3 أسابيع بعد مهزلة الغابون التي فازت علينا بملعب 5 جويلية (2-1) وديا، أكد المنتخب التانزاني سهرة أول أمس أن الأمور تسير نحو الهاوية بالنسبة إلى منتخبنا الوطني.. بعد أن فرض عليه التعادل الإيجابي بملعب “تشاكر” في افتتاح إقصائيات كأسي أمم إفريقيا 2012 و2013 وهي النتيجة التي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس والتي أكدت أن الأمور أصبحت لا تبعث على التفاؤل، خاصة أن التعثر المسجل أمام تانزانيا والذي صاحبه وجه شاحب للاعبين جاء استمرارا لما قدمه المنتخب الوطني منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا، حيث أنه باستثناء لقاءين فقط أمام كوت ديفوار في “الكان” وإنجلترا في “المونديال” فإنه كان خارج الإطار تقريبا في جميع المواجهات الأخرى التي لعبها منذ بداية سنة 2010. 8 هزائم كاملة، 3 تعادلات و3 إنتصارت فقط منذ بداية 2010 وكانت سنة 2010 بمثابة كارثة حقيقية للمنتخب الوطني من حيث النتائج التي سجلها، حيث أنه رغم بلوغه نصف نهائي كأس أمم إفريقيا التي جرت في آنغولا ومشاركته في نهائيات كأس العالم، إلا أن الواقع يؤكد أن نتائجه كانت دون المستوى إن لم نقل ضعيفة تماما، مادام أنه من مجمل 14 لقاء خاضه بين اللقاءات الرسمية والودية فإنه أفلح في تذوق طعم الانتصار 3 مرات فقط (مالي، كوت ديفوار والإمارات العربية المتحدة) مقابل هزيمته في 8 لقاءات كاملة منها 3 مرات بثلاثية نظيفة (مالاوي، صربيا وإيرلندا) ومرة ب 4/0 أمام المنتخب المصري وهي نتائج تؤكد المستوى الهزيل الذي قدمه المنتخب الوطني في الأشهر القليلة الفارطة وهو الذي افتك التعادل في 3 مناسبات هذه السنة (أنغولا، أنجلترا وتانزانيا). الهجوم صام عن التهديف في 9 لقاءات من أصل 14 لقاء وقبل الهدف الذي وقعه قديورة خلال مباراة أول أمس في الدقيقة الأخيرة من شوط اللقاء الأول، فإن المنتخب الجزائري اكتفى بتسجيل 6 أهداف في اللقاءات ال 13 التي سبقت، ويبقى الأمر الذي وجب التوقف مطولا عنده هو أن زملاء مطمور في 14 مباراة التي خاضوها منذ بداية 2010، تمكنوا من الوصول إلى شباك منافسيهم في 5 لقاءات فقط (مالي، كوت ديفوار، الإمارات، الغابون وتانزانيا) وهذا مقابل صيامهم عن التهديف في 9 مواجهات كاملة (مالاوي، آنغولا، مصر، نيجيريا، صربيا، إيرلندا، سلوفينيا، إنجلترا وأمريكا) وهو ما يؤكد لا محالة ضعف الخط الأمامي للمنتخب الوطني الذي يبقى عاجزا عن إيجاد الحلول لبلوغ مرمى منافسيه في غالب الأحيان. 3 سُجلت أمام كوت ديفوار وهدفان من هديتين أمام الإمارات والغابون ومن مجموع 14 مباراة خاضها أشبال سعدان منذ بداية 2010 نجد أنهم نجحوا في تسجيل 7 أهداف فقط (ثلاثية أمام كوت ديفوار وهدف أمام كل من مالي، الإمارات، الغابون وتانزانيا) أي بمعدل هدف واحد في كل لقاءين، ويبقى الملاحظ أيضا أن 3 أهداف سجلت في لقاء كوت ديفوار الذي لولاه لوجدنا أن “الخضر“ سجلوا 4 أهداف فقط في 13 مباراة، ووجب أيضا الإشارة إلى أن من مجموع الأهداف السبعة التي سجلها زملاء يبدة هذه السنة، نجد أن هدفين جاءا عن طريقة هديتين، حيث جاء الأول بواسطة ركلة جزاء سجلها زياني أمام الإمارات بعد لمس أحد لاعبي المنافس لكرة غير خطيرة في منطقة الجزاء بيده والثاني أمام الغابون من توقيع جبور وهو الهدف الذي جاء عن طريق تسلل واضح. الدفاع تلقى 21 هدفا ولم يصمد إلاّ في 4 مواجهات كشفت مواجهة أول أمس أن مشكل المنتخب الوطني لا يكمن فقط في ضعف خط هجومه، بل أيضا في هشاشة دفاعه الذي أصبح لا يقدر على الصمود في وجه منافسيه بدليل أنه في مجموع 14 لقاء خاضها المنتخب الوطني منذ بداية السنة الجارية (6 في نهائيات كأس أمم إفريقيا، 3 في نهائيات كأس العالم و4 لقاءات ودية إضافة إلى لقاء تانزانيا في تصفيات كأس أمم إفريقيا) فإنه تلقى 21 هدفا بمعدل 1,5 هدف في كل لقاء، والملفت للانتباه أن حليش وزملاءه لم يتمكنوا من الصمود في وجه منافسيهم إلا في 4 لقاءات فقط (مالي، أنغولا، الإماراتوإنجلترا) مقابل تلقيهم هدفا على الأقل في كل مواجهة من المواجهات ال10 الأخرى التي لعبوها هذه السنة. المنتخب أصبح حقل تجارب و32 لاعبا استعملوا منذ كأس إفريقيا الأخيرة ونحن نقوم بتقييم حصيلة المنتخب الوطني خلال سنة 2010 اصطدمنا بواقع مر يكشف الأسباب التي أدت إلى تدهور نتائجه من لقاء إلى آخر، حيث أنه من الأسباب الرئيسية يبقى انعدام الاستقرار في من ناحية التركيبة البشرية ل “الخضر“، مادام أن الناخب سعدان جعل من المنتخب الوطني حقلا حقيقيا للتجارب من خلال استعماله منذ بداية السنة 32 لاعبا رغم أن هناك من لم يشرك واستدعي إلى تربصات في صورة شاقوري في لقاء تانزانيا الأخير وحارس بجاية سديريك في لقاءي الغابون وتانزانيا. اللاعب المحلي مهمّش و7 لاعبين فقط سجلوا حضورهم في وقت أكدت شبيبة القبائل من خلال مشوارها المميز هذه السنة في دوري المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا وقبلها وفاق سطيف في المنافسات القارية والإقليمية التي خاضها في السنوات الأخيرة أن اللاعب المحلي قادر على تقديم الإضافة للمنتخب الوطني، فإن سعدان الذي قدم استقالته أمس من على رأس العارضة الفنية الوطنية بقي متشبثا بفكرة الاعتماد على المحترفين بدليل أن تواجد اللاعبين المحليين يتقلص في المنتخب الوطني من لقاء إلى لقاء، حيث أنه منذ بداية السنة الحالية وضع ثقته في 7 منهم فقط من أصل 32 الذين أشركهم، والملاحظ أنه من بين هؤلاء السبعة فإنه أبعد الثلاثي رحو، زاوي، بابوش منذ لقاء صربيا شهر مارس الفارط قبل أن يقوم بنفس الشيء مع شاوشي بعد نهائيات كأس العالم ولم يتبق الآن إلا حارسي مرمى هما زماموش وقاواوي، الأول لم يلعب منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا والثاني منذ لقاء صربيا ولاعب ميدان واحد هو العيفاوي ولم يشرك منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا بدوره. سعدان لم يقدر على استعمال التشكيلة نفسها في لقاءين متتاليين والملفت للانتباه هو أن المنتخب الوطني منذ بداية السنة الحالية لم يقدر على لعب لقاءين متتاليين بالتشكيلة نفسها وهذا حتى خلال التحضيرات التي سبقت نهائيات كأس العالم، وهو ما يفسر انعدام التنسيق والانسجام بين اللاعبين، وحتى لما يفوز المنتخب الوطني مثلما حدث أمام مالي، كوت ديفوار والإمارات فإن سعدان يغير التشكيلة في اللقاء الموالي، حيث نجد أنه بعد لقاء مالي غير بزاز ب بوعزة وفي لقاء كوت ديفوار تم إشراك عنتر يحيى ومغني مكان كل من العيفاوي وبوعزة اللذين شاركا أساسيين في اللقاء الذي سبق، وأمام سلوفينيا أشرك يبدة وقادير أساسيين مكان كل من منصوري وجبور اللذين أشركا في اللقاء الذي سبق أمام الإمارات من بدايته. “راكب راسو” و”الخضر” دون مدافع أيمن حقيقي منذ 7 لقاءات وإذا كان المنتخب الوطني قد غاب عنه الاستقرار تماما في السنة الأخيرة بالنظر إلى عدد اللاعبين المذهل الذين استعملهم سعدان وعدم وضع هذا الأخير ثقته في التشكيلة نفسها خلال لقاءين متتاليين، فإنه وجب التوقف عند نقطة أخيرة وتتمثل في غياب مدافع أيمن حقيقي عن المنتخب الوطني في لقاءاته السبعة الأخيرة، حيث أنه منذ إبعاد رحو عن “الخضر“ بعد مواجهة “صربيا” فإن سعدان بقي يرقع من خلال إقحام لاعبين في ذلك المنصب الذي يعد غير منصبهم الحقيقي، حيث جرب أمام إيرلندا قديورة وبعدها مطمور أمام الإمارات ليشرك قادير في لقاءات المونديال ويهتدي إلى غزال في لقاءي الغابون وتانزانيا في وقت كان عليه البحث عن مدافع أيمن حقيقي سواء من المحترفين أو المحليين يمكن له إفادة التشكيلة أكثر. الإنضباط غائب و5 بطاقات حمراء في 10 لقاءات رسمية ولم تكن تقتصر كوارث المنتخب الوطني هذه السنة على النتائج الفنية بل امتد الأمر كذلك إلى غياب الانضباط داخل المنتخب الوطني، حيث أنه إضافة إلى تمرد الكثير من اللاعبين على الطاقم الفني وكل المشاكل التي حدثت ل سعدان مع لموشية، شاوشي، منصوري وغيرهم، فإننا نجد أن المنتخب الوطني طرد 5 من لاعبيه في العشر لقاءات الرسمية التي لعبها هذه السنة ويتعلق الأمر بكل من شاوشي، بلحاج وحليش في نهائيات كأس أمم إفريقيا وغزال وعنتر يحيى في نهائيات كأس العالم، حيث أن هذا الثنائي كان الأول في تاريخ الجزائر الذي يطرد في “المونديال” بعد أن غادر اللاعبون الذين شاركوا في “مونديالي” 1982 و1986 المنافسة دون تلقي أي طرد. لا وجه للمقارنة بين نتائج 2009 و2010 والفارق شاسع جدا إذا كانت سنة 2009 لقبها العارفون والمتتبعون بسنة نهضة المنتخب الوطني الذي تمكن من تسجيل نتائج رائعة خلالها أهلته لنهائيات كأس العالم التي غاب عنها 24 سنة كاملة وحتى نهائيات كأس أمم إفريقيا التي لم يشارك في دورتيها النهائيتين سنتي 2006 و2008، فإنه لا يمكننا المقارنة تماما بين نتائج كتيبة سعدان هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة مادام أن الفرق شاسع جدا ويكفينا القول إن زملاء بلحاج في 2009 فازوا ب 7 مواجهات من أصل 9 لعبوها ولم ينهزموا إلى في مواجهة واحدة بملعب القاهرة أمام المنتخب المصري، في وقت أنهم انهزموا 8 مرات هذه السنة من أصل 14 لقاء لعبوه، ويبقى الأمر المحير أيضا هو أن منتخبنا الوطني سجل السنة الفارطة تقريبا ضعف ما سجله هذه السنة (13 هدفا مقابل 7 أهداف) رغم أنه لعب 5 لقاءات أقل من التي لعبها منذ بداية 2010. المنتخب الوطني يسير نحو الهاوية وإستقالة سعدان كانت متأخّرة وإذا أردنا من خلال هذا الموضوع كشف حصيلة المنتخب الوطني منذ بداية السنة الحالية بالأرقام، فإننا قمنا بذلك حتى نوضح بشكل أدق الخطورة التي أضحت عليها الأمور وهذا ليس لأن منتخبا متواضعا مثل تانزانيا (يحتل المرتبة 104 عالميا) أصبح يفتك التعادل منا داخل الديار، ولكن لأن المنتخب الوطني يسير نحو الهاوية بعد أن رفض مسؤولو الكرة في بلادنا إقالة سعدان بعد المونديال وانتظروا أن يقدم هذا الأخير استقالته التي وضعها أمس لدى “الفاف“ والتي يمكن التأكيد أنها جاءت متأخرة لأن المنتخب الوطني بهذه العقلية هو يسير نحو استرجاع المكان الذي كان فيه قبل سنتين من الآن وهذا أيام السنوات السوداء التي جعلته لا يقدر حتى على التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا مثلما حدث في 2006 و2008 وهو ما قد يحدث في 2012 و2013 بعد البداية المتعثرة في التصفيات أمام تانزانيا.