إذا كان المنتخب الوطني الجزائري قد صنع الحدث في مونديال جنوب إفريقيا بخروجه المبكّر ودون الوصول إلى شباك منافسيه في المباريات الثلاث التي خاضها أمام سلوفينيا، إنجلترا وأخيرا أمريكا على التوالي، فإن “الخضر” حطموا رقما عربيا جديدا حيث باتوا أول منتخب عربي يتلقى لاعبوه بطاقتين حمراوين في مونديال واحد بعدما طُرد اللاعب عبد القادر غزال في مباراة سلوفينيا بعد أن أشهر الحكم الغواتيمالي كارلوس ألبيرتو البطاقة الحمراء في وجهه بعد أقل من ربع ساعة من دخوله، ولقي زميله والقائد الجديد ل”الخضر” عنتر يحيى المصير نفسه أول أمس أمام أمريكا في الوقت بدل الضائع لما وجّه له الحكم البلجيكي بطاقة قاسية وغير مستحقة على خلفية أنه كان يقصد حسان يبدة الذي كان بحوزته إنذار واحتج على قراراته بشدة. “الخضر“ غادروا مونديالي 82 و86 دون بطاقات حمراء وقد جاء الرقم الجديد السلبي الذي حطّمه المنتخب الوطني في دورة جنوب إفريقيا ليضاف إلى جملة من المعطيات السلبية التي خرج بها أشبال سعدان من هذه الدورة، فقد لا يعلم الكثير من أبناء هذا الجيل أن البطاقة الحمراء التي تلقاها غزال أمام سلوفينيا قد دخل بها التاريخ من أوسع أبوابه بحكم أنه أصبح أول لاعب جزائري يطرد في المونديال ما دام أن “الخضر” ودعوا مونديالي 82 بإسبانيا و86 بالمكسيك خالية دون بطاقات حمراء، رغم أن ذلك الجيل خاض تحديات أكبر وواجه منتخبات من قيمة ألمانياالغربية والبرازيل، ولكن زملاء مرزقان كانوا يتمتعون يومها ببرودة الأعصاب وحتى تدخلاتهم كانت ذكية ويعرفون كيف يمتصون حرارة المنافسين وحتى الحكام أيضا. العراقي باسل أول العرب المطرودين في المونديال وعنتر آخرهم باتت حالة الطرد التي تعرض لها قائد المنتخب الوطني عنتر يحيى أول أمس أمام أمريكا بالبطاقة الحمراء هي سادس حالة من هذا النوع للاعب عربي في منافسة كأس العالم بعدما سبقه زميله غزال إلى ذلك في مباراة سلوفينيا، وانضما بذلك إلى قائمة قصيرة جدا من اللاعبين العرب الذين كان مصيرهم الطرد في تاريخ المونديال والذين لا يتعدى عددهم الأربعة حيث كان على العرب أن ينتظروا 52 عاما منذ المشاركة الأولى ليعايشوا حدث إشهار البطاقة الحمراء وكان ذلك في مونديال المكسيك سنة 86 حينما أشهر الحكم الكولومبي دياز بطاقة حمراء في وجه اللاعب العراقي باسل كوركيس في مباراة منتخب بلاده أمام بلجيكا، والتي انتهت بفوز بلجيكا بهدفين لهدف واحد. لاعب إماراتي، آخر سعودي والتونسي زياد الجزيري دوّنوا أسماءهم أيضا دوّن بعض اللاعبين العرب أسماءهم أيضا في قائمة اللاعبين المطرودين في المونديال، فبعد العراقي باسل كوركيس الذي كان أول عربي يطرد جاء الدور بعد ذلك وبالضبط في مونديال 1990 على لاعب منتخب الإمارات مبارك غانم الذي أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه في (د72) في مباراة منتخب بلاده أمام يوغسلافيا سابقا، وهو ما سهل مهمة اليوغوسلاف الذين نجحوا في الفوز بنتيجة عريضة (4 - 0). أما ثالث المطرودين العرب فكان السعودي محمد الخليوي في مونديال 98 بعد عرقلته لاعب المنتخب الفرنسي ليزارازو في مباراة منتخبيهما واستثمر أصحاب الأرض النقص العددي وافتتحوا باب التسجيل عن طريق هنري قبل أن يضاعفوا الغلة إلى رباعية كاملة في النهاية. وقد جاء العقاب الرابع للعرب في المونديال على الأراضي الألمانية سنة 2006 عندما طرد اللاعب التونسي زياد الجزيري في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول في مباراة تونس – أوكرانيا وهو ما سهّل مهمة زملاء شيفشينكو الذين فازوا في النهاية بهدف دون رد.