لا زال لم يتحدّد بعد مصير العارضة الفنية للمنتخب الوطني، إن كان المدرب سعدان سيعمّر على رأسها إلى إشعار آخر، أم أنّ محطة جنوب إفريقيا كانت الأخيرة بالنسبة إليه، إذ أن تواجد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة في جنوب إفريقيا أين يجري المونديال حتى الآن.. والتزامه الصمت جعل الغموض يكتنف مصير العارضة الفنية، ومدّد “السوسبانس” حول ما إذا كان الطاقم الفني الحالي سيبقى أم سيغادر، إلى درجة أننا صرنا لا نفهم سرّ صمت الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية، وما يخطّط له فعلا من وراء الكلام الذي صار يسربه مقربوه حول ما يرغب في القيام به. يُسرّب كلاما بأنه يرغب في الإحتفاظ ب”سعدان“ ورغم أننا ندرك أن انشغالات روراوة وإرتباطاته في جنوب إفريقيا بصفته عضو في “الفيفا” هي التي مددت صمته هذا وجعلته لا يحسم أمر العارضة الفنية، لا سيما أنه لم يلاق سعدان وجها لوجه حتى الآن منذ نهاية مهام “الخضر” هناك، إلا أن الكلام الذي يسرّب من طرف مقربيه على لسانه بشأن اتخاذه قرار الإبقاء على سعدان هو الذي جعل الشكوك تحوم حول ما هو بصدد التخطيط له، خاصة أنه منذ مدة ليست بعيدة شرع في دراسة السير الذاتية لعدد من المدربين الأجانب، بغية التعاقد مع أحسنهم تحسبا للفترة المقبلة. في قرارة نفسه غير مقتنع بإبقائه ولعل ما جعل الشكوك تحوم حول الأخبار المسربة من طرف الأشخاص المحيطين به على لسانه، وحول ما يخطط له في الخفاء، هو تأكدنا وتأكد كثيرين أنّ الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية غير مقتنع في قرارة نفسه بالحفاظ على رابح سعدان مدربا للمنتخب الوطني، رغم اقتناعه بحصيلته حتى الآن (تأهيل الجزائر إلى “الكان“ والمونديال فقط)، إذ لا يخفى عن أحد أنّ روراوة لم يكن راضيا عن الوجه الذي ظهرت به الجزائر في المونديال الأخير، ولا الطريقة التي لعبت بها ولا عدم تمكنها من الوصول إلى مرمى منافسيها الثلاثة ولو في مناسبة واحدة، ما يؤكد أنه ليس مقتنعا تماما بالإبقاء على سعدان مدربا تحسبا للفترة المستقبلية. قرار السلطات برفض المدرب الأجنبي هو الذي أخلط أوراقه وحسب الأخبار التي بحوزتنا من مصادر موثوقة، فإن روراوة كان مصرا على إنهاء مهام سعدان فور نهاية المونديال، والبحث عن مدرب أجنبي يخلفه غير أن الضغوط التي واجهها من طرف السلطات التي عبّرت عن رفضها المطلق لتعيين مدرب أجنبي أخلطت أوراقه وجعلته مؤخرا يعمل على تسريب أخبار مفادها أنه مقتنع تماما بعمل سعدان وأنه لا يسعى إلى تغييره بأي حال من الأحوال. تجدر الإشارة إلى أن السلطات العليا في البلاد رأت أن المراهنة مجددا على ورقة المدرب المحلي التي أعطت ثمارها حتى الآن، أفضل من جلب مدرب أجنبي بأموال باهظة دون ضمان نتائج تلك المراهنة على هذا الأجنبي. حتّى لا يُقال الجزائر فرنسية أو أجنبية مائة من المائة وفضلا عن ذلك، فإن سلطاتنا العليا -حسب مصادرنا- غير موافقة على أن توكل مهمة تدريب المنتخب لمدرب أجنبي حتى تعطي على الأقل لمنتخبنا صبغة محلية وطنية أصيلة، وحتى لا يقال عنه إنه منتخب أجنبي أو المنتخب 2 لفرنسا بما أن التعداد حتى الآن يضم 90 من المائة من اللاعبين الذين ولدوا في فرنسا، فما بالك لو توكل المهمة لمدرب فرنسي أو آخر أجنبي مهما كانت جنسيته، وهو ما رفضته الدولة التي وفّرت حتى الآن كل الإمكانات لهذا المنتخب، لكنها أصرت على أن يكون المدرب محليا خالصا سواء كان سعدان أو آخر يخلفه، وهو أمر آخر أخلط أوراق روراوة الذي تخلى عن دراسة كل السير الذاتية التي وصلته من مدربين كبار، وراح يعلن لمقربيه أنه في هذه الحالة سيحتفظ بسعدان، وهو في الحقيقة غير مقتنع بذلك. خطة لأجل سد الطريق أمام ماجر وتحمل الأخبار الآتية من محيط روراوة في طياتها رسالة واضحة وضوح الشمس، ألا وهي، رفضه المطلق أن يعود الجوهرة رابح ماجر من جديد للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب، وهو ما يؤكد أن العلاقة بين الرجلين لا زالت متوترة وباردة، حيث راجت أخبار عن إمكانية تولي ماجر الإشراف على عارضة “الخضر” بداية من الاقصائيات الإفريقية المقبلة، غير أن روراوة بتسريبه أخبار رغبته الاحتفاظ بسعدان بدا وكأنه يرغب في سد الطريق أمام ماجر الذي يراه الجزائريون أنه أو بن شيخة الأولى بتدريب المنتخب في الفترة المستقبلية. مصلحة الجزائر فوق كل إعتبار والخلافات لا بد أن توضع جانبا ولا نريد من خلال هذا الحيز أن نوجه دروسا لروراوة أو أي شيء من هذا القبيل لأن خبرته وحنكته في مجال التسيير هي التي قادتنا إلى المونديال، وبالتالي لن يكون بحاجة إلى دروس لا منا ولا من أي طرف آخر، لكنه مطالب بأن يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وكذا أن يضع الخلافات جانبا سواء مع ماجر أو أي طرف آخر، فإن وقع الإجماع على ماجر أو بن شيخة ليخلف واحد منهما سعدان فما عليه إلا أن يأخذ برأي الجماعة، وإن رأى بأن الإجماع يقع على سعدان فليبقي عليه ويجدد ثقته فيه، والمهم في النهاية أن يُغلّب مصلحة البلاد والمنتخب على كل شيء.