طارت مولودية الجزائر صباح أمس إلى بولونيا لإجراء التربص الإستعدادي للموسم الجديد، حيث أقلعت الطائرة في موعدها على الساعة الرابعة و35 دقيقة ووصلت مطار روما على الثامنة بتوقيت الجزائر، أي قبل الموعد المتوقع بنصف ساعة. ومن مطار روما واصلت بعثة “العميد” الرحلة نحو فرصوفيا عبر رحلة جوية أقلعت على العاشرة و50 دقيقة بتوقيت الجزائر (9:50 بتوقيت إيطاليا) لتحط الطائرة بمدرج المطار على الساعة 12:15 . ووجد الوفد حافلة بانتظاره أكملت به المسيرة برّا نحو فيسوا على مسافة 450 كلم، وكان الوصول إلى الفندق في تمام السابعة مساء بتوقيت الجزائر، والكل استسلم للنوم بعد 15 ساعة من السفر الشاق. يوسف سفيان المهاجم الذي سينسي “الشناوة” في بوڤش أخيرا، إلتحق المهاجم يوسف سفيان رسميا بتعداد مولودية الجزائر بعدما أمضى على عقده عشية الجمعة إلى جانب زميله هشام مويسي، حيث استبشر أنصار “العميد” خيرا بقدوم هذا المهاجم بالنظر إلى سيرته الذاتية الثرية وتقمصه ألوان عدة أندية فرنسية معروفة على غرار أوكسير وليل، بالإضافة إلى أنه خاض تجربة في النادي الإنجليزي المعروف “ويست هام”، كما أن المدرب “آلان ميشال” أصّر على استقدام هذا اللاعب وتحمّل المسؤولية لأنه يعرفه جيدا ومقتنع بأنه قادر على منح الكثير من الإضافة إلى هجوم الفريق. خمّاس قلب الهجوم الذي كان ينقص التعداد بانضمام يوسف سفيان، تكون إدارة المولودية قد نجحت في تدعيم الخط الأمامي بشكل جيد بعدما سبق أن تعاقدت منذ عدة أيام مع قلب هجوم “كريتاي” خالد خمّاس، فبالعودة إلى الموسم الماضي نتأكد بأن التشكيلة لعبت معظم مباريات الموسم بمهاجمين حرين (درّاڤ وبوڤش) وبدون قلب هجوم حقيقي، حيث بدأ عمرون الموسم بقوة مسجلا ثلاثة أهداف في مبارتين قبل أن يمر بفترة فراغ رهيبة ولازم كرسي الإحتياط إلى حد أن براتشي غيّر خطته ولم يكن يلعب بنهج تكتيكي فيه رأس حربة، لكن الأمور ستتغيّر الآن بمجيء خمّاس الذي سيكون منافسا عنيدا لعمرون. غريب نجح في مهمته إلى حد كبير الحقيقة التي يجب أن لا ينكرها أحد أن منسق الفرع عمر غريب، وبالرغم من الضائقة المالية الكبيرة التي كان يعانيها الفريق بضرورة تسديد مستحقات اللاعبين القدامى حتى يجدّدوا عقودهم، خاصة دراڤ، زماموش وبابوش وكذلك إقناع المدرب “ميشال” بالعودة إلا أنه تمكن من التوفيق في هذه المهمة الصعبة جدا، حيث وجد نفسه وحيدا يصارع كل المشاكل، فقد نجح أولا في الحفاظ على أغلب الركائز ماعدا بوڤش الذي لا يحق لأحد أن يحرمه من الاحتراف في الإمارات، كما قام باستقدامات نوعية وفي المناصب التي كانت في حاجة إلى تدعيم وكل الأسماء الجديدة لها امكانات معتبرة وهي بوهدّة، بلخير، دوادي، عمور، يوسف سفيان، مويسي، بوحافر وخمّاس في انتظار قدّور. “الشناوة” ينتظرون أن يُنسيهم يوسف سفيان في بوڤش كان ذهاب بوڤش بمثابة الصدمة للأنصار الذين سرعان ما تقبلوا الأمر بعدما قيل الكثير عن يوسف سفيان، حيث لم يتأخر غريب في البحث بسرعة عن خليفة بوڤش حتى لا تتأثر التشكيلة ككل، فوجد في اللاعب السابق ل “ويست هام” الخليفة المناسب، وكما أشرنا إليه من قبل فقد شاءت الصدف أن يكون يوسف نسخة طبق الأصل لبوڤش في ملامح الوجه وطريقة اللعب وحتى أصله من أرزيو، ما جعل “الشناوة” يعلّقون بأنه اللاعب الذي سينسيهم في بوڤش. يكفيه أن لعب في منتخب فرنسا مع مغني ويبدة العامل الآخر الذي دفع الكثير ممن محبي الفريق العاصمي لأن يعلقوا آمالا كبيرة على يوسف سفيان هو أنه تقمص ألوان المنتخب الفرنسي لأقل من 17 و18 سنة، حيث لعب إلى جانب مراد مغني وحسان يبدة، ما يؤكد بأنه موهوب مادام أن الاعتراف أتى من مدربين فرنسيين كبار اقتنعوا بمستوى هذا المهاجم الذي احتفل بداية هذا الشهر فقط بعيد ميلاده ال 26 (من مواليد 8 جويلية 1984). الحكم عليه في التربص و”ميشال” سيلعب بثلاثة مهاجمين حتى إن يقال الكثير عن يوسف سفيان إلا أن الحكم النهائي على أنه يعتبر صفقة جيدة وناجحة سابق لأوانه، لذا يجب انتظار على الأقل تربص بولونيا والمباريات الودية التي ستخوضها التشكيلة فيه من أجل معاينته جيدا والحكم عليه، كما أنه من الضروري أن يتأقلم في المجموعة بشكل جيد في انتظار أيضا المنافسة التي ستكون على أشدها في الهجوم ولو أن “آلان ميشال” قد يلجأ إلى خيار اللعب بثلاثة مهاجمين في خططه (درّاڤ، خماس ويوسف سفيان) مادام أن التضحية بواحد من الثلاثة يبقى أمرا صعبا للغاية. غريب يجتمع مع بابوش ويعطيه بعض التعليمات ساعات قليلة قبل أن تشد بعثة المولودية الرحال إلى بولونيا، اتصل منسق الفرع عمر غريب بقائد الفريق رضا بابوش وطلب منه التنقل إلى “الفيلا” ليعقد معه اجتماعا مهما، حيث لبى بابوش الطلب واجتمع بغريب في حدود العاشرة ليلا وحسبما علمناه من مصدر مسؤول في الفريق فإن الاجتماع تمحور حول تربص بولونيا حيث كشف غريب لقائد التشكيلة أنه يعتمد عليه الكثير في توجيه اللاعبين بما أنه أقدم لاعب في الفريق وكل العناصر تحترمه كثيرا وتأخذ بنصائحه. قال له إنه يثق فيه كثيرا في تأطير الشبان وأكد غريب ل بابوش بالحرف الواحد أنه يثق فيه كثيرا في توجيه اللاعبين، خاصة الشبان منهم حتى وإن اعترف له بأنه يثق في الجميع لأنهم أبناء عائلة ولن يفوتوا هذا التربص في القيام بتحضيرات جيدة تعود عليهم بالفائدة هم قبل أي شخص آخر، كما قال غريب لبابوش بأنه رفقة بصغير، زدّام، زماموش، دراڤ وكودري يعتبرون إطارات الفريق وبالتالي دورهم كبير في تأطير المجموعة ككل حتى يكون التربص ناجحا بكل المقاييس. بابوش لم يتحصل على الشطر الأول و”قدوة تاع الصح” من جهته، طمأن إبن سكيكدة منسق الفرع مؤكدا له أن المجموعة رائعة وعليه ألا يخشى أبدا أن يعرف برنامج التربص خللا أو نقصا، مستدلا بتربص السنة الماضية عندما كان كل اللاعبين في المستوى داخل الفندق وخارجه ولم يشتك الطاقم الفني من أي لاعب. وبهذا بقي بابوش متحملا كمال مسؤولياته في قيادة الفريق ولم يتهرب منها رغم أنه لم يتحصل بعد على الشطر الأول من علاوة الإمضاء ووافق على الصبر إلى غاية عودة المولودية من بولونيا. المولودية ستعود إلى كأس شمال إفريقيا بعد 35 سنة مثلما أشرنا إليه في عدد أمس، ستجري قرعة كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة والحائزة على الكأس يوم 7 أوت القادم في الجزائر، حيث ستتعرف المولودية على منافسها في الدور نصف النهائي بين الترجي الرياضي التونسي، الوداد البيضاوي المغربي واتحاد طرابلس الليبي، في انتظار القرار النهائي للاتحاد المصري بالمشاركة في هذه المنافسة بفريق الإسماعيلي أو تأكيد المقاطعة التي أعلن عنها الرئيس المقال سمير زاهر بحجة أن روراوة هو رئيس اتحاد شمال افريقيا. كانت تسمّى الكأس المغاربية ونالتها مرتين ستعود المولودية إلى هذه المنافسة بعد 35 سنة من الغياب وهي المنافسة التي كانت تسمى سابقا بكأس المغرب العربي، حيث توج “العميد” بها سنتي 1971 و1973 وآخر مشاركة كانت في عام 1975 دون أن تفوز بها للمرة الثالثة. ويعود الفضل في المشاركة القادمة إلى لقب البطولة الذي نالته المولودية عن جدارة واستحقاق الموسم المنصرم، الشيء الذي جعلها تعود إلى الظهور على الساحتين الجهوية والإقليمية. “ميشال” برمج اجتماعا مع مساعديه يكون المسؤول الأول على الطاقم الفني“آلان ميشال” قد عقد ليلة أمس اجتماعا مصغرا مع مساعديه عاشوري وبن عامر من أجل ضبط البرنامج النهائي للتربص الذي سيكون غالبا بإجراء ثلاث حصص تدريبية في اليوم، كما يكون قد اختار التواريخ المناسبة للعب المباريات الودية الأربع كما هو مقرّر. وحرص “ميشال” على أن يتحلى اللاعبون بالانضباط اللازم كما حدث الموسم الماضي عندما خلى التربص من أي نقطة سلبية من ناحية الانضباط. أول مباراة ودية قد تلعب الأربعاء من المحتمل جدا أن تلعب المولودية مباراتها الودية الأولى في هذا التربص يوم الأربعاء القادم وقد تكون أمام نادي “كراكوف” الذي ينشط في القسم الأول في بولونيا، ذلك أن الطاقم الفني يفضل أن تحضّر التشكيلة على الأقل ثلاثة أيام حتى يتأقلم اللاعبون مع الجو السائد في بولونيا قبل لعب أول لقاء ودي يكون بمثابة أول امتحان لرفقاء بابوش منذ بداية التحضيرات يوم 15 جويلية الجاري. ميشال: “مقتنع بالجدد وأعوّل كثيرا على نجاح التربص“ صرح مدرب المولودية أنه متفائل بالتعداد الذي تملكه المولودية هذا الموسم، على اعتبار أنها حافظت على استقرارها ببقاء أغلب الركائز، ماعدا ذهاب بوڤش، مقابل انتداب عناصر أقنعته إلى حد الآن، في انتظار لعب المباريات الودية، كما أضاف أنه يعوّل الكثير على تربص بولونيا لأجل شحن بطاريات لاعبيه والقيام بعمل جبار في العديد من الجوانب، حتى النفسية منها، مشيرا إلى أن تربص الصائفة الماضية في المكان نفسه كان ناجحا وهو واثق من أن تربص هذه الصائفة سيكون ناجحا وربما أحسن بشرط أن يطبق برنامجه بحذافيره. بوقادوم يوضّح: “لم أقصد الإساءة إلى عمروس في مهنته” أراد رئيس لجنة الأنصار حكيم بوقادوم (لم يعد يعترف بها عمروس) أنه لم يقصد الإساءة إلى عمروس في مهنة زراعة العنب التي يحترفها وقال: “أنا ابن عائلة والجميع يعرف بأني لا استهزئ بالناس، قولي إن عمروس من الأفضل له العناية بعنبه بدل رئاسة المولودية قصدت من خلاله أن المولودية في حاجة إلى رئيس مثقف وليس رئيسا يعمل في ميدان الفلاحة. هذا كل ما في الأمر وليس أبدا السخرية من مهنة عمروس في حد ذاتها لأنه “خدّام بالحلال وربي يعاونو”. ----------- يوسف سفيان: “وفيت بوعدي وقلتإني لن ألعب في الجزائر إلاّ في المولودية” هنيئا لك الإنضمام الرسمي إلى المولودية؟ شكرا لكم، كما تعرفون الاتصالات مع المولودية انطلقت منذ مدّة وتكفّل بها المكلف بأعمالي الذي شجعني كثيرا على اللعب في هذا الفريق الأكثر شعبية في الجزائر والذي نال الموسم الماضي لقب البطولة، أضف إلى ذلك فقد تحمست لخوض تجربة في الجزائر وبالضبط في المولودية وآمل أن أنجح. قدمت في مرة أولى إلى الجزائر قبل أن تعود إلى فرنسا دون أن تمضي على عقدك، لماذا؟ لا يوجد أي مشكل ماعدا أنه كانت لي عدة ارتباطات في فرنسا كان لابد علي تسويتها بسرعة، وبما أن الوقت ضيق فقد جئت إلى الجزائر لإنهاء المفاوضات مع إدارة المولودية والإمضاء كان أمرا شكليا فيما بعد، فالمهم أن يحدث الاتفاق على مجمل النقاط وهو الذي حدث اليوم والحمد لله (الحوار أجري مساء الجمعة). بعض المقربين خشيوا من عدم عودتك لكنك أزلت كل التخوفات بعودتك مجدّدا إلى الجزائر والتوقيع رسميا في المولودية ليس من عادتي التهاون في الأمور الجادة، ربما الشيء الذي أقلق البعض هو تأخري في العودة إلى الجزائر لأنه كان من المفترض أن أتنقل يوم الثلاثاء، لكنكم تعرفون صعوبة الحجز في الطائرة من باريس إلى الجزائر في هذه الفترة من الصيف بسبب كثرة المسافرين. لقد منحت كلمة إلى المسيرين بأني لن ألعب في الجزائر إلا للمولودية، هذا القرار اتخذته عن قناعة وكما اتفقنا عليه أمضيت رسميا لموسم واحد والكرة في مرماي الآن لأن أبذل مجهودات جبارة كي أكون في مستوى ثقة الكل. سيرتك الذاتية ثرية، خاصة أنك كنت لاعبا دوليا في منتخب فرنسا لأقل من 17 سنة وجعلت الكثير من محبي المولودية يستبشرون خيرا بقدومك صحيح أنني لعبت في المنتخب الفرنسي لأقل من 17 و18 سنة رفقة مغني ويبدة، كما أنه من الطبيعي أن أي لاعب جديد تسلط عليه الأضواء في أي فريق وينتظر منه الكثير مقارنة بلاعبين قدامى، لكنني أعرف ما هو مطلوب مني في ناد يعشقه الكثير من المناصرين، فعندما يكون اللاعب يثق في إمكاناته لا يخاف الضغط أو عدم النجاح. ربما تعرف أن المولودية غادرها هدّاف الفريق بوڤش وأتيت لخلافته وهناك من يؤكد بأنك ستنسي الأنصار في هذا اللاعب، ماهو قولك؟ لكل لاعب طريقته الخاصة في اللعب وأنا لم آت إلى المولودية لخلافة أي لاعب بل من أجل تقديم الإضافة إلى التشكيلة والبروز أكثر ولم لا نيل الألقاب مع المولودية التي أعرف أن مسيريها وطاقمها الفني يعوّلون علي كثيرا لإعطاء دفع جديد للخط الهجومي ومن جهتي لن أخيبهم بحول الله فوق الميدان. تربص الفريق في بولونيا أتى في وقته بالنسبة إليك، أليس كذلك؟ نعم، البقاء مع المجموعة لأسبوعين كاملين كاف لأن أتأقلم بشكل جيد مع زملائي وأتعرف على طريقة لعب التشكيلة من خلال المباريات الودية التي سنلعبها، كما سأكتشف فريقي الجديد واللاعبون من دون شك سيسهلون لي المهمة لي ولمويسي وأي لاعب جديد حتى تكون المجموعة أكثر تماسكا. لماذا لم تسجل عددا كبيرا من الأهداف في فريقك السابق “نورني” البلجيكي؟ سجلت خمسة أهداف لسبب واحد وهو أن مدربي في “تورني” كان يشركني في وسط الميدان وراء المهاجمين وليس في منصبي الحقيقي، حيث كان دوري يتمثل في مد المهاجمين بالكرات وليس التسجيل. من دون شك طموحك كبير في تقمص الألوان الوطنية ولتحذو حذو مغني ويبدة، أليس كذلك؟ أولا، أفكر في كيفية القيام بمهمتي في المولودية على أكمل وجه وإذا حدث ذلك يمكن بعدها الطموح للعب في المنتخب الوطني الجزائري الذي يبقى حلم أي لاعب.