علاج مشكلة التدخين بمساعدة الأبوين /الجزء الرابع يؤكد علماء النفس المحدثون أن المراهقة كمرحلة نمو تحيط بها الكثير من المخاطر والمشكلات، فهي مرحلة التغيرات في كافة النواحي الجسمية والانفعالية والاجتماعية، فالمراهقة هي المرحلة الوسطى بين الطفولة والشباب، فالمراهق لم يعد طفلًا وهو أيضًا لم يصل إلى مرحلة النضج الكامل، وهنا تكمن صعوبة هذه الفترة وخطورتها أيضًا، فهي مرحلة انتقالية يصاحبها تغيرات فسيولوجية ونفسية، وتكون التغيرات فيها سريعة متلاحقة تفاجئ صاحبها وتفاجئ المحيطين به، وخاصة الوالدين وتبدأ من سن الثانية عشر وتنتهي غالبًا بعد الثامنة عشر. فمن أشهر المشاكل التي تواجه الآباء والأمهات من أبنائهم المراهقين: التدخين: إنها محاولة لجذب الانتباه إليه والشعور بأنه إنسان مستقل بذاته، وله كيان مستقل ويترك الطفولة إلى مرحلة أكبر من خلال البحث عن الرجولة الزائفة، وقد يكون السبب عدم تعاون الوالدين في تربية الابن وسلوك كل منهما اتجاها مخالفًا للآخر، وهناك أيضًا التقليد الأعمى لوالده أو لشخصية مشهورة، أصدقاء السوء لهم الأثر الأكبر في لجوء المراهق للتدخين، فهو يتأثر بهم ولا يستطيع مخالفة سلوكياتهم. فالعلاج يبدأ من الوالدين حيث يجب عليهم : ترسيخ كراهية التدخين في نفس الابن وذكر أضراره كلما رأى شخصًا مدخنًا. يجب التعامل مع الابن بهدوء، فحل المشكلة سيأخذ الكثير من الوقت والجهد. توجيه الابن إلى الابتعاد عن أصدقاء السوء بتوضيح خطرهم وصفاتهم وأخلاقهم السيئة، حتى إذا وصلوا إلى مرحلة المراهقة كان اختيارهم لأصدقائهم مبنيًّا على المواصفات الجيدة التي حددها لهم الآباء مسبقًا. على الوالدين معرفة أين ينفق الابن مصروفه؟ فالحب والحنان ليس معناه أن نعطيه نقودًا أكثر من حاجته الحقيقية، ونحذر من الحرمان من المصروف الشخصي حتى لا ندفع الابن إلى الحصول عليه بطريقة غير شرعية. التوضيح للمراهق بعواقب استمراره للتدخين وأن المسألة ليست سهلة، فإن لم يتركه الآن فسيستمر في التدخين طوال عمره. تذكير المراهق برجولته وأنه قوي الإرادة وأنه لن يستطيع حل مشكلته ما لم يكن لديه رغبة حقيقية واقتناع كامل بضرورة ترك التدخين.