لم يرتبط النجم الساحلي الفريق العريق في تونس برئيس في تاريخه مثل عثمان جنيح، الذي أوصل النادي إلى أعلى مستوى وحصل معه على ألقاب محلية وإفريقية، سنوات طويلة جدا على رأس الفريق وخبرة كبيرة جعلته يعرف الكثير من الجزائريين في مسيرته، فلم نجد أفضل منه للحديث عن الجزائر وبحكم قيمته عينته الجامعة التونسية ضيف شرف ومرافقا لوفد المنتخب الفرنسي. “اللاعبون الجزائريون مُطالبون باسترجاع الرغبة في الفوز والروح القتالية لأنها غابت منذ لقاء مصر” “سعدان فشل معنا في النجم الساحلي سنة 1992، لكنه إنسان رائع وأعتبره موسوعة” ماذا ينتظر التونسيون من مواجهة المنتخب الفرنسي؟ بالنسبة للمنتخب التونسي هي فرصة للتعريف بالمكتب الجديد للجامعة الذي تم انتخابه لمدة 4 سنوات، وتتزامن مع انطلاقة جديدة للمنتخب الوطني في مقابلة ودية، وأتذكر تقريبا سنة 2002 أننا واجهنا فرنسا بالمدرب يوسف الزواوي الذي كان معينا بالنيابة فقط، لعبنا مقابلة ممتازة انتهت بنتيجة (1-1) وصارت تلك المواجهة نقطة انطلاق للفوز بكأس إفريقيا 2004 والترشح لكأس العالم 2006، قبل تحقيق إنجازات أخرى. قبل انهيار الكرة التونسية.. كلمة انهيار فيها تهويل نوعا ما، في مقابلة الموزمبيق كانت مباراة كرة القدم، تعرفون جيدا أن ما بين الجنة والجحيم كرة تضرب في العارضة، يعني أزمة خفيفة تستدعي وقفة تفكير وتأمل. المنتخب الجزائري خلف المنتخب التونسي في تمثيل الكرة العربية في المونديال، ما قولك؟ يجب أن لا يغطي ترشح الجزائر كل النقائص، ويجب أن لا يكون انسحاب المنتخب التونسي من لعب المونديال سببا في ترك الناس تظن أن الحالة كارثية، ولا بديل من إعادة العمل من نقطة الصفر، هناك مكاسب يجب أن نبني عليها، ودروس يمكن بكل تبصر أن نأخذها بعين الاعتبار، وستكون مقابلة فرنسا فرصة لنا حتى تكون نقطة انطلاق رغم الصبغة الاحتفالية التي تطغى على وجود المنتخب الفرنسي في تونس، لأنها فرصة لنظهر نوعية تجهيزاتنا الرياضية، فنادقنا وقدرتنا على تنظيم تربصات حتى في أعلى مستوى، وهذه هي فوائد هذه المقابلة في رأيي. والفائدة الكروية؟ “مش متضاربين في بعضهم”، يمكن أن تكون الفائدة كروية واحتفالية. نعود إلى المنتخب الجزائري من أي زاوية تنظر له قبل كأس العالم؟ المدة الأخيرة بعد التأهل إلى كأس العالم وتحديدا بعد كأس إفريقيا تغيرت أمور كثيرة منذ لقاء مصر في كأس إفريقيا، (الحوار أجري أول أمس)، مقابلة أمس أمام إيرلندا كانت متوسطة وارتكبت فيها أخطاء، لكن ما هي إلا مقابلة ودية ويجب أخذ الدروس منها وانتهى الأمر، لا ننساها بل نتبصر فيها، ونحلل أخطاءنا حتى لا نرتكبها من جديد خاصة أن المونديال على الأبواب، وسعدان أعرفه وأتمنى له النجاح. (نقاطعه) علاقتكما كانت في النجم الساحلي بداية سنوات التسعينيات، حيث لم تطل فترة مكوثه في جوهرة الساحل، أليس كذلك؟ صحيح ما تقول، تعاقدنا معه سنة 1992 النتائج لم تكن موفقة والظروف التي كان يمر بها الفريق صعبة وحدث الطلاق بالتراضي، لكنه شخص ممتاز وأعتبره موسوعة والمدرب كما تعرفون يمكن أن ينجح بفريق متواضع، ويمكن أن يفشل بفريق من النجوم، الأمور في كرة القدم مرتبطة أحيانا بالحظ، ومهما كنت النتيجة في كأس العالم فلن تقلل قيمة سعدان بصفته مدربا كبيرا. ما هي أهم نقاط الضعف التي سجلتها في مقابلة ايرلندا؟ أطالب المنتخب الجزائري بإعادة نقطة قوتهم وهي حب الفوز، الاندفاع، والانسجام الذي أظهره في التصفيات، ما سمح له بالتأهل على حساب مصر، وأنا هنا لأقول إن روح التصفيات يجب أن تعود. هل تحس أنها غابت؟ غابت قليلا، أعرف أن الفوز الكبير الذي تحقق على حساب مصر، والاستقبال الشعبي الذي حصل، أبقى اللاعبين في جو الاحتفالات، أقول لهم إنه يجب إعادة النظر في هذا الأمر ويتأكدوا أن نقطة القوة يجب أن تعود، لأني أشعر أن الروح القتالية غائبة نوعا ما، وهذا مؤشر يبعث على الخطر لأننا نحن التونسيين نعتبر المنتخب الجزائري ممثلنا الأول، ونعامله كما نعامل منتخب بلادنا من حيث التشجيع والتعاطف. نعرف أن لك تاريخا طويلا في الكرة، من هم الجزائريون الذين التقيتهم وكنت قريبا منهم ما عدا سعدان ودزيري بلال؟ (يضحك) حناشي رئيس شبيبة القبائل، كان بيننا تنافس شديد على الألقاب في فترة ما، يبقى صديقي رغم كل شيء ورغم التشنجات التي حصلت بيننا في العلاقة بعد نهائي كأس “الكاف”، لكني احترمه كإنسان ورياضي وشخص طموح، كما أعرف أيضا الحاج روراوة رئيس للاتحادية الحالي والذي يقوم بعمل رائع، التقينا مؤخرا في القاهرة في اجتماعات الإتحاد الإفريقي وتحدثنا عن البرامج التي يريد أن يطبقها خاصة مشروع الاحتراف ومراكز التكوين، وهي أفكار رائعة من شأنها أن تبقي الكرة الجزائرية في القمة خلال السنوات القادمة، شرط الاشتغال والاستثمار جيدا للتأهل إلى كأس العالم مستقبلا. كيف ذلك؟ يمكن للسلطات العليا في البلاد أن تستغل الفوز على مصر والتأهل إلى كأس العالم للقيام بمشاريع كبرى لصالح الشباب والرياضة، والاهتمام أكثر بالكرة بإقامة ملاعب ومراكز للتدريب، هذا هو النصر الكبير في رأيي. دزيري مر على النجم الساحلي والأكيد أنك تحتفظ بذكريات جمعتكما هو لاعب مثالي، جلبناه لما كان في أفضل فتراته ونتشرف بهذا الأمر، كان بيننا اتصال قبل أيام أعلمني بأنه قرر اعتزال كرة القدم، وفي هذه الحالة أقول إن الجزائر خسرت لاعبا كبيرا قدم كل شيء للكرة الجزائرية، ولم يحصل منها إلا على القليل. من تعرف أيضا من الجزائريين؟ تجمعني علاقة طيبة بلكارن بلعيد الذي يرأس لجنة الحكام في الجزائر، كما أعرف فرڤاني ومحيي الدين خالف بالإضافة لإلى بن شيخة. وأين تعرفت على بن شيخة؟ في تونس إنه شخص رائع ترك صورة طيبة عنه للغاية في تونس، الجميع يتكلم عنه بالخير وهذا ما يفتخر به أي إنسان. وما قولك في بلحوت الذي توج بكأس تونس مؤخرا مع الأولمبي الباجي؟ ليست لدي علاقة به ولم يسبق لي أن التقيته، لكنه بالتأكيد قام بعمل كبير في النادي الباجي، والفوز على أندية عديدة في كأس تونس التي حصل عليها ناديه جاء عن جدارة واستحقاق أسلوبه يعجبني، كما أهنئه على ما قام به من عمل وأعتبره من خيرة المدربين الذين مروا على تونس، وأنا أكلمك تذكرت أيضا كمال عڤاب. مدرب كرة اليد في فريق النجم الساحلي نعم هو، لقد أصبح منا ولا نحس تماما أنه غريب، ويمكن القول اليوم إنه صار أحد رموز النجم الساحلي، إلى هذه الدرجة وربما أكثر. ماذا تضيف في الأخير؟ تمنياتي من أعماق قلبي بالتوفيق للمنتخب الجزائري في كأس العالم، بصفتنا تونسيين سنكون كلنا خلفه أخلص تمنياتي إلى الجزائريين الذين أحترمهم كثيرا.