يبدو أن المولودية العَلمية وبعد مرحلة عصيبة وعصيبة للغاية مرت بها مع بداية النصف الثاني من البطولة، أصبحت تعيش أحلى فتراتها بفضل النتائج الإيجابية المتتالية المحققة في الفترة الأخيرة، وهي النتائج التي كانت لها تأثيرات أكثر من إيجابية وعلى أكثر من صعيد. لا حديث عن التعثرات الآن وكانت “البابية“ قد مرّت مع بداية مرحلة الإياب بأصعب فتراتها على الإطلاق في ظل عدم فوزها في 5 لقاءات متتالية إلى غاية مواجهة اتحاد العاصمة لحساب الجولة 22 قبل أن تسجل نتيجة إيجابية أخرى في البرج وتتعثر مجددا أمام الحراش في العلمة لحساب الجولة 24، وتعود «البابية» مجددا إلى عهد النتائج الإيجابية بتعادلها أمام الوفاق وفوزها على القبائل وتعادلها مجددا في عنابة، وبفضل هذه النتائج لم يعد هناك حديث تماما عن فترة التعثرات التي نسيها الجميع. “البابية“ اجتازت أصعب الفترات على الإطلاق ومن خلال تجاوزها وبشكل نهائي فترة الفراغ الرهيبة التي عاشتها مع بداية مرحلة الإياب مباشرة على امتداد 4 لقاءات في البطولة ولقاء في الكأس أمام عنابة، يمكن القول أن المولودية العَلمية اجتازت أصعب فتراتها على الإطلاق منذ بداية الموسم الحالي بالنظر إلى حساسية الفترة التي تعرضت فيها لفترة الفراغ، وكذا طول المدة باعتبار أن العلمة لم يسبق لها قبل هذه الفترة أن عاشت مرحلة فراغ لأكثر من 4 لقاءات. وأصبحت تملك خبرة تسيير الأزمات ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تجتاز فيها “البابية“ فترة فراغ بنجاح، باعتبار أنها صادفت نفس الوضعية تقريبا في مرحلة الإياب ولم تحقق أي فوز من الجولة الخامسة إلى الجولة العاشرة، قبل أن تقضي على فترة الفراغ أمام عنابة في الجولة 11، وفي فترة ثانية لم تفز “البابية“ من الجولة 13 إلى الجولة الأخيرة من الذهاب التي عرفت فك العقدة أمام الخروب، وبالتالي فإن العلمة أصبحت تملك خبرة هائلة تمكنها من تسيير الأزمات والخروج منها باعتبار أنها اجتازت 3 فترات فراغ. النتائج الإيجابية المتتالية مرشّحة للاستمرار وبعد الخروج من أزمة النتائج التي عاشها الفريق مع بداية مرحلة الإياب والوصول إلى 3 لقاءات متتالية دون هزيمة، فإن العلمة أصبحت حاليا تعيش فترة من أزهى الفترات في الموسم الحالي بفضل النتائج الإيجابية المحققة منذ مواجهة وفاق سطيف، وهي النتائج الإيجابية المرشحة للاستمرار في المواجهة المقبلة أمام نصر حسين داي لتتواصل الأيام الزاهية لمدينة العلمة وأنصار “البابية“. نهاية جيدة ستضمن بداية جيدة للموسم المقبل هذا وفي حال تواصل نتائج “البابية“ بالشكل الحالي فإن التشكيلة العَلمية ستؤدي نهاية موسم جيدة بكل المقاييس على شاكلة الموسم الماضي، وهي النهاية التي إن كانت مثلما يتمناها العَلمية فإنها ستضمن من دون شك بداية جيدة في الموسم المقبل على غرار ما حدث في الموسم الماضي أين أنهت “البابية“ البطولة بقوة في المركز السابع، وهو ما منح الثقة والقوة وساعد على تحقيق بداية تاريخية في أول 5 جولات من الموسم الحالي. “البابية“ تستأنف اليوم ودون راحة حتى نهاية الموسم بعد راحة الأيام الأربعة التي استفاد منها اللاعبون عقب مواجهة اتحاد عنابة الجمعة الماضية، ستستأنف تشكيلة “البابية“ تدريباتها مساء اليوم في ملعب مسعود زغار ابتداء من الساعة الرابعة وتشرع في التحضيرات الخاصة بالمواجهة المقبلة أمام نصر حسين داي لحساب الجولة 29 من بطولة الموسم الحالي. الراحة التي استفاد منها اللاعبون ستكون الأخيرة وفي حين ستستأنف التدريبات مساء اليوم فإن الراحة التي استفاد منها اللاعبون وامتدت من السبت إلى اليوم الثلاثاء ستكون الأخيرة بهذه المدة حسب المدرب خزار الذي أكد أن ما ينتظر “البابية“ من مواجهات مكثفة في الجولات الست المتبقية حتى نهاية الموسم يمنع الراحة على اللاعبين ويتطلب العمل المستمر بالنظر إلى عدم وجود وقت للراحة. والتدريبات ستخصّص للاسترجاع بدرجة أكبر ومن جهة أخرى فإنه وبمقابل عدم استفادة اللاعبين من راحة مثل الراحة الأخيرة التي تحصلوا عليها وامتدت ل 4 أيام، سيتم خفض حجم العمل في التدريبات بشكل معتبر حسب المدرب خزار الذي أوضح أن الحصص التدريبية المتبقية حتى نهاية الموسم الحالي ستكون مخصّصة في معظمها للاسترجاع والجانب الفني بالنظر إلى أن اللاعبين سيكونون أمام حتمية لعب لقاء كل أسبوع إلى غاية الأسبوع الأخير الذي سيلعبون فيه لقاءين سيكونان ختاما لموسم شاق ومتعب للجميع. خزار قلق من العقوبات و كثرة اللاعبين المهدّدين وأمام الماراطون الذي ينتظر المولودية العَلمية على غرار بقية فرق القسم الوطني الأول في الجولات الست المتبقية، فقد أكد المدرب العَلمي خزار حاجته إلى جميع عناصر التعداد مبديا في نفس الوقت قلقه إزاء العقوبات التي تطال أبرز العناصر في كل لقاء من اللقاءات الأخيرة على غرار عقوبة بقرار في لقاء النصرية، إضافة إلى وجود الكثير من اللاعبين تحت تهديد العقوبة بحيازتهم لإنذارين. “البابية“ تعوّدت على كل الوضعيات وحتى اللعب 3 مرات في الأسبوع ورغم التخوّفات القائمة، إلا أن المولودية العَلمية أثبتت منذ بداية الموسم الحالي أنه باستطاعتها تجاوز أصعب الظروف والوضعيات سواء تعلّق الأمر بوجود إصابات كثيرة في صفوف اللاعبين أو معاقبين أو حتى عندما يتعلّق الأمر بالمواجهات المكثّفة باعتبار أن العلمة جرّبت لعب حتى 3 مواجهات في الأسبوع ولم تواجه مشاكل كثيرة في ذلك. ضعف المهاجمين يتواصل للشهر الرابع على التوالي ما زال الخط الأمامي لتشكيلة المولودية العَلمية يعيش عقما حقيقيا منذ مدة طويلة في ظل عجز مونغولو، حديوش وبقرار عن هز الشباك للشهر الرابع على التوالي، باعتبار أن آخر هدف وقعه لاعبو الهجوم يعود إلى مواجهة الكأس أمام سيڤ بتاريخ 25 ديسمبر من العام المنقضي من خلال تسجيل حديوش لهدفين في ذلك اللقاء، حيث منذ ذلك الحين لم يسجل أي من المهاجمين أي هدف لحد الآن. غضبان سجّل أمام البرج لكنه لاعب وسط في الأصل وقد يقول البعض أن الهدف الذي سجله المستقدم الجديد عبد المطلب غضبان في البرج في 7 مارس الماضي يحتسب لخط الهجوم، باعتبار أن هذا اللاعب لعب في ذلك اللقاء كمهاجم، لكن غضبان في الأصل هو لاعب وسط هجومي وليس مهاجما صريحا وبالتالي فإن الهدف الذي سجله في البرج يحسب للاعبي خط الوسط. المدافعون ولاعبو الوسط هم المنقذون وأمام عجز لاعبي الهجوم عن التسجيل منذ مدة ليست بالقصيرة تماما، فقد أصبح لاعبو الدفاع والوسط ينوبون عنهم في هز الشباك، حيث نجد أن الأهداف التي سجلتها “البابية“ في المواجهات الست الأخيرة كانت كلها من نصيب لاعبي الوسط على غرار هدف غضبان أمام البرج، بن حاج أمام الحراش، بلهامل أمام الشلف والقبائل، وبورنان أمام عنابة وحتى الهدف الذي فازت به “البابية“ على سوسطارة قبل 7 جولات كان من إمضاء المدافع المحوري ملولي فريد.