شن الدولي المغربي السابق يوسف شيبو هجوما عنيفا على مسؤولي الكرة المغربية واصفا التعادل الذي فُرض على “أسود الأطلس“ من قبل منتخب إفريقيا الوسطى المغمور بالكارثة الجديدة التي حلّت بالكرة المغربية بعد كارثة الخروج المبكر من سباق كأسي العالم وإفريقيا لسنة 2010. وبدا شيبو في حواره مع صحيفة “العلم” المغربية في غاية الامتعاض من تصرفات الاتحادية المغربية وتساهلها مع المدرب البلجيكي إيريك غيراتس الذي لازال يسيّر المنتخب بواسطة الهاتف النقال، ليضم بذلك صوته إلى بقية الأصوات المغربية التي تعالت في الفترة الأخيرة وبالخصوص بعد تعادل إفريقيا الوسطى والتي طالب أصحابها بتوضيح العلاقة مع المدرب المذكور وتخييره بين الحضور السريع إلى المغرب أو فسخ العقد الموقع معه. “المنتخب المغربي لم يقدّم شيئا أمام إفريقيا الوسطى“ واستهل شيبو حواره مع صحيفة “العلم“ بالحديث عن الوجه الذي ظهر به “أسود الأطلس“ أمام منتخب إفريقيا الوسطى برسم الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا، مؤكدا أن عناصر المنتخب المغربي كانت تائهة في هذه المباراة إلى درجة أنه لا أحد تعرّف عليها وذلك في غياب خطة واضحة من قبل المدرب المساعد دومينيك كوبيرلي، ناهيك عن غياب الفاعلية لدى اللاعبين خاصة المهاجمين دون الحديث عن الانضباط والتجانس اللذين غابا عن التشكيلة المغربية، وأضاف شيبو أنّ المنتخب المغربي الذي واجه إفريقيا الوسطى كان منتخبا فاشلا ولا يملك أدنى مقومات الفريق الذي بإمكانه قول كلمته في التصفيات والتأهل إلى كأس أمم إفريقيا التي ستحتضنها غينيا الاستوائية والغابون مطلع سنة 2012. “كوبيرلي غير مؤهّل لقيادة منتخب بحجم المغرب“ وفي سياق حديثه عن المستوى المخيّب الذي ظهر به رفقاء الحمداوي في لقاء السبت الفارط لم يتوان شيبو في تحميل المدرب المساعد دومنيك كوبيرلي مسؤولية هذا الظهور المحتشم، مؤكدا أن المدرب الفرنسي غير مؤهل تماما لقيادة منتخب بحجم المغرب وأنّ وجوده مع “أسود الأطلس” كعدمه خاصة بعد أن عجز عن تقديم الإضافة طيلة مباراة إفريقيا الوسطى وهو ما جعل اللاعبين المغاربة يتيهون فوق أرضية الملعب على مدار التسعين دقيقة مما سمح للمنافس بفرض منطقه والعودة بنقطة ثمينة إلى دياره وهي النقطة التي سيكون لها وزن في بقية التصفيات. “الفهري ارتكب خطأ فادحا حين تعاقد مع مدرب لازال مرتبطا بفريق آخر“ وبعد أن تطرق إلى الأسباب المباشرة لإخفاق “أسود الأطلس“ أمام إفريقيا الوسطى عاد شيبو ليشرّح أبعاد التقهقر المتواصل الذي يعيشه منتخب بلاده من خلال تحميل الإتحاد المغربي كامل المسؤولية في هذا التراجع، وتساءل عن مدى إدراك الاتحادية المغربية لخطورة التعاقد مع مدرب كانت تعرف مسبقا أنه مرتبط مع فريق آخر في إشارة إلى الهلال السعودي، وما إذا كان رئيس الإتحاد المغربي ومن ساندوه في هذا القرار مستعدين لتحمّل مسؤولياتهم في هذه القضية، وأضاف أن ما يقوم به المدرب غيراتس مع المنتخب المغربي لا يحدث إلا في بلاده وأن ذلك سيظل وصمة عار في جبين الكرة المغربية. “المغاربة يريدون مدربا يعيش بجسده مع اللاعبين وليس مدربا يسيّر المنتخب بالهاتف“ وعن القيمة الفنية للمدرب غيراتس الذي سطع نجمه في عالم التدريب واحتمال أن يكون ذلك وراء تمسّك الاتحادية المغربية به رغم عدم التحاقه بالمنتخب إلى حد الآن، قال شيبو إن المغاربة ليسوا في حاجة على الأسماء الرنانة والكبيرة في عالم التدريب لأنهم تأكدوا أنها لا تصنع بالضرورة منتخبا قويا، وأضاف أن كل ما يريده هؤلاء مدرب يعيش مع اللاعبين بجسده وروحه ولا يكتفي بالتوجيهات الهاتفية كما يفعل غيراتس كما أنهم يريدون مدربا يعرف عمله جيدا ويتوفر على الوصفة السحرية التي من شأنها إعادة الثقة للاعبين والانسجام المفقود وسط عناصر التشكيلة المغربية وذلك بصرف النظر عن الشهرة التي يتمتع بها في عالم التدريب. “إذا لم يحضر غيراتس إلى المغرب في أسرع وقت فلا داعي للتفكير في التأهل“ وختم شيبو حواره مع صحيفة “العلم” بمطالبة الاتحادية المغربية بتغيير أسلوب تعاملها مع المدرب غيراتس وإجباره على فسخ عقده بأقصى سرعة مع الهلال السعودي والالتحاق بالمغرب قصد مباشرة مهامه بصفة فعلية على رأس “أسود الأطلس“ ومحاولة تدارك ما فات خلال المرحلة الماضية، وماعدا هذا -يقول الدولي المغربي السابق- فإن التفكير في التأهل إلى كأس أمم إفريقيا سيكون ضربا من العبث بالنسبة للمغاربة بل وسيكون من الجنون التفكير في بلوغ نهائيات 2012 لاسيما بعد النتائج غير المتوقعة التي شهدتها الجولة الأولى من التصفيات.