منذ أول يوم من زيارتنا لتونس، استخلصنا ومن خلال جولة صغيرى في العاصمة الكثير من الأمور، وخاصة في ما يتعلق بالجماهير العريضة لمنافس الشبيبة النادي الإفريقي، وأمور كثيرة بقيت لنا في الذاكرة، بما أننا اخترنا اختراق الحدود التونسية برا، ولعل من بين الأمور الأولى التي لاحظناها هو ذلك الاستقبال الكبير الذي حظينا به في هذا البلد الذي تبين أنهم يعزون كثيرا مدربنا الوطني عبد الحق بن شيخة، بالنظر لما قام به مع النادي الإفريقي، فقد عبروا لنا أيضا عن تضامنهم مع الشعب الجزائري العميق لما حدث لمنتخبنا في كأس إفريقيا الأخيرة مع المنتخب المصري والحكم البينيني كوفي كودجيا وعن أمور أخرى كثيرة نشرع في وصفها لقرائنا الكرام. باب السويقة بين الترجيين والإفريقيين ألف حكاية وحكاية أول مكان قصدناه في هذه الجولة كان باب السويقة، المكان الذي يكثر فيه الحركة، ويكون فيه هناك الحديث عن الكرة في تونس، مثل المبيعات التي تباع وتشترى في هذا السوق، فاكتشفنا أن في هذا السوق الكبيرة يوجد صنفان من الأنصار، واحد يناصر النادي الإفريقي ويؤكد على التأهل والفوز على الشبيبة والآخرون ترجيون يكنون بغضا شديدا عليهم، حيث لا يتعاملون معهم في هذا السوق، وكل الحكايات تدور حول المقابلات التونسية، كما قال منجي وهو مناصر للترجي، إنه وفي لقاء سطيف كان الكثير من الباعة هنا "يتالبوه" إن صح التعبير، بعدما عاد الوفاق السطايفي بالكأس من ملعب المنزه وتوجت الوفاق بكأس شمال إفريقيا. البعض لاتهمه الكرة.. وكل ما يريده هو لقمة العيش فقط رغم أننا صادفنا الكثير من أنصار الفريقين، الأكثر خبرة وتجربة في تونس، إلا أنه وفي نفس الوقت التقينا ببعض العمال الذين لا تجدهم يتحدثون سوى عن الأموال وأمور أخرى، حيث تشغل بالهم، ربما بسبب المعيشة الضنكى والفقر الشديد الذي يفتك بهم.. كما القتينا هناك بأحد الأشخاص، رافضا التحدث معنا على الإطلاق، وكل ما قاله لنا هو "وشنوا تحتاج أنا وش راحلي في الماتش اذهب علي" ... كل هذه العبارات جعلتنا نكتشف وجها آخر للشعب التونسي الذي يتخوّف كثيرا من الفقر الذي يهدده. باب جديد جميع الأنصار إفريقيون والترجي غير مرغوب فيه هناك بما أننا لم نقض حاجتنا في التحدث إلى عدد أكبر من الأنصار في باب السويقية، قررنا التنقل إلى مكان آخر وهو باب جديد، ساحة كبيرة كما توضحه الصور، وهناك يقع مقهى النادي الإفريقي الذي وجدناه موصدا بسبب الوقت المبكر، لكننا استطعنا التحدث مع بعض المارة، الذين أكدوا لنا بأن كل هذا الشارع يناصر النادي الإفريقي، ولا يمكنهم الاستغناء عن مشاهدة مبارياته، والذي لاحظناه عليهم هو أنهم يتحاشون الحديث عن الترجي، وأكد لنا مثلا ياسين وهو شاب أنه لا مكان للترجي هنا "شنون يعملو هنا.. حنا إفريقيون وبس" كل هذه العبارات جعلتنا نتخوف منهم منذ الوهلة الأولى على أن يتّهمونا بمناصرة الترجي. محمد الخامس وبورڤيبة يعرفون الشبيبة جيدا ويتوقعون مباراة صعبة شارع آخر انتقلنا إليه، وقررنا اكتشافه رغم الوقت المبكر، وهو شارع محمد الخامس الكبير الذي وجدناه مليئا بالمارة، كلهم من الأجانب، وحتى من الجزائر، ولكن لسوء الحظ لم نتقابل مع أي جزائري إلى غاية وصولنا إلى "محطة التاكسيات" التي تغص بالعنانبة الذين يعملون في هذه المهنة، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أنهم يعرفون الشبيبة جيدا وتحدثوا لنا حتى عن التأهل في الكأس، مؤكدين لنا أنه وبعد تأهل القبائل وتعادل النادي الإفريقي مؤخرا في الجرجيس ستكون المهمة صعبة جدا بين فريقين عريقين. الكل يتحدث عن تعادل الجرجيس ورد الاعتبار أمام القبايل مرة أخرى نعود إلى شارع باب الجديد، الذي لم يكن بعيدا، فالتقينا هذه المرة بالمنجي سمير وصديقهم من التجار الذين يعملون في هذا الشارع وبالرغم من أنهم كانوا يعملون في متجرهم إلا أنهم تحدثوا معنا حول نتائج الفريقين الأخيرة، وأكدوا لنا بأن تعادل الإفريقي الذي عاد به من الجرجيس سيؤثر عليه "برشا" مع القبائل، لكن لامفر من الفوز والتدارك. منجي (بائع أدوات مدرسية): نربحوا بثلاثة من العكروت، ذوادي وطراوري وجدناه في الصباح يعرض سلعته وهو بائع بالجملة للأدوات المدرسية في باب السويقة، وبالرغم من أنه رفض أن يبيع لنا بالواحدة، كما قال هو وهي التجزئة عندنا، إلا أنه فتح لنا أبواب حانوته وكشف لنا عن أمور كثيرة، قال فيها إنه يناصر النادي الإفريقي منذ أن صبيا، كل عائلتي تناصر هذا النادي العريق ولن نرضى هذه المرة بغير الفوز على شبيبة القبائل، أما عن الهدافين فأنا أرشح الذوادي واحد وآخر العكروت، وأما بشأن طراوري فأنا نعرفوا يماركي بالرأس ... تركناه وغادرنا لأنه بالغ كثيرا في شكر المهاجمين الذين لم يسجلوا أي هدف في آخر لقاء. عمي الصالح: ياسف وبعض مسيري القبائل أنا نقلتهم في 2006 إلى سوسة لقضاء الريفيون أمر آخر كشفه لنا هذا السائق من أنه هو من أخذ حمزة ياسف من مطار عنابة إلى سوسة في أول جانفي 2006 لكي يقضي عطلة الريفيون هناك، حيث قال أنه قام به كما يجب، ولم يتركه حتى أعاده إلى عنابة رفقة مسيريين من الشبيبة، لم يتذكر اسمهم. في لقاء سطيف والترجي ساندوا سطيف واحتفلوا بعد اللقاء زكارة في باب جديد أمر آخر اكتشفناه بعد هذه الزيارة لمدينة العاصمة التونسية، هو أن هؤلاء الإفريقيين ناصروا مؤخرا وفاق سطيف في كأس شمال إفريقيا حيث أقاموا الحفلة في باب الجديد بعد فوز رفقاء مترف يومها بضربات الترجيح، كما قال زكارة في الترجي الذين كانوا يحتفلون مسبقا بالفوز على سطيف، كما أن تلك المقابلة خلفت حوادث كثيرة من الجرائم في باب الجديد، وحتى في باب السويقية. بدر الدين (جزائري مقيم في بن عروس منذ 25سنة): في بيتي الأولاد يتعاركوا بسبب الترجي والإفريقي قبل وصولنا إلى تونس العاصمة كنا في التاكسي برفقة أحد الجزائريين الذي قال إنه يعيش هنا منذ أكثر من 25 سنة هو وعائلته لكن عند سؤالنا له أي الفريقين يناصر قال إنه من منطقة ماكودة القبائلية وهو يتابع لحد الآن الشبيبة ويعلم أنها تأهلت على حساب شباب بلوزداد في المباراة الأخيرة من الكأس التي شاهدها في عنابة كما قال بما أنه تنقل من هناك أثناء لقائنا معه في الحدود، لكن بالنسبة لأولاده فقد أكد أنه دائما يحدث له عراك كبير بين الأولاد بما أن ولده الوحيد يناصر الترجي فيما يناصر البنات الإفريقي وهو ما جعله في كل مرة يفض النزاع بينهم بسبب مقابلة كرة قدم. الصحافة لم تعط أية أهمية للقاء أمس ورغم طبيعة اللقاء إلا أن الأمر الذي لاحظناه أيضا هو أن الصحافة لم تعط أهمية كبيرة لهذه المباراة، فقط على لقاء الترجي والملعب الذي أدراه الحكم جمال حيمودي، وقالت إنه لم يتطلع إلى مستوى الداربي فيما تحدثت جريدة الإعلانى وقالت إن المباراة كانت بالنسبة للإفريقي كهدية، لكنه لم يحسن استغلاله، كما أن الجرائد كلها لم تشر إلى وصول شبيبة القبائل إلى العاصمة في خطوة ربما منهم لرفع معنويات الإفريقيين الذي يعانون في الآونة الأخيرة وكإخفاء للتأهل الرائع الذي حققه القبائل أمام شباب بلوزداد. حتى الكواليس تعمل عملها في البطولة من بين الأمور التي لاحظناها في الصحافة التونسية هي تلك التصريحات التي يتحدث فيه المدربون والرؤساء على الكواليس، وما فعلته بالفرق هناك والدليل ما قاله مدرب شبيبة القيروان مراد محجوب في تصريحه لإحدى الجرائد التونسية الرياضية أن نتائج بعض المباريات تحسم قبل لعبها، كما تحدث على التحكيم الذي قال إنه لايصلح في البطولة التونسية وعليهم الإعتماد على الخبرة الأجنبية في اقرب وقت هذا ربما جعلنا نتأكد بأنهم فعلا يعانون من الكواليس هناك في العاصمة التونسية ولا يجدون أحسن من التعبير عليه في الجرائد. بلحوت يريد الاستنجاد بالعزام من أجل إخراج باجة من الغرقة تصريح آخر في إحدى الجرائد التي صدرت أول أمس هو تصريح المدرب السابق لأولمبي الشلف ووفاق سطيف رشيد بلحوت الذي يعاني في الآونة الأخيرة من ضعف النتائج، حيث لم يعرف طعم الفوز منذ أكثر من ست مقابلات متتالية، وهو ما جعله يصرح لصحفي الجريدة ويقول: نلعبوا مليح والنتائج عاكستنا، يظهر لي نروحوا للعزام، وهذا ربما لكي يخرج باجة التي تولى قيادتها منذ الميركاتو من الغرقة، كما يقال، لانه يقبع حاليا في المراتب الثلاثة الأخيرة في تونس. حيمودي محل سخط أنصار النجم الساحلي ويؤكدون أنه تعمد إقصاءهم تجولنا الطويل جعلنا نحتك حتى ببعض أنصار النجم الساحلي الذي تعرفوا علينا بسبب الجواز الذي كان في يدنا، وأكدوا لنا أننا أخوة كالعادة لكنهم طلبوا منا إيصال رسالة إلى الجزائر مفادها أن الحكم الدولي جمال حيمودي تعمد إقصاءهم مؤخرا في مباراتهم الكلاسيكية بالترجي، حيث أقصى لهم اللاعب بوقديدة من على كرسي الاحتياط هو والحارس الثاني بودربالة بسبب احتجاجاتهما الكثيرة، كما أنه لم ينذر مدافع الترجي الذي عرقل الجبالي بقوة فتسبب له في علمية جراحية عاجلة، هذا دون الحديث على الإنذرات الكثيرة التي وزعها على لاعبيهم دون لاعبي الترجي. التونسيون يعرفون زياني، صايفي وبوڤرة جيدا .. ويتحسرون على نتائج البنزرتي بغض النظر عن معرفتهم لبعض الأمور عن الشبيبة، قال الكثير من الأنصار إنهم يعرفون جيدا "الملاعبية" بتاع الدزاير وخاصة زياني الذي تأكدنا بأنه يحظى بشعبية كبيرة هناك، دون الحديث عن صايفي الذي سبق له اللعب ضدهم ويعرفونه جيدا لما كان في تونس برفقة المنتخب عام 2004 وتحدثوا لنا أيضاعن هدف آشيو في سوسة.. وعن لاعبين محترفين مثل بوڤرة ومطمور.. وفي نفس القوت بدى عليهم التحسر في شأن نتائج المدرب البنزرتي من أنه خيب آمالهم في الكان الأخيرة التي خرجوا منها من الدور الأول. إحنا شعب واحد ورانا معاكم في المونديال كلمة كثير ما ترددت على مسامعنا في أي مكان قصدناه وهي "رانا معاكم في المونديال" حيث مباشرة بعدما يتعرفوا علينا بأننا دزيريين حتى يشرعوا لنا في التحدث عن نتائجنا في كأس إفريقيا الأخيرة التي صنعت الفرجة حتى عندهم، لكن رفض التحدث عمي محرز الذي أقلنا بسيارته من فندق الباشا الذي أقمنا فيه إلى فندق الفوبيس مقر الشببيبة التحدث عن ما فعله بنا المصريون قائلا بالحرف الواحد: حنا جميع مسلمين خشية أن ننقل أي صورة ليست في المستوى عبر صحافتنا عن الشعب التونسي، كما لمح لنا في النهاية، لكن وبالرغم من هذا إلا أنه أكد بأنه يعلم أن الفريق المحلي لعب مؤخرا مع ليبيا وسنلعب أمام كل من سلوفينيا إنجلترا وأمريكا في المونديال الذي قال أن الشعب التونسي كله سيشجعنا فيه. شاوشي ولاحاب يروح لفرنسا عليه بالانضباط شاوشي أيضا معروف هنا في تونس، وتحدثوا عليه كثيرا في كل مكان مباشرة بعدما سألناهم عن الفريق الوطني، لكن على ما يبدو استاءوا كثيرا من التصرف الذي قام به في مباراة مصر، وقالوا إن ما عليه سوى الانضباط إذا أراد التنقل إلى اللعب في فرنسا. بن شيخة لو يعود سيدرب في أي فريق شاء المدرب المحلي عبد الحق بن شيخة تأكدنا وشاهدنا عن قرب مدى حبهم له، خاصة في الشوارع الرئيسية وأماكن الأنصار مثل باب الجديد التي تغص بأنصار الإفريقي، مؤكدين لنا بأنه سيعمل في أي فريق يريده هنا في تونس، ويعلمون جيدا أنه لولا الفريق الوطني لما استطاع أن يغادر تونس الخضراء، لأنه يتقاضى هنا أحسن بكثير من الجزائر، كما قال محرز، وأن عائلته لحد الآن لازالت مقليمة هنا في العاصمة، لذا لا يجب أن نفرط في هذا التقني الكبير وعلينا أن نطلبه للعودة في أقرب وقت. وأنصار الترجي إلى جانب الشبيبة يوم الجمعة كنا قد تحدثنا في البداية على أنصار الترجي من أنهم يملكون حسابات كثيرة مع الإفريقي، وبهذا فإن المنجي الذي لا قيناه في باب السويقة قال إنه سيناصر شبيبة القبائل يوم الجمعة وسيكون برفقة القبائل في المدرجات، كما أكد لنا أيضا أن الكثيرين سيتنقلون إلى ملعب المنزه يوم اللقاء وسيشجعون الشبيبة إلى آخر لحظة "زكارة" في الإفريقيين الذين يملكون معهم حكايات كثيرة. رضوان (بائع المولوخية ): رانا مع القبائل وفرحنا كثيرا لتعثر مهدي مرياح س من بين هذه الحكايات مع هذا النادي قال رضوان وهو بائع التوابل في تونس إنه سيكون مع القبائل زكارة في اللاعب الدولي مهدي مرياح، الذي كان قد مر بسيارته عليه وقال له إن سطيف ستفوز عليهم في كأس شمال إفريقيا وفرح كثيرا في النهاية وعلى هذا فإن رضوات يريد أن يتعثر هذا اللاعب لكي يعيد له الدين.