حاورته: خيرة بوعمرة أكد الإعلامي "جمال معافة" المشرف منذ سنة على إدارة قناة دزاير نيوز على ضرورة إدخال قانون السمعي البصري حيز التنفيذ, قصد تنظيم الساحة التي تشهد نشاط 30 قناة خاصة أغلبها مجرد أرقام دون مضمون. وبالمقابل طالب معافة -في حديثه ل"الحوار", السلطة بضرورة مرافقة القنوات الجادة بالدعم وتنظيم قانون الإشهار لتنشيط المجال في إطار قانوني مهني يؤسس برؤيا إعلامية أكثر حرفية ومهنية, ويؤكد معافة الذي قضى عشرين عاما تحت سقف المؤسسة الوطنية للتلفزيون أين قدم أزيد من 400 برنامج تلفزيوني بأن قناة دزاير نيوز لا تطمح في الوقت الحالي لمنافسة التلفزيون الذي يصل خمسين سنة من الأداء والاحترافية. * تشرفون على إدارة قناة دزاير نيوز التي ستكمل سنتها الأولى شهر جويلية القادم،ما تقييمك للتجربة ؟ – هي تجربة جيدة مهنيا بالنسبة لي شخصيا, صحيح أنني قضيت مدة عشرين سنة في التلفزيون الجزائري أشتغل في الكثير من المواقع خاصة في الأخبار والحصص الخاصة, تقريبا أشرفت على إعداد وتقديم حوالي 400 حصة في التلفزيون إضافة إلى تقديم النشرات الإخبارية، تجربة ثرية بدأت منذ 1994. قناة دزاير نيوز محطة جديدة في مساري من خلال الإشراف على قناة تلفزيونية جديدة، التجربة ثرية جدا، استطعنا في مدة سنة أن نرسي برامج قارة في القناة، لدينا أكثر من 25 موعدا إخباريا في اليوم، 10 نشرات، قائمة القناة فيها أربع لغات، العربية, الأمازيغية ,الفرنسية والإنجليزية، إضافة إلى النشرة الاقتصادية والنشرة المحلية التي تتابع الأخبار الجوارية. كما تتميز القناة بالأخبار الثقافية ومواكبتها للنشاط الثقافي. كما لدينا شبكة برامجية مهمة تتضمن 15 حصة سياسية، اجتماعية، رياضية، عدة حصص اقتصادية. تعبنا كثيرا للوصول إلى هذا المستوى، هناك عمل ضخم على مستوى القناة، حوالي 280 شاب وشابة يشتغلون بين صحافيين وتقنيين وإداريين، قناة دزاير نيوز في آفاقها ورؤيتها لن تتوقف عند هذا الحد، صحيح أننا اشتغلنا وتعبنا لكن طموحاتنا أكبر ولن تتوقف عند هذا الحد. * نجحتم في رصد مكانة مهمة بين أحسن القنوات الخاصة، ما هي السياسة التي اعتمدتموها للوصول إلى هذه النتائج في ظرف قياسي ؟ – لم نعتمد كفريق عمل على أدوات الإشهار والترويج للقناة، اعتمدنا على أنفسنا، على المهنية، على العمل الجاد، اخترنا الطريق الصعب لنفرض أنفسنا، اخترنا بناء مواعيد إخبارية تكون مهنية، هناك عمل جبار يقوم به الجميع يوميا في إعداد الريبورتاجات والتقارير والبرامج وكل المواعد الإخبارية الذي توجه للمشاهد الذي نعتبره الحكم الأول. نحن لا نؤمن لا بالأرقام ولا بتلك الإحصائيات المفبركة، اعتمدنا على العمل للوصول إلى المشاهد الذي اعتبره الفاصل في الحكم على القنوات. * ما هو الفرق الذي لمستموه بين تجربة العمل في القطاع العمومي والخاص؟ – التلفزيون العمومي مدرسة, تعلمت فيها الكثير خلال مسيرتي التي تجاوزت العشرين عاما, الفرق ربما في القطاع الخاص، إن القنوات تفاعلية أكثر مع الخبر, هناك أيضا خاصية في القنوات الخاصة ويتمثل في الدم الجديد الذي تم ضخه في القنوات الخاصة التي وظفت الكثير من الشباب المتخرجين، هؤلاء الشباب لديهم الكثير من القدرات يكفي فقط أن نرافقهم للارتقاء بأدائهم. ويبقى التلفزيون الجزائري مدرسة فيه الكثير من الطاقات، نحن ليس لدينا طموح لمنافسة التلفزيون العمومي في الوقت الحالي لأن التلفزيون مساره يصل إلى خمسين سنة من الأداء وفيه إمكانيات وطاقات وتقنيات كبيرة وضخمة، التلفزيون أيضا لديه مكانته في المجتمع طبعا. التوجه والتركيز سيكون على تقديم وتحسين كل ما هو خدمة عمومية، التلفزيون يستطيع تقديم أعمال ضخمة لتوسيع وتحسين مستوى الخدمة العمومية وحتى القطاع الخاص مطالب بذلك. * ما رأيك في الجيل الجديد من الإعلاميين الذين أوكلت لهم اليوم مهمة القيادة في القنوات الخاصة ؟ – أؤمن كثيرا بالشباب وأعول عليهم في صنع الوجه الجديد السمعي البصري الجزائري والدليل أن هناك الكثير من الوجوه التي أصبحت وجه القناة رغم أنها لم تشتغل في مكان آخر من قبل، نحن لم نستعن بوجوه من قنوات أخرى بل اعتمدنا على طاقات تم توظيفها في قناة دزاير نيوز وأعطيناهم الفرصة والحمد لله أداؤهم أصبح ملفتا للانتباه. المسار لا يزال طويل لأننا نسعى إلى تكوينهم ومرافقتهم بشكل يومي. * وما هو الحد الأدنى التي توفره القناة اليوم خاصة وأنها قناة محسوبة على السلطة ؟ – نوفر ما يجب أن يتوفر من إمكانيات، بالدرجة الأولى كل العاملين في القناة مؤمنين اجتماعيا لديهم أجور محترمة، لديهم كل الحقوق الاجتماعية، بالنسبة للإمكانيات التقنية القناة تتوفر على استوديوهين كما أننا ننجز برامج خارجية تعتمد على التغطيات والمتابعات الميدانية، لدينا حوالي 15 مكتبا عبر الولايات لتغطية حوالي 40 ولاية للعمل الجواري لأننا صوت المواطن الجزائري للوقوف على انشغالاته، لدينا أكثر من عشرين كاميرا خاصة بالروبورتاجات، لدينا كل الإمكانيات اللازمة للعمل في الاستوديوهات. نحن نبث على المباشر كل المواعيد الإخبارية على مدار 24 ساعة في اليوم, لدينا الإمكانيات الضرورية لإنجاز الحصص لدينا كل الإمكانيات الضرورية لتسيير القناة. نحن في مرحلة البناء وهذا المجال معروف بتطوره السريع ونحن نحاول أن نسايره ونواكبه، المواطن اليوم يريد أن يعرف كل شيء وهذا التوجه سبقتنا إليه القنوات الأمريكية والأوروبية والعالم العربي ولما لا يكون للجزائر حظها منه. * بالمقابل ما هو الحد الأدنى الذي تطلبونه من الصحافيين في القناة ؟ – شخصيا في حياتي المهنية دائما حاولت أن أكون مهنيا، لأن الصحفي لابد أن يتحلى بأخلاقيات المهنة على مستوى القناة، ألحّ على كل طاقم القناة أن يتحلى بالمهنية، فلا يكفي أن يكون لديك شهادة لتكون صحفيا، الصحفي هو أولا أخلاق ومهنية, يجب أن يتقصى الحقائق قبل أن يقدم أي موضوع نحن لسنا قناة شكايات أو حائط مبكى. عندما نرصد المشاكل نحرص على طرح الرأي والرأي الآخر، وهذه هي المهنية. الصحفي هو سفير القناة ووجهها وكذلك سفير للمهنة. نحن لم نخترع مهنة الصحافة اخترعها الآخرون منذ قرون وشهدت تطورا كبيرا منذ بداية القرن العشرين، والصحفي الجزائري اليوم مجبر على التحلي بأخلاقيات المهنة. هي مهنة متعبة لكنها نبيلة ولديها معاييرها يجب أن نحترمها ونسعى بعد الاحتفال بسنة بإذن الله إلى ترسيم ميثاق أخلاقيات المهنة خاص بالقناة وعلى الجميع الالتزام به ربما سيكون جاهزا مع بداية الموسم القادم. * بالحديث عن أخلاقيات المهنة، ما هو تقييمك لأداء القنوات الخاصة ؟ – تجربة أعتبرها مقبولة، لا يكفي أن نملك وسائل بث لنقول بأنه لدينا تلفزيون، التلفزيون هو محتوى قبل كل شيء، هناك حوالي 30 قناة تلفزيونية خاصة، فيها من استطاعت أن تفرض نفسها لكن هناك قنوات هي مجرد رقم بدون مضمون. مشكل القنوات الخاصة في الجزائر هو في البرمجة، أغلب القنوات لا تعتمد على ورقة البرمجة التي تصنع التزام القناة وتؤكد احترامها للمشاهد، القناة هي مواعيد ومحتوى، القنوات الأجنبية تركز كثيرا على المواعيد لتصنع نسبة المشاهدة العالية فلا يمكن أن نتجاهل إقبال المشاهد الجزائري وتفضيله للقنوات الأجنبية وهذا أمر خطير، وهذا هو التحدي، آخر الإحصائيات تؤكد بأن 60 بالمائة من نسبة المشاهدة هي للقنوات الأجنبية. لكن بالمقابل علينا إحياء ودعم تجربة السمعي البصري في الجزائر وأن نشجعها وعلى السلطات العمومية أيضا تشجيعها، تنصيب هيئة السمعي البصري التي تمنح دفتر الشروط والتراخيص للقنوات التي تستجيب لدفتر الشروط، يجب أن نهيئ الجو لتلك القنوات لتنشط في إطار قانوني مهني لتستطيع أن تكوّن رؤيتها وتؤسس لمشاريع جديدة برؤيا أكثر اتساعا، وفي الظرف الحالي الأمور غير واضحة. * وهل تعولون على قانون السمعي البصري في تنظيم المهنة التي غلبت عليها الفوضى إلى حد ما ؟ – قبل قانون السمعي البصري هناك قانون الإعلام 2012 الذي ينص صراحة على فتح مجال السمعي البصري في الجزائر، لابد أن يصدر قانون السمعي البصري لتنظيم مجال السمعي البصري. أكثر من سنة منذ مصادقة البرلمان بغرفتيه على هذا القانون الذي صدر في الجريدة الرسمية لكن لم نشاهد لحد الساعة أي تطبيق أو تفعيل للقانون في الميدان من منح التراخيص إلى تحديد دفتر الشروط، أيضا الهيئة سلطة الضبط وأيضا قضية الإشهار عليها مرافقة مسار القنوات لأنه يساعد في تطوير السمعي البصري الذي هو في الأخير قطاع يحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة لأننا في النهاية نقدم من خلال هذه القنوات صورة الجزائر وثقافتها وحضارتها ووجهها الاقتصادي والسياحي… * دزاير نيوز ستحتفل بسنتها الأولى بعد أشهر، ما جديد القناة في موسمها الجديد ؟ – نحن قناة إخبارية بالدرجة الأولى واحتلاما للمشاهد سنحافظ على خطنا حتى في شهر رمضان، رغم أننا سنقدم برامج خاصة في هذا الشهر الخاص سنقدم برنامج حديث يومي للعلامة المرحوم البوطي، أيضا هناك برنامج حول إعلام الحضارة الإسلامية مع الأستاذ السفير الأسبق مصطفى الشريف, إضافة إلى الإبقاء على المواعيد الإخبارية وبعض الحصص التي سوف تتلاءم وتواكب الشهر الرمضاني بطقوسه كما سنقدم متابعات ليوميات الأسواق الجزائرية والأسعار وما إلى ذلك. وفيما يتعلق بالموسم الجديد هناك شبكة برامجية خاصة بالصيف، لكن كل التحضير موجه لموسم الدخول الاجتماعي، حيث سيتم الإبقاء على البرامج الناجحة، فيما سنقدم برامج جديدة نقدم من خلالها كل الجديد والمتميز للمشاهد الجزائري.