عاد الهدوء يوم أمس إلى مدينة “بونة” بعد أن عاشت يوما غير عادٍ الأحد الفارط بسبب زيارة صخرة المنتخب الوطني مجيد بوڤرة إليها، وهي الزيارة التي أحدثت ضجة كبيرة وطوارئ حقيقية بين الأنصار الذين أرادوا مشاهدة نجمهم الأول عن قرب... وكان إعلان “الهدّاف” في عددها صبيحة أول أمس عن خبر قدوم “ماجيك” إلى عنابة فرصة لمحبي المنتخب الوطني وخاصة بوڤرة من أجل حجز أماكن لهم منذ الساعات الأولى للنهار أمام مقرّ الولاية والبلدية وفندق “صبري” إلى جانب ساحة الثورة “الكور”، طمعا في رؤية اللاعب وأخذ صورة تذكارية أو “أوتوغراف” معه. بوتفليقة الوحيد الذي “هوّل” عنابة مثلما فعل “بوڤي” وكانت الأجواء التي شهدتها عنابة أول أمس الأحد تخيّل لأي كان أن المدينة تستعد لاحتضان زيارة لفخامة رئيس الجمهورية، مادام أن قوات الأمن كانت تقريبا منتشرة في كلّ الناطق التي عرفت زيارة بوڤرة إليها، كما أن “بوستيرات” عملاقة للاعب وزملائه في المنتخب الوطني تم تعليقها في أماكن عديدة. ويبقى التأكيد أن الأجواء التي عاشتها عنابة أول أمس لم تحدث إلا في زيارات فخامة رئيس الجمهورية بوتفيلقة إليها. حوالي 5 آلاف شخص تجمهروا في “الكور” لرؤيته ولعلّ أكبر شيء يؤكد صحة كلامنا هو ذلك العدد الهائل من الجماهير التي اصطفت في ساحة “الثورة“ في الأمسية، أين كان ألقى بوڤرة كلمة أمام الحضور هناك. حيث أشارت تقديرات مصالح الآمن أن حوالي 5 آلاف شخص كانوا في “الكور” وقتها وهو عدد هائل يفسّر أن لا شيء كان عاديا في زيارة بوڤرة هذه إلى عنابة بعد 6 سنوات من الغياب عنها. طوارئ حقيقية طيلة اليوم ولا أحد تصوّر تلك “الهستيريا” وما حدث في ساحة “الثورة“ تكرّر في كامل محطات زيارة بوڤرة، حيث أن “هستيريا” حقيقية تملكت الأنصار العنابيين في كل مرّة كانوا يشاهدون فيها اللاعب، إذ كان المئات من الأنصار يتسابقون وراء الموكب الذي كان يقله من مكان إلى مكان من أجل رؤيته والتسليم عليه أو أخذ صورة تذكارية معه في صورة أدهشت كثيرا بوڤرة، خاصة أن بعض الشبان كانوا مستعدين للقيام بكل المخاطر كتسلق أعمدة الكهرباء أو الأسوار أو حتى الجري مسافة طويلة في الطريق خلف السيارة التي كانت تقل اللاعب من أجل مشاهدته عن قرب. ما حدث أمام بيت عمّه يعجز اللسان عن وصفه زيارة “بوڤي” إلى بيت عمّه المريض والتي كانت سرية وغير مبرمجة في جدول الزيارة الذي أعدّته ولاية عنابة، تحوّلت في نهايتها إلى أمر أشبه ب “الكابوس، بعد أن اختلط الحابل بالنابل في حيّ “الصفصاف“ أمام تدفق الأنصار الكبير أمام بيت عمه، وهو الأمر الذي جعل بوڤرة يجد صعوبة كبيرة في ركوب السيارة التي كانت تقله بعد مغادرته البيت، وقد وجدت قوات الأمن صعوبة كبيرة لتفريق حشود الأنصار التي طوّقت السيارة التي بقيت متوقفة في مكانها أزيد من ربع ساعة. بوڤرة: “فخور أني جزائري ومن أصل عنابي... وأحبّكم كثيرا” وكان بوڤرة قد أدلى بكلمة للحضور خلال التجمّع الشعبي الذي نظم على شرفه في ساحة الثورة “الكور” قبل مغادرته عنابة، حيث أنه أبى إلا أن يشكر كل الأشخاص الذين حضروا إلى هناك بقوة من أجل مشاهدته، وقد ألهب الحضور أكثر لمّا قال بالحرف الواحد إنه فخور كونه ينتمي إلى بلد اسمه الجزائر، وأن أصله من مدينة عنابة، قبل أن يختم مداخلته بالتأكيد للحضور أنه يحبّهم كثيرا، وهو الأمر الذي فجّر حناجر الآلاف من الأنصار الذين تجمهروا في الساحة., --------------- زيارة بوڤرة إلى عمه كانت الأكثر تأثيرا في زيارته إلى عنابة كانت زيارة بوڤرة إلى عمه في بيته الأكثر تأثيرا في كامل محطات زيارته إلى عنابة أول أمس، خاصة أن عمه يعاني من مرض مزمن، حيث لم يصدق اللاعب أن يجده في تلك الحالة وهو الذي اشتاق إليه كثيرا ولم يشاهده مدة 7 سنوات كاملة، وقد كاد بوقرة يذرف الدموع لما وجد عمه في تلك الحالة، وأكد لبعض الحضور هناك أنه متأثر لرؤيته وهو يعاني، متمنيا له الشفاء العاجل. عمه أهداه صورة صممها بنفسه ترمز إلى “هيبون” ولعل أكثر ما أثر في بوڤرة هو أن عمه ورغم معاناته من المرض فإنه تمكن من تصميم صورة عملاقة بنفسه وأهداه إياها، وقد كانت هذه الصورة ترمز إلى مينة عنابة في القديم أو “هيبون” مثلما كان يطلق عليها. يذكر أن عم بوقرة لديه هواية في الرسم وهي التي تجعله الآن بعد أن أصبح يقبع في فراش المرض ينسى معاناته قليلا. بوڤرة فرح كثيرا بالهدية وقدر قيمتها الكبيرة وكانت فرحة بوڤرة لا توصف بعد أن تسلم تلك الهدية الرمزية من عمه والتي قال إن لها قيمة كبيرة بالنسبة إليه لأنها جاءت من أحد أعز الأشخاص عليه خاصة أنه كان عادة ما يقيم عنده في بيته لما كان في أيام طفولته يأتي إلى عنابة من أجل زيارته وقضاء عطلته الصيفية، وقد سلم بوقرة على عمه وعانقه مطولا بعد أن منحه هذا الأخير ذلك الإطار. كامل العائلة كانت حاضرة في بيت عمه لأنه كان يستحيل عليه مقابلة كامل أفراد عائلته التي تقطن في عنابة أثناء زيارته التي أخذت طابع الرسمية أكثر، فإن الفرصة الوحيدة التي كانت أمام بوڤرة من أجل التقاء كامل عائلته كانت في بيت عمه، حيث تجمعت هناك النسوة خاصة وقد تمكن من مقابلة مجيد والتسليم عليه خاصة أن هناك من لم يشاهده مند عدة سنوات، وقد أخذ بوقرة صورة جماعية مع كامل أفراد عائلته قبل مغادرته عنابة. فرح بحفاوة الاستقبال وتمتع بأكل “البقلاوة” وأستقبل بوڤرة في بيت عمه استقبالا على الطريقة العنابية، حيث تم تحضير حلويات تقليدية لأجله هو وشقيقه “رابح” إلى جانب “حميد” صديق “بوڤي”، وقد تلذذ “الماجيك” بتناول حلوة “البقلاوة” التي بدا وأنه يحبها كثيرا مادام أنه اختارها من بين جميع الحلويات التقليدية التي وضعت أمامه. “مير” عنابة كرمه بمنحه ميدالية قام رئيس المجلس الشعبي البلدي لعنابة نبيل حين استقباله بوقرة في مقر البلدية، بمنحه ميدالية وهي الميدالية التي تمنح عادة للأشخاص النجباء والمتألقين من أبناء المدينة في شتى المجالات، وقدم “المير” إلى جانب ذلك إطارا به صورة عملاقة ترمز لمدينة عنابة وهدية أخرى تسلمها “عمي عبد الوهاب” والد مجيد بوقرة. بوڤرة لبس قميص “الخضر” في “بونة بيتش” استغل أحد المصطافين زيارة بوڤرة إلى شاطئ “بونة بيتش” من أجل تسليم هذا الأخير قميص المنتخب الوطني يحمل اسم اللاعب الذي لم يجد حرجا في أن يلبسه ويقبله في صورة أكدت افتخاره بحمل ألوان المنتخب الوطني، وقد أخذ بوقرة صورا عديدة مع بعض المصطافين هناك في الشاطئ وهو حامل للقميص. يذكر أن بوڤرة قام في فندق “صبري” أثناء مأدبة الغداء التي تمت على شرفه بإمضاء “أوتوغراف” على أحد قمصانه التي يرتديها مع “الخضر” لإحدى المعجبات. الأمين العام للولاية كان في توديعه كان الأمين العام لولاية عنابة حاضرا في كامل زيارة بوقرة وقد تنقل بأمر من الوالي غازي معه حتى إلى مطار “رابح بيطاط” لأجل توديعه، ولم يغادر الأمين العام للولاية المطار إلى بعد إقلاع الطائرة التي أقلت لاعبنا الدولي إلى العاصمة. للإشارة فإن بوڤرة قبع في القاعة الشرفية للمطار حين وصوله إليه في حدود الساعة الثامنة إلا ربع ليلا إلى غاية حلول موعد إقلاع الطائرة نصف ساعة بعد ذلك. بوڤرة يعشق “بيبسي” إلى حد الجنون اكتشف الجميع في زيارة بوڤرة إلى عنابة عشقه الكبير للمشروب الغازي “بيبسي”، حيث لم يجد اللاعب حرجا في تأكيد ذلك إلى والي عنابة غازي خلال تناول الرجلين مأدبة الغداء مع بعض، وجاء هذا بعد أن تم وضع هذا المشروب على طاولات الحضور، وقد كشف بوڤرة أن محبته لهذا المشروب ليس لها أي علاقة بكونه أمضى على عقد مع هذه الشركة السنة الفارطة. ----------------------- بوڤرة يزور مركز الطفولة المسعفة بعنابة ويصنع الحدث رغم أننا ذكرنا في عدد يوم أمس أن ضيق الوقت حرم بوڤرة من زيارة مركز الطفولة المسعفة بحي “ليليزا” مثلما كان مبرمجا في جدول زيارته الذي أعدته له الولاية، إلا أن مدافع المنتخب الوطني تمكن في سرية من زيارة مركز الطفولة قبل أن يعود إلى العاصمة، حيث حرص برفقة شقيقه “رابح” وخاصة صديقه “حميد” على أن يلتقوا الأطفال ولو لبضعة دقائق خاصة أنهم من الأول برمجوا هذه الزيارة رغم أن الوقت كان يداهمهم. الأطفال تحدثوا مع نجمهم مطولا و”شبعو تصاور” وبالفعل، فقد تنقل بوڤرة مع كل من “رابح” و”حميد” إلى مركز الطفولة المسعفة بحي “ليليزا” أين بقوا هناك حوالي 20 دقيقة تحادثوا خلالها مع الأطفال الذين كانوا في المركز والعاملين هناك وقد أخذوا صورا تذكارية كثيرة مع الجميع، حيث لم يرفضوا طلب أي واحد، وقد أمضى “الماجيك” على عدة “أوتوغرافات” للأطفال الذين لم يتصوروا أن يكون نجم المنتخب الوطني إلى جانبهم حتى فيهم من ظل حائرا من شدة المفاجأة. بوڤرة وجد راحة عارمة معهم وظل يسأل عن أحوالهم ومثلما كان عليه الحال في زيارته التي قادته منذ 3 أسابيع من الآن إلى مركز الأطفال المرضى بالسرطان في وهران، فإن بوڤرة كان مرتاحا مع أطفال مركز الطفولة المسعفة بعنابة، حيث وجد راحة في الحديث وتبادل الآراء معهم خاصة فيما يخص المنتخب الوطني حيث لم يجد أي حرج في الرد على أي تساؤل منهم على الرغم من أن أسئلة بعض الأطفال كانت حرجة في بعض الأحيان. بوڤرة من جانبه ظل يسأل الأطفال عن أحوالهم ويحاول في كل مرة ممازحتهم في طريقة منه لينسيهم الحالة النفسية التي هم عليها. وعدهم بإرسال بدلات رياضية في الأيام القادمة بما أن الزيارة كانت مفاجئة، فإن بوڤرة لم يبرمج معه جلب أي هدايا للأطفال وهو المتعوّد في كل مرة يزور فيها الأطفال المحرومين أو المرضى في زياراته لمختلف مدن القطر الوطني أن يقدم هدايا ومبالغ مالية. وقد وعد بوڤرة أطفال مركز “ليليزا” بعنابة أن يرسل له في الأيام القليلة القادمة ألبسة رياضية مصرا على أن كل طفل من المركز سينال لباسا رياضيا كاملا حتى أنه طلب من مديرة المركز عدد الأطفال المتواجدين هناك من أجل إرسال عدد يكون أكبر من الألبسة مقارنة بعدد الأطفال. “الهدّاف” الوحيدة التي غطت زيارته إلى هناك إذا كانت زيارة بوڤرة إلى مركز الطفولة المسعفة تميزت بسرية، فإن “الهدّاف” وكعادتها تمكنت من تغطية كامل أطوار هذه الزيارة، خاصة أخذ صور عن كل ما قام به بوڤرة في المركز. وقد كانت “الهدّاف” الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي غطت هذه الزيارة ما دام أن غالبية وسائل الإعلام الأخرى انصرفت بمجرد نهاية وجبة الغذاء التي أقامها والي عنابة على شرف نجم المنتخب الوطني.