أعتقد أنه مونديال مميز، عرف إقصاء المنتخب الإيطالي صاحب لقب البطولة الماضية، بالإضافة كيف تقيم إلى حد الآن المستوى في كأس العالم؟ أعتقد أنه مونديال مميز، عرف إقصاء المنتخب الإيطالي صاحب لقب البطولة الماضية، بالإضافة إلى إنجلترا وفرنسا، ومؤخرا البرازيل والأرجنتين. وهذا أمر مميز حينما نعرف منتخبات قوية وكبيرة تغادر السباق في منتصفه. المفاجأة الكبيرة كانت مع إقصاء إيطاليا في الدور الأول، كيف تفسر هذا الفشل؟ بكل صراحة، فهي استراتيجية يجب إعادة النظر فيها، لأنه حينما نأخذ على سبيل المثال فريق كنادي “إينتر ميلان” الذي فاز بلقب رابطة أبطال أوروبا فهو مشكل من لاعبين أغلبهم أجانب، وعليه فلا يوجد عدد كبير من اللاعبين الإيطاليين ضمن هذا النادي يفتقدون إلى المنافسة من المستوى العالي. وهذا ما ينطبق على عدة أندية، ولهذا السبب فكرة القدم الإيطالية تراجعت، وفي نظري يوجد هناك أمور كثيرة يجب إعادة النظر فيها يتقدمها اللاعبون الأجانب، وهذا نفس ما تنظر إليه “الفيفا”. وما علينا هنا إلا أن نأخذ مثالا عن المنتخب الألماني في كأس العالم. وبالنسبة للجزائر، فبرأيي يجب هي الأخرى أن تعتمد على مدارسها وعلى عنصر التكوين، وأحسن مثال لها هو منتخب 1982 الذي ترك الناس يتحدثون عنه في إسبانيا. تتحدث عن الجزائر، فما تعليقك عن مشوارها؟ أعتقد أن الجزائر كان بوسعها أن تقدم مشوارا أحسن، والمشكل في رأيي يعود إلى استراتيجية اللعب التي اعتمد عليها الفريق في اللقاءات الثلاثة الأولى، لأنه في مباراة كرة قدم نلعب من أجل الفوز ولا نفرح أو نفتخر بلقاء تعادلنا فيه، أو خسرنا بنتيجة ضئيلة لنقول أن الفريق قدم وجها طيبا في المونديال. الجميع يعتبر أن المشكل في المنتخب الوطني يكمن في الخط الهجومي، ما تعليقك؟ مشكل الجزائر لا يكمن في الخط الهجومي، وإنما استراتيجية اللعب هي من كانت فاشلة وليس المهاجمون الذين اعتمد عليهم الفريق، فمن دون شك لا يمكن اللعب بمهاجم واحد ونطلب منه تسجيل الأهداف. في كرة القدم وفي هذا المستوى من المنافسة لابد من أن نتحلى بالشجاعة ونلعب ورقة الهجوم لنبحث ونأمل في الفوز، ولا أعتقد أنه بوسعنا أن نفتخر أو نفرح بمباراة خرجنا فيها بالتعادل. أنت لا تحمل المسؤولية إذن للمهاجمين؟ ما عليكم إلا مشاهدة باقي اللقاءات لتكتشفوا أن مدافعي المنتخبات الأخرى كانوا يلعبون بحرارة كبيرة ولا يمكن زعزعتهم بالاعتماد على مهاجم واحد. الجزائر لعبت كثيرا بأسلوب دفاعي وراحت توظف عناصر تلعب أيضا في خط الوسط، لكن نزعتها كانت دفاعية أكثر. ولهذا لا يمكن انتظار أشياء كبيرة من منتخب يلعب الدفاع. ما الذي كان ينقص الجزائر برأيك لتحقق نتائج مثلما كان يتمناه كل مناصر؟ كثير من الشجاعة في اللعب على ما أعتقد ليتقدموا ويلعبوا بحرارة هجومية وباندفاع نحو المرمى، لأنكم تملكون لاعبين جيدين من الناحية البدنية والفنية، لكن المشكل هو قلة الانضباط التكتيكي في اللعب. ولهذا أظن أن الجزائر عليها الاعتماد على عنصر التكوين لتصنع لاعبين ممتازين في المستقبل، لأنه في مونديال إسبانيا سنة 1982، اللاعبون المحليون هم من خطفوا الأنظار بطريقة لعبهم وأسلوبهم الفني والمهاري الجيد الذي شدوا به انتباه العالم، خاصة أنهم فازوا بمبارتين أمام الشيلي وألمانيا الغربية. اللاعب المحلي ينقصه فقط اهتمام أكثر وتكفل جيد من الصغر ليكون مكونا بطريقة تكتيكية جيدة. البعض يطالب بتغيير المدرب، في حين أن البعض يرون أنه من الأفضل الاحتفاظ بسعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب، ما تعليقك؟ في نظري مهمة سعدان انتهت مع نهاية كأس العالم، وهو نفس الأمر الذي كان مع المدرب الإيطالي “مارشيلو ليبي”. وعليه فلابد من تغيير المدرب، وفي نظري دائما يجب الإسراع في جلب مدرب كبير يتمتع بخبرة وكفاءة عالية ويعرف أيضا كرة القدم الجزائرية. أنا على علم بأن عددا كبيرا من المدربين أعلنوا عنهم، مثال ذلك، “إيريكسون”، لكن يجب الإسراع لتعيين المدرب الجديد وفي أقصى وقت ممكن، وهذا لينجح في تحقيق هدفه. ولذا فلابد من اختيار مدرب كفء وتركه يشتغل إلى المدى البعيد مع تسطير أهداف واضحة ومضبوطة. إذا ما عدنا إلى مشكلة الهجوم، عبد القادر غزال انتقد بشدة في الفترة الأخيرة كونه لم ينجح في تحقيق المهمة التي وضعت له وفشل في التسجيل، ما تعليقك؟ غزال يلعب في بطولة الدرجة الأولى الإيطالية “سيري 1” مع نادي “سيينا”، وأعتقد أنه لاعب جيد، لكن يجب أن نعرف أن غزال ليس مهاجما حرا أو قلب هجوم، بل هو لاعب وسط ميدان مهمته صناعة اللعب. فإذا ما كان قد اعتمد عليه في منصبه الأصلي كان بوسعه أن يقدم مردودا أحسن ووجها طيب.. وإذا ما أردنا اليوم أن نوظف غزال في منصب آخر فالأحسن له أن يلعب في منصب مهاجم ثاني وليس كقلب هجوم. وفي نظري أحسن منصب بإمكان غزال أن يناسبه هو في الخطة التكتيكية التي تتمثل في : 4-3-2-1. غزال تحول مؤخرا إلى نادي “باري”، هل ترى أنه اختيار صائب في نظرك؟ أكيد فهو اختيار أحسن وجيد بالنسبة لغزال، لأن نادي “باري” يقوده مدرب كبير يعرف جيدا مهنته. “باري” نادٍ مستقر ويبحث عن تجسيد هذه الفكرة في “السيري 1”. كما أعتقد أن هذا النادي هو خيار أحسن وجيد للاعب لينسجم أكثر مع النسوج التكتيكية. بلغنا أيضا أن عنتر يحيى هو الآخر قريب من نادي “باري”، هل بإمكانه النجاح هو الآخر في هذا النادي؟ ليست لدي أي فكرة عن جديد اللاعب ولا عن المسألة التي تتحدث عنها، وعلى كل حال أعتقد أن عنتر يحيى لديه مستوى ليلعب جيدا في “باري“.