يعيش الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة إحدى أصعب فترات مشواره كمدرب بسبب الرهان الذي ينتظره يوم 10 أكتوبر أمام إفريقيا الوسطى، حيث يدرك أن التعثر في هذه المباراة قد يرهن حظوظ “الخضر” في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المزمع إجراؤها في 2012، وقد ارتفع الضغط على خليفة سعدان بسبب المعطيات الصعبة التي يُحضّر فيها هذه الخرجة، حيث سيفقد بن شيخة أربع أوراق مهمة من التعداد الذي استدعاه إلى المواجهة (زياني، مطمور، ڤديورة والشاذلي)، وسيُسافر بلاعبين يعانون من نقص المنافسة مع أنديتهم، ما قد يجبره على وضع تشكيلة مغايرة لتلك التي واجهت كلا من الغابون وتانزانيا. حديثه مع اللاعبين يكشف حالته رغبة بن شيخة في نجاح مأموريته في أول خرجة له مع المنتخب الأول جعلته يقرر استباق الأحداث من خلال القيام بأول خطوة للتعارف والتقارب باللاعبين عبر الهاتف، حيث كشف عنتر، بوڤرة وآخرون أن الناخب الجديد قام بالاتصال بهم من أجل مساعدته في تحقيق نتيجة في سفرية بانغي، وقد تبيّن من خلال حديث المدرب مع لاعبيه أنه يعطي أهمية قصوى لمباراة إفريقيا الوسطى حيث يسعى بمساعدتهم إلى العودة بكامل الزاد من الخرجة المقبلة. حتى روراوة طلب من الركائز ضرورة مساعدته المؤشر الثاني الذي يكشف أن بن شيخة جد متخوّف من مباراة 10 أكتوبر التي ستكون حاسمة لمشوار الخضر ومستقبله على رأس العارضة الفنية، هو إقدام رئيس الاتحادية بالاتصال ببعض اللاعبين الذين لهم ثقل في المنتخب طالبا منهم مساعدة المدرب الشاب بن شيخة في مهمته، وهو ما يؤكّد أن المدرب السابق لنادي الإفريقي يعطي أهمية لنوعية العلاقة التي ستجمعه بلاعبيه، خاصة بعدما قدم على أساس أنه مدرب صارم ويلقب بالجنرال. اللاعبون إكتشفوا “بيداغوجيا“ وليس جنرالا وقد كانت فرصة حديث اللاعبين مع الناخب الجديد ليكتشفوا شخصا مغايرا لما قدمته بعض وسائل الإعلام. حيث كشف لنا بعض اللاعبين عبر حديثهم مع بن شيخة أنه يحسن إيصال رسالته ويُحفّز اللاعبين، ولم تظهر أي علامات أو رسائل تشير إلى تشدّده أو صرامته التي جعلته يلقب بالجنرال، وقد كشف أحد اللاعبين بأن بن شيخة كشف أنه “مربيا” يحسن الحديث مع اللاعبين. وينتظر محترفونا انطلاق التربص لاكتشاف هذا الرجل الذي يعرفونه فقط عبر الصحف ولم يسبق لهم التعامل معه في المنتخب. طلب من “الكوادر“ القدوم مبكرًا إلى التربص وقد استغل بن شيخة فرصة حديثه مع ركائز المنتخب واللاعبين القدامى، حيث طلب منهم محاولة الحضور إلى التربص في أول يوم، وأن يكون أغلبهم حاضرا في أول حصة لوزنهم المعنوي داخل المنتخب، ومن أجل أن يحتك بن شيخة بالقدامى قبل بداية التربص من أجل معرفة العادات والذهنيات الموجودة داخل المنتخب باعتباره سيكون هو جديد التربص القادم رفقة جابو. الخسارة قد تُحطّم مشواره يدرك الناخب الجديد بن شيخة أن مستقبله في العارضة الفنية للخضر مرهون بنتيجة مباراة إفريقيا الوسطى، لأن التعثر في بانغي قد يعجل بإبعاده من العارضة الفنية، وبالتالي الخروج من الباب الضيق، وهي معطيات يدركها جيدا الناخب الجديد الذي يراهن على العودة بكامل الزاد من إفريقيا الوسطى ليصبح في موقع قوة ويواصل مهمته على رأس العارضة الفنية حتى في حال ضم مدرب أجنبي كما يسعى روراوة لتحقيقه بعد مواجهة 10 أكتوبر القادم. سيُغامر من أجل النقاط الثلاث في “بانغي” أهمية نتيجة مباراة إفريقيا الوسطى جعلت بن شيخة يصرّح في الندوة الصحفية الأخيرة المنعقدة عقب تعيينه أنه سيلعب من أجل الفوز بالنقاط الثلاث في بانغي، وأنه يعتزم حل العقم الهجومي من خلال توظيف كل الأوراق لتسجيل الأهداف والعودة بثلاث نقاط سيكون لها قيمة كبيرة في بقية مشوار بن شيخة كمدرب للمنتخب الأول.