كشف المنتخب الغابوني سهرة أول أمس عيوب المنتخب الوطني بعد فوزه عليه في ملعب 5 جويلية بنتيجة (2-1) التي كان يمكن أن تكون أثقل بكثير لو عرف زملاء “مبومبا” كيف يستغلون الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم طيلة التسعين دقيقة. وجاءت هزيمة المنتخب الوطني والوجه الشاحب الذي ظهر به ليطرحا العديد من التساؤلات ويثيرا التخوفات قبل حوالي 3 أسابيع عن خوضه أول لقاء في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 أمام تنزانيا يوم 3 سبتمبر القادم، خاصة أن هذا المردود جاء استمرارا لما قدمه المنتخب الوطني منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا. حيث أنه باستثناء لقاءين فقط أمام كوت ديفوار في كأس إفريقيا للأمم وإنجلترا في المونديال فإنه كان خارج الإطار تقريبا في المواجهات الأخرى التي لعبها. إفلاس تكتيكي على جميع المستويات و“الخضر“ لعبوا دون خطة وجاء مردود المنتخب الوطني في أول ظهور له بعد نهائيات كأس العالم الأخيرة متواضعا جدا أمام نظيره الغابوني الذي سيطر تقريبا على غالبية فترات المواجهة، وساعده على ذلك سوء إنتشار لاعبي المنتخب الوطني الذين كانوا يجرون وراء الكرة طيلة التسعين دقيقة دون أدنى فائدة، وهذا في غياب خطة تكتيكية واضحة وفي ظل تغليب زملاء بودبوز اللعب الفردي على الجماعي حيث طغت الأنانية على طريقة لعب كثير من اللاعبين أرادوا إظهار حقيقة مستواهم أمام جمهور 5 جويلية لكن ذلك كشف محدوديتهم أكثر. 3 مدافعين في محور الدفاع وسعدان “حالف ما يلعبش” بخطة هجومية ويبقى الأمر المفاجئ جدا في مباراة أول أمس هو دخول المنتخب الوطني اللقاء بخطته التقليدية (3-5-2) التي فاجأت جميع المتتبعين، حيث اعتقد كثيرون أن سعدان لن يلعب بهذه الخطة الدفاعية التي دفع المنتخب الوطني ثمنها غاليا في المونديال الأخير خاصة مع غياب حليش وعنتر يحيى المتعوّدين على اللعب في المحور مع بوڤرة. لكن ذلك لم يمنع سعدان من الإبقاء على خطته المفضلة متحديا الجميع حيث وضع مصباح ومجاني بجانب القائد “بوڤي” محيّرا كل المتتبعين. الروح الإنهزامية متواصلة وحتى ب 2-0 رفض اللعب ب 3 مهاجمين ولعل ما يؤكد أن سعدان “حالف” أن لا يلعب المنتخب الوطني إلا بخطة دفاعية هو عدم إقحامه لمهاجم ثالث بعد تسجيل الغابون لهدفها الثاني، حيث فضّل أن يواصل “الخضر“ اللعب بمهاجمين اثنين فقط رغم تأخرهم في النتيجة بهدفين محوّلا غزال مباشرة بعد أن أدخل الجمهور زياية بالقوة إلى مدافع أيمن، وهو الأمر الذي جعل الغضب يزداد على سعدان لأنه جرت العادة أن كل المدربين في العالم يلعبون الهجوم بقوة ودون حسابات لما تكون فرقهم منهزمة وخاصة في اللقاءات الودية التي لا تحتاج إلى أي حسابات. مصباح في محور الدفاع وغزال ظهير أيمن و”ارواح تفهم” وتفاجأ كل من شاهد مباراة أول أمس سواء في الملعب أو عبر الشاشة الصغيرة من إشراك سعدان لمدافع “ليتشي” جمال مصباح في الشوط الأول من اللقاء كمدافع محوري بجانب مجاني وبوڤرة وهو المنصب الذي لم يتعوّد عليه اللاعب إطلاقا، لتكون المفاجأة الأكبر تحويل غزال إلى مدافع أيمن في الشوط الثاني وكأن المنتخب الوطني كان متفوقا بنتيجة ثقيلة ويبحث عن الحفاظ عليها ... بدون تعليق. حقل التجارب مازال متواصلا ومتى سنغلق ملف المدافع الأيمن؟ ويبقى سعدان وبعد حوالي 3 سنوات من عودته إلى المنتخب الوطني يواصل حقل التجارب بشأن المدافع الأيمن في ظل إصراره على عدم إستدعاء مدافع أيمن حقيقي إلى المنتخب الوطني، حيث أنه بعد إشراكه عنتر يحيى في نهائيات كأس أمم إفريقيا في هذا المنصب وڤديورة أمام أيرلندا وقادير في نهائيات كأس العالم وكلهم غير متعوّدين على اللعب في هذا المنصب، جاء الإبداع سهرة أول أمس بتحويل غزال لشغل هذا المنصب، ليبقى كل محبي المنتخب الوطني يتساءلون عن سبب إصرار سعدان على عدم إستدعاء مدافع أيمن حقيقي إلى “الخضر“ رغم أن مفتاح، شاقوري وآخرين قادرون على اللعب دون مشكل وتقديم إضافة حقيقية للمنتخب الوطني. تغييران فقط في لقاء ودي أمر يطرح الكثير من التساؤلات كوارث سعدان في مباراة الغابون إمتدت أيضا إلى عدد التغييرات التي قام بها على مدار التسعين دقيقة، حيث أجرى تغييرين فقط بإقحام زياية وعبدون على التوالي مكان يبدة ومصباح وهو عدد قليل جدا خاصة أن اللقاء ودي وكان يفترض فيه أن يمنح الطاقم الفني الفرصة لكامل اللاعبين للوقوف على مدى استعدادهم قبل حوالي 3 أسابيع فقط عن أول موعد رسمي ينتظر المنتخب الوطني. وتجدر الإشارة إلى أن مدرب الغابون “جيرنو روهر” قام ب 5 تغييرات في الشوط الثاني وأن “الفيفا” تسمح بإجراء 6 تغييرات في اللقاءات الودية بين المنتخبات. لماذا استدعى سدريك ثم أبقاه في المدرجات؟ وإذا كان كل الحضور قد تساءلوا عن عدم إقحام بلعيد في مواجهة الغابون وتفضيل مصباح عليه في محور الدفاع رغم أن مدافع “أنتراخت فرانكفورت” بصدد تأدية مشوار جيد في تحضيرات ناديه للموسم الجديد، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو لماذا إستدعى سعدان حارس شبيبة بجاية سدريك (تلقى أول إستدعاء له مع الخضر) ثم وضعه خارج قائمة 18 وفضّل عليه ڤاواوي وزماموش اللذين يعرف سعدان إمكاناتهما جيدا؟ ولو أن الإجابة عن هذا التساؤل واضحة وهي أن سعدان أراد بإستدعاء 4 حراس مرمى الوقوف في وجه رغبة الجمهور الجزائري برؤية لاعبين آخرين في قائمة 23 التي إستدعاها في صورة عمري الشاذلي الذي يبقى مهمشا من سعدان رغم مطالبة كل الجمهور الجزائري بإستدعائه بالنظر لمستواه الجيد. روراوة مطالب بوقف المهزلة لتفادي الكارثة أمام تنزانيا والأكيد أن مواجهة الغابون كانت صفعة قوية لكل من كانوا يزمّرون ويطبّلون على قرار إبقاء سعدان في المنتخب الوطني بعد حصيلته الضعيفة في مونديال جنوب إفريقيا، حيث يكون الآن الجميع قد وقفوا على أن “الخضر“ يتوجهون نحو الكارثة إذا إستمرت الأمور على الشكل الحالي، حيث أنه على رئيس “الفاف“ روراوة التدخل بقوة من أجل تفادي حلول الكارثة في مواجهة تنزانيا يوم 3 سبتمبر القادم التي سيكون فيها زملاء يبدة مطالبين بالفوز حتى لا يرهنوا حظوظهم في التأهل من أول لقاء سيخوضونه في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012. ----------------------------- الغابون “حجرة في السباط” وتواصل سيطرتها على المنتخب الوطني جاء فوز المنتخب الغابوني سهرة أول أمس الأربعاء على المنتخب الوطني كإستمرار لسيطرته عليه التي إمتدت منذ أول لقاء بين المنتخبين يوم 30 نوفمبر 1995 بالعاصمة “ليبرفيل” الذي عرف فوز الغابون بنتيجة (2-1). وكان هذا المنتخب دوما أشبه بالشبح الأسود المنتخب الجزائري حيث أنه كان يجد دائما متعة في تسجيل نتائج إيجابية أمامه، رغم أنه لا يملك تقريبا أي تاريخ ولا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال بتاريخ المنتخب الوطني، خاصة أن الغابون لم يسبق لها المشاركة في أي دورة نهائية لكأس العالم وتأهلت 4 مرات فقط إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا ويبقى أكبر إنجاز لها بلوغها ربع النهائي من هذه المنافسة في دورة 1996 التي جرت في جنوب إفريقيا. الجزائر هزمتها مرة واحدة في 7 مباريات كانت مواجهة الأربعاء الفارط السابعة في تاريخ المواجهات الجزائرية – الغابونية، والملاحظ أن منتخبنا الوطني لم يفز على هذا المنتخب إلا مرة واحدة وكان ذلك يوم 29 جانفي 2000 في “كوماسي” خلال كأس أمم إفريقيا التي جرت تلك السنة مناصفة بين غانا ونيجيريا، ويومها فازت الجزائر بنتيجة (3-1) في لقاء سجل أهدافه من جانب “الخضر“ كل من غازي فريد (د12)، تاسفاوت (د41) ودزيري (د90). وكان ذلك الفوز الوحيد للمنتخب الوطني في جميع مواجهاته التي جمعته بنظيره الغابوني. ... ولم تفز عليها في 3 لقاءات جرت في الجزائر والأمر المحير في كل هذا أن الجزائر فشلت في هزم منتخب الغابون خلال المواجهات الثلاث التي لعبتها أمامه داخل أرض الوطن، حيث تعادلت مرة وديا أمامه بالعاصمة سنة 2003 قبل أن تنهزم أمامه في لقاء عنابة الشهير يوم 5 سبتمبر 2004 بثلاثية نظيفة في تصفيات كأس العالم 2006 وكان المصير نفسه أول أمس في العاصمة خلال لقاء ودي، ومقابل ذلك فقد إنهزمت الجزائر في الغابون مرة سنة 1995 وتمكنت من إفتكاك التعادل هناك في 2005 ثم خسرت بثنائية نظيفة في لقاء ودي بفرنسا سنة 2006. الغابون أقالت “واسيج” و”خلّطتها” الآن على سعدان ولم يكتف منتخب الغابون في مواجهاته أمام الجزائر بتسجيل نتائج إيجابية بل أنه في الكثير من المرات سبّب مشاكل لها مثلما حدث بعد لقاء عنابة في 2004، حيث إضطر رئيس “الفاف“ مباشرة بعد ذلك اللقاء إلى إقالة المدرب البلجيكي “روبير واسيج” لإمتصاص غضب الجمهور الجزائري، والأكيد أن فوزه على “الخضر“ سهرة أول أمس لن يمر دون أن يترك آثار سلبية على منتخبنا الوطني وخاصة على المدرب سعدان الذي أصبح محل سخط الجميع وأكبر دليل على ذلك الأمسية السوداء التي قضاها في أول أيام شهر رمضان لهذه السنة حيث سمع ما لا يرضيه من قبل الجمهور الذي كان حاضرا في ملعب 5 جويلية