رغم تكبّد مولودية قسنطينة خسارة هي الثالثة لها في الموسم يوم الجمعة الماضي أمام أولمبي المدية، في مقابلة عرفت أحداثا داخل الميدان وخارجه أثرت سلبا في رفقاء بولمدايس الذين سقطوا في الوقت بدل الضائع مما يجعل تجرّع الهزيمة شيء صعب، إلا أن الهزيمة في تلك الأوضاع تعتبر شيئا منطقيا، وعلى الجميع نسيان تلك الخسارة القاسية والتفكير في المستقبل، بما أن "الموك" سيواجه بعد أيام قليلة اتحاد عنابة في لقاء مهمّ لأشبال تبيب، من أجل تدارك الخسارة أمام المدية والتموقع جيدا في سلم الترتيب، وتقليص الفارق عن فرق المقدّمة. "لعب النيّة لازم يروح" صحيح أن المتسبّب الأول في خسارة "الموك" في المدية هو الحكم شنان الذي فعل كلّ شيء - حسب الكثيرين- من أجل أن تبقى النقاط في المدية، واستفز كثيرا لاعبي المولودية حتى أخرجهم من المقابلة، إلا أن هذا لا يبرّئ مسؤولية بعض الأطراف الأخرى داخل النادي، فالفريق لعب 20 دقيقة الأولى بطريقة حسنة وهاجم وسجّل هدفا وبعدها لم يقم سوى بالدفاع عن الهدف، رغم أن المدية كانت مرتبكة ومهددة بتلقي أهداف أخرى، إلا أن رجوع لاعبي "الموك" للخلف إضافة إلى قرارات الحكم، منح المدية الثقة في العودة والفوز الذي لم يجلب ل "الموك" إلا الحسرة في الأخير، لأن الأولمبي لم يكن بذلك الفريق القوّي الذي بإمكانه الفوز على المولودية، ولعب "النية" بالركون للدفاع والدخول في لعبة الحكم، جعل رفقاء عيساني يخسرون نقاطا كانت ستضعهم في مركز غير بعيد عن المقدّمة. الفريق مطالب بمراجعة حساباته وعنابة فرصة للتعويض وبالرجوع قليلا إلى الوراء قبل مقابلة المدية، نجد أن مولودية قسنطينة كانت في أحسن رواق للعودة بالزاد كاملا بالنظر إلى وتيرة النتائج الإيجابية قبل آخر جولة وكذلك الحالة المعنوية للاعبين مقارنة بالمنافس، الذي عاش أسبوعا مضطربا قاطع من خلاله لاعبوه جزءا من التدريبات، ورغم أن الحكم والحظ لم يكونا إلى جانب القسنطينيين، ولكن تضييع مقابلة أمام منافس يتخبّط في مشاكل ليس في صالح المولودية التي تلعب من أجل الصعود، وعليها باستغلال مثل هذه الفرص مستقبلا. ومهمة التعويض والتدارك ستكون من بوابة اتحاد عنابة هذا الجمعة، في لقاء كبير وجب على "الموك" الفوز به واسترجاع أمل الصعود. إيديو، بن دريدي وبلوفة لتعويض المعاقبين تم طرد المدافع الأيسر طيّب الياس والمهاجم بورقعة مصطفى في لقاء الجمعة أمام أولمبي المدية، وهو ما يعني أنهما سيكونان غائبين عن لقاء الجولة الثامنة أمام اتحاد عنابة، وعلى الطاقم الفني إيجاد الحلول والبدائل من الآن، ولو أن كلّ المؤشرات توحي بدخول أحد المدافعين إيديو أو بن دريدي على الجهة اليسرى، والاختيار سيكون بينهما، وتعيين من سيلعب أساسيا مؤجل حتى ليلة المقابلة. أما تعويض بورقعة سيكون صعبا بالنظر إلى وزن اللاعب داخل التشكيلة، وكذلك افتقار التعداد لمهاجمين، والحلّ دون شك سيكون في عودة بلوفة الذي شفي بشكل كبير من تمزّقه العضلي، ومشاركته ستتأكد مع مرور الأيام. عدم إقحام شرماط يبقى محيّرا ! أثار عدم إقحام صانع اللعب شرماط وليد أمام المدية حيرة الأنصار رغم أن الفريق كان بحاجة إلى لاعب سريع ومهاري لتعويض طرد بورقعة وخروج جمعوني، حيث ترك مغادرة الثنائي فراغا كبيرا في وسط وهجوم المولودية، مما انجرّ عنه صعود كلّ لاعبي المدية وشكلوا ضغطا كبيرا انتهى بطرد طيّب وتلقي هدف قاتل في آخر أنفاس المقابلة. وأجمع كل من تابع اللقاء السابق ل "الموك"، على أن دخول شرماط كان كفيلا بتهديد مرمى المنافس، خاصة أن صاحب الرقم 10 كان الوحيد القادر على صنع الفارق بفضل انطلاقاته السريعة وتوغلاته، ويبقى عدم الاعتماد عليه من قبل الطاقم الفني أمرا غير مفهوم. اللاعبون لم يغادروا القبة البيضاء بعد المدية على عكس كلّ المقابلات السابقة أين كان اللاعبون يغادرون إلى بيوتهم بعد نهاية كلّ لقاء داخل الديار أو خارجه، اختلف الأمر هذه المرّة، فبعد نهاية مقابلة أولمبي المدية عاد كلّ التعداد إلى قسنطينة ووصلوا القبة البيضاء في ساعة متأخّرة من ليلة الجمعة، وهذا بطلب من رئيس الفريق بورفع، حتى يكون الجميع حاضرا في حصة الاستئناف التي أجريت أمسية أمس الأحد، ومنع "البرانية" من الالتحاق بمدنهم، وهذا حتى يضع الجميع في الصورة للتحضير الجيّد لمقابلة عنابة التي يريد منها الجميع أن تكون محطة لانطلاقة جديدة. وقد استغلّ بعضهم فرصة إجراء لقاء جمعية الخروب ووفاق سطيف بملعب الخروب وحضروا اللقاء على غرار بورقعة وعيساني. تبيب: "إرادة المدية للفوز أمام 9 لاعبين صنعت الفارق" أرجع محمد تبيب مدرب مولودية قسنطينة الذي تجرّع أول هزيمة في أول لقاء له في كرسي احتياط "الموك"، أسباب الخسارة إلى كون المواجهة لعبت في ظروف مكهربة بسبب القرارات العشوائية للحكم، وذكر أن المقابلة ميّزها الاندفاع البدني الكبير. وقال تبيت إن النتيجة النهائية كانت قاسية جدا على فريقه الذي تلقى هدفا في الدقيقة 92، وجاء نتيجة الإرادة الكبيرة للأولمبي أمام 9 لاعبين فقط من جانب المولودية، وفي كرة القدم - حسب تبيب- من الصعب أن تصمد بنقص عددي يصل إلى لاعبين اثنين. "لدينا نقائص كبيرة سنعالجها مستقبلا والبداية مع عنابة " وتابع تبيب حديثه معنا بأن لقاء المدية كان الأوّل له مع الفريق، وقبله أشرف على 3 حصص فقط، وقد استغرب لبعض الأقاويل التي تحمّله مسؤولية الخسارة وقال إن عملا كبيرا ينتظره، لأن لقاء المدية كشف أخطاء كثيرة ونقائص عديدة في كلّ النواحي وليس فنيا فقط، وأوضح أنه سيحاول تصحيح ذلك مع مرور الوقت وفي أقرب ما يمكن، من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب، والحفاظ على كلّ حظوظ الفريق لتحقيق هدفه، خاصة أن "الموك" تملك من الإمكانات واللاعبين القادرين على رفع التحدّي، والبداية ستكون من اللقاء القادم أمام اتحاد عنابة.