بداية، ما تعليقك على المسيرة المسجلة هذا الموسم؟ من غير الممكن إعطاء تقييم واضح بالنظر إلى الظروف التي مر بها الفريق في مختلف فترات البطولة، إضافة إلى تغيّر الأهداف من ضمان البقاء إلى دعم سياسة التشبيب، وعليه سأتحدث أساسا عن الفترة التي كلفت خلالها بتدريب النادي والتي اعتبرها إيجابية إلى حد كبير مادمنا حققنا عدة مكاسب. ما هي هذه المكاسب؟ أقصد بالدرجة الأولى العناصر الشابة التي برزت بصورة لافتة للانتباه مع الأكابر. بعد أن تأكد عدم ضمان البقاء كان من الواجب التفكير في مستقبل المولودية وأعتقد أن سياسة التشبيب إحدى الاستراتيجيات المهمة التي كان من اللازم التركيز عليها حيث أعطت ثمارها بدليل أن التشكيلة حققت نتائج محفزة رغم إقحام عدد قياسي من الشبان. “البوبية” تملك خزّانا هائلا من المواهب يبقى في حاجة إلى المتابعة والاهتمام والنتائج ستكون إيجابية دون شك في المستقبل. كيف كانت لديك الشجاعة في المجازفة بالشبان بعد استغناء الإدارة عن العديد من العناصر الأساسية؟ العمل مع الشبان ليس جديدا علي، فرغم خبرتي المتواضعة في التدريب إلا أنني لا أتوانى في منح الفرصة لأي لاعب أقف على صحة قدراته وقد استغللت هذه المرة قلة الضغط بعد تضييع حظوظ البقاء. على المسيرين أن يتفادوا الأخطاء السابقة التي كلفت تضييع لاعبين في مستهل مشوارهم الكروي، كان بمقدورهم أن يمنحوا إضافة نوعية لولا أن الاعتماد على النجومية أعاد الفريق إلى نقطة الصفر. الكثير ذهب إلى حد القول أن المولودية كانت قادرة على ضمان البقاء لو تم الاعتماد على الشبان مع بداية مرحلة العودة؟ هذا هو الكلام السائد حتى وسط أعضاء المكتب المسيّر، لو تم تغيير السياسة مبكرا لكان بالإمكان تفادي السقوط منذ الجولات الأخيرة من مرحلة الذهاب وبالضبط منذ لقاء الشبيبة الذي لعبناه في تيزي وزو، إلا أنه مع الأسف اتخاذ القرار تأخر. بعض المتتبعين تفاجأوا للنتائج المسجلة في 4 مباريات متتالية؟ هذا لم يكن مفاجئا بالنسبة لي لأني أعرف قيمة الشبان الذين رقيوا إلى الأكابر، كما أنهم كانوا محفزين معنويا من أجل العمل واستغلال الفرص المتاحة لهم للبروز، ثم أنني استغللت فترة الراحة الطويلة التي مرت بها البطولة في النصف الثاني من أفريل وبداية ماي حتى أسطّر برنامجا تحضيريا مكثفا من النواحي البدنية، الفنية والنفسية حتى يخوضوا المباريات المتبقية من البطولة بأكثر عزيمة، والحمد لله أن العناصر الحالية لم تخيّب بدليل الوجه الطيب الذي قدمناه في البرج والشلف رغم أن الحظ خاننا في العودة بتعادلين على الأقل، في الوقت الذي فزنا أمام شبيبة القبائل وحقّقنا تعادلين أمام الحراش ونصر حسين داي، إضافة إلى الفوز في اللقاء المحلي أمام شباب باتنة. على ذكر لقاء “الكاب” فقد خلق فوزكم عدة ردود أفعال بين مشيد ومستاء، ما تعليقك؟ أتأسف لسقوط شباب باتنة، إلا أن الذي أقوله في هذا الشأن أن “الكاب” جا في الطريق“ وفي وقت كان لزاما علينا تحقيق نتيجة إيجابية لتفادي الإشاعات والتأويلات، إضافة إلى الضغط الممارس على اللاعبين من قبل الأنصار، ثم أنه من غير المعقول أن أطلب من اللاعبين التساهل في هذا اللقاء خاصة أنهم شبان يرغبون في البروز، فكيف سيكون مستقبلهم إذا لقناهم دروسا في رفع الأرجل وغيرها من المظاهر السلبية التي أثرت كثيرا في مستوى الكرة الجزائرية؟. فوزكم أمام “الكاب” جعل الكثير يصف المولودية على أنها بطلة النزاهة، مارأيك؟ المولودية سقطت إلا أن شرفها يفوق كل شيء والدليل على ذلك أننا لعبنا جميع المباريات وفق أخلاقيات الكرة إلى آخر جولة من البطولة، وحتى أمام صاحب اللقب مولودية الجزائر الذي لم نتساهل معه. بماذا تفسّر إذن الخسارة برباعية نظيفة؟ النتيجة الثقيلة كان من الممكن تفاديها، بدليل أن معظم الأهداف سجلت من أخطاء فردية ناجمة عن نقص خبرة بعض اللاعبين، ومع ذلك فإن الذين تابعوا اللقاء أشادوا بالمردود الذي قدمه اللاعبون. هل أنت مرتاح للعمل الذي قدمته لحد الآن مع المولودية؟ ضميري في غاية الارتياح، لأن تواجدي في النادي لم يكن من أجل المال بقدر ما وظفت جهودي وتضحياتي في سبيل الاعتناء بالعناصر الشابة التي لمست منها إرادة كبيرة في العمل والكشف عن إمكاناتها الحقيقية وهو ما جعلني أقف إلى جانبها، حيث منحت فرصة البروز لعدد هام من الشبان حتى أن اللقاء الأخير شهد مشاركة أكثر من 8 لاعبين من صنف الأواسط ومع ذلك قدّموا أداء استحسنه الكثير. هل تقبّل الأكابر سياسة الاعتماد على اللاعبين الشبان في الجولات الأخيرة؟ في كل مرة كنت أتكلم معهم في الموضوع حتى أفهمهم السياسة التي أسعى إلى تحقيقها بالتنسيق مع الإدارة، وأعتقد أن الكثير تفهم الأمر وسخّر خبرته لمساعدة الشبان وهذا أمر إيجابي خاصة أن علاقتي باللاعبين كانت مبنية على الاحترام المتبادل. لكن بماذا تفسر خرجة اللاعب وناس بعد نهاية لقاء البرج؟ هذه أصبحت جزءا من الماضي. وناس أخطأ وكنت قد اتخذت الإجراءات اللازمة لكن في نهاية المطاف سمحت له بالعودة لسبب واحد وهو أنني لست حاقدا ولا أريد أن أحطم لاعبا شابا بإمكانه أن يواصل العمل مادام أنه في بداية مستقبله الكروي. ما حدث يعد درسًا لبقية الشبان الذين عليهم التحلي بالرزانة وعدم الاندفاع وراء السلوكات التي قد تحطم مشوارهم. بدأت مهمتك مساعدا وأنهيت المسيرة مدربا رئيسيا، كيف تقارن بين المرحلتين؟ بكل تواضع، كنت قادرا على تدريب الفريق بمفردي إلا أن البعض رأى غير ذلك، لكن الأيام كشفت أن بن جاب الله قادر على رفع التحدي، وهنا أقول إن العمل الذي قمنا به يعد رسالة مباشرة للمسيرين ورؤساء الفرق في باتنة الذين يفضّلون اللجوء إلى مدربين صنعوا أسماء بطريقة يعلمها الجميع مقابل تهميش إطارات ومدربي الولاية. ستبقى أم ستغير الأجواء؟ أترك كل شيء للمكتوب لأن الوقت الراهن مخصص للراحة. هل من إضافة في الأخير؟ أشكر اللاعبين الذين عملوا بجدية طيلة فترة إشرافي على النادي وأبدوا رد فعل إيجابي لإنهاء البطولة بنزاهة، كما أشكر مدرب الحراس حسان دمبري الذي رغم التحاقه المتأخر إلا أنه قام بعمل كبير لتحضير الحراس، وأتمنى من الهيئة المسيرة أن تعتني أكثر بالمواهب الشابة خاصة أنها أكدت قدرتها على إعادة المولودية مجدّدا إلى القسم الأول.