بكثير من اللباقة استقبلنا “باولو فوتري“ المهاجم السابق ل “أف.سي.بورتو” خاصة لدى علمه أننا جزائريون ننتمي لنفس البلد الذي ينتمي إليه صديقه السابق رابح ماجر. “فوتري“ الذي يعمل حاليا محللا في قناة “الجزيرة الرياضية“ التقينا به مع لخضر بريش في الفندق الذي يقيمان فيه وخصنا بهذا الحديث الشيّق... ماذا يعمل حاليا “باولو فوتري“؟ حاليا ليس لدي الوقت الكثير لأرتاح قليلا، أملك مؤسسة نهتم فيها بمختلف التخصصات مثل البناء، التكنولوجيا و بكرة القدم طبعا.. كذلك أنا حاليا أعمل كوسيط في انتقال بعض اللاعبين خاصة المنتقلين إلى أسي ميلان، أتعامل كذلك مع صحيفة “ماركا” الإسبانية بما أنني أعيش دائما في مدريد، إضافة إلى عملي كمحلل مع قناة “الجزيرة الرياضية“. فكما ترى أنا لا أجد حتى الوقت الكافي للراحة. هل فكرت يوما ما أن تصبح مدربا؟ صراحة لا، فمشواري كلاعب أجبرني أن أكون دائما مستعدا لتنقل مع الفرق التي لعبت لها، وحقيبتي كانت دائما محزومة للرحيل. والآن لا أريد أن أعيد نفس السيناريو الذي عشته سابقا وأنا مدرب. الكثيرون من يطرحون أسئلة حول عدم لعب “فوتري“ في ريال مدريد أو في برشلونة؟ ربما لأن القدر لم يشأ ذلك، لكني لم أندم أبدا على عدم ترك فريقي أتليتيكو مدريد، لأن هذا الفريق منحني الفرصة لأكتب اسمي في تاريخ الأتليتكو، ولو انتقلت للريال أو “البارصا“ لأصبحت لاعبا عاديا. بدون شك كنت سعيدا بتتويج أتلتيكو مدريد ب “أوروبا ليغ”؟ أكيد، فأتلتكو مدريد فريقي السابق إضافة أنني كنت المدير الرياضي لهذا الفريق، عندما أراه يحقق بطولة مثل ل“أوروبا ليغ”، أكيد أنني شعرت بسعادة لا توصف لأنني قبل كلّ شيء مناصر وفيّ لهذا الفريق. هل يلعب أبناؤك كرة القدم؟ ابني الأكبر طالب في الجامعة وهو يعمل معي، أما فابيو فهو يلعب مع الفئات الشابة ل أتلتيكو مدريد، منصبه جناح أيمن ويلعب تقريبا مثلما يلعب اللاعب الروسي”فالري كاربين”. سنرى إن كان سينجح مثل كاربين أم لا. حاليا تعمل محللا لقناة “الجزيرة الرياضية“، ما هو انطباعك الأول حول بداية منافسات “المونديال“؟ أعجبت كثيرا بطريقة لعب المنتخب الشيلي، منتخب شاب يلعب بكل قوة، يعرف كيف يضغط على منافسيه ويلعب بطريقة هجومية جيدة. بالنسبة لي المنتخب الشيلي هو أحسن منتخب منذ بداية هذه الدورة. في رأيك، ما هي مفاجأة الدورة؟ خسارة المنتخب الإسباني هي المفاجأة الكبيرة، الإسبان كانوا بعض الشيء متردّدين في اللعب ولم يبدؤوا المنافسة كمرشحين لنيل اللقب. بالنسبة للتعادل الذي حققه المنتخب الجزائري أمام المنتخب الإنجليزي، ألا يعدّ مفاجأة؟ لا، لأن الجزائر لعبت بشكل جيّد، لقد رأيت المنتخب الجزائري يلعب بكامل نجومه، لعبوا بجانب بعضهم البعض طيلة المقابلة ولم يتركوا المساحات للمنافس الإنجليزي، كانوا ندّا قويا للمنتخب الإنجليزي. ما كان ينقص المنتخب الجزائري مهاجم قنّاص يعرف كيف يستغل الفرص المتاحة، كان ينقصكم ماجر في القاطرة الأمامية. كلما نحدّثك عن الجزائر تحدّثنا عن ماجر، هل تعرف اللاعبين الحاليين للمنتخب الجزائري؟ يعجبني كثيرا زياني وكذا لاعب الوسط لنادي بورتسموث الذي يلعب لنادي بنفيكا البرتغالي (يقصد يبدة) وبوڤرة لاعب رانجرز... هم أكثر اللاعبين الذين شدّوا انتباهي. مشاهدة العديد من اللاعبين الجزائريين ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية يعني أن كرة القدم الجزائرية عادت بقوة إلى الساحة العالمية، هناك العديد من اللاعبين الجزائريين في ألمانيا، إنجلترا، اسكتلندا وإيطاليا، وحتى في إسبانيا يوجد لاعب شاب في نادي سانتاندير، أنا أحد المعجبين بكرة القدم الجزائرية والتي اكتشفتها بفضل رابح ماجر. لماذا الجزائر خسرت مباراتها الأولى أمام سلوفينيا؟ لقد افتقدتم للحظ، كما أن حارس المرمى ارتكب خطأ فادحا في هذا المستوى من المنافسات، الجزائر كانت تستحقّ على الأقل التعادل. كيف ترى حظوظ الجزائر في تجاوز الدور الأول؟ منافسة كأس العالم هي منافسة قصيرة وللوصول إلى اللقب يلزمك تجاوز سبع مباريات فقط، مفتاح الفوز هو الحفاظ على مستواك طوال اللقاءات السبعة التي تلعبها. الجزائر وبعد مباريتين أبانت وجهين مختلفين أمام سلوفينيا و انجلترا، في انتظار تقديمهم لنفس المستوى المقدّم أمام انجلترا حتى نراهم يتجاوزون الدور الأول. يجب على اللاعبين أن يثقوا في إمكاناتهم لأن كل الفرق تملك نفس الحظوظ للمرور إلى الدور الثاني. كنت سعيدا جدا لما رأيت الجزائر تتأهل إلى نهائيات كأس العالم، وسأكون جد سعيد إذا رأيتها تتجاوز الدور الأول. كيف أثّر ماجر في بقيت مشوارك كلاعب؟ كان قدوة بالنسبة لي، عندما قدم ماجر إلى بورتو كنت صغيرا، إنه لاعب يملك إمكانات كبيرة ولم أشاهد في حياتي لاعبا مثله، اعتقد أنه أتى من كوكب آخر، كان يلعب بالرجلين اليمنى واليسرى وبالرأس كذلك، كان لاعبا مثاليا كاملا أكثر من ماردونا، كان يقوم بلقطات برجل واحدة أعجز حتى على فعل مثلها بكلتا الرجلين. عندما أتحدّث عن ماجر أفعل ذلك بكل فخر، فخور لأني قضيت معه أجمل لحظات في مشواري الكروي، أنا معجب به كثيرا سواء كلاعب أو كصديق، وإذا تركتني أتحدّث عن ماجر الجريدة كلها لن تكفيني. .