قبل 48 ساعة عن موعد لقاء القمّة بين مولودية قسنطينة واتحاد عنابة، لا يدور حديث وسط أنصار "الموك" إلا عن هذه المقابلة التي يسعى من خلالها أبناء بن باديس إلى تحقيق انتصار يعيدهم إلى الواجهة ويقرّبها أكثر من برج المراقبة مع ثلاثي المقدمة، وحتى وإن كانت الحسرة شديدة على تضييع لقاء المدية قبل أسبوع، إلا أنها تحوّلت إلى رغبة في التدارك وإعادة التموقع الجيّد في سلم الترتيب، وهذا لن يمر إلا بالفوز على أبناء "بونة" في قمّة الجولة الثامنة لبطولة الرابطة المحترفة الثانية. وتدرك كل أسرة المولودية أن الانتصار عشية الجمعة سيضع "الموك" في موضع ممتاز، لمواصلة الزحف نحو المقدمة وتحقيق الهدف الظرفي بالتواجد ضمن ثلاثي المقدمة مع نهاية مرحلة الذهاب. نحو أكبر حضور منذ انطلاقة الموسم وبالنظر إلى أهمية مقابلة هذا الجمعة أمام منافس اسمه اتحاد عنابة يبقى مرشّحا للعب ورقة الصعود رغم بدايته المتوسطة، فإن أنصار المولودية يدركون جيدا أن مواجهة "بونة" بست نقاط وسيحاولون من خلالها الفوز بما أن الفريق سيستقبل بملعبه وأمام جمهوره، وإلحاق بالمنافس العنابي هزيمة أخرى تبعده أكثر عن هدفه الموسمي وتعمّق فارق النقاط بين أكبر مرشحين للالتحاق بأهلي البرج نحو المقدمة والصعود نهاية الموسم، ومن أجل هذا أكد كلّ أنصار المولودية أنهم سيكونون بأعداد غفيرة في مدرجات ملعب حملاوي، وقد لمسنا رغبة كبيرة حتى من الذين قاطعوا الفريق منذ مدّة، والكل عازم على الحضور بقوّة ومساندة رفقاء القائد بولمدايس ودفعهم إلى الانتصار. هذا، وتشهد معاقل أنصار البيضاء أجواء غير عادية هذا الأسبوع، فالكل مجنّد لجعل مواجهة عنابة عرسا كبيرا ينتهي بفوز يعبّد الطريق لانطلاقة حقيقية للمولودية التي ينتظرها منعرج حاسم سيحدّد إن كان فعلا الفريق يمكنه الصعود أم لا، بما أنه سيتنقل إلى البليدة الأسبوع الموالي. وقد بدأ عشاق "الموك" حملة توعية داخل الأنصار يؤكدون فيها بضرورة العودة للمدرجات بمناسبة لقاء عنابة، لأن الفريق بحاجة إلى كلّ جماهيره واضعين كلّ الخلافات والأسماء جانبا، وقال الكثير منهم إن من لا يتنقل إلى "حملاوي" يوم الجمعة ليس "موكيست"، لأنه من يرفض المساعدة وقت الشدّة فلا فائدة منه. "الموك" تواصل التحضيرات في "ديدوش" تواصل تشكيلة مولودية قسنطينة تحضيراتها بشكل جدّي لمواجهة اتحاد عنابة، وكلّ اللاعبين عازمون على تخطي عقبة "بونة" وتحقيق الفوز الرابع في البطولة، وهذا ما لمسناه في حديثنا مع أغلب العناصر، ومن خلال التركيز والعزيمة التي أظهروها في التدريبات. إذ لا حديث بينهم إلا عن كيفية الفوز هذا الجمعة وإسعاد الأنصار الذين يتشوقون لرؤية فريقهم يعود إلى جو الانتصارات بعد عثرة المدية في الجولة الماضية. وقد نقلت كلّ تدريبات هذا الأسبوع إلى ملعب مدينة ديدوش مراد المعشوشب اصطناعيا، بسبب تدهور أرضية ملحق "حملاوي"، على أن يجري الفريق حصة واحدة بملعب حملاوي قبل اللقاء، خاصة أن الفريق الجار شباب قسنطينة هو كذلك سيجري حصة في حملاوي تحضيرا للقائه المحلي مع الخروب يوم السبت. بلوفة تغيّب يوم الاثنين ويضع تبيب في ورطة بعد أن كان من المقرّر أن يحضر تدريبات فريقه أمسية الاثنين بعد أن ضيّع حصتي الأحد الاثنين الصباحية في قاعة تقوية العضلات، تغيّب المهاجم بلوفة مرّة أخرى يوم الاثنين لأسباب مجهولة رغم أنه أكد على حضوره قبل ذلك في اتصال هاتفي مع "الهدّاف". وكان لغياب بلوفة تأثير فعلي على الفريق بما أن تعداد "الموك" يفتقر لمهاجمين بعد معاقبة بورقعة، ولم يبق إلا جمعوني الوحيد الذي يتواجد على استعداد لمقابلة عنابة، ودخوله أساسيا سيكون مؤكّدا. فيما تبقى قضية بلوفة غامضة، فاللاعب الذي أصيب قبل لقاء "البوبية" وتم منحه راحة لمدة 10 أيام غاب ل 12 يوما لحد الآن ولم يتدرّب بعد، وكان من المفترض أن يلتحق يوم الأحد بالمجموعة لتحضير مقابلة عنابة، إلا أن غيابه لثلاث حصص مع بداية الأسبوع وضع المدرب تبيب في حرج، لأنه لا يملك البدائل في الهجوم ومن المستبعد أن يشركه بعد غيابه ل 12 يوما دون تدريب. تبيب: "لا أعرف بلوفة ولن أتخذ أيّ قرار مُسبق" قال لنا المدرب تبيب بخصوص انعدام الحلول الهجومية في لقاء عنابة بعد غياب بلوفة عن 3 حصص بداية الأسبوع، وهو الذي كان يعوّل عليه كثيرا لتعويض غياب بورقعة المعاقب، خاصة أن فترة راحة بلوفة المقدرة ب 10 أيام انقضت وكان عليه الالتحاق بالتشكيلة يوم الأحد: "تأسفت للغياب غير المفهوم ل بلوفة الذي قلّص بذلك تواجد مهاجم آخر، رغم أنني لا أعرف هذا اللاعب كوني جديدا في الفريق وليس لدي فكرة موسعة عن جميع اللاعبين". وفي سؤالنا عن وضعية بلوفة الذي غاب عن 3 حصص وهل سيعتمد عليه أو سيبعده عن التشكيلة في لقاء عنابة، أجاب تبيب: "لا أعلم حتى بوضعية هذا اللاعب الصحية وهل شفي نهائيا من إصابته أم لا، وهل تدرّب في مقر سكناه أم لا، ليست لدي أيّ معلومة بشأنه خاصة أنه لم يتدرّب يومي الأحد والاثنين. أما عن إشراكه أمام عنابة من عدمه فلا أريد أن أحكم بقرار مسبّق، وسأنتظر حتى أعاينه حتى نهاية الأسبوع لأقرّر بشأنه". الخطة قد تتغيّر إلى (4، 3، 3) أو (4، 5،1) في ظل تقلّص الحلول الهجومية واحتمال غياب بلوفة عن التشكيلة الأساسية لثالث مقابلة على التوالي بسبب غيابه مع بداية الأسبوع، فإن المدرب تبيب قد يضطر إلى تغيير الخطة بأكملها بما أن التعداد يتوفّر على مهاجم صريح واحد فقط هو جمعوني، وهذا ما يجعل أمر تغيير الرسم التكتيكي شبه مؤكد. حيث من المرجّح أن تدخل تشكيلة المولودية بخطّة (4، 5، 1)، وهذا بالاعتماد على ثلاثي وسط دفاع كالعادة ولاعبي وسط على الأطراف قد يكونان بنسبة كبيرة شرماط ودربال. أما الاحتمال الثاني فهو لعب ورقة الهجوم بخطة ( 4 3 3) وإدخال شرماط ودربال لاعبي جناح مع تواجد جمعوني رأس حربة. فيما يبقى احتمال الإبقاء على خطة (4، 4، 2) بإدخال شرماط، دربال أو بلعيدي كمهاجم ثانٍ، أمرا ممكنا أيضا.