بعد التعادل الذي حققه المنتخب الوطني في “كاب تاون“ أمام منتخب إنجلترا، كانت العناصر الوطنية على موعد مع العودة مساء أمس إلى “سان لامير“، وهذا من أجل مواصلة التحضيرات للمواجهة القادمة والهامة ل “الخضر” أمام منتخب أمريكا. وبعد قضاء الليلة الثانية في مدينة “كاب تاون“ بعد نهاية المباراة، توجه لاعبو “الخضر“ صبيحة أمس السبت إلى مطار “كاب تاون“ من أجل العودة إلى قاعدة الحياة كما يُسمّى في “سان لامير“. وكانت بداية رحلة الفريق الوطني في الساعة منتصف النهار بتوقيت جنوب إفريقيا. العشرات من أهالي “مارغايت“ في الإنتظار وعند وصولنا إلى مطار “مارغايت“ قبل حوالي ربع ساعة من وصول طائرة الفريق الوطني، وجدنا العشرات من سكان منطقة “مارغايت“ في انتظار طائرة الفريق الجزائري، وهذا من أجل تحية العناصر الجزائرية على النتيجة المحققة أمام إنجلترا. رايات الجزائر و“فوفوزيل“ بألوان العلم الوطني وقد أحضر سكان المنطقة من أجل استقبال الفريق الوطني العلم الجزائري من مختلف الأحجام، وخاصة الرايات الصغيرة، وكانت الميزة الأكبر هي أن أحد الأنصار الجنوب إفريقيين من أصل هندي أحضر معه “الفوفوزيلا” (مزمار التشجيع في جنوب إفريقيا) بالعلم الجزائري. الطائرة حطت في الثانية و10 دقائق وبعد ساعتين و10 دقائق من التحليق، حطت الطائرة المقلة للوفد الجزائري في مطار “مارغايت“ الصغير في حدود الساعة الثانية و10 دقائق بالتوقيت المحلي لجنوب إفريقيا، في رحلة أخرى من الرحلات التي لا تنتهي. فرقتا التلفزيون الجزائري و”الجزيرة” حاضرتان وبعد أن حطت الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وكالعادة كانت فرقة التلفزيون الجزائري والجزيرة الرياضية هما أول من ينزلان من الطائرة، وهذا من أجل مواصلة تصوير اللحظات التاريخية التي يعيشها الفريق الجزائري في مونديال القارة السمراء. أهازيج “وان، تو، ثري... فيفا لالجيري” لحظة النزول وبعد أن نزل وليد صادي ولحقه المدرب الوطني رابح سعدان وبقية اللاعبين تباعا، كانت هتافات “وان، تو، ثري... فيفا ألجيري” (هكذا ينطقها الجنوب إفريقيين ممن حضروا للاستقبال الخضر)، مدوية من الجنوب إفريقيين والجنوب إفريقيات اللواتي حضرن لاستقبال الجزائر. سعدان طلب من اللاعبين التجمّع وتحية مستقبليهم ولأن حافلة الفريق الوطني كانت في مدرج المطار من أجل أن يركبها اللاعبون مباشرة، طلب المدرب سعدان من كل اللاعبين أن يقوموا بالتجمّع في مدرج المطار بصفة جماعية، قبل التوجّه إلى جهة سطح المطار أين كان يقف مستقبلو الفريق الوطني، وهذا من أجل مبادلة سكان المنطقة التي يقيم بها أنصار الفريق الوطني بجنوب إفريقيا التحية على التفاعل المسجّل من طرفهم. تصفيقات متبادلة ثم مغادرة المطار وبعد أن تبادل لاعبو وكلّ أعضاء الوفد الجزائري التحية مع مستقبليهم من خلال التصفيقات المشتركة، ركب لاعبو الفريق الوطني الحافلة وتوجّهوا مباشرة بعدها إلى الحافلة التي أقلتهم إلى فندق “سان لامير“ البعيد ب 15 كم من مطار “مارغايت“، وكان امتطاء الحافلة مباشرة من مدرج المطار. كلّ اللاعبين ب “الكوستيمات“ ماعدا زياني وكان كلّ لاعبي الفريق الوطني في رحلة العودة من “كاب تاون“ إلى “سان لامير“، بالألبسة الكلاسيكية عكس أعضاء الطواقم الأخرى الذين كانوا بلباس رياضي، وكان اللاعب الوحيد الذي لم يكن يرتدي اللباس الكلاسيكي هو كريم زياني، لأن إصابته على مستوى أصابع الرجل (جرح) منعته من ارتداء الحذاء، وبالتالي عدم ارتداء “الكوستيم“ دون حذاء. عائلة هندية تعرف كلّ عناصر “الخضر“ وما شدّ انتباهنا أكثر هو وجود عائلة جنوب إفريقية من أصل هندي من أجل الاستقبال، ممثلة في الزوج والزوجة، والابن و3 بنات، وهي العائلة التي كان تواجدها لكي نكتشف الكثير من الأشياء. الوالدة هي من كان يطبخ للوفد الجزائري وتبقى علاقة هذه العائلة بالمنتخب الجزائري ليست عادية، لأن الوالدة (السيدة كوكي)، هي من يقوم بالطبخ الإسلامي لأعضاء الوفد الجزائري عندما كانوا يحضرون مسبقا في الأشهر الماضية من أجل معاينة المكان (صادي، روراوة، زفزاف، وسعدان)، والأكثر من ذلك أنها تقوم حاليا بوضع كل الترتيبات الخاصة بالوفد الجزائري. زوجها وإبنها تنقلا إلى “كاب تاون“ وكانا حاضرين أما الزوج والابن (رياض) واللذان كانا حاضرين في المطار لاستقبال الوفد الجزائري، فقد عادا في صبيحة اليوم نفسه من “كاب تاون“، بعد أن تنقلا خصيصا من “مارغايت“ إلى “كاب تاون“ (1200 كم) في الطائرة من أجل مناصرة الفريق الوطني في مباراة الفريق الإنجليزي ب “كاب تاون“. انبهرا كثيرا بأداء مبولحي وإضافة إلى الانبهار بأداء الفريق الوطني الجزائري أمام نظيره الإنجليزي، فقد أكد السيد “كوكي“ وابنه على انبهاره بالمستوى الذي قدّمته الجزائر، وأكدا أن أكثر ما شدّ انتباههما في المباراة، هو الحارس الجديد مبولحي الذي كان خارقا. ... سيحضران تدريبات اليوم من أجله وقد أكد أفراد هذه العائلة أنهم سيحضرون الحصة التدريبية للفريق الوطني الأخيرة في ملعب “أوڤو“ صبيحة هذا الأحد، خصيصا من أجل أخذ صور تذكارية مع الحارس البطل رايس وهاب مبولحي، وعدم تفويت الفرصة في تواجده في المنطقة من أجل أخذ هذه الصورة. البنات يعرفن اللاعبين بالأسماء وكلّ شيء عنهم أما البنات الثلاث الأخوات فقد كن ينادين اللاعبين وهم ينزلون بالطائرة بالأسماء الشخصية (وليس الأسماء العائلية) مثل عنتر، كريم، رياض، فؤاد، وغيرهم.. والأكثر من ذلك يعرفن كل شيء عن المشوار الكروي للاعبين ولعبهم في أوروبا، فرقهم، مشوارهم، وحتى حياتهم الشخصية. التلفزيون الجزائري قام ب “روبورتاج“ عن العائلة ولم يفوّت التلفزيون الجزائري الفرصة للقيام ب “روبورتاج“ عن هذه العائلة الخاصة جدا التي تناصر الجزائر، خاصة أن الوالدة هي من قامت بخياطة النسيج بالعلم الجزائري، والذي تم لفّ “الفوفوزيلا“ به، في ترابط بين الأصول الهندية، الجنسية الجنوب إفريقية والميول الجزائرية في منطقة “الزولو“.