الدكتورة : ليلى حداد /أستاذة التعليم العالي فقه وأصول –جامعة الخروبة– *ما حكم جلوس المرأة الحائض في مؤخرة المسجد لسماع القرآن في صلاة التراويح؟ الجواب:لا يجوز للحائض أن تدخل المسجد وتمكث فيه إلا للحاجة، كالحلقة تعليم القرآن الكريم التي واظبت عليها، أما دخولها إلى المسجد لتسمع القرآن فقط فهذا لا يجوز ولها أن تسمعه في بيتها. حتى أننا نسمع بأن الحيّض يجتمعن في مؤخرة المسجد يتبادلن أطراف الحديث في أمور الدنيا والإمام يتلو القرآن ولا يسمعنه،وفوق هذا يشوشن على المصليات أمامهن،هداهن الله إلى سواء السبيل،مع العلم أن كثيرا من العلماء وبخاصة المالكية يمنعون دخول المرأة الحائض إلى المسجد حتى تتطهر. * حكم تلاوة القرآن من المصحف في فترة الحيض؟ الجواب :أجمع أكثر أهل العلم على عدم جواز مس الحائض للمصحف، لكن لا حرج في قراءتها من محفوظها للاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن وساوسه،خاصة وأن فترة الحيض طويلة. أما إن كانت المرأة معلمة أو متعلمة فلا حرج في قراءتها لوجود الضرورة،ولا بأس أن نذكر بحكم مسّ المصحف بغير وضوء أصغر،وهو عدم الجواز. * إمراة مريضة بسلس البول تسأل عن كيفية الوضوء من أجل الصلاة؟ الجواب :إن الشريعة الإسلامية مبنية على اليسر والسهولة قال تعالى:" وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ"سورة الحج :78.،وقال:" يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"سورة البقرة:185، وقال أيضا:" فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ"سورة التغابن :16،وقال النبي صلى الله عليه وسلم:""إن الدين يسر"(1).وقال أيضا:"إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"(2). فإذا كانت المرأة مريضة،فإن الله عز وجل خفف عنها العبادة حتى تتمكن من القيام بها دون مشقّة ولا حرج،فالمريض المصاب بسلس البول عليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه،أو يجعل للصلاة ثوبا طاهرا إن تيسر له ذلك،أو يضع خرقة تمنع وصول البول إلى ثوبه وينزعها قبل الشروع في الصلاة.وإن أراد قراءة القرآن مثلا فعليه أن يتوضأ أو يتيمم إن كان لا يستطيع الوضوء،عملا بقوله تعالى:" إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ*لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ"سورة الواقعة:77