1000 بطاقة وُزّعت منذ العام الماضي تحذيرات من "البزنسة" ببطاقة الفنان قانون الفنان يراوح مكانه منذ عهد خليدة تومي
مجدّدًا، خاب أمل الأسرة الفنية الجزائرية التي تحتفل، اليوم، باليوم الوطني للفنان في إصدار قانون الفنان الذي لم يغادر أدراج مبنى هضبة العناصر منذ سنوات طويلة، تعاقب فيها على المبنى ثلاثة وزراء. حنان حملاوي يعود اليوم الوطني للفنان، المصادف للثامن جوان من كل سنة (ذكرى استشهاد الفنان علي معاشي عام 1958)، على الفنانين الجزائريين وأوضاعهم لم تتغيّر كثيرًا، رغم الكلام الكثير الذي قيل في السنوات الأخيرة عن قرب إصدار قانون ينظّم الساحة الفنية في ويعيد للفنان الاعتبار بعد معاناة استمرت سنوات طويلة. وأنعش إصدار أوّل بطاقة للفنان، في عهد الوزيرة السابقة نادية لعبيدي، آمال الفنانين بالتعجيل في الإفراج عن القانون "الحلم"، لكن آمالهم تلك بدأت في الخفوت، خاصّة أن البطاقة التي اعتقد الجميع أنها ستكون "نعمة" على الفنان الجزائري، بدأ يتّضح أنّها قد تتحوّل إلى "نقمة"، لأنها قد تكون ورقة مرور لمن يصفونهم ب"الدخلاء" عن الفن، إلى ريع القطاع الثقافي المسيل للعاب. ويبدو أن وزارة الثقافة راهنت على بطاقة الفنان لتنسي المشتغلين في المجال الفني قانون الفنان الذي مازال رهين أدراج مبنى وزارة الثقافة بهضبة العناصر التي تداول عليها ثلاث وزراء خلال الفترة الماضية؛ هم خليدة تومي التي كانت السباقة في حصول الفنان على بطاقة الضمان الاجتماعي، ونادية لعبيدي التي أصدرت أول بطاقة للفنان، وعز الدين ميهوبي الوافد الجديد إلى المبنى، الذي وجد إرثا كبيرا من الورشات المفتوحة في قطاعه. فهل سيتم تلك الورشات، أم سيرحل دون أن ينجح في ذلك؟ وكان ميهوبي وعد في تصريح سابق، خصّ به "الحوار"، باستكمال كل الورشات التي تركت مفتوحة خلال عهدات الوزراء الذين سبقوه، موضحا أن بعض القوانين تتطلب حيزا من الوقت، بغية الاطلاع على تجارب الغير والاستفادة منها"، مؤكدا أن أولويات الفنان هي تحسين وضعيته والاعتراف القانوني به، وهو ما يقوم به المجلس الوطني للآداب والفنون". وقد تم إحصاء ما يقارب 3483 ملف من أجل الحصول على بطاقة الفنان منذ شهر ديسمبر المنصرم، وتم خلال نفس الفترة دراسة 2253 ملف، وتوزيع 1150 بطاقة عبر الوطن، حسب ما أفاد به رئيس المجلس الوطني للآداب والفنون، عبد القادر بن دعماش، الذي أكد أن المجلس سيعمل في المرحلة القادمة على دراسة ملف علاقات العمل التي تعتبر رهانا جديدا لقطاع الثقافة. من جهتهم، رفض العديد من الفنانين الاعتراف ببطاقة الفنان واعتبروها "تكريسا للرداءة وغطاء شرعيا للدخلاء عن الفن الذين انتشروا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة وفرضوا سيطرتهم وقانونهم"، موجهين نداء إلى وزارة الثقافة من أجل التدقيق في الملفات والتأكد من هوية أصحابها لوضع حد للفوضى القائمة. ورفض عدد من الفنانين الذين تحدثت إليهم "الحوار" بطاقة الفنان، مؤكدين أنهم لا يحتاجونها، وكان الأولى حسبهم إصدار قانون للفنان؛ حيث قالت الممثلة نورة بن زيراري إنها ليست بحاجة إلى هذه البطاقة، وإن المطلوب من الوصاية الاهتمام بالفنان الذي يعاني ويموت في صمت.
آراء حمدي بناني: القانون أهم من البطاقة اعتبر الفنان، حمدي بناني، أن بطاقة الفنان تخدم بعض الفنانين فقط، معربا عن أمله في أن تتمكن هذه البطاقة من "تنظيف" المحيط الفني من الدخلاء ووضع حد للرداءة وليس العكس، مؤكدا أن أكثر ما يحتاج إليه الفنان الجزائري اليوم هو قانون الفنان، الذي يراه أكثر أهمية.
نورة بن زيراري: لا أحتاج البطاقة رفضت الممثلة الكوميدية، نورة بن زراري، الاعتراف ببطاقة الفنان، وعلقت قائلة "ماذا أفعل ببطاقة الفنان؟ لا حاجة لي بها وليتركوها عندهم فأنا فنانة ولا أحتاجها، وكان الأولى أن يهتموا بالفنان الذي يعمل ويعاني ويموت في صمت".
محمد عجايمي: يجب التدقيق في منح البطاقات قال الممثل محمد عجايمي إنه بقدر الإيجابيات التي تحملها بطاقة الفنان، فإن فيها الكثير من السلبيات "وفي مقدمتها أن يجد الدخلاء عن الفن طريقا لهم عبر هذه البطاقة، فيكرسون الرداءة بشكل قانوني، لهذا يجب أن يتم التدقيق في الملفات، على أمل أن يرى قانون الفنان النور مستقبلا".
نادية بن يوسف: ننتظر القانون ذكرت الفنانة نادية بن يوسف أنها لم تتحصل على البطاقة بعد، وقالت "أودعت ملفا للحصول على بطاقة الفنان، وأنا لي حوالي أربعون سنة في ميدان الفن، ومن حقنا كفنانين، الحصول على البطاقة في انتظار القانون".