واصل الخط الأمامي للمنتخب الوطني صيامه عن التهديف وأكد محدودية مستواه وتراجعه الرهيب الذي يمر به في الفترة الأخيرة ، بدليل أننا لم نحضّر في مواجهة سلوفينيا إلى عمل هجومي مكثف أو تهديد لمرمى المنافس من طرف المهاجمين ما عدا في الكرات الثابتة بواسطة بلحاج الذي أخرج الحارس “هاندانوفيتش” كرته الثابتة بصعوبة إلى الركنية أو رأسية حليش التي مرت جانبية بقليل عن القائم الأيسر. وقد كان هناك إجماع في أوساط الفنيين أو المهاجمين السابقين الذين تحدثنا إليهم على أن الخط الأمامي لم يظهر بوجه مشرف، كما أن طرد غزال كان بمثابة منعرج اللقاء. ولم يستثن هؤلاء خيارات المدرب رابح سعدان، حيث تساءلوا عن الأسباب التي جعلته يجدّد الثقة في غزال وترك بودبوز في الإحتياط طيلة اللقاء. الهجوم لم يخلق أي فرصة تستحق الذكر طيلة التسعين دقيقة كان الجمهور الجزائري يعلق آمالا عريضة على تحرر الخط الأمامي في مواجهة أمس بعد صيامه عن التهديف منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا، لكن السيناريو الذي شاهدناه في المباريات الودية تكرر مرة أخرى أمس حيث لم يخلق الخط الأمامي أي فرصة تستحق الذكر طيلة التسعين دقيقة رغم الضعف الواضح في وسط دفاع المنتخب السلوفيني، حيث كان جبور ظلا لنفسه من جهة ولم يجد المساندة الكافية من طرف رفاقه، وحتى مطمور الذي كانت كل الآمال معلقة عليه لم يقدم الكثير، في حين أن غزال أثبت مرة أخرى محدودية مستواه وتسبب في التأثير في معنويات رفاقه بعدما تحصل على بطاقة حمراء إثر بطاقتين صفراوين مجانيتين. جبور كان معزولا ولم يقدم شيئا رغم أن المدرب الوطني إعتمد على لاعبين في الخط الأمامي هما جبور ومطمور، إلا أن مطمور كان يشغل الجهة اليمنى من الهجوم أكثر ما جعل جبور وحيدا في الخط الأمامي وسط ثلاثة مدافعين لم يتمكن من التفوق عليهم. وما زاد من تواضع مردوده عدم وصول كرات في ظروف مناسبة قبل أن يقدم الطاقم الفني على تغييره في المرحلة الثانية. غزال محل إنتقاد ومحل سخط الجميع بعد دخول غزال مكان زميله جبور كان الأنصار يعلقون آمالا عريضة عليه من أجل طرد النحس الذي يلازمه منذ آخر هدف سجله أمام منتخب رواندا في التصفيات، لكن اللاعب واصل صيامه عن التهديف ولم يقدم أي شيء يذكر هو الآخر ما عدا رأسية واحدة مرت فوق الإطار رغم أنه كان في وضعية مناسبة. ولم يكتف اللاعب بذلك بل تحصل على بطاقتين صفراوين مجانيتين جعلتا الحكم يطرده بالبطاقة الحمراء، ما جعل غزال محل إنتقادات شديدة خصوصا أنه طرد بطريقة مجانية لا سيما في اللقطة الثانية التي تعمّد فيها توقيف الكرة بيده داخل منطقة العمليات. خيارات سعدان في الهجوم محل إنتقادات ولم يستثن بعض الفنيين والمهاجمين القدامى الذين تحدثنا إليهم في حديثهم المدرب رابح سعدان، حيث أكدوا أن الطريقة الهجومية التي لعب بها سعدان كانت عقيمة ومن المستحيل التهديف بها ما عدا بواسطة الكرات الثابتة التي أكدت مرة أخرى أنها سلاح “الخضر”، حيث تساءل الجميع عن الدوافع التي جعلت سعدان يقحم غزال الذي لم يكن مهيأ نفسيا وفنيا لدخول المواجهة وهمّش في المقابل بودبوز الذي أثبت أن مكانته الأساسية أو على الأقل في الإحتياط لا نقاش فيها، وقال الجميع إنه لو أقدم سعدان على إقحام بودبوز منذ البداية مكان غزال أو خلال المرحلة الثانية لكان هجوم المنتخب الوطني قدّم مردودا أفضل. كيف لنا أن نطمح إلى التهديف أمام إنجلترا وأمريكا ونحن لم نسجل على سلوفينيا؟ كان هناك إجماع في أوساط الذين تحدثنا إليهم وحتى لدى أنصار “الخضر” أن مهمة الخط الأمامي لن تكون سهلة أمام إنجلترا يوم الجمعة المقبل وحتى أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية لأن الفريقين يملكان خط دفاع قوي ونادرا ما يرتكب الأخطاء، في وقت أن هجوم “الخضر” لم يقلق دفاع المنافس رغم الثقل الواضح الذي بدا على بعض المدافعين خاصة المدافع الأوسط “سيزار” الذي يعد الحلقة الأضعف في دفاع سلوفينيا. ---------------- بويش ناصر: “عدم إقحام بودبوز زاد من تواضع مردود الخط الأمامي” “المنتخب الوطني لعب المرحلة الأولى بطريقة جيدة رغم أننا لم نشاهد سوى فرصتين بواسطة بلحاج وحليش، أما عن مردود الخط الأمامي فإن جبور كان معزولا وسط دفاع المنافس، وأنا لا أتفق مع سعدان في إقحام غزال بديلا له لأن غزال لم يكن مهيأ لتقديم الإضافة بما أنه لم يتحرر طيلة المباريات التي لعبها أساسيا، وكنت أنتظر إقحام بودبوز لأن هذا اللاعب يملك سرعة التوغل وقادر على جلب الأخطاء على مقربة من منطقة العمليات، وأقول أيضا إنه كان بإمكاننا الفوز بهذه المباراة لأن المنافس لم يكن في يومه ولم يقدم مباراة قوية وإنما استغل خطأ وحيدا سجل على إثره هدف الفوز”. بوتابوت: “مشكلتنا في الخط الأمامي ويجب إحداث تغييرات” “تأكدنا مرة أخرى أن المشكل الذي يعاني منه المنتخب الوطني هو في الخط الأمامي الذي لم يقدم ما كان منتظرا منه في هذه المواجهة التي كانت فرصة للمهاجمين من أجل التحرّر واستعادة ثقة الأنصار. أنا شخصيا كنت أعلق آمالا عريضة على مطمور لإحداث الفارق لكن هذا اللاعب يبدو أنه لم يثق في قدراته كثيرا وبدا عليه نقص التجربة واضحا في مثل هذه المنافسة العالية المستوى. أما غزال فلم يكن في يومه كالعادة، في حين أن جبور لم تصله الكثير من الكرات، وأرى أنه من الضروري أن يحدث المدرب الوطني تغييرات أمام إنجلترا رغم أنه لا يجب أن نلوم سعدان كثيرا لأنه لا يملك الخيارات، وقد يعمد إلى إقحام بودبوز أساسيا في اللقاء المقبل رفقة مطمور في الخط الأمامي”.