أجرى محرّك البحث الأمريكي “ياهو” بحثا فريدا من نوعه تطرق من خلاله إلى أعنف وأشد اللاعبين المنتظرين في نهائيات كأس العالم التي ستطلق في 11 جوان القادم بجنوب إفريقيا، حيث عالج الموضوع بطريقة ساخرة وعلق على الموضوع بقوله: “هؤلاء هم العشرة الذين لا تريد أن ترى وجوههم في المونديال من شدة الرعب“، لكن الشيء المثير في الموضوع هو أن الترتيب شمل لاعبين معينين من منتخبات مختلفة ماعدا المنتخب الجزائري الذي حل في المركز العاشر لكنه الوحيد الذي جاء كمنتخب، وهو رسالة من كاتب الموضوع أراد من خلالها القول بأن جميع لاعبي “الخضر“ يعتمدون على الخشونة. “روني” يتصدّر القائمة ويُمنح لقب “الأسد” هذا وقد شملت قائمة اللاعبين الأعنف في النهائيات المقبلة 9 أسماء بالإضافة إلى المنتخب الجزائري الذي حل عاشرا حسب التصنيف، فقد جاء نجم المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر يونايتد واين روني في المركز الأول، حيث تحدث صاحب المقال عن سوابقه في ملاعب كرة القدم وخص بالذكر اعتداءه على مدافع نادي تشيلزي كارفالو في المباراة التي جمعت منتخبيهما في إطار ربع نهائي كأس العالم، وكذا تهديداته لزميله السابق كريستيانو رونالدو بسبب نفس الحادثة، بالإضافة إلى ذلك فقد أطلق على اللاعب لقب “الأسد” نظرا لطريقته الفريدة في اختراق الدفاعات والتعامل مع المدافعين الذين يعتدي عليهم في أغلب الأحيان بسبب عدم سيطرته على أعصابه. الأمريكيون ممثلون ب”برادلي” الشبيه بالجندي ولم يكن المنتخب الإنجليزي الوحيد في المجموعة الثالثة المعني بهذا التصنيف، حيث حل لاعب وسط ميدان المنتخب الأمريكي ونادي بوروسيا مونشنڤلادباخ مايكل برادلي في المركز الخامس من حيث استعمال العنف على المستطيل الأخضر، حيث ذكر التقرير أن اللاعب حمل جينات وراثية في إشارة إلى والده ومدربه في المنتخب بوب برادلي، ولم يكتف الكاتب بذلك فقد وصف اللاعب بطريقة مضحكة جدا حين أكد بأن نظرته القاتلة التي تكشف أشعة الليزر، والتي جعلت منه أقرب إلى جندي في ساحة المعركة من إلى لاعب كرة القدم، كما ذكر التقرير بعض ما اقترفه لاعب وسط الميدان الدفاعي في ماضيه القريب عندما كان لاعبا في المنتخب الأمريكي لأقل من 20 سنة، حين اعتدى جسديا ولفظيا على جميع لاعبي منتخب الأوروغواي في مباراة جمعت بين المنتخبين في إطار كأس العالم لأقل من عشرين سنة. “الخضر” تحوّلوا إلى لاعب واحد وحلوا في المركز العاشر هذا وقد شمل الترتيب عديد اللاعبين البارزين، فبالإضافة إلى واين روني وبوب برادلي فقد حل في المركز الثاني نجم المنتخب الدانماركي كريستيان بولسن متبوعا بالمدافع البرازيلي لنادي الإنتير لوسيو، في حين كان المركز الرابع من نصيب المدافع الهولندي ذي الأصول المغربية خالد بولحروز، أما المركز السادس فكان من نصيب نجم المنتخب النيوزيلندي وقائده “نيلسين” متبوعا بكل من لاعب المنتخب الكامروني جين ماكون وقلب دفاع نادي مانشستر يونايتد الصربي نيمانيا فيديتش، بينما حل في المركز التاسع لاعب وسط الميدان الدفاعي لنادي ميلان والمنتخب الإيطالي ڤاتوزو، لكن الغريب في الأمر أن التقرير وضع كل المنتخب الجزائري في المركز العاشر وهو ما يعني أن صاحب المقال أراد أن يقنع الجميع بأن طريقة لعب “الخضر“ تعتمد على العنف، عكس بقية المنتخبات التي تمتلك بعض اللاعبين بهذه المواصفات، ورغم وضعهم في المركز العاشر إلا أن ما يفهم من هذا الترتيب هو أن “الخضر” يتصدرون الترتيب من حيث المنتخبات. التقرير تعاطف مع المصريين وجعل ملحمة “أم درمان” فوزا من غير روح رياضية ولم يفهم الكثيرون من زوار الموقع سبب إدراج المنتخب الجزائري وحيدا في هذا التصنيف وهو ما يعتبر من دون معنى بما أن العديد من المنتخبات الكبرى تعتمد على اللعب الخشن بصورة أكبر من المنتخب الجزائري الذي يطبق كرة نظيفة بشهادة العدو قبل الصديق، على غرار المنتخبات الأسكندنافية والأنغلوساكسونية وهو ما يجعل التصنيف يفتقد إلى المصداقية، والأكثر من ذاك أن التقرير أكد بأن اللعب أمام المنتخب الجزائري يجعل أطباء فرق المنافسين يعملون لساعات إضافية في إشارة إلى كثرة الإصابات، واستدل في ذلك بمباراة أم درمان التي أعقبت حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري بالقاهرة، حيث عرض فيديو من ستة دقائق لأهم تدخلات بلحاج وزملائه في تلك المباراة والبطاقات التي تحصلوا عليها، وكأن به يتعاطف مع المنتخب المصري الذي كان حسب رأيه مثالا في الروح الرياضية، وما يعزز هذا الطرح أكثر هو عدم اعتماده على مباراة الفريقين في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا والتي كان فيها “الخضر“ خارج الإطار.