وصل بعد ظهر أمس وفد المنتخب التانزاني إلى مطار هواري بومدين بحضور عشرين لاعبا، ستة عشر منهم يلعبون في البطولة التانزانية وأربعة منهم محترفون في بطولات أجنبية مغمورة على غرار البطولة الكندية، الفيتنامية والكينية. إضافة إلى الطاقم الفني والطبي، حيث وصل عدد الوفد الإجمالي إلى حوالي ثلاثين عضوا، استعدادا لمواجهة المنتخب الوطني بملعب “مصطفى تشاكر” بالبليدة يوم الجمعة المقبل في إطار التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2012. الوصول في منتصف النهار عبر الخطوط القطرية وكانت الطائرة المقلة للوفد التانزاني قد حطت في مطار هواري بومدين في حدود منتصف النهار وعشر دقائق، حيث وصل الوفد عبر الخطوط الجوية القطرية في رحلة “مراطونية” استغرقت تقريا يومين عن طريق رحلة غير مباشرة، وكانت البداية من عاصمة تانزانيا دار السلام مساء أول أمس باتجاه العاصمة القطرية الدوحة، أين قضوا الليلة هناك، وتم بعدها الحجز عن طريق نفس الشركة للوصول إلى الجزائر عبر رحلة الدوحة-الجزائر، وقد ظهرت آثار السفر الطويل على وجوه لاعبي المنتخب التانزاني الذين صرحوا لنا أن الرحلة كانت طويلة ومتعبة. ممثل عن السفارة التانزانية بالجزائر حاضر لاستقبال الوفد وكانت السلطات التانزانية الممثلة عن طريق سفارتها بالجزائر حاضرة بالمطار لاستقبال وفد المنتخب التانزاني، حيث وقفوا على كل صغيرة وكبيرة للتسهيل من مهمة بعثة منتخب بلادهم، وهو ما حدث حيث حظيت كل البعثة باستقبال جيد من طرف عمال المطار والجمارك الذين بسّطوا الإجراءات المعمول بها في ختم الجوازات ليسمحوا للوفد الضيف بالخروج بسرعة من المطار، وهو ما حدث فعلا فبعد حوالي نصف ساعة من وصول الطائرة إلى المطار اتجه اللاعبون وكل الوفد نحو الحافلة التي انتظرتهم في الخارج لتقلهم إلى مقر إقامتهم بفندق “هيلتون”. “بوكاروم” ممثّل “الفاف” كان حاضرا في استقبالهم وكان بوكاروم ممثلا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم حاضرا في مطار هواري بومدين بحوالي ساعة كاملة قبل وصول طائرة المنتخب التانزاني وذلك لاستقبال الوفد، حيث خصصت الاتحادية الجزائرية حافلة كبيرة لنقل اللاعبين التانزانيين، إضافة إلى سيارة تكفلت بنقل ممثل الوفد التنزاني والمدرب الدانماركي “يان بولسن” ومساعده، وكان حضور رجال الأمن مكثفا وفي كل مكان لتأمين وصول بعثة المنتخب التانزاني، وكانت مهمتهم سهلة بالنظر إلى أن الجمهور الجزائري لم يكن حاضرا بقوة، وهو ما ساعد رجال الأمن على القيام بمهامهم على أكمل وجه. الطلبة التانزانيون بالجزائر حاضرون بقوة في المطار وقد خلقت مجموعة من الطلبة التانزانيين المقيمين بالجزائر أجواء مميزة ورائعة خارج المطار وداخله، حيث قدموا عن طريق حافلة لنقل المسافرين، وكان عددهم يصل تقريبا إلى ثلاثين طالبا حاملين الأعلام التنزانية ويهتفون بعبارات الفوز، وهو ما جعل الفضوليين داخل المطار يقتربون منهم للتعرف عليهم، وتم أخذ صور لهم عن طريق الهواتف، وكانت إحدى السيدات الجزائريات قد اقتربت من إحدى الطالبات وسألتها عن سبب تواجدهم بالمطار لتخبرها بوصول المنتخب التانزاني، ورغم الهتافات التانزانية إلا أن الجزائريين لم يردوا عليها وتركوهم يحتفلون على طريقتهم الخاصة، لكن سرعان ما انقلب الأمر عند خروج الوفد التانزاني من بهو المطار حيث اهتزت قاعة الانتظار على وقع عبارة “وان... تو... ثري... فيفا لالجيري”. الطلبة التانزانيون: “سنفوز عليكم بهدفين دون رد” وعند اقترابنا من الطلبة التانزانيين الذين كانوا حاضرين لاستقبال منتخب بلادهم، أردنا أن نأخذ آراءهم حول اللقاء المرتقب يوم الجمعة، المقبل وكانت إجاباتهم تتميّز بنوع من التفاؤل الكبير في تحقيق نتيجة إيجابية، ووصل الأمر بأحدهم إلى القول أن المنتخب الجزائري قوي لكن المنتخب التانزاني سيفوز عليه بهدفين دون رد. ---------------------------------- يان بولسن (مدرب المنتخب التنزاني): “الجزائر هي المرشّحة للتأهل عن مجموعتنا” لم نتمكّن من العثور بسهولة عن المدرب الدنماركي للمنتخب التنزاني “يان بولسن” بسبب العدد الكبير من الأنصار التنزانيين الذين حضروا بقوة إلى مطار هواري بومدين لاستقبال منتخبهم، وهو ما جعلنا ندخل وسط مجموعة كبيرة منهم للبحث عن المدرب الدنماركي الذي كان رفقة لاعبيه وسط الأنصار. وعندما التقينا به لم يُرد الإدلاء بتصريحاته إلا بعد أن أصررنا عليه كثيرا. حيث اعترف المدرب الدنماركي بقوة المنتخب الجزائري، وقال إنه المرشح الأول للتأهل عن هذه المجموعة التي تضمّ أيضا المنتخب المغربي، تنزانيا وإفريقيا الوسطى. مرحبا بكم في الجزائر سيد “بولسن“... شكرا جزيلا. لم نكن نتوقع هذا العدد من أنصارنا هنا بالمطار. في البداية، كيف حضّرتم لمواجهة المنتخب الجزائري يوم الجمعة المقبل؟ تحضيراتنا قمنا بها في تنزانيا لمدة أسبوعين، كما سبق لنا اللعب أمام المنتخب الكيني وديا وتعادلنا معه بهدف لمثله. أعتقد أن تلك المباراة كانت مفيدة بالنسبة لنا لتصحيح بعض الأمور قبل مواجهة المنتخب الجزائري. أطلعنا أنك قمت بتقليص عدد الفريق من 26 لاعبا إلى 20 فقط، ما هو السبب الذي دفعك إلى تنحية ستة لاعبين؟ صحيح، أظن أن هذا الأمر مرتبط بمستوى كلّ لاعب، وقد فضّلت أن أسافر إلى الجزائر بعدد من اللاعبين الذين يملكون مستوى أحسن، قمت باختيار الأفضل من بين ال 26 لاعبا الذين دخلنا بهم في التربص الماضي.. هي عبارة عن اختيارات لا غير، وأظن أن اللاعبين الذي تركناهم هناك هم كذلك يملكون مستوى جيدا ويمكن أن نقحمهم في المواجهات القادمة. ... وبالنسبة للاعبين الذي استدعيتهم لهذه المواجهة؟ كما قلت لك، جئنا بأحسن العناصر التي نملكها، وأضفنا أربعة لاعبين محترفين خارج تنزانيا ليقدّموا لنا الإضافة المطلوبة منهم، وأتمنى أن يقدّموا ما هو منتظر منهم لأننا نحتاج إلى خبرتهم يوم الجمعة المقبل. ستواجهون المنتخب الجزائري في أول مباراة في التصفيات، كيف ترى هذه المواجهة؟ المواجهة ستكون صعبة كثيرا، المنتخب الجزائري منتخب قوي وعاد إلى المشاركة في المنافسات الكبيرة، وأكيد أنه يملك مستوى جيّدا، لكن سأعمل على ألا يضيّع اللاعبون الثقة في أنفسهم لأن الثقة عامل مهمّ، وهو ما قد يمكننا من تحقيق نتيجة إيجابية. هل باستطاعتكم الفوز؟ الأمر سيكون صعبا للغاية، لا يمكنني أن أتكهّن بما سيحدث يوم المباراة، لكن في كرة القدم كلّ شيء ممكن. بالنسبة لعقم المنتخب الجزائري، كيف يمكنكم استغلال هذا العامل يوم المباراة؟ صحيح أن المنتخب الجزائري لا يسجّل منذ مدة، لكن لا يمكن الجزم أنه سيحدث الشيء نفسه يوم المباراة، يمكن للمنتخب الجزائري وهجومه أن يستفيقا يوم الجمعة المقبل، ولذلك علينا الحذر من هذه النقطة بالذات لأن المنتخب الجزائري يمكنه الاستفاقة أمامنا. هل يمكنكم التأهل في مجموعة تضمّ كلا من الجزائر والمغرب؟ بالنسبة لنا الأمور ستكون صعبة، فالمجموعة تضمّ منتخبين قويين هما الجزائر والمغرب، وأعتقد أن الجزائر هي المرشّح الأول للتأهل عن هذه المجموعة. ------------------------------- حسب ما نقلته جريدة “ديلي نيوز” التانزانية يوم أمس... مدرب المنتخب التانزاني سيواجه “الخضر” تحت شعار الرئيس الأمريكي “أوباما”: “yes, we can” نقلت صحية “ديلي نيوز” التانزانية يوم أمس تصريحات للمدرب الدانماركي “يان بولسن” خصّها بها قبل ساعات من التوجه إلى الجزائر، حملت صيغة الأمل على حد وصفها بإمكانية العودة من مصطفى تشاكر بنتيجة إيجابية على حساب “الخضر”، حيث صرّح بولسن للصحيفة التانزانية أن “نجوم التايفا” يعون جيدا حجم التحدي الذي ينتظرهم أمام منتخب كبير أثبت كفاءته، كما أنه يضم تعدادا قويا ومحترفا في أعلى المستويات، لكن أشباله سيرفعون شعار الرئيس الأمريكي “باراك أوباما“ إبان حملته الانتخابية وهو : “Yes, we can“ أي (أجل، نستطيع)، وقد جاء على لسان المدرب الدانماركي: “نحن نعلم أننا ذاهبون للعب ضد فريق صعب، شارك في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وله الكثير من اللاعبين المحترفين في أعلى المستويات، ولكن مع وضع هدف سامٍ نريد بلوغه أظن أننا نستطيع، نعم نستطيع! أعتقد أن شعار أوباما يناسبنا كثيرا في حالتنا هذه”. ---------------------------- شادراك نساجيڤوا (قائد المنتخب التنزاني): “مهمّتنا أمام الجزائر ستكون صعبة جدّا” صرّح لنا “شادراك نساجيڤوا“ قائد المنتخب التنزاني الذي يلعب في البطولة المحلية، أن المنتخب التنزاني قدم إلى الجزائر من أجل لعب مباراة في كرة القدم أمام منافس محترم، وذكر أن مهمة منتخب بلاده لن تكون سهلة بالنظر لوجود عدد كبير من لاعبي المنتخب الجزائري الذين ينشطون في أقوى الفرق والبطولات الأوروبية. في البداية، مرحبا بكم في الجزائر... شكرا جزيلا. ونشكركم على حسن الاستقبال. كيف كانت رحلتكم من تنزانيا إلى الجزائر؟ كانت مُتعبة وطويلة للغاية، قضينا قرابة يومين من أجل الوصول إلى هنا، لكن الرحلة مرّت في ظروف جيّدة، بعدما قضينا ليلة أمس في قطر قبل أن نتوجه إلى الجزائر، والحمد لله كل شيء مرّ على ما يرام. كيف كانت تحضيراتكم لمباراة هذا الجمعة؟ قمنا بتربص تحضيري في تنزانيا قبل مجيئنا إلى هنا، كان مقرّرا أن نجريه على جزئين، الأول في تنزانيا والثاني خارجها، وكان مقرّرا أن يكون الجزء الثاني بتونس، لكن لضيق الوقت وعدم الحجز مبكّرا لم نتمكن من اتباع البرنامج الذي سطرته الاتحادية التنزانية رفقة المدرب الجديد، وأكملنا تربصنا هناك. المدرب جديد وكانت فترة 15 يوما جيّدة بالنسبة للاعبين وله أيضا ليعرف إمكانات كلّ واحد فينا، كما تمكنا من التعوّد على طريقة عمله بعد أن لعبنا مع المنتخب الكيني وديا الشهر الماضي. ما هو الهدف الذي سطره لكم المدرب في هذه المباراة؟ الهدف واضح، حتى وإن لم يكلمنا فيه المدرب إلا أنه من الواجب علينا كلاعبين أن نقدّم ما هو مطلوب منا في المعلب، أي أن نشرّف كرة القدم التنزانية أمام فريق قوي شارك في “المونديال“ الأخير. وأرى أن كلّ اللاعبين عازمون على تحقيق نتيجة إيجابية. هل بإمكانكم تحقيق ذلك؟ علينا أن نكون واقعيين، منتخبكم شارك في كأس إفريقيا الأخيرة ووصل إلى الدور نصف النهائي، كما شارك بعدها في كأس العالم وقدم مستوى جيّدا أمام عمالقة أمثال إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية. مهمتنا أمام المنتخب الجزائري لن تكون سهلة لأن الجزائر تملك خيرة اللاعبين على الصعيد الإفريقي ينشطون في أحسن وأقوى الفرق والبطولات الأوروبية، لكن بالنسبة لنا قدمنا إلى الجزائر للعب مباراة في كرة القدم والدفاع عن حظوظنا كاملة في هذه التصفيات. هل شاهدتم أشرطة “فيديو“ للمنتخب الجزائري؟ نعم شاهدناها، ووقفنا على إمكانات كل اللاعبين وطريقة لعب الفريق ككل. لديكم فريق قوي يلعب بحرارة شديدة واندفاع بدني كبير، إضافة إلى حارس كبير (يقصد مبولحي). الفريق كله جيّد ويملك مؤهلات بدنية وفنية رائعة. مَن مِن اللاعبين لفت انتباهك أكثر؟ كلّ اللاعبين يملكون مستوى كبيرا، لكن لاعبين مثل بوڤرة ومطمور أعتقد أنهما يشكلان خطرا كبيرا أمام أيّ منتخب تلعبون أمامه، إضافة إلى كريم زياني الذي يمكنه لوحده تحريك لعب المنتخب الجزائري. سنحاول أن نحتاط من جميع الفرق. أكيد بعد مشاهدتكم “الفيديو“ استخلصتم أن المنتخب الجزائري يعاني الكثير في الخط الأمامي، هل يمكن لهذا العامل أن يساعدكم في الحفاظ على شباككم نظيفة؟ بالفعل، تمكنا من استخلاص أن هجوم المنتخب الجزائري لم يجد ضالته منذ فترة طويلة، لكن هذا لا يعني شيئا، فالمنتخب الجزائري يملك مهاجمين من أحسن المهاجمين في إفريقيا، لكن أظن أنهم يمرّون بفترة فراغ فقط. لكن سنحاول من جانبنا أن نستغل هذا الأمر لتجنّب تلقي الأهداف. كيف ترى حظوظكم في التأهل في مجموعة قوية تضمّ الجزائر والمغرب؟ أفضّل أن لا نتكلم من الآن عن المتأهل، لأن المباريات ستنطلق هذا الجمعة، والتصفيات لا زالت طويلة. صحيح أن المجموعة قوية جدا، لكننا سنلعب بكامل إمكاناتنا لنحقق نتائج جيّدة. شكرا جزيلا لك... شكرا. مع السلامة. --------------------------- كلّ من كان بالمطار صوّر الأجواء التانزانية ميّز الحضور الجماهيري القوي من الطلبة التنزانيين إلى مطار هواري بومدين، أجواء جميلة بفضل الأغاني التي كانوا يردّدونها قبل خروج منتخبهم من بهو المطار، وهو ما جعل عددا كبيرا من الجزائريين الذين كانوا حاضرين في المطار يسارعون إلى أخذ صور تذكارية مع الطلبة بالعلم التانزاني عن طريق هواتفهم النقالة، وهو ما أفرح كثيرا الطلبة التانزانيين الذين لم يجدوا حرجا في الرقص على طريقتهم الخاصة أمام الجميع. الطلبة التانزانيون لم يتركوا منتخبهم يخرج من المطار وبمجرّد أن رأى الطلبة التانزانيون منتخب بلادهم يخرج من بهو المطار اتجهوا مباشرة نحوهم، وبعد لحظات قليلة شكلوا طوقا حول اللاعبين وبقية الوفد، وهو ما أخّر اللاعبين في الخروج من المطار للصعود في الحافلة التي خصّصتها لهم الاتحادية الجزائرية. حيث ردّد اللاعبون رفقة أنصارهم أغاني باللهجة المحلية في تانزانيا، ولم يشأ الجزائريون الوقوف دون الردّ على ذلك، حيث قاموا بترديد “وان، تو، ثري... فيفا لاجري“.