"في كامبالا سعود خاف من الرّصاص الطائش ونام تحت السرير" "في نهائي إيوانوانيو عريبي فتح لنا النوافذ المطلة على المدرجات وقال: شاهدوا هذا الجمهور، ليس لديّ ما أقوله لكم" يُعتبر جمال نابتي من بين اللاعبين الأكثر تتويجا في وفاق الثمانينات، بعد أن حصل على كأسين للجمهورية، كأس إفريقية، أخرى أفرو- أسيوية، وبطولة وطنية، كما شارك مع الاتحاد السطايفي في الصعود من القسم الجهوي إلى القسم الثاني في موسمه اعتزاله. وفي هذا الحوار يتحدّث نابتي عن مشواره مع الوفاق..... استضفناك قبل نهائي كأس الجمهورية 2010، وصرّحت يومها: "اللاعبون إذا ما جابوش الكأس فليبقوا في العاصمة"، ماذا تقول اليوم بعد مرور أكثر من سنة ونصف؟ أوّلا، بارك الله فيكم على هذه الدعوة الثانية عبر صفحات جريدة "الهدّاف"، وأؤكد لكم على أن كل زملائي القدامى من اللاعبين في قمة السعادة على هذا الركن التاريخي الذي تتركون فيه المجال كلّ أسبوع لواحد من القدامى من أجل أن يسرد تاريخه مع الوفاق. إذا عدنا إلى سؤالنا، ماذا تقول عن نهائي كأس الجمهورية 2010 أمام باتنة؟ أقول للاعبين بعد مرور أكثر من سنة ونصف: "يعطيهم الصحة"، لأنهم أعادوا الكأس إلى سطيف في ماي 2010 بعد 20 سنة كاملة من الانتظار، وأنا بعد أن كنت قد أجريت معكم حوارا يومين أو 3 قبل النهائي، فقد تنقلت إلى النهائي مرفوقا بابني في سيارتي الخاصة، وشاهدنا المباراة وسط الآلاف من أنصار الوفاق في 5 جويلية. المهم أن العدد الكبير من أنصار "الكحلة والبيضاء" الذين تنقلوا إلى نهائي الوفاق أمام "الكاب"، يبيّن أن لهذه المدينة ارتباطا كبيرا بكأس الجمهورية وتعشق هذا اللقب أكثر من أيّ لقب آخر. في الحوار السابق معك (في نهاية أفريل 2010) تحدّثنا فقط عن كأس الجمهورية، والآن نتحدّث عن بداية مشوار نابتي، كيف كانت؟ كأغلب لاعبي تلك الفترة كانت البداية في سنة 1972 في اتحاد سطيف، بدأت في إتحاد سطيف في صنف الأشبال، ثم الأواسط، قبل أن ألعب مقابلات في صنف الأكابر مع هذا الفريق فوق أرضية ملعب 8ماي معشوشبة طبيعيا وقتها (قبل تحويله إلى العشب الاصطناعي في منتصف السبعينات)، وبعدها تنقلت إلى الخدمة الوطنية أين لعبت في فريق القيادة العامة للناحية العسكرية الأولى بالبليدة، أين كان مدرّبنا هو مدني لاعب شباب بلكور، وبعد إنهاء الخدمة العسكرية عدت إلى الاتحاد مجددا. كيف كان تنقلك إلى الوفاق؟ الوفاق في تلك الفترة كان يضمّ قريش - رحمه الله- ، خلفي، سعود، خلفة، شنيتي، ولعبنا مقابلة ودية بين الاتحاد والوفاق وأنا لاعب في الاتحاد، كان ذلك في 1979، ولعبت في محور الدفاع وبعد نهاية اللقاء، جاء إليّ مختار عريبي وأكد لي أنه أعجب كثيرا بي، وقال لي إنني إذا كنت مهتما باللعب في الوفاق فهناك دورة ودية في مسيلة، وإن كنت أعمل فإدارة الوفاق ستقوم بترخيص غيابي. ماذا كان ردّك؟ من يرفض الوفاق في تلك الفترة وخاصة بعد الإصلاح الرياضي؟ وتنقلت مع الوفاق إلى مسيلة بمناسبة نصف الشهر الاقتصادي لهذه المدينة، وشارك في الدورة الكروية الفرق التي ترعاها "سوناطراك"، وهي: مولودية نفط الجزائر، مولودية نفط وهران، ووفاق نفط سطيف، وكان الفريق الرابع مكوّنا من نخبة لاعبي مسيلة والبرج. ولعبت منصب ظهير أيمن أمام مولودية وهران التي كانت تضمّ لاعبين كبار مثل شعيب، بلكدروسي وغيرهم..، وفي اللقاء الثاني أيضا أشركني أيضا مدافعا أيمن ونجحت في اللقاءين. كان انضمامك الرسمي إلى الوفاق؟ بعد العودة إلى سطيف كان المرحوم مرزوقي هو المدير الإداري على مستوى مؤسسة البلاستيك، وذهب إليه مختار عريبي - رحمه الله- وطلب منه إدماجي في "سوناطراك"، بعد أن كنت أشتغل من قبل في مؤسسة بالبناء (الديانسي). ولعبت في الوفاق من 1979 إلى غاية 1991-1992، وكان لي الشرف للعب ضمن وفاق الثمانينات الذي يعتبره الجميع أفضل جيل مر على سطيف (جيل 1980-1990). كان لك الشرف للتتويج بكأس 1980 بعد أن غابت الألقاب وقتها 12 سنة كاملة؟ نعم، دخلت المباراة النهائية بديلا أنا وعربات العياشي، بعد أن كان القانون وقتها يسمح فقط بالقيام بتغييرين، فأنا دخلت مكان جمال شايبي المصاب، في حين أن عربات دخل في الشوط الثاني مكان شايب ذراع. قبل النهائي متى كان أول لقاء لك مع الوفاق؟ كان في ملعب 8 ماي أمام اتحاد الحراش، وأشركني المرحوم عريبي ظهيرا أيسر بسبب غياب خلفي بوعلام بداعي الإصابة، وكان "بايا" هو الجناح الأيمن للحراش، وكانت تلك هي المرة الأولى في حياتي التي ألعب فيها ظهيرا أيسر. ألم تجد صعوبات في بداية مشوارك مع الوفاق؟ أكذب عليك إن قلت لا، ففي البداية كانت الصعوبات كبيرة، خاصة في الدور النهائي لمّا طلب مني المرحوم عريبي أن أنهض لتسخين نفسي في اللقاء النهائي أمام اتحاد العاصمة. لماذا خفت؟ لأوّل مرّة في حياتي ألعب أمام 100 ألف متفرّج في 5 جويلية، وزيادة على ذلك لم يسبق لي أن لعبت مباراة نهائية في حياتي، وكان هذا سبب ذلك الاضطراب قبل الدخول. هل تتذكر المشوار قبل المباراة النهائية؟ لا أتذكر كثيرا موسم من موسم 79-80، ولكن هناك بعض المباريات الهامة مثل مولودية وهران وغالي معسكر في سطيف، وكذا ديناميكية البناء في نصف النهائي. كيف زال عنك الخوف في النهائي؟ مع أول لمس للكرة تغيّرت المعطيات، وقمت برقابة فردية على قديورة الذي كان الأخطر في الاتحاد العاصمي، ومع العمل البدني الذي كنا نقوم به إضافة إلى "الصحة والصغر"، أدّيت مقابلة كبيرة. اللقب الأول في مشوار أيّ رياضي يبقى خاصا، أليس كذلك؟ بالتأكيد نعم، لأنه إضافة إلى أنه اللقب الأول فقد كانت أسماء قديورة، الحارس المرحوم سليماني، كدو - رحمه الله-، عبدوش وغيرهم... لقد كان فريقا كبيرا، وهذا ما زاد من قيمة التتويج على الاتحاد. بعد تلك الكأس كانت لك أول مغامرة قارية مع الوفاق، ماذا تتذكّر منها؟ ذهبنا إلى "كامبالا سيتي" وأتذكر جيدا أننا لعبنا أمام شباب بلكور في 20 أوت 24 ساعة قبل التنقل إلى العاصمة الأوغندية، وأمام "السياربي" صدّ الحارس شنيتي ركلتي جزاء في المباراة، وكان هناك وزيران جاء لمشاهدتنا وهما الوزير حوحو والوزير عبد المجيد علاهم، وأتذكر حادثة وقعت معهما إلى اليوم. ما هي هذه الحادثة؟ إضافة إلى فوزنا 0-2 على شباب بلكور بفضل تصدّي شنيتي لركلتي جزاء، فقد جاء الوزيران حوحو وعلاهم لتوديعنا لأنه بعد المباراة نتنقل للإقامة في فندق "الأوراسي"، وفي صبيحة اليوم الموالي نشدّ الرحال إلى بوركسل البلجيكية ومنها إلى كينيا وصولا إلى كامبالا الأوغندية. الحادثة كانت مع الوزيرين اللذين نزلا في نهاية المباراة ب 20 أوت إلى غرف الملابس من أجل تهنئتنا بالفوز، وأيضا التمني لنا التوفيق في أول مواجهة قارية لنا، وكان المرحوم عريبي واقفا أمام الباب ورفض أن يدخلا إلى غرف ملابس اللاعبين، قبل أن ينتهي اللاعبون من أخذ الحمام (الدوش)، وقال لهما بالحرف الواحد إنه يرفض أن يدخل أيّ كان إلى غرف الملابس قبل أن يأخذ كلّ اللاعبين حمامهم. ذكر لك تلك الحادثة أربطها بما حصل للوفاق مؤخّرا في تيزي وزو. تقصد دخول كاميرا "دزاير واب تي في"؟ نعم، دخول الكاميرا إلى غرف ملابس الوفاق وتصوير اللاعبين وهم يتحدّثون عن أمور داخلية في الفريق وبعضهم بالملابس الداخلية شيء خطير جدا وكارثة بأتمّ معنى الكلمة، ليس فقط الكاميرا من أرى أنها ممنوعة، ولكن أيضا الأشخاص الذين يأتون في نهاية المباريات إلى غرف الملابس، واحد يبحث عن قميص والآخر "جيبلي نشرب" وغيرها من الأمور التي تؤثر سلبا في التركيز. في "كامبالا"، كيف كان اكتشاف إفريقيا بالنسبة لك؟ كانت أوغندا في حرب أهلية وكنا من المطار إلى الفندق نمرّ عبر طريق توجد على قارعته بعض الجثث التي كانت في حالة تعفن وبقيت مرمية. أكيد انتابكم الخوف؟ نعم وخاصة الحو (سعود الحسين) الذي أصبح ينام تحت السرير خوفا من دخول رصاصة طائشة إلى غرفته (ينفجر ضاحكا).. لقد أخذ "المطرح" والوسادة ووضعهما تحت السرير ونام هناك طيلة الأيام التي قضيناها في أوغندا. خسرتم 1-0 وإيابا فزتم 2-0، ماذا تتذكر من التأهل القاري؟ في الإياب كان جمهورا أكثر من خارق، حيث بيع عدد قياسي من التذاكر خاصة أنها المرّة الأولى التي يحتضن فيها 8 ماي مباراة خارجية، وفزنا 2-0، وأتذكر أنه في الهدف الأول جئت أجري من أجل أن أرتمي في عنق المرحوم محمد قريش ولم أصل إلى عنقه، ولكننا "تعنقشنا فيه" كلّنا فرحا.. الأكيد أنه يموت الرجال ويبقى التاريخ، ولليوم نذكر المرحوم محمد قريش أنه مسجّل أول هدف قاري في تاريخ الوفاق. كانت لكم في 1981 أيضا مغامرة قارية في "دوالا"، ومعها أكبر خسارة خارجية في تاريخ الفريق، ماذا حصل في دوالا؟ ذهب عريبي وجاء كرمالي وذهب معنا إلى "دوالا"، ومن سوء حظنا أن اللقاء كان في موسم الأمطار الاستوائية. في الشوط الأول كان الجو عاديا ومنهزمين 1-0، ولكن في الشوط الثاني سقطت أمطار بطريقة لم أرها في حياتي، كما نقول بالعامية "تصب بالبيدون"، إلى درجة أصبحت منها رائحة المستنقعات تخرج من أرضية الميدان، ولم نتمكن حتى من ضرب الكرة مترين إلى الأمام، في حين أن لاعبي دوالا كانوا متعوّدين على هذا، وكانوا يرفعون الكرة في السماء ويرفعونها عاليا، ليأتي قلب الهجوم الكاميروني ويصعد بين ثنائي المحور سرّار وشايبي ويسجّل أو يستغلّ انزلاق الكرة على بركة الماء بينهما ويجد نفسه وجها لوجه، ومع كلّ هدف يسجّله يتجه نحو كرمالي ويقوم باستفزازه بحركاته اليدوية (حركات استفزازية وليس لا أخلاقية)، إلى درجة أن كرمالي انزعج منه وأخرج سكينا صغيرا من جيبه في مقص الأظافر، وقال لنا "خليوني، أجبدوا أرواحكم.. أنا اللّي نباصي عليه"، بصراحة "مرمدونا" وفازوا علينا ب 5 أهداف كاملة. لكن في 2010 الوفاق ثأر لكم من خماسية "دوالا"؟ صحيح، وهذا يدخل في تاريخ الوفاق، ولو أن الجيل الحالي للوفاق يبقى ينقصه دوما كأس إفريقية، لأنه لمّا تصل إلى التتويج بكأس للقارة معناه أنك وصلت إلى القمة، والجيل الحالي حصل على البطولة، الكأس، الكأس العربية، كؤوس شمال إفريقية، ويبقى ينقصه كأس إفريقية ليكون سجّله كاملا مثل سجّل جيل الثمانينات. في بداية الثمانينات وقعت لك حادثة الهدف الشهير ضدّ مرماك الذي تسبّب في إقصاء الوفاق، كيف وقعت الحادثة؟ آآآآآه فكّرتني في الهدف التاريخي، كان ذلك في موسم 81-82، كان اللقاء في إطار ربع نهائي الكأس أمام ملاحة حسين داي في ملعب تيزي وزو، كانت النصرية تضمّ أسماء كبيرة مثل ماجر، مرزقان، ڨندوز، أين الحسين، لعزيزي، وأنا صغير في السن. وفي نهاية تلك المباراة كان حنصال محمد هو حكم الذي أدار اللقاء. أفضل لاعب في 22 فوق الميدان سجل ضدّ مرماه، لأنني لعبت مقابلة خارقة جدّا. كيف سجلت الهدف ضدّ مرماك؟ كانت النتيجة متعادلة 1-1 والمقابلة تتجه نحو الوقت الإضافي، حيث لم تبق سوى 4 أو 5 دقائق على نهايتها، والأمطار تتساقط بغزارة وتحوّلت معها الأرضية إلى زلجة جدّا. وجاءت فتحة من الجهة اليسرى وأنا لكي لا أرميها للتماس أو الركنية، أردت أن أعطيها للحارس شنيتي بالرأس ولم أضربها بقوّة، ولكن لأن الأرضية كانت زلجة اصطدمت الكرة بالأرض ودخلت في الزاوية القائمة، رغم ارتماءة شنيتي الذي حاول جاهدا الوصول إلى الكرة "وتلوط معاها" دون جدوى، كان هدفا رائعا (يضحك)... كيف أحسست؟ أمسكت رأسي وسقطت على الأرض، وجاء المرحوم محمد قريش إليّ وقال لي: "أنهض، هذه مهنة كرة القدم بدأت تدخل في رأسك جيّدا"، تأثرت كثيرا خاصة أن جمهورا كبيرا تنقل من سطيف في جوّ ماطر ويعودون إلى سطيف خائبين. لكن في تلك الفترة ضيّعتم أكثر من كأس للجمهورية، لماذا؟ نعم، في الثمانينات ضيّعنا نصف نهائي أمام جيل هندسة الجزائر في 1984 في نصف نهائي بعد أن كنا متفوّقين. ودخل دمدوم وسجّل علينا ثنائية، بعد أن غاب برناوي عن اللقاء ولعب سرّار- شاذلي في المحور، هناك أيضا مرتان أمام برج منايل وخاصة اللقاء الأخير. تقصد المقابلة الرمضانية التي انهزمتم فيها بركلات الترجيح؟ كانت مباراة في سهرة رمضانية والملعب "مطرطق"، كانت فرجة واستعراضا حقيقيا من طرفنا، وقتها صدّقت فعلا أنه لما ترفض الكرة الدخول إلى المرمى لن تفعل لها شيئا. 120 دقيقة ونحن مسيطرون والكرة ترفض الدخول، وحتى في ركلات الجزاء لم يتمكن أيّ من اللاعبين التسجيل، بحيث ضيّع عجيسة، عجاس، ولا أتذكر من هو الثالث. تكون الوفاق تدريجيا ووصلت الأمور إلى موسم التتويج باللقب، كيف تمّ التمهيد للبطولة؟ من موسم إلى موسم كان التعداد يضمّ لاعبا أو اثنين ويحافظ على التعداد. أنا قبل موسم البطولة وقع لي مشكل مع كرمالي وتوقفت في نصف مرحلة الإياب لموسم 85-86 أين بقيت خارج التشكيلة لحوالي 5 أو 6 أشهر. ماذا حصل لك بالضبط مع كرمالي؟ كان هناك نزاع بيني وبينه، كما يقال كرمالي "لاح عليا الباش" وأنا "زدت خشنت راسي"، وجاءت الأمور على بعضها البعض، ولكن بعد ذلك عادت الأمور إلى نصابها بعد ذهاب كرمالي في صيف 1986 ومجيء عريبي. هل صحيح أن اللعب على اللقب في موسم 86-87 كان هدفكم؟ مع المرحوم مختار عريبي كل شيء ممكنا، وأتقدّم شيئا ما في الحديث وبالضبط في فندق "بانوراميك" بمناسبة نهائي كأس أندية أبطال إفريقيا، أين تمّ أخذنا في الحافلة وسط تغطية أمنية، وبمجرّد أن وصلنا إلى ملعب 17 جوان شاهدنا المدرجات مكتظة عن آخرها، لمّا ترى ذلك المنظر يكون لك شعور أكثر من خاصّ. ولمّا وصلنا إلى غرف الملابس بالحافلة، كان المرحوم عريبي يدخن السجائر "رايح، جاي" من شدة قلق المباراة، ثم كلم الطبيب والمدلك عن الحالة الصحية للاعبين ولمس أن الكلّ جاهز، وبعدها أعطى التشكيلة الأساسية التي ستلعب المباراة، قبل أن يقوم بفتح نوافذ غرف الملابس المطلة على المدرّجات، مما سمح لنا برؤية كلّ تلك الآلاف التي كانت محتشدة في مدرجات ملعب قسنطينة. وقال المرحوم بالحرف الواحد: "ليس لديّ ما أقوله لكم، أنظروا إلى هؤلاء الآلاف الذين تنقلوا معكم، هل يعقل أن تخيّبوهم؟"... "عندما سقط الوفاق في بولوغين أحسست بسقوط "دالة" على رأسي، وبقيت مُختبئا أسبوعا في العاصمة" "حصولنا على الكأس الإفريقية ونحن في القسم الثاني دليل على أننا سقطنا "غلاط"، واجتماع الأزمة وراء التتويج" "يُخطئ من يظنّ أن لاعبي جيلنا لم يحصلوا على مقابل، ويأتي وقت ويقولون بورحلي لم يحصل على شيء" "في سيراليون لو تأهّلنا أقسم أنهم كانوا سيقتلوننا، وطلبنا من عجيسة تضييع ركلة الجزاء" يوم 9 ديسمبر 1988 يبقى خاصّا، أليس كذلك؟ بالتأكيد أن ذلك اليوم لا ينسى، لأنه كان يوما مثلجا "قيرة كبيرة" كما يقال، إلى درجة أن لاعبي الفريق النيجيري قتلهم البرد، وكانوا يقومون بوضع الدهون الطبيّة على أفخاذهم لمقاومة البرد، وهذا عاد تماما مثل ما يحصل لنا في الحرارة عندهم. متى اقتنعتم أنه بإمكانكم التتويج باللقب؟ بالتأكيد أنه في برج منايل بعد فوزنا في ملعب صالح "تاكجراد" على جيل سكاكين برج منايل، كان فريقا كبيرا بتواجد أسماء طونكان 1 و2، أيت الحسين، باريس، الحار سيد روحو، ڨنون..، في تلك المقابلة "طمعنا صحّ" لأننا تأكدنا أن اللقب أصبح قريبا، والشيء الأكيد أن الوفاق كان بطلا على كلّ المستويات وخاصة في الخط الخلفي أين لم نتلق سوى 23 هدفا في 38 مباراة التي لعبناها. لمّا حصلتم على لقب البطولة، ماذا كانت المنحة؟ لم تكن هناك منح كبيرة، بحيث كنا نحصل على منح المباريات ضمن الراتب الشهري، وهذا بعد أن يقوم المرحوم عريبي بنزع الغيابات. لكنكم حصلتم على شقق بمناسبة التتويج الوطني؟ هنا نقطة يجب أن نوضحها، وهي أن الكثير من اللاعبين في 1987 صرّحوا أن الوالي خليفة بن جديد منح الشقق في حي 1014 مسكنا بعد التتويج باللقب الوطني لموسم 86-87، ولكن حصلت بمناسبة لقاء الوفاق أمام "جان دارك" السينغالي، أين شاهد الشوط الأول من اللقاء وأعجبه المستوى ودخل إلى غرف الملابس ما بين الشوطين وقال لنا واصلوا اللعب بنفس الطريقة وتأهّلوا إلى الدور القادم وسأحل كلّ مشاكلكم. وبعد نهاية اللقاء تناقشنا مع المرحوم عريبي حول المشاكل التي نعانيها، وفي سنة 1987 كان المشكل الأكبر لكلّ الجزائريين هو السكن، فمن كانت له شقة في تلك الفترة "ماكانش"، فمن أعطاك سكنا في تلك الفترة كمن أعطاك مليار سنتيم في الوقت الحالي. نفس التقييم إذن؟ نعم، لأنه في 1986 لم يكن أحدا يمتلك سكنا، ومن يحصل على سكن لأنه لاعب في كرة القدم في فريق، مثل الذي يحصل حاليا على مليار سنتيم حاليا، وإذا كانت المقارنة بين وقتنا والوقت الحالي، فنعتبر أنفسنا قد نلنا أمورا مثل اللاعبين في الوقت الحالي، لأننا حصلنا على السكن، وبعدها رخص البناء، سجلات تجارية.. يمكن القول إن السنوات التي لعبناها لم تذهب "باطل"، من تحسين الوضعية الاجتماعية لنا، ولمّا تقارن وقت 1986 بعد 25 سنة، فمن تلك السنوات إلى اليوم تغيّرت أمور كثيرة، وكل "وقت ووقته"، وسيأتي وقت ويقول اللاعبون الحاليون إنهم لم يحصلوا على شيء، مثلما لم يقل لاعبو جيلنا أنهم لم يحصل على شيء، وكما يقال "وقت ينسي في وقت". أعطيك مثلا ب بورحلي، فعندما كان في وقته كان الكلّ يتحدث أن بورحلي أمضى ب 500 و600 مليون قبل 10 سنوات، والآن ماذا تعتبر هذه القيمة مقارنة بما يحصل عليه اللاعبون في المواسم الحالية، لو تسأل بورحلي حاليا وتقارنه باللاعبين الحاليين سيقول لك إنه لم يحصل على شيء مقارنة باللاعبين الحاليين، وهكذا. إذن كلّ جيل وجيله؟ نعم، سيأتي وقت ويقول اللاعبون الحاليون الذين يحصلون على الملايير إنهم لم يحصلوا على شيء، وحتى نحن في وقتنا يقول عنا اللاعبون الذين سبقونا في السبعينات والستينات إنهم لم يحصلوا على شيء، كما أنه في الثمانينات مقارنة بلاعبي بقية الفرق الأخرى حصلنا على أكثر من شيء مقارنة بلاعبي القلّ، عين البيضاء، عين مليلة وغيرهم من الفرق..، ولا تنس أننا كنا تابعين ل "سوناطراك" وكنا نتنقل في الطائرة ولا نعرف الحافلة، ونذهب إلى مطار قسنطينة للتنقل إلى العاصمة أو الغرب الجزائري، كنا نلبس "أديداس"، ونبيت في أكبر الفنادق، كنا شركة وأكبر احتراف وقتها. بعد التتويج بالبطولة كان النزول في الموسم الموالي، لماذا؟ كانت كارثة مرحلة الذهاب بأكملها، وفي 17 مباراة كاملة لم نحصل سوى على 11 نقطة، كانت "عاكسة" تماما، بصراحة "عمينا" ونخلق العشرات من الفرص ولا نسجّل، ورغم العودة القوية في مرحلة العودة وحصولنا على 23 نقطة، تداخلت الكثير من العوامل منها بالخصوص التحكيم، وما حصل لنا في اللقاء أمام اتحاد العاصمة، وفي الجولة الأخيرة بقيت مقابلة جمعية الشلف أمام اتحاد عين البيضاء، ومنحت إدارة الفريق الأخير 60 مليونا التي كانت مبلغا كبيرا وقتها، وفازت عين البيضاء 0-2، كما تنازلت الحراش عن نقطة التعادل ل غليزان وبنتيجة 3-3، وهذا من أجل أن ينجو الفريقان معا، وفي نفس الوقت يتوّج بن عبو هدّافا للبطولة بتسجيله الأهداف الثلاثة. إذن بقي الحساب بين سطيف والمولودية في بولوغين؟ نعم، كان لقاء صعبا، إما أن يسقط الوفاق وإما تقسط المولودية، يعني أن رأسا كانت يجب أن "تطير" بين سطيف والمولودية. إذن يجب علينا التعادل أو الفوز، في حين أن المولودية العاصمية كان يجب عليها الفوز، كنا أقرب إلى التعادل ولكن في آخر الدقائق جاءت الفتحة من بن شيخ إلى قطوش الذي ارتقى وسجّل هدف المباراة الوحيد بالرأس، قبل 4 أو 5 دقائق من نهاية المباراة. كيف كان إحساسك وقتها وفي نهاية اللقاء؟ كلنا جلسنا على الأرض، إلى درجة أن مختار عريبي "حكم راسو" وجلس على عمود الإنارة الكهربائية وبقي مُندهشا، شخصيا أحسست أنه سقطت على راسي "دالة" (غطاء المباني بالاسمنت المسلّح)، فكيف لوفاق سطيف الذي لم يسقط في تاريخه ومنذ الاستقلال في 1962 يسقط معنا نحن اللاعبين في 1988؟ هل لعبت مباراة المولودية؟ أنا لعبت في الجهة اليسرى من الدفاع بسبب إصابة عجاس. كيف تجرّعتم السقوط الأول بعدها؟ لم يسبق لي أن شاهدت المرحوم "عريبي" في تلك الحالة، شخصيا لم أعد إلى البيت وبقيت في العاصمة لمدّة أسبوع، تحدثت مع والدتي في الهاتف وقالت لي لا تأتوا فقد يحرقون لكم شققكم التي حصلتم عليها سنة من قبل. أسبوعا كاملا في العاصمة؟ نعم، كان لدي صديق في العاصمة اسمه عبد القادر مهندس مراقبة السيارات، بقيت عنده في العاصمة وقال لي أبق في العاصمة والبيت موجود ولا تذهب إلى سطيف إلى غاية أن تهدأ الأمور، وكنت في كلّ يوم اتصل هاتفيا بوالدتي واستفسرها عن الوضع في سطيف. كيف كانت تجيبك؟ طلبت مني البقاء في العاصمة وعدم المغامرة بالمجيء، وبعيدا حتى عن التهديدات التي يمكن أن تكون بعد السقوط الأول في تاريخ الوفاق، كانت "الحشمة" من طرفنا نحن اللاعبين، إلى درجة الإحساس بعدم القدرة على مواجهة أيّ كان من سكان سطيف، كيف لا والوفاق الذي له تاريخ وعراقة ينزل إلى الدرجة الثانية ونحن من تسبّب في كارثة "الطيحة"، كان إحساسا كبيرا بالذنب، ولم يكن أمرا سهلا. لكن "ربي شاف فيها الصلاح" وتوّج الوفاق بطلا قاريا وهو في القسم الثاني، أليس كذلك؟ كلّ الأمور حسمت في غرف الملابس مباشرة بعد نهاية لقاء المولودية، أين اجتمع بنا المرحوم عريبي في اجتماع أزمة طارئ في بولوغين، وهذا بعد أن هدأت النفوس "اللّي بكى بكى، واللّي نوّح نوّح"، وقال لنا المرحوم: "أنتم رجال، أنتم سطايفية، نحن جميعا مسؤولون عن سقوط الوفاق إلى الدرجة الثانية، إذا كنتم رجالا أعيدوا الفريق إلى مكانته، ومن أراد أن يغادر بعدها فليغادر". كانت العودة سريعا إلى القسم الأول؟ فعلا، وفاق الموسم الرياضي 88-89 كان أكبر مستوى من القسم الثاني، حيث أن كلّ من نلعب أمامه كنا نفوز عليه بنتيجة عريضة، مرّات كثيرة تكرّرت نتيجة 4 و5، والبداية كانت البليدة أين قال مدرّبها ناصر آكلي بعد نهاية تلك المباراة مقولته الشهيرة في حصة "أرقام وتعاليق: "لا تضحكوا علينا بعد خسارتنا بخمسة، فالدور سيأتي عليكم جميعا". يمكن اعتبار أن اجتماع الأزمة الذي عقده معنا المرحوم عريبي في غرف ملابس بولوغين نصف ساعة بعد السقوط الرسمي، هو الذي كان وراء العودة السريعة إلى القسم الأول، والتتويج باللقب الإفريقي ونحن في القسم الثاني. في كأس إفريقيا أكملتم في القسم الثاني المغامرة بدءا من ربع النهائي، ومن الغابون؟ في الغابون ذهبنا في طائرة الرئيس، ونصف الوفد تنقل ونفس الوفد بقي في باريس، وخسرنا أمام أف سي 105 بنتيجة 3-1، وكان فريقا قويا يضمّ لاعبين كبارا منهم 3 من غانا، ومدرب من فرنسا. وفي الإياب فزنا عليهم 3-0 في سطيف. كان أول لقاء بيننا وبين جمهورنا بعد النزول إلى القسم الثاني، كنا خائفين من ردّ فعل الجمهور، ولكن أنصارنا استقبلوا دخولنا بأهازيج "الكحلة ما تموتشي"، فأعطونا دفعا قويا إلى درجة أن مدرب الفريق الغابوني قال في نهاية اللقاء وإقصاء فريقهم إنه ليس هذا هو الفريق الذي واجهه في "ليبروفيل"، وأن الجزائريين قاموا بتغيير الفريق. وصلتم إلى الأهلي عملاق القارة، أكيد لقاء لا ينسى؟ مقابلة الأهلي ذهابا وإيابا لا تنسى وخاصة في سطيف والمقصية الاستعراضية الرائعة ل غريب مصطفى، ولم نتخوّف من الأهلي، إلى درجة أنهم في مصر لم يصدّقوا تماما أننا فريق من القسم الثاني، الأكيد أن الحصول على تلك الكأس الإفريقية ونحن في القسم الثاني دليل على أننا سقطنا "غلاط" و"كومبين"، ونحن كنا أقوياء جدّا. في ركلات الجزاء في مصر، كيف كان إحساسك؟ صعب جدّا الموقف، أنا كنت إلى جانب سرّار عندما نهض لتنفيذ الركلة الخامسة والأخيرة، أنا عجزت عن الكلام وهو قال لي: "واش تحوّسو نضيّعها ونفرّقكم"، أنا لم أشاهد الركلة وأدرت وجهي للجهة المقابلة (يرينا الصورة التي أدار فيها وجهه هو، دودو، وعصماني). كيف عرفت أنه سجّل؟ من خلال صمت الملعب ونهوض المصريين من المدرجات للمغادرة، صراحة خفت وقلت لو كان "يضربها خارجا ويفرقنا"، وبعدها جرينا كلنا نحوه، وجدناه نزع القميص ويلوّح به في السماء. اعترف ل سرّار بقوة الشخصية وبرودة الدم، لأنه في مثل ذلك الموقف وركلة الجزاء الحاسمة قاريا وهو يمزح. كان تتويجا قاريا هو الأول والأخير في الوفاق، ما حكاية الجناح الأيسر النيجيري العملاق؟ كان قلب هجوم عملاق يقارب مترين، ولكنه يلعب كثيرا من جهتي، ولأنني كنت قصيرا مقارنة كنت أطلب من سرّار وبرناوي مراقبته كلّ ما جاء من جهتي وأناديهم: "هاو جاء، أرواحو ليه" وهم يستفزّوني ويقولون لي: "دبر راسك معاه". كنا نلعب ونضحك. ما حكاية "نحرق دمي"؟ تلك لم تكن في الميدان ولكن في التربصات أو بعد نهاية المقابلات عندما كنا نلعب "الرامي"، على البقلاوة أو مشروبات، وعندما أخسر كنت أقول لهم: "لا أكل، فأنا أحرق دمي لآكل البقلاوة بعرق جبيني"، لأنهم كانوا يريدون الفوز عليّ ثم يقولون لي: "خذ تأكل". في الإياب في قسنطينة، لماذا كان الشوط الأول صعبا؟ كنا متأكدين من الفوز والتتويج لأن نتيجة 1-0 التي خسرنا بها ذهابا جعلتنا جدّ متفائلين، وجاءت الأهداف الأربعة وخاصة التمريرة التي جاء منها الهدف الثاني مني أنا إلى رأس بن جاب الله، كان فريقا كبيرا. دودو قال لنا في حواره مؤخرا، إن ذلك الفريق كان قادرا على الحصول على أكثر من لقب إفريقي، ما قولك؟ كان فريقنا وقتها بمستوى أوروبي وبمدرّب كبير هو المرحوم عريبي، في رأيي وفاة عريبي كان نقطة بداية الانهيار لذلك الفريق، لأنه لو تلاحظ اليوم أن الفريق عاد إلى التتويجات واللعب من أجل الأدوار الأولى، يجب الاعتراف أن سرّار محق في جلب اللاعبين من خارج سطيف، لأنه في المدينة لم يبق هناك سوى لاعبين بعدد قليل ولا يمكن أن نشكّل بهم سوى ثلث أو نصف فريق، يجب أن نعترف بهذه الحقيقة المرّة، وما يحصل في الاتحاد، "الصاص" وغيرها من فرق المدينة المثال. لا ننسى أن الوفاق بقي يلعب أكثر من 15 سنة بأبناء المدينة دون أن يحصل على شيء، والسبب أنه لم يبق هنا عريبي، لاياص، سنساوي - رحمهم الله-، الذين يجلبون ويكوّنون اللاعبين. أغلب المتوّجين بكأس 1988 قالوا إن عدم الحصول على منح في مستوى كان السبب في الإقصاء في السنة الموالية؟ (يضحك)... برناوي ذهب معنا إلى العاصمة "يبرمو في شلاغمو" وهو يحلم بالسيارة التي سيعطيها لنا رئيس الجمهورية من نوعية "فيات كروما"، ولكن الشاذلي بن جديد لم يمنحنا سوى حافلة للفريق، إلى درجة أننا عدنا نضحك وسرّار طلب من السائق مازحا أن "يدور بها" إلى سوق تيجلابين لبيعها. كنا صغارا وتأثرنا كثيرا بعدم وجود تحفيزات تعادل "الميزيرية" التي كانت لنا في إفريقيا، ولكن اليوم والإنسان ناضج وبعقله يفهم جيّدا أن البلاد كانت في أزمة كبيرة في نهاية الثمانينات وليس لها نفس الإمكانات الحالية. في سيراليون هل صحيح أن عجيسة تعمّد تضييع الركلة الأخيرة خوفا على حياتكم؟ "مايتي بلاكبول" وسيراليون كلها مغامرة، حيث بقينا في مطار غينيا بيساو دون أكل ونائمين على حقائبنا، وفي النهاية جلبوا لنا حافلة صغيرة لنقلنا إلى سيراليون، كنا في وفد من 30 والحافلة تسع 20 شخصا، ركبنا مثل "السردّين"، وكان سرّار يضع نظرات "الريبان" في وسط غابة وطريق ترابية، الأمر الذي أدى ب عجيسة إلى رشقه بدلو بنزين فارغ، وفي الحدود كانوا يشاهدون الجوازات على ضوء شمعة وحارس العتاد البحري كان يقتله الجوع. وفي وسط الظلمة قام عجيسة أيضا بضربه ب "طوبة تاع حرث" إلى البطن دون أن يراها، فغضب وخاف وثار يصيح في منتصف الليل: "يا شنيتي أعطيني جوازي واتركني أغادر". ماذا عن اللقاء؟ كانوا يتحدّثون الإنجليزية ونحن لم نكن نفهم ماذا يقولون، وبعد إعلان الحكم نهاية اللقاء والمرور إلى ركلات الترجيح، قام العساكر السيراليونيون بنزع "الحربة" (البايونات) من أسلحتهم، كنا نسمع إلا عبارات التخويف والإشارات اليدوية بأننا سنواجه مصيرا مجهولا إن فزنا، وحتى الجمهور كان على خط التماس ثم بدأ يقترب من منطقة العمليات ودار بها بصفة تامة، إلى درجة كنا فيها محاصرين، وطلبنا من عجيسة أن يضيّع الركلة الأخيرة ويتركنا نعود إلى بلدنا في آمان الله. أقسم بالله لو سجّل عجيسة تلك الرمية ما كنا نعود أحياء أصلا. سيراليون كانت في حرب أهلية والقتل عندهم عادٍ، خاصة أن الجزائر لم تكن تملك سفارة هناك في سيراليون، ولم تكن علاقات دبلوماسية بين الجزائر وسيراليون. الحوار سيتواصل السبت سيتواصل في عدد بعد غد السبت من يومية "الهدّاف"، الحوار مع جمال نابتي في الجزء الأخير الخاصّ بآخر موسمين له مع الوفاق من 1989 وصولا إلى الإقصاء أمام "بي سي سي ليونس" في عنابة، صعوده مع اتحاد سطيف، وكذا نظرته للوفاق الحالي، واعتزازه الكبير بعبارة "الالترا" في لقاء "سوسطارة" الأخير: "لقد اشتريتم لاعبينا، ولكن لا يمكن أبدأ أن تشتروا تاريخنا".