ضمّ التقني المغربي محمد فاخر الذي يشرف على العارضة الفنية لفريق النجم الساحلي التونسي، صوته إلى الأصوات المنادية بضرورة مراجعة طريقة تسيير شؤون المنتخب المغربي إذا أراد القائمون عليه تدارك تعثر الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا أمام إفريقيا الوسطى وضمان التأهل إلى نهائيات غينيا الإستوائية والغابون. ولم يشدّ فاخر في حواره مع صحيفة “المنتخب“ المغربية عن القاعدة من خلال إلقائه باللائمة على مسؤولي الاتحادية المغربية وربطه لما يحدث ل “أسود الأطلس“ بالمنهجية الخاطئة التي تتبعها هذه الأخيرة في تسيير شؤون الكرة بهذا البلد، وكذا في التعامل مع ملف العارضة الفنية للمنتخب، وهي المنهجية التي كانت لها تداعيات كارثية حسب المتحدث، على رفقاء الحمداوي خلال أول مواجهة تصفوية أمام إفريقيا الوسطى. “ماذا ننتظر من منتخب لم يجتمع منذ تسعة أشهر؟” وفي معرض تشريحه للأسباب التي كانت وراء التعثر الأخير ل “أسود الأطلس“ أمام إفريقيا الوسطى، قال فاخر بأن ما حدث كان متوقعا وأن من يعرفون كرة القدم لم يكونوا ينتظرون نتيجة أخرى غير التعثر بالنظر إلى المرحلة الصعبة التي مرّ بها المنتخب المغربي عقب خروجه صفر اليدين من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا (2010). وهنا تساءل المتحدث عما يمكن انتظاره من منتخب لم يلتق لاعبوه منذ أكثر من تسعة أشهر، وما إن كان من العدل مطالبة هؤلاء بنتيجة إيجابية بعد كل الذي حدث ويحدث للمنتخب المغربي؟ “المنتخب نتاج البطولة المحلية ولذلك تراجع مستواه“ وفي سياق متصل بأسباب تراجع المنتخب المغربي وسقوطه في أول جولة من تصفيات “الكان”، أكد فاخر بأن البطولة المغربية بكل ما تعيشه من مشاكل وانحطاط كان لها دور كبير في هذا التراجع، بدليل أن هذه الأخيرة لم تعد قادرة على تطعيم المنتخب بعناصر قادرة على تقديم الإضافة، وهو ما حتم على مدرب “الأسود“ الاستنجاد في كل مرّة بالعناصر التي تلعب في أوروبا رغم أن عددا منها لا يستحق حمل القميص المغربي، وهي مشكلة أخرى ينبغي الوقوف عندها - يقول مدرب النجم الساحلي- إذا أراد المغاربة أن يقف منتخبهم مجدّدا على رجليه. “السماسرة دمّروا المنتخب ومنهم من قدّموا رشوة لإعطاء بعض اللاعبين الصبغة الدولية“ ولم يتوان فاخر في تفجير مفاجأة من العيار الثقيل حين اتهم بعض السماسرة المغاربة بتخريب المنتخب المغربي وتحطيمه من خلال الأساليب الملتوية التي يلجأ إليها هؤلاء لإعطاء بعض المحترفين المغاربة في أوروبا الصبغة الدولية، حيث ذهب المتحدث إلى حدّ القول بأن بعض هؤلاء السماسرة وصلوا حدّ تقديم رشاوى مقابل استدعاء بعض اللاعبين المحترفين للمنتخب المغربي، حتى ترتفع قيمتهم في سوق اللاعبين رغم أن بعضهم لا يستحقون هذا الشرف، وهو ما حوّل المنتخب المغربي -يضيف فاخر- إلى مخبر للتجارب بكل ما انجرّ عن هده الوضعية من مهازل كتلك التي عرفها اللقاء الأخير أمام إفريقيا الوسطى. “لو نظّمت كأس إفريقيا بأوروبا لما فلتت من المنتخب المغربي“ وعن أسباب تراجع مستوى بعض المحترفين المغاربة وعدم ظهورهم بنفس الوجه الذي يظهرونه مع أنديتهم الأوروبية على غرار الشماخ والحمداوي، قال فاخر بأن عامل المناخ كانت له تأثيرات سلبية على أغلب المحترفين، وأن هذا المشكل له دور كبير في تراجع نتائج المنتخب المغربي خلال الفترة الأخيرة، وبالأخص منذ تقليص عدد اللاعبين المحليين في المنتخب والاعتماد شبه الكلي على العناصر التي تلعب من وراء البحر. قبل أن يضيف بأنه على يقين أنه لو أقيمت كأس أمم إفريقيا في أوروبا لما فلتت من المنتخب المغربي، وأن مردود اللاعبين المغاربة كان سيكون أفضل بكثير من تلك الذي يظهرونه في المواجهات التي يلعبونها في القارة الإفريقية، مستبعدا في الوقت نفسه أن يكون المردود المتواضع لهؤلاء اللاعبين مع المنتخب المغربي ناجم عن تقصير منهم أو عدم رغبة في حمل القميص الوطني.