تعثر المنتخبان الجزائري والمغربي أكبر المرشحين للتأهل عن المجموعة الرابعة ضمن تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 وهو ما يعتبر من أكبر مفاجئات الجولة الاولى بعدما اكتفيا بنتيجة التعادل أمام فريقين متواضعين، حيث فرض المنتخب التانزاني التعادل على الجزائر (1-1) فيما إضطر المنتخب المغربي إلى إقتسام نقاط المباراة مع إفريقيا الوسطى (0-0) . ولم يستهل المنتخبين الجزائري والمغربي غمار التصفيات بنجاح رغم وجودهما في ثوب المرشحين للفوز بالتأشيرة المؤهلة لكأس الامم الافريقية التي ستجري نهائياتها بالغابون وغينيا الاستوائية وذلك أمام فريقين متواضعين صعبا من مهمتهما في هذه الجولة الاولى. ولم يتمكن "الخضر" من تجاوز "أزمة النتائج" التي تلاحقهم في الاونة الاخيرة بعد الاكتفاء بتعادل مخيب (1-1) على أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة وهي نتيجة دفع ثمنها المدرب الوطني السيد رابح سعدان الذي رمي المنشفة بعد أقل من 24 ساعة من نهاية المقابلة. ورغم سيطرة لاعبي المنتخب الوطني الجزائري على المباراة خلال 90 دقيقة فإنهم لم يتمكنوا من صنع الفارق أمام فريق تانزاني شجاع ومتماسك رغم أنه يحتل المرتبة (111) في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم. وعرفت هذه المواجهة تألق ملفت للحارس التانزاني شاباني كادو الذي أدى مقابلة كبيرة بشهادة مدربه الدانماركي جون بولسن وذلك رغم تلقيه لهدف من تسديدة قوية من بعد 30 متر سددها عدلان قديورة. ولم يكن خط الهجوم الجزائري في الموعد وفشل في العديد من المرات في الوصول لشباك الحارس شاباني أحيانا بسبب سوء الحظ ومرات أخرى بسبب الافراط في التسرع وهو ما أقر به المهاجم رفيق جبور بعد نهاية المقابلة. هذه النتيجة أفرحت كثيرا المدرب الدانماركي جون بولسن الذي عاد مع أشباله بنقطة ثمينة للعاصمة التانزانية دار السلام قد يكون وزنها من ذهب في نهاية مشوار تصفيات المجموعة الرابعة. وبعد تضييع الفريق الجزائري لنقطتين ثمينتين بميدانه عليه الآن السعي للفوز بنقاط من خارج الديار للعودة في سباق التأهل ل "كان 2012". وهو نفس السيناريو الذي حدث في الرباط حيث فشل "أسود الأطلس" في اختراق دفاع المنتخب الوسط الأفريقي و تحطيم الجدار المنيع الذي شيده المدرب السابق لشبيبة بجاية الفرنسي جول أكورسي. الهجوم المغربي الذي كان ظلا لنفسه على غرار اللاعب مروان الشماخ الهداف الخطير لنادي بوردو الفرنسي ثم نادي أرسونال الأنجليزي لكنه يبقى دائما صائما عن التهديف مع المنتخب المغربي الذي لم يقو على قهر منافس متواضع يحتل المركز 202 في ترتيب الفيفا. وقد ضيع اللاعبون المغاربة مساء يوم السبت فرصا لا تحصى و لا تعد والتي كانت لو سجلت لتضع فريقهم على السكة الصحيحة وتسجيل بداية موفقة في التصفيات. وحاول أشبال المدرب المساعد دومينيك كوبرلي فرض سيطرتهم و طريقة لعبهم منذ بداية المباراة لكنهم اصطدموا بلاعبي إفريقيا الوسطي بمساعدة حارس مرماهم (جوفروي لمبات) الذي كان في قمة العطاء حيث لعبوا بعزيمة خارقة مما مكنهم من العودة إلى بانقي بنقطة تاريخية. وكان بإمكان "الصقور" تحقيق نتيجة أفضل لو جسدوا الفرصتين الخطيرتين اللتين أتيحتا لهم في الدقيقتين 9 و13 لولا التدخل الموفق للحارس المغربي نادر لميغري. وعلى منتخبي الجزائر والمغرب مراجعة أوراقهما و تدارك عثرة هذا الأسبوع خلال الجولة الثانية من التصفيات المقررة ما بين 8 و 10 أكتوبر حيث سيتنقلان على التوالي إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتانزانيا. ولا شك أن أي تعثر جديد للجزائر أو المغرب وهو أمر غير مستبعد بالنظر للأداء الجيد المقدم من طرف منافسيهما التانزاني والوسط الإفريقي سيرهن بنسبة كبيرة حظوظ التأهل للمنتخبين المغاربيين وينعش في المقابل آمالا عريضة في بانقي و دار السلام.