تباينت آراء الأسرة التربوية حول الإجراءات العقابية والردعية التي اتخذتها وزيرة التربية نورية بن غبريت في حق المتسببين في فضائح بكالوريا 2015 التي صنعت الحدث هذا الأسبوع بعد اعتماد المترشحين والحراس على أحدث التكنولوجيات لتسريب المواضيع واستغلال ذلك في الغش، ناهيك عن الأخطاء الموجودة بالمواضيع. بوديبة: بن غبريت لن تستطيع مجابهة "الفايس بوك" بالتهديد والوعيد أكد مسعود بوديبة المكلف بالإعلام على مستوى مجلس "الكنابست" أن وزيرة التربية لن تستطيع مواجهة فضاء "الفايس بوك" عن طريق تهديدات وتصريحات، حيث قال بأنه ينبغي أن تواجه التكنولوجيا بالتكنولوجيا، وأشار إلى أن التهديدات ستساهم في رفع التحدي عند المتسببين في تسريب المواضيع. وقال بوديبة إنه كان يجدر ببن غبريت التأكد من المسؤول عن الخطأ الذي وقع في موضوع اللغة العربية قبل أن تسارع للإعلان عن إجراءات عقابية في حق لجنة الانتقاء، والتي استبعد أن يحدث مثل هذا الخطأ على مستواها وهي تضم مفتشين وأساتذة، فيما رجح إمكانية حدوث الخطأ على مستوى أعلى وبتواطؤ من جهات معينة قصدته. واعتبر بوديبة أن ضبط 61 غشاشا خلال امتحان البكالوريا أمرا عادي وغير مقلق مقارنة بعدد المترشحين، وأوضح أن التحقيق القضائي لن يكون له أي أثر بالنسبة للمتسببين في تسريب المواضيع، فيما طالب بفتح تحقيق من نوع آخر على مستوى المراكز لمعرفة المصدر الحقيقي.
عمراوي: لا يجب التسامح مع مسربي المواضيع والغشاشين رحب مسعود عمراوي المكلف بالإعلام على مستوى نقابة "أنباف" بالإجراءات العقابية والردعية التي أعلنت عنها بن غبريت أول أمس، مؤكدا أن النقابة لا تؤيد العقاب من أجل العقاب بل من أجل اختيار الكفاءات الجيدة لتجنب الرداءة والعلاقات الشخصية والمحاباة، إذ لا يعقل حسبه الوقوع في نفس الأخطاء مع المواد المقبلة ونحن بصدد امتحان رسمي وطني بحجم البكالوريا. وقال عمراوي إنه من الطبيعي حرمان لجنة الانتقاء الحالية مدى الحياة من المشاركة، لأن المفتشين كانوا أدرى بالأساتذة الذين اختاروهم ومدى كفاءتهم، مستبعدا أن يكون الخطأ في موضوع اللغة العربية قد وقع أثناء تعبئة المواضيع، مؤكدا أن الأهم في المرحلة القادمة هو الحفاظ على مصداقية شهادة البكالوريا وعدم التسامح مع المتسببين بالفضائح والتلاميذ الغشاشين.
خالد أحمد: الخوف سبب الغش والأولياء بعيدون عن التواطؤ برّر أحمد خالد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، حالات الغش التي هزّت بكالوريا 2015 بخوف التلاميذ على مستقبلهم المرتبط بتحصيل تأشيرة الدخول إلى الجامعة، مؤكدا أنه لا يشجع الغش مهما كان نوعه وحجمه خاصة وأن امتحان الشهادة هو الامتحان الوحيد الذي بقي فيه نوع من المصداقية. ورفض خالد تأييد طرح الوزيرة بخصوص تواطؤ الأولياء مع المترشحين في عمليات الغش، وأوضح بأنه مهما كان المستوى الفكري والعلمي لهم فلن يسمحوا بأن يحصل أبناؤهم على البكالوريا بالغش، مؤكدا أنها حالات شاذة لا يجب تعميمها على جميع الأولياء إن وجدت. وأفاد خالد عن عدم تسجيل أي شكاوي من قبل المترشحين بخصوص خروج الأسئلة عن المقرر الدراسي، فيما سجّل شكوى بعض التلاميذ عن وجود أسئلة لم يتناولوها في القسم مع الأساتذة، محملا المسؤولية في ذلك إلى لجنة متابعة الدروس والمفتشين الذي يرفعون تقارير كاذبة للوزارة.
دموع .. صراخ .. وإغماءات أهم ما ميز اليوم الثالث من البكالوريا تهديدات بن غبريت لم تؤثر على عزيمة الغشاشين تفتيش المحجبات لضبط "البلوتوث" مواضيع الفلسفة والعلوم تسربت في الفايس بوك بعد 30 دقيقة
عرف اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا أجواء مجنونة وهستيرية لعدد كبير من المترشحين الذين صدموا عند رؤية مواضع الفلسفة والعلوم الطبيعة والتسيير المحاسبي والمالي، حيث ما هي إلا لحظات حتى تعالت الصرخات والإغماءات داخل قاعات الإجراء ما خلق ارتباكا كبيرا لباقي الزملاء، هذا في الوقت الذي تواصل فيه تسريب المواضيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تم توقيف مترشحين أحرار بهذه التهمة في عدة ولايات رغم أوامر بن غبريت القاضية بتشديد الحراسة والتفتيش. لم يختلف شريط أحداث اليوم الثالث من بكالوريا هذه السنة كثيرا على بن غبريت ومساعديها، حيث تم تسجيل العديد من حالات الغش عبر 48 ولاية والتي كان أبطالها المترشحون الأحرار بصفة أخص، فلم تمر دقائق حتى انتشر موضوع الفلسفة وموضوع العلوم الطبيعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالرغم من تشديد عملية الحراسة ورفع وتيرة التفتيش، إلى جانب حجز كل الهواتف النقالة، فيما عرفت بعض المراكز تفتيش حتى المحجبات للعثور على "البلوتوث" أو غيرها من الأدوات المستعملة للغش. من جهتهم، عبّر المترشحون عن شعبة آداب وفلسفة الذين تحدثت إليهم "الحوار" عن استيائهم من أسئلة مادة الفلسفة التي خلقت لهم جوا من التوتر كونها كانت "صعبة"، كما تحدثوا عن حالات إغماء وصراخ عند بعض المترشحات عند رؤية الموضوع، لينقلوا على الفور إلى العيادات الموجودة على مستوى كل مركز من أجل إسعافهن. نفس الشيء سجّله المترشحون عن شعبة التقني رياضي الممتحنون بثانوية منتوري ببن عكنون، حيث أكدوا ل "الحوار" بأن موضوع الهندسة الميكانيكية الذي تضمن 10 صفحات كاملة لم يكن في متناول العديد منهم، خاصة وأن الموضوع لم يحمل الأسئلة الروتينية التي تعودوا على رؤيتها في الامتحانات السابقة. وإلى ذلك، أوقفت مصالح الدرك الوطني عددا من المترشحين الأحرار بتهمة نشر مواضيع امتحان البكالوريا على "فايسبوك"، وذلك في كل من تبسة، غرداية، عين الدفلى والجزائر العاصمة، ليحالوا مباشرة على التحقيق، بينما شكلت الوزارة خلية متابعة لما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفنن المترشحين في عمليات الغش بامتحانات مواد التخصص شهد اليوم الثاني من امتحانات البكالوريا عديد الحالات المتعلقة بالغش، خصوصا وأن الأمر يتعلق بالمواد الرئيسية للشعب سواء الفلسفة للشعب الأدبية أو علوم الطبيعة والحياة بالنسبة للشعب العلمية، حيث تم إقصاء عديد الحالات التي ثبت استعمالها.
10 حالات غش لتلاميذ البكالوريا بقسنطينة شهد اليوم الثالث من امتحانات شهادة البكالوريا بقسنطينة، تسجيل 10 حالات غش متفرقة عبر مختلف مراكز الإجراء، حيث أرجعها مدير التربية للولاية إلى امتحان التلاميذ في مادة الاختصاص التي تختلف من شعبة إلى أخرى. وأكد ذات المصدر لجريدة "الحوار" بأنه تم لحد الآن تسجيل 10 حالات غش أغلبها كانت في أوساط المترشحين الأحرار حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
…وتلميذ يحاول استخراج شهادة مرضية تمكنه من استغلالها للغش بعين التوتة كشفت إحدى الممرضات بالمصلحة الاستشفائية متعددة الخدمات بعين التوتة ل "الحوار" عن تقرب أحد التلاميذ إلى مصلحتها لطلب شهادة مرضية تسمح له برخصة الخروج إلى المراحيض بالمركز الذي سيجري فيه امتحان البكالوريا، وطلب منها إعطاءه شهادة تدل على أنه مريض "بالغازات" التي تستدعي ذهابه إلى المرحاض والبقاء فيه لمدة أطول قصد تمكينه من استعمال وسائل الغش من ذلك، وهو ما رفضته الممرضة بعد أن دخلها نوع من الشك في بداية الأمر حول مطلب هذا التلميذ، وقامت بمناداة طبيبة المستشفى لاستفسارها عن هذه الحالة، لترد عليه هذه الأخيرة بأن منحه هذه الشهادة يعد مخالفة للقانون وتجاوز خطير يحاول من خلاله بعض التلاميذ تقمص بوسائله فرص الغش. المراسلون/نسرين مومن