“مباراة رابطة أبطال أوروبا تساوي 10 أو 20 مباراة في البطولة الإيطالية” كنتم قريبين جدا من تحقيق المفاجأة في كأس إيطاليا أمام جوفنتوس، بملعبه لكنكم أقصيتم في الوقت الإضافي (2-2) بعد الهزيمة على أرضكم في مباراة الذهاب (1-2)، هل لك أن تسرد لنا ما الذي حدث؟ كان لقاء صعبا للغاية وبعد النتيجة التي سجلناها في لقاء الذهاب كنا مجبرين على صنع اللعب. تلقينا هدفا في الشوط الأول وبعدها تمكنا من العودة في النتيجة خلال الشوط الثاني، وفي الوقت الإضافي تلقينا هدفا جميلا قلب الموازين لمصلحة جوفنتوس. لكن بالرغم من ذلك شاهدنا فريق ميلان يلعب بطريقة جيدة وهو ما سيمنحنا ثقة في النفس مستقبلا. صحيح أن الإقصاء كان أمرا ومحزنا، لكن على الأقل سجلت هدفا جميلا، أليس كذلك؟ إنه لمن دواعي سروري أن أسجل في مثل هذه اللقاءات، لكن في الأخير نستخلص أمرا واحدا وهو الإقصاء. منذ بداية المباراة كان على جميع اللاعبين صناعة اللعب والتقدم إلى الأمام وبعدما قام ميكساس بتلك الفتحة شاهدت الكرة تتجه نحوي فقررت في جزء واحد من الثانية التسديد نحو المرمى عوض توقيفها ومراقبتها. في مثل تلك الحالة، الضربة الرأسية كانت الحل الأنسب وقد جربت ارتماءة رأسية ونجحت في التسجيل، غير أن هدفي كان بمثابة نصف فرحة إذ كنت أفضّل أن تكتمل بالتأهل إلى النهائي. لعبت لقاء امتد 120 دقيقة من المستوى العالي، هل يمكن القول إنه أفضل تحضير لمباراة ربع نهائي رابطة أبطال أوروبا التي تنتظركم أمام برشلونة الأسبوع المقبل؟ مباراة الثلاثاء أظهرت أننا نملك الإمكانات لمواجهة الأحسن، سنواجه برشلونة بنفس العزيمة، سيكون منافسا آخر ولقاء بطريقة لعب مختلفة، سنعيش الضغط نفسه لكننا سنواجه فريقا من الأحسن عالميا. الأكيد أنها ستكون مباراة جميلة لكن قبل ذلك سيكون هناك لقاء في البطولة أمام روما والذي علينا أن نلعبه بجدية كبيرة. إذ أنه مهم جدا لنا لأننا لن نترك البطولة ل جوفنتوس. لنعد إلى مباراة رابطة أبطال أوروبا أمام أرسنال ، حدثنا عن الشوط الأول الكارثي؟ نعم، كانت مباراة صعبة للغاية خاصة في الشوط الأول حيث واجهنا بعض الصعوبات، وتلقينا هدفا في الخمس دقائق الأولى من المباراة وهو ما أثر علينا، وقد شاهدنا وجهين لميلان في هذه المباراة لأننا قدما وجه أفضل في الشوط الثاني من المباراة. لقد تركنا في الشوط الأول عدة مساحات للمنافس، وهو خطأ يكلفك غاليا أمام فرق من طراز برشلونة وآرسنال، وأي دفاع في العالم لن يستطيع الوقوف أمامها ولكننا نحتفظ بالشيء الإيجابي في هذه السهرة وهي التأهل إلى الدور ربع النهائي. ماذا حدث بالإضافة إلى ترك المساحات حتى كنتم خارج الإطار؟ أظن أننا بلاوعي دخلنا المباراة وفي رأسنا فوزنا برباعية في مباراة الذهاب، كما أن هناك عدة أمور فنية وحتى تكتيكية تحدثنا عنها مع المدرب واللاعبين، ولكني أكرر بأننا تركنا مساحات للاعبي آرسنال في الأروقة وهو ما كلفنا غاليا. لقد لعبت بالمناسبة أول مباراة لك في رابطة أبطال أوربا، كيف كان شعورك؟ (بعد فترة من التردد)، في الحقيقة تدخل مباشرة في الموضوع وتحس بشكل سريع أنك تلعب في المستوى العالي في قمة الكرة، ممكن أنني مخطأ لأن هناك منافسات كبيرة مثل كأس العالم وأوربا، ولكن الأمر الذي أحسست به عند دخولي الميدان هو أنني ألعب في مستوى مختلف ومنافسة مميزة، مقارنة بالنظر إلى الظروف وقيمة منافسة رابطة أبطال أوربا. ما هو الاختلاف الموجود بين منافسة رابطة أبطال أوربا ومباريات البطولة؟ الفرق الموجود مع مباريات البطولة هو وتيرة اللقاء، إذ هناك سرعة كبيرة في الميدان لأننا لم نواجهه آخر فريق في الدوري الإنجليزي، هناك سرعة في اللعب وليس هناك نقائص فنية وهو ما يجسد الفارق مع مبارياتنا في البطولة الإيطالية، وهناك أيضا اختلاف في الجانب النفسي لأننا نلعب في منافسة رابطة أبطال أوروبا مواجهات فيها إقصاء مباشر، وعندما تشاهد المباريات في الشاشة تتخيل عدة أمور ولكن فوق الميدان وعندما تلعب هذه المنافسة، تحس بأنك وصلت إلى المستوى العالي. هل ستزيدك خبرة مثل هذه المباريات؟ ستفيدني كثيرا خاصة الشوط الأول من المباراة التي وجدنا فيه صعوبات، وبالنظر إلى قيمة اللاعبين المنافس، سيفيدني كثيرا هذا الشوط في بقية مشواري الكروي. ومن أجل القيام بمقارنة صريحة لعب مباراة في رابطة أبطال أوروبا يساوي لعب 10 بل 20 مباراة في بطولة إيطاليا، وهو ما يساعدني كثيرا في تجربتي الكروية. في حوار أجريناه مع اللاعب ميكسيس، أكد بأنك يجب أن تصبح القائد كما كنت في ليتشي فهل الأمر سهل أمام أرمادة من نجوم ميلان؟ أصبح قائدا في ميلان أمر صعب بالنسبة لي بل مستحيل، لم أنس واقعي بأنني جئت من فريق صغير والأصعب بالنسبة لي هو الاندماج في المجموعة ولو بشكل تدريجي، وفي هذا السياق أنا سعيد جدا باندماجي في الفريق. ولكن أن أكون قائد المجموعة في لتيشي وفي ميلان فالأمر مختلف تماما، لأن في ميلان هناك لاعبين كبار فازوا بكل الألقاب وهناك من لعب 15 سنة في المستوى العالي، ولكن الأهم بالنسبة لي هو أنني أعمل جاهدا من أجل كسب مكانتي في التشكيلة الأساسية، وهذا هو هدفي الحقيقي وليس أن أكون قائدا في مجموعة ميلان. بما أنك اندمجت مع المجموعة، من هو اللاعب الذي تتفاهم معه في غرف تغيير الملابس؟ أتفاهم كثيرا مع فليب ميكسيس لأنه وبصراحة هو الذي ساعدني على الاندماج وأشكره بالمناسبة، وهناك لاعبين آخرين أتفاهم معهم على غرار فان بومال الذي يعد شخصا طيبا، وعلى العموم كلهم أشخاص طيبون وإذا كانوا أبطالا داخل الميدان فهم يتصرفون بشكل حسن خارجه. إنهم أشخاص عاديون رغم أن لكل واحد شخصيته وخصوصيته وتاريخه، ولكني اعترف أنني أملك علاقة خاصة مع ميكسيس. في بانجول، لعبت أول مباراة لك مع الخضر وأنت تحمل ألوان ميلان، كيف استقبلك زملاؤك في المنتخب؟ ما أعجبني هو أنني استقبلت بنفس الطريقة التي استقبلت بها عندما كنت لاعبا في ليتشي، صحيح أن بعض زملائي سألوني عن أحوالي في فريق كبير مثل ميلان ليس أكثر، وقد سعدت بأنهم استقبلوني كالعادة. يعني ذلك بأنك في المنتخب تعامل بنفس الطريقة سواء تلعب لفائدة ميلان أو في البطولة المحلية؟ تماما، أهم ما يجب أن نحتفظ به هو أن نعامل بنفس الطريقة، وهو الأمر الذي يساعدنا على تحقيق النتائج في المستقبل. لاشك أنه بتواجد لاعبين جزائريين مثلك ومثل فغولي، جبور وعبدون الذين يلعبون أكبر المنافسات الأوروبية فذلك يخدم كثيرا المنتخب الوطني ويمكنه من اكتساب خبرة، ما قولك؟ هذا واضح، فعندما يكون هناك لاعبين ينشطون في أقوى البطولات الأوروبية ويشاركون في أكبر المنافسات، ويلعبون مباريات قوية كل ثلاثة أيام فذلك يخدم كثيرا التشكيلة الوطنية خاصة في هذه الآونة، لأن المنتخب في منعرج وفي مرحلة انتقالية بعد المشاركة في منافسة كأس العالم، ونتائجنا لم تكن كارثية بعد المونديال لأننا حققنا الفوز في مبارتين أجريناها، لكني أوجه نداء لجميع زملائي وأطلب منهم أن يواصلوا العمل مع أنديتهم ويبذلوا مجهودات أكبر حتى نخدم المنتخب جميعا. إن كنت تتابع مباريات فغولي مع فريقه فالنسيا، ما رأيك في مردوده؟ تمكن فغولي من اجتياز عقبة بعد أن ظفر بمكانة أساسية في فالنسيا الذي يعتبر من أقوى الفرق، وليس من السهل لأي لاعب أن يصبح أساسيا فيه، كما أنه يتألق من مباراة لأخرى ويسجل أهدافا أيضا وأنا سعيد جدا له، وخلال تواجدنا مع المنتخب في غامبيا علمت أنه لاعب يملك قدرات كبيرة وأنه سيذهب بعيدا في مشواره، لأنني قبلها كنت أتابعه فقط من شاشة التلفزيون. بعد مردوده في غامبيا البعض يرى أنه سيصبح صانع لعب المنتخب الجديد، ما قولك؟ يجب أن يتركوه في حاله لأنه لاعب شاب لا يبلغ من العمر سوى 22 سنة ويعتبر أيضا حديث العهد في المنتخب، وبعدها فإن الناخب الوطني هو من يفصل في صانع اللعب وليس شخصا آخر، ويجب ترك جميع اللاعبين وشأنهم لأن ذلك يخدم كثيرا المنتخب الوطني، أما من جهتي فأنا سعيد بتواجد لاعبين مهاريين مثل فغولي وبودبوز في التشكيلة الوطنية. ستشارك في العديد من المباريات حتى نهاية الموسم مع فريقك، ألا تخشى أن يؤثر عليك ذلك وأن تكون منهكا في المباريات الثلاث المقبلة التي سيجريها المنتخب في شهر جوان المقبل؟ لا أعتقد ذلك، صحيح أني سألعب مباريات كثيرة لكن ذلك لن يؤثر عليّ، لأنه في عالم كرة القدم كلما شاركت في المباريات كلما زادت إرادتك في لعب مقابلات أخرى واكتسبت ثقة في نفسك أيضا، ومن الطبيعي أن نتعب بعد اللعب في كل ثلاثة أيام لأننا نفقد قدرا كبيرا من الطاقة، لكن بالعمل الجاد يمكن لأي لاعب أن يسترجع قواه، وأن يلتحق بالتشكيلة الوطنية في لياقة بدنية جيدة ومحفز أيضا. لا يفصلنا سوى شهرين عن المنعرج الحاسم للمنتخب الوطني، هل تفكر في ذلك منذ الآن أم تفضل أن تتعامل مع المباريات واحدة بواحدة مثل البعض؟ قبل اللقاء الذي جمعنا مع المنتخب الغامبي فكرت كثيرا في تلك المباراة وبعد أن حققنا الفوز فيها أصبحت أفكر في المواجهات التي سنجريها شهر جوان المقبل، وأفكر كثيرا في ذلك لأن الأمر جميل جدا ومختلف عندما نشارك مع المنتخب الوطني، صحيح أن المباريات المقبلة بعيدة نوعا ما لكني أريد أن أحضر لها جيدا عن طريق لعب أكبر قدر ممكن من المقابلات مع ميلان، لأكون على أهبة الاستعداد في المباريات الثلاث المقبلة، أعيش يومي وأركز على فريقي، لكن في رأسي هناك دائما اللقاءات الثلاثة التي سنلعبها في جوان. بعد الفوز المحقق في غامبيا كنت من بين الأوائل الذين طالبوا بعدم الفرح كثيرا، كيف يجب أن نتعامل مع هذا الانتصار؟ هل نعتبره مثل فوز التجديد أو مجرد فوز يمكننا من استعادة الثقة في الأنفس؟ أعتبرها مباراة مكنتنا من استعادة الثقة في النفس، فقد كانت مواجهة صعبة ولعبناها في أرضية ميدان كارثية، وإذا عدنا أيضا لتاريخ مواجهات المنتخب الوطني في غامبيا، فقد واجه المنتخب صعوبات هناك أيضا، أضف إلى ذلك أن المنتخب لم يحقق الفوز خارج الديار منذ لقاء زامبيا لذلك سعدنا كثيرا بذلك الفوز، لكن لا يجب أن نفرح كثيرا ويجب وضع الأرجل على الأرض لأننا فزنا في لقاء واحد فقط في التصفيات ولم نفز بكأس إفريقيا، وأظن كذلك أن الفوز على غامبيا سيسهل علينا المهمة في المباريات المقبلة، لكن يجب التحضير جيدا انطلاقا من لقاء رواندا الذي يعتبر مهما كثيرا لبقية المشوار. نفهم من كلامك أنه من السابق لأوانه الحديث عن تجديد العهد مع الانتصارات.. نعم يجب أن لا نفرح كثيرا بهذا الفوز وأن نبقى في هدوء، لأننا بصدد البناء إن صح التعبير شيئا فشيئا، صحيح أننا شاهدنا أشياء جميلة في المواجهة الأخيرة خاصة عودتنا القوية في المرحلة الثانية، بعد أن كنا منهزمين بهدف لصفر وتمكنا من العودة في النتيجة وأخذ الأسبقية كذلك، وأرى أننا كنا أفضل بكثير من منافسنا في المباراة ككل سواء في شوطها الأول أو الثاني أيضا، لكن يجب أن نحافظ على هدوئنا. شاهدنا صورة جميلة للاعبين الذين احتفلوا بفوزهم مطولا بعد نهاية اللقاء، الظاهر أن هذا الفوز كان مهما كثيرا بالنسبة لكم بعد عدم مشاركتكم في كان 2012، ما قولك؟ الفوز كان مهما لأن المنتخب كان يبحث منذ مدة عن تحقيق الفوز خارج الديار، والجميع يعلم أنه في إفريقيا لتحقيق التأهل لكأس إفريقيا أو كأس العالم يجب الفوز خارج الديار، وعندما نلعب في أدغال إفريقيا نعلم أنه من الصعب جدا تحقيق الفوز، لذلك فرحنا كثيرا بفوزنا المحقق لكننا عدنا جميعا إلى الأرض بعد مرور ثلاثة أو أربعة أيام حيث أننا طرنا من شدة الفرح، فعندما نفوز نسعد كثيرا وعندما ننتصر خارج الديار فإن الفرحة تكون أكبر. شاهدنا أيضا العناصر البديلة تحتفل مع اللاعبين الأساسيين في أجواء مميزة للغاية... نعم لقد كانت أجواء مميزة للغاية وسأروي لكم شيئا، عندما شاهدت سابقا المنتخب الذي أهل الجزائر إلى المونديال لاحظت مجموعة لاعبين متحدين فيما بينهم وكنا نراهم جميعا سعداء بعد كل فوز يحققه المنتخب، وهذا هو الشيء الذي يصنع الفارق، حاليا هناك قدرات كبيرة وإذا اتحدنا فيما بيننا سنحقق أشياء جميلة جدا. عدم التأهل لكان 2012 كانت عواقبها وخيمة، وحتى في الاستفتاء في موقع الهداف ولوبيتور توج عادل تاعرابت كأفضل لاعب عربي، هل تعرفه؟ نعم أعرفه إنه لاعب جيد، لكن إن كان يستحق اللقب أم لا فلا يمكنني أن أحكم على ذلك.