وصلتني رسالة من صديق لي يدعوني فيها لزيارة المسيلة رفقة إبليس طبعا وافقت في انتظار حضور الملعون الذي ما إن أخبرته حتى اسود وجهه قلت ما بك "يا وجه النحس" هل عندك مشكل مع المسيلة؟ قال صراحة عندما أزورها ينتابني الخوف والقلق أخاف إن أدخلها أصير ملكا لأحد أبنائها فيوجد بها مدينة مشهورة بالتزوير وإعادة رقمنة هياكل الشاحنات والمعدات الثقيلة، قلت من تقصد مقرة أم برهوم أم الضلعة أم أنك تقصد بوسعادة؟ قال لا بوسعادة شيء آخر فهي تتبع المسيلة إداريا لكن أهلها منذ زمن في صراع تاريخي مع "بني مسيل" وهم يطالبون بترقية مدينتهم إلى ولاية لأنهم يرون أنها تستحق ذلك، قلت له إذا حدثني عن المسيلة، قال بالرغم من موقعها الاستراتيجي في الجزائر الذي يشبه إلى حد بعيد موقع الجزائر الاستراتيجي في شمال إفريقيا لكنها تعاني الأمرين، فتقريبا كل القطاعات مشلولة التربية في المراتب الأخيرة وطنيا والصحة في حالة إنعاش، غياب المشاريع الكبرى جعل الولاية تغرق في بحر البطالة حتى محلات الرئيس لم تأت أكلها وصارت أوكارا للمنحرفين ومتعاطي المخدرات، وصارت أيضا أماكن لرمي الفضلات نستثني هنا قارورات اللبن والرايب التي تجول في الوطن تحت اسم الحضنة وأكياس اسمنت الضلعة، كثرة الشاحنات والمعدات الثقيلة التي تجوب الولاية ساهمت بقدر كبير في إتلاف الطرقات التي جعلت الولاية تتبوأ المراتب الأولى في حوادث الطرقات أغلبية المجالس البلدية في حالة انسداد ما جعل التنمية تسير ببطء التي أصلا منعدمة. في الجانب الآخر تجد المسيلة تحتوي على أماكن سياحية تحسد عليها فهاهي قلعة بني حماد بالمعاضيد المصنفة من طرف اليونيسكو والنقوش الصخرية التي تعود إلى العصر الحجري، بالإضافة إلى مدينة بشيلقة وقصبة بني يلمان المبنية في القرن الرابع الهجري وكهوف سي موسى واراس الرومانية وزاوية الهامل وبوسعادة التي كانت إلى زمن قريب مزارا للسواح الأجانب وووو كل هذا، والمسيلة مدينة أشباح و"زادو كملو عليها ليزافير تحت الطابلة"، قاطعته وقلت أيها الملعون الآن فهمت لماذا تخاف زيارة المسيلة تبا لك ولجنودك.