اقترب "الداربي" العاصمي المرتقب بين إتحاد الحراش والجار إتحاد العاصمة ومع اقترابه زادت الحمى محيط أنصار الحراش الذين شرعوا يحضرون لغزو ملعب 5 جويلية سهرة يوم السبت المقبل من أجل الوقوف إلى جانب فريقهم ومساعدته على تجاوز عقبة فريق "الملايير"، غير أن تلك الحمى لا وجود لها وسط اللاعبين بعدما عكف المدرب بوعلام شارف على إبعادهم عن كل الضغوط من خلال عدم الحديث بتاتا عن تلك المباراة، حيث أبى وأعضاء طاقمه الفني إلا أن يتصرفوا بذكاء تحضيرا لهذه القمة حتى لا ينعكس ذلك الضغط سلبا على أداء لاعبيهم يوم اللقاء. طالب بنسيان فوز وهران وفقط ومنذ أن باشرت الحراش تحضيراتها أمسية يوم الاثنين اقتصر حديث شارف مع لاعبيه على ضرورة نسيان الفوز الثمين الذي عادوا به من خارج الديار في الجولة الأولى من البطولة أمام مولودية وهران. فوز حتى وإن شكر شارف لاعبيه عليه وأقر أمامهم بأهميته إلا أنه ألح على ضرورة نسيانه والتركيز في العمل حتى يكونوا على أتم الإستعداد لخوض غمار المباريات المقبلة التي تنتظرهم في أفضل الظروف، وهي رسالة فهمها زملاء ڤريش الذين يملكون من الخبرة ما يجعلهم لا يغترون بالفوز على "الحمراوة". تحضيرات عادية ل "الداربي" ولا كلمة عنه وكنا نعتقد أن القمة العاصمية المرتقبة ستجري لها تحضيرات خاصة بالنظر إلى قيمتها وأهميتها لدى الأنصار والفريق وبالنظر إلى قيمة المنافس الذي يزخر بأسماء لامعة وثقيلة الوزن في بطولتنا المحلية، لكن شارف ومساعديه بشوش وبن عمار أرادوا العكس وفضلوا أن تكون التحضيرات عادية وفقا للبرنامج التدريبي المسطر منذ انطلاق الموسم، فضلا عن أنهم لم يذكروا اسم إتحاد العاصمة مع لاعبيهم في كل الخطابات على مدار الحصص التدريبية التي خاضها الفريق منذ حصة الإستئناف. يعرف أن اللاعب يتحفز للقمة من تلقاء نفسه ويدرك شارف جيدا أنّ مثل هذه المباريات المحلية لا تتطلب تحضيرا خاصا ولا حديثا وخطابا مؤثرا بما أن اللاعب يتحفز لها من تلقاء نفسه ما إن يضع في ذهنه أنه سيخوض مباراة محلية أو أنه سيواجه فريقا كبيرا، لذلك تركهم وحالهم يحضرون للقمة ضد الإتحاد بطريقة عادية لكن في ظل ظروف رائعة ومعنويات مرتفعة بعد الفوز الثمين الذي عادوا به من "الباهية" وهران في الجولة الأولى من البطولة يوم السبت الفارط. لا يريد أن يشعرهم بالضغط وهدف الطاقم الفني للحراش من كل هذا هو إبعاد لاعبيه عن كل ضغط قد ينعكس على أدائهم سلبا فهو لا يزال يحتفظ بذكرى سيئة عن نهائي كأس الجمهورية أمام شبيبة القبائل عندما أقام جميع الحراشيين الدنيا ولم يقعدوها بمجرد الوصول إلى نهائي الكأس، فعاش اللاعبون في تلك الفترة ضغطا رهيبا طيلة الأسبوع الذي سبق المباراة تحوّل ضدهم بدليل أنهم عجزوا في النهائي عن التتويج بالكأس أمام شبيبة القبائل التي لم تكن قوية يومها بالصورة التي تجعلها تتفوق على الحراش، وتلك التجربة كانت بمثابة درس ل شارف الذي لا يريد أن يتكرر معه السيناريو نفسه يوم السبت المقبل أمام الإتحاد ففضل تجاهل الحديث عن "داربي" الإتحاد كليا خلال خطاباته مع اللاعبين أو خلال التمارين التي برمجها معهم في حصصهم التدريبية. خبرة عيساوي، ڤريش ودوخة تفيد الجدد كثيرا ويكون شارف قد اطمأن على حال تشكيلته التي تضم عناصر تملك من الخبرة والتجربة ما يسمح لها بالتعامل بشكل إيجابي مع التحضير للقمة التي تنتظرهم، فالحراش ورغم ضمها لأسماء غير معروفة ككل مرة ورغم نقص خبرة هذه العناصر إلا أنها تتوفر على عناصر تملك خبرة طويلة في مثل هذه المباريات، ويكفي أن خبرة عيساوي، زيان شريف، دوخة، ڤريش، هندو، لڤرع، طواهري وياشير ستفيد الجدد كثيرا وتجعلهم يتعاملون بطريقة عادية وبهدوء أعصاب مع "الداربي" مهما كانت قيمة المنافس ومهما كانت الأسماء اللامعة التي يملكها، وهو عامل يصب في مصلحة شارف خلال التحضير للقاء. الحراش تسيّدت "الداربيات" الموسم الماضي ويخطئ من يعتقد أن الحراش ستواجه الإتحاد يوم السبت المقبل بتعداد مغمور سيكون لعب "الداربيات" أمرا جديد عليه لأن أغلبية التعداد الأساسي الذي يملكه شارف خاض عددا من "الداربيات" من قبل، ونذكر على سبيل المثال دوخة، العياطي، ڤريش، دمو، زيان شريف، هندو، لڤرع، ياشير، طواهري، عيساوي، حنيتسار، فهؤلاء جميعا خاضوا "داريبات" كثيرة من قبل وتعاملوا معها بشكل جيد جعل الحراش تتسيّد المباريات المحلية الموسم الفارط ب 11 نقطة في كل المواجهات التي جمعتها بإتحاد العاصمة، مولودية الجزائر وشباب بلوزداد ذهابا وإيابا، وبالتالي فإن أمر مواجهة الحراش للإتحاد يوم السبت المقبل لن يكون جديدا عليها مهما قيل عن انتدابات الإتحاد. ============ طاتام: "الفضل في بروزي مع الإتحاد يعود ل سعدي أمّا رونار فقد همّشني ودفعني للرحيل" "وجدت ضالتي في الحراش، لدينا مجموعة شابة ستواصل تألقها ككل المواسم" "مباراة الإتحاد عادية لي ولرفاقي ولم نتحدّث عنها في التدريبات" كيف هي المعنويات داخل المجموعة وكيف تجري التحضيرات؟ معنويات أي فريق تجدها مرتفعة عقب أي انتصار يحققه ونحن وكما تعلم فزنا في أول جولة بوهران وبالتالي فإن انطلاقتنا الجيدة في البطولة جعلت الأجواء رائعة داخل المجموعة وجعلت المعنويات مرتفعة، و"إن شاء الله ربي يدومها". وكيف تجري التحضيرات للقاء إتحاد العاصمة الذي ينتظركم يوم السبت المقبل؟ في ظروف جيّدة لكن بطريقة عادية جدا كتحضيراتنا لسائر اللقاءات الأخرى، هي مباراة عادية سنلعبها من أجل الفوز بالنقاط الثلاث وتأكيد انطلاقتنا الجيدة. تقول إنها عادية رغم أنها تكتسي طابعا محليا خاصا ورغم أن الجميع يتحدث عن إتحاد الجزائر كفريق للأحلام هذا الموسم. نعم هي عادية، صحيح أنها تكتسي طابعا محليا بما أنها سوف تجمع بين جارين يعرفان بعضهما جيدا، لكنها شبيهة باللقاءات الأخرى التي لابد من تحقيق نتائج جيدة فيها. ما الذي قاله لكم شارف عنها؟ لا شيء، نحن لم نتحدث عنها إطلاقا حتى الآن. وكيف تتوقع أن تكون المباراة؟ صعبة علينا وعلى الإتحاد، هي مباراة محلية يصعب التكهن بالفائز بها وستلعب على ميدان جميل ب 5 جويلية أين ستكون الفرجة مضمونة ليلا وبحضور غفير من الأنصار، والأحسن والأكثر تحكما في الأعصاب سيفوز. ألا تشعر بخصوصية اللقاء وأنت الذي تقمّصت من قبل ألوان الإتحاد لسنوات عديدة؟ لا أشعر بذلك، وبالنسبة لي هي ليست مباراة خاصة لأني لم أتقمص ألوان الإتحاد كثيرا، ثم أني لم أتكوّن في الإتحاد بل انتقلت شابا إلى هناك ولما رقيت إلى صنف الأكابر لعبت قليلا وغادرت وبالتالي فلا خصوصية نتحدث عنها. إذن لو يقحمك شارف ستلعب بطريقة عادية. نعم، أنا أحمل اليوم ألوان الحراش ومن الطبيعي أن أدافع عنها بكل قوة، وأكيد أن مدربي شارف لو يضع فيّ ثقته سأعمل على تشريف عقدي وإسعاد الأنصار. تعرضت إلى التهميش في الإتحاد، ألا تسعى للثأر من ذلك رياضيا في حال دخولك أساسيا أو احتياطيا في اللقاء؟ لا ثأر لي منهم، صحيح أني لم أكن راضيا عن التهميش الذي تعرضت له لكني لا أكن أي حقد أو كراهية لأحد ولا أرغب في الثأر من أحد، لدي دور عليّ القيام به في الميدان إذا دخلت وهو تشريف عقدي مع الحراش أنت من اللاعبين الذين تمت ترقيتهم مع مكلوش اللاعب الأساسي الحالي في الإتحاد. نعم رقيت أنا وبن علجية ومكلوش وبعدها صرت أساسيا في عهد المدرب نور الدين سعدي الذي كان يضع فيّ ثقته وكان يقحمني في كل مرة وعليّ ألا أنكر فضله، لكن بمجيء رونار تغيرت الأمور وصرت احتياطيا لا أدخل سوى في بضع فترات من المباريات ولو كان الفريق حينها يلعب من أجل الأدوار الأولى لتقبّلت الأمر ولقلت إنّ ذلك يتطلب عناصر ذات خبرة، لكن فريقنا كان يصارع من أجل البقاء ونحن الشبان كنا قادرين على ضمانه لكني همشت ودفعت للرحيل، ومع ذلك أرى أنها خيارات تتعلق بالمدرب هو المسؤول عنها، أنا اليوم نسيت ذلك وأركز في المهام التي تنتظرني مع فريقي. ما رأيك في المجموعة التي تملكها الحراش؟ مجموعة شابة وطموحة تسودها روح وأجواء رائعة ويشرف علينا مدرب كبير يدري ما الذي يقوم به، ولعل نتائج الحراش في الموسم الفارط تتحدث عنها فقد وصلت للنهائي في منافسة الكأس واحتلت الصف الرابع في البطولة والآن علينا أن نستمر في وتيرة النتائج الجيدة. وهل وجدت ضالتك؟ لا شيء ينقصني مع لاعبين أبناء عائلة وأنصار يحبون فريقهم. كلمة ل "الكواسر" ... أشكرهم على تنقلهم القوي إلى وهران وأدرك أن حضورهم سيكون أكبر يوم السبت المقبل، أطلب منهم أن يساندونا بقوة لأن تشجيعاتهم ستزيدنا ثقة في النفس سواء في لقاء الإتحاد أو في أي لقاء آخر. ================ بشوش: "مستوى اللاعب الجزائري متقارب والضغط سيكون على اتحاد العاصمة" عبّر المدرب المساعد ناصر بشوش عن ارتياحه للأجواء السائدة في التدريبات طيلة الأسبوع قبل مباراة القمة ضد إتحاد الجزائر، مؤكدا أن الإنتصار الذي عاد به اللاعبون من وهران جعل التحضيرات تجري في هدوء وبمعنويات مرتفعة منذ حصة الإستئناف يوم الاثنين الفارط، ناهيك عن الأجواء الرائعة التي وصفها لنا داخل المجموعة والحيوية التي تسودها. "لا تحضيرات خاصة لمباراة الإتحاد" وبخصوص القمة التي ستجمع الحراش بالجار إتحاد الجزائر وحتى وإن أقر بصعوباتها بالنظر إلى طابعها المحلي إلا أن بشوش أكد لنا أن التحضير لها يجري بصفة عادية جدا وفقا للبرنامج التدريبي الأسبوعي المضبوط قبل بداية الموسم، مضيفا: "إجراء أي تحضير خاص لها قد يفرض ضغطا رهيبا على اللاعبين وهو ما لا نريده، هي مباراة عادية وسنحضر لها بطريقة عادية فلم نحدثهم عن المنافس بعد لأنهم يدركون المهمة التي تنتظرهم ولأن الأغلبية يعرفون ما هي نوعية مثل هذه الداربيات وكيف تحضر من الناحية النفسية، أتأسف فقط لأن الداربي جاء في بداية الموسم فقد كان من الأفضل لنا وللإتحاد أن نخوضه في منتصف الموسم حتى نكون جميعا على أتم الإستعداد له". "كرة القدم رياضة جماعية وبالون وليست أسماء" وعما إذا كانت الحراش متخوفة من الإتحاد وانتداباته وأسمائه اللامعة كان بشوش صريحا في إجابته عندما قال: "لا نخافهم لأن كرة القدم تعتمد على روح المجموعة وليس على الأسماء اللامعة، من يلعب كرة جميلة يظفر بالنقاط الثلاث والأسماء لا تفعل أشياء كثيرة، ثم أني وبحكم تجربتي الطويلة في الميادين لا تخدعني الأسماء لأني أعرف جيدا مستوى اللاعب الجزائري اليوم وهو مستوى متقارب بين كافة اللاعبين، لذلك سنواجههم بطريقة عادية وسنلعب من أجل تأكيد انطلاقتنا القوية". "مود الإتحاد أمام باتنة لا يخدعنا" واعترف بشوش بأن الوجه الشاحب للإتحاد في لقائه ضدّ شباب باتنة لا يخدع الحراشية ولا يعني لهم شيئا، مضيفا: "البداية غالبا ما تكون صعبة لكافة الفرق وقد كانت صعبة على الإتحاد في أول لقاء على أرضه وجماهيره حيث عاش اللاعبون ضغطا رهيبا بعض الضجة التي أحدثت حولهم، وبالتالي فلن نغتر كثيرا بذلك ونقول إنهم سيمرون مجددا جانبا". "الضغط سيكون على سوسطارة يوم السبت" وعما إذا كان الضغط سيكون مفروضا على لاعبيهم أم على لاعبي المنافس أكد بشوش أن الضغط سيفرض على الإتحاد العاصمي بحكم أنه مرشح مسبقا للفوز بكل شيء وبالنظر أيضا إلى الإنتدابات التي قامت بها إدارته، وأضاف: "أما فريقنا فهو فريق عادي يتكون من مجموعة عادية وشابة وطموحة لن يفرض عليها أي ضغط مقارنة بلاعبي الإتحاد، سنخوض اللقاء في ظروف مريحة للغاية وسنقدم أفضل ما لدينا". "أتمنى أن تكون أرضية 5 جويلية جيدة" وبخصوص أرضية ميدان 5 جويلية أعرب بشوش عن مخاوفه من أن تتأثر بإجراء مباراة مولودية الجزائر والوداد البيضاوي عليها يوما قبل القمة العاصمية، مذكرا بما حدث في نهائي الكأس أمام شبيبة القبائل قائلا: "في النهائي جرت مباراة العسكر قبل مباراتنا وبعدها وجدنا أرضية كارثية في انتظارنا وأتخوف من أن يتكرر السيناريو مرة أخرى، لذلك آمل أن تكون الأرضية جيدة حتى يتسنى لعناصرنا تقديم كرة نظيفة وجميلة كالتي عوّدنا جمهورنا عليها". "لدينا ذكريات سيئة وحسنة هناك" في الأخير سألنا بشوش عن الذكرى السيئة للحراش مع هذا الملعب بعد خسارتها للكأس وما إذا كان متخوفا من تكرار سيناريو شبيبة القبائل فأجاب قائلا: "هي ذكرى سيئة لم نتجرعها حتى الآن لأن الكأس كانت بين أيدينا وضيعناها، لكننا نملك ذكريات جيدة هناك حيث فزنا في الموسم ما قبل الماضي على النصرية برباعية وحتى إتحاد الجزائر لم يقدر على هزمنا فيه".