كان المدافع مهدي بن عطية من بين أحسن لاعبي المنتخب المغربي في مباراته الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى وهو الذي ينشط في محور الدفاع ولا يبلغ من العمر إلاّ 23 سنة، فكانت مباراة إفريقيا الوسطى هي العاشرة فقط لهذا اللاعب مع منتخب بلاده، وهو من اللاعبين المغتربين وينشط في نادي “أودينيزي” الإيطالي (الدرجة الأولى). واقتربنا منه بعد انتهاء لقاء إفريقيا الوسطى وأجرينا معه هذا الحوار. تعثرتم في ميدانكم أمام إفريقيا الوسطى، كيف حدث ذلك؟ لقد وقعنا في فخ هذا المنتخب الإفريقي الذي اعتمد بنسبة كبيرة على الدفاع ورفض اللعب في عديد المناسبات، وهو ما يصعب على أي منتخب الوصول إلى مرماه، ويمكن القول كذلك بأن حارس مرمى إفريقيا الوسطى كان في يومه وأنقذ منتخب بلاده من هزيمة ثقيلة. لكن ما الذي لم يمش بالضبط في المنتخب المغربي؟ لا أدري بالضبط، فكل شيء كان مهيئا لكي نحقق الفوز في هذه المباراة والمعنويات كانت مرتفعة، بالإضافة إلى أننا كنا محفزين فوق العادة لتحقيق نتيجة إيجابية، لكن هذه هي كرة القدم ولم تمش معنا الأمور مثلما كنا نريد، وعلينا نسيان هذه المباراة والتفكير في المستقبل وما ينتظرنا من مواجهات في هذه التصفيات التي تبدو أنها ساخنة ومن الصعب التعرف على صاحب التأشيرة مبكرا. تدركون جيدا أنكم ضيعتم فرصة ذهبية بعد تعثر المنتخب الجزائري أمام تانزانيا، أليس كذلك؟ نعم فلقد تأسفنا كثيرا على تضييعنا لهذه الفرصة الثمينة لأننا كنا نريد استغلال هذا التعثر للمنتخب الجزائري، وهو ما حفزنا كثيرا، لكن من الجهة الأخرى، فإن منتخب إفريقيا الوسطى كان محفزا بما فعلته تانزانيا وأراد أن يوقعنا في فخه. وهو ما حدث في نهاية المطاف ونحن لم نستفد من أي شيء وعلينا استخلاص الدروس. هناك من قال إنكم استصغرتم المنافس الذي يحتل المرتبة 202، هل هذا صحيح؟ لا إطلاقا، فلم نستصغر بتاتا هذا المنافس بل احترمناه كثيرا، والدليل على ذلك أننا أجرينا تربصا لقرابة أسبوع، لكن لم نتمكن من تحقيق الفوز وعلينا إيجاد الحلول في أسرع وقت ممكن. وفي كرة القدم لا يهم ترتيب المنتخبات أو الفروق الموجودة لأن كل شيء يزول عند دخول أرضية الميدان وإعطاء الحكم لصافرة انطلاق اللقاء. تنتظركم مباراة أمام تانزانيا في ملعب هذا الأخير، كيف تراها؟ علينا الآن التركيز أكثر على المباراة التي تنتظرنا أمام تانزانيا هذا المنتخب الذي فاجأنا بطريقة لعبه أمام الجزائر وخلق عدة صعوبات للجزائريين، وعلينا أن ندرسه جيدا. هل ترى أنكم قادرون على تحقيق الفوز هناك؟ إذا كنا نريد حقا تحقيق التأهل فعلينا الفوز في تانزانيا وكذلك في إفريقيا الوسطى وعدم تضييع النقاط مجددا فوق ميداننا، لأن المنتخب الذي يحتل صدارة الترتيب هو ذلك الذي يحصد عددا أكبر من النقاط خارج قواعده وهذه قاعدة معروفة في كرة القدم. وهل أنت من الذين يؤكدون أن التأهل سيلعب بين الجزائر والمغرب فقط؟ نعم أنا مع هذا الكلام لأن المغرب والجزائر أقوى بكثير من تانزانيا وإفريقيا الوسطى، وعلينا فقط أن نبرهن على قوتنا التي لم تظهر في الجولة الأولى. إذن التأهل سيلعب في المبارتين المباشرتين بين المنتخب المغربي ونظيره الجزائري، أليس كذلك؟ للأسف نعم، فتمنينا لو لم تضعنا القرعة مع الجزائر في هذه التصفيات حتى نتواجد معا في كأس إفريقيا المقبلة، لكن هذه هي القرعة وعلى كل منتخب أن يرمي بكل ما لديه من أجل تحقيق التأهل، وسنناصر كلنا المنتخب الذي سيذهب إلى الغابون وغينيا الاستوائية في 2012 حتى لو كان ذلك على حسابنا. كنت من خيرة اللاعبين في لقائكم أمام إفريقيا الوسطى في محور الدفاع، فهل يمكن أن تقول لنا كيف وجدت مهاجمي المنافس؟ هم مثل كل المنتخبات الإفريقية يعتمدون على القوة البدنية، بالإضافة إلى اللعب الجماعي. لقد فاجأني لاعبو إفريقيا الوسطى بلعبهم السريع والجماعي، ومن جهتي فقد وجدت صعوبات عديدة في ذلك اللقاء وأتمنى أن أواصل بكل قوة وأتمكن من تقديم الإضافة لمنتخب بلادي الذي يبقى بأمس الحاجة إلينا في هذا الوقت الحساس، وعلى أنصارنا كذلك أن يساندونا بدل التهجم علينا في كل مرة.