مرّةً أخرى ظهر جلياً للعيان الضعف الواضح في الجهة اليمني من دفاع المنتخب الوطني، فرغم السياسات الترقيعية الكثيرة التي استخدمها رابح سعدان منذ توليه العارضة الفنية ل “الخضر” نهاية سنة 2007، من إقحام مطمور في هذا المركز خلال بعض مباريات التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم، مرورا بقادير ضمن مواجهات المونديال الإفريقي، علماً أنّ لاعب” فالنسيان” لم يسبق له المزاولة في هذا المنصب من قبل، ووصولاً إلى عبد القادر غزال خلال مباراة تانزانيا، إلاّ أنّ مشكلة الظهير الأيمن بقيت تراوح مكانها، ما يُبرز فشل سعدان في إيجاد الحل الأنسب، رغم العناصر الكثيرة التي استعان بها. سعدان لم يعتمد على أي ظهير أيمن منذ ذهاب سليمان رحو هذا ولم يجلب الطاقم الفني الوطني أي مدافع أيمن منذ التخلي عن خدمات سليمان رحو مدافع وفاق سطيف قُبيل أشهر قليلة من كأس العالم، في خطوة تُثير الكثير من علامات التعجب والاستغراب، حيث ظل سعدان وفيا لسياسية “البريكولاج” من خلال استعانته بلاعبين من غير هذا المنصب بحثاً عن سد الثغرة، فحتى قادير المتألق كظهير أيمن رفقة “الخضر” خلال المونديال الإفريقي لم يسبق له اللّعب في هذا المركز، إذ عادةً ما ينشط كصانع ألعاب رفقة ناديه الفرنسي. لماذا استدعى شاقوري؟ لعل النقطة التي أفاضت الكأس في الآونة الأخيرة، هي استدعاء محمد شاقوري مدافع “شارل لوروا” البلجيكي، إذ أنّ هذا الأخير لم يلعب أيّة دقيقة مع فريقه في البطولة البلجيكية، ما يُبرز تواضع مستواه كما تؤكده الصحافة البلجيكية، أضف إلى ذلك فالناخب الوطني لم يعتمد عليه خلال مواجهة تانزانيا، حيث شاهد اللّقاء من على المدرجات، رغم احتياج “الخضر” لخدمات مدافع أيمن، ليتبيّن في الأخير أنّ قرار استدعاء شاقوري كان اعتباطيا وجانب الصواب، لأنّه لم يسبق لأي مدرب وطني دعوة لاعب لا يدخل ضمن حسابات ناديه مهما كان اسمه. غزال قدّم ما عليه، لكنه لا يملك الحس الدفاعي بعد أن استعان به الناخب الوطني لشغل الرواق الأيمن خلال مباراة تانزانيا، ظهر غزال بمستوى جيد خصوصا في الشق الهجومي، لكنه بالمقابل أبان عن بعض نقاط الضعف، حيث لم يُجد تغطيته منطقته بالشكل الذي يجب، ما سبّب عديد المشاكل لدفاع “الخضر” أمام هجوم المنتخب التانزاني السريع الذي غالبا ما كانت الجهة اليمني منطلقا لمحاولاته، في ظل البطء الذي اتسم به غزال، خاصةً في الشوط الثاني بعد أن نال منه التعب. حلول كثيرة كانت في يد الناخب الوطني ولا مجال للتبريرات ظل الناخب الوطني السابق في كل مرة يُبرر عدم استدعائه لمدافع أيمن، بنقص العناصر الجيدة والقادرة على تقديم الإضافة في هذا المنصب سواءً في البطولة الوطنية أو بأوروبا، لكنه لم يُقنع الجميع هذه المرة، بعد بروز بعض اللاعبين في الآونة الأخيرة، على غرار حشود مع وفاق سطيف وخصوصا إبراهيم فراج نجم “براست” الفرنسي الذي ينشط كظهير أيمن، إضافة إلى أنّه متعدد المناصب ويمكنه اللعب حتى في وسط الميدان، حيث يمتلك مؤهلات معتبرة بدليل أنّ الصحافة الفرنسية المقربة من نادي “براست” اعتبرته من أحسن اللاعبين في فريقه خلال بداية الموسم.