى وهو في طريقه رفقة الفريق إلى العلمة، وهو ما منعه من لعب المواجهة وأخلط بالتالي حسابات المدرب ميهوبي، الذي كان يعوّل عليه لإقحامه في التشكيلة الأساسية، حيث كان سيشركه إما مدافعا أيمن أو مدافعا محوريا. وقد اضطر ميهوبي إلى تعويضه بالشاب مسعود سعيدان، الذي لم يخيّب في أول ظهور له مع الأكابر، حيث أدّى مباراة في المستوى ولعب دون ضغط. وكانت إصابة بن عمري فرصة للشاب سعيدان لإظهار إمكاناته أمام العلمة. ثاني مشاركة ل رڤاد كانت مباراة العلمة الثانية للاعب أنيس رڤاد بعد تلك التي لعبها في ملعب زيوي أمام شبيبة بجاية، وستكون مثل هذه المشاركات مفيدة لهذا الشباب الذي سيتعوّد على أجواء اللعب مع تشكيلة الأكابر تحسبا للموسم المقبل إذا قرّر المدرب الذي سيشرف على الفريق الاعتماد عليه. حديوش المهاجم الذي ينقص النصرية أكد المهاجم السابق للنصرية والحالي لمولودية العلمة، عبد النور حديوش، أنه يملك إمكانات عالية بدليل تألقه في مباراة أول أمس الثلاثاء وتمكّنه من التسجيل في مرمى الحارس ناتاش، بالإضافة إلى الخطر الدائم الذي كان يحدثه في دفاع النصرية الذي عانى كثيرا لشلّ تحركاته، خاصة أنه شكّل ثنائيا قويا مع غضبان. وبدا حديوش في أحسن أحواله وعاد بقوة إلى هوايته المفضلة وهي الإطاحة بالحراس والتسجيل، وهو الأمر الذي نجح فيه هذا الموسم مع “البوبية” رغم أنه لم يكن يحظ في البداية بثقة المدرب الفرنسي الذي كان يشرف على العلمة. لم يخف رغبته في العودة إلى النصرية ولم يخف حديوش رغبته في التقرّب أكثر من عائلته المتواجدة في مدينة العجيبة بالبويرة، وهو ما يعني أنه يفضّل العودة إلى فريقه السابق النصرية الذي كان لعب له موسمين متتاليين قبل أن يقرّر التحوّل إلى العلمة، التي منحته عرضا ماليا أحسن مقارنة بالنصرية التي كانت تكتفي فقط بمنحه الأجرة الشهرية. وكان حديوش أكد لمقرّبين من النصرية أنه لن يرفض العودة إلى حسين داي، وبالتالي لم يبق أمام مسيّري النصرية إلا الاتصال به إذا أرادوا فعلا الاستفادة من خدماته ومن تجربته الموسم المقبل. اكتسب تجربة وقادر على الإضافة وبتنقله إلى مولودية العلمة يكون حديوش اكتسب تجربة لا بأس، ومن المؤكد أن النصرية في حاجة إلى لاعب لديه حسّ تهديفي وهو ما كان ينقص الفريق هذا الموسم، يبحث أن جميع المهاجمين الذين تم جلبهم خيّبوا الظن، سواء بوسفيان، شهلول، كراس وبوحفص، الذين لم يتمكنوا من فرض أنفسهم في الخط الأمامي للنصرية الذي بقي عقيما. ومن المؤكد أن استقدام حديوش سيغيّر الأمور وسيعطي الدفع اللازم لهجوم النصرية الذي يبقى مهما للغاية إذا أراد الفريق العودة في أقرب وقت إلى القسم الأول. الوصول إلى العاصمة في الحادية عشرة ليلا وصلت تشكيلة النصرية إلى العاصمة في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا بعد أن غادرت مدينة العلمة نصف ساعة بعد نهاية المواجهة، وكانت قد توقفت في “المهير“ من أجل أخذ وجبة العشاء. وقد منح المدرب ميهوبي يوم راحة للاعبين البارحة، على أن يعودوا إلى التدريبات اليوم الخميس، تحضيرا للقاء الجولة المقبلة أمام جمعية الخروب.