بداية الريجيم تشبه نهاية علاقة حب جميلة لكنّها بلا مستقبل، لا يمكن أن نقول فيها وداعا بأقل من 500 كلمة أو لقمة، وقد بدأنا كمجتمع النّمل نعمل جميعا لصالح المستعمرة (أيام الاستعمار)، ثم تحوّلنا إلى مجتمع صراصير لا أحد يعمل لكن الكلّ يأكل (بعد الاستقلال)، والآن أصبحنا كمجتمع النّحل ليس فيه إلاّ العاملات (بعد آخر منعطف تاريخي)، لهذا إذا ارتكبت جريمة بالسكايب تحاكم على الواقع وإذا ارتكبت جريمة بالواقع تحاكم على السكايب، وفي حياة كل منا امرأة تحبّه هي أمّه وأخرى يحبّها هي ابنته وثالثة تستغله هي أخته وامرأة تدخله النعيم باهتمامها، والجحيم بإهماله والسجن بقانون الأسرة هي زوجته، فهي نصف المجتمع وثلثي الوزارة وأربع أخماس المجلس وكل العمال، وفي الأثر أكثر أهل النار وفي الظهر أكثر أهل البيزيريا، وفي القانون أكثر أهل المحاكم، ولأننا تعوّدنا على معالجة مشاكلنا الوطنية بالإبر الصينية والطبّ البديل، فلا أستغرب أبدا فكرة جلب عريس من الصين. ومن المعروف أننا دولة مصدرة للطاقة تصدر طاقة البترول في ناقلات وطاقة العقول في بعثات وطاقة الشباب في زوارق ثم تستوردها بعد أن يعاد تصنيعها، لأننا لا نصنع إلا الفرجة في الملاعب، فالبترول يعود لنا "بنزين ولدائن ومشتقات"، والعقول تعود تكنولوجيا وأجهزة ومعدات، أما الشباب فلا يعود أبدا فصدق من قال "ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل الشكيب"، ولذلك سنستورده من الصين أقصر وأصغر وأقل تكلفة. والزواج لمن يستطيع الباءة والمسؤولية لمن يستطيع البراءة والحج لمن استطاع إليه سبيلا تماما كما الحرقة"، حتى نتحول إلى مجتمع ديدان، دود الجيف الذي يتغذى على الجثث لا دود القز الذي يتغذى على ورق التوت (مع أول منعطف قادم)، فنحن لا ننتج الحرير بل يأتي به العريس جاهزا من الصين فهو يتحمل كل تكاليف العرس، أما العروس فعليها فقط أن تغني للعملاق النائم، فبرغم أنهم جمهورية شعبية مثلنا إلى أن الدود هناك في الشرانق يحلم بالطيران. وإلى هنا يكون المقال انتهى لكن مازالت بعض المساحة سأستغلها في أن أقول لك إني لا أعرف شيئا عن الحشرات رغم أني أجريت عليها عدة تجارب في الصغر بعدسة مكبرة وأشعة الشمس فتابعني على تويتر ولا تتابعني قضائيا ..صديقك الوفي.