بقلم الدكتور فوزي اوصديق وهذه المناسبة مازال يحتفل بها كيوم وطني سنوياً إلى يومنا، فكان كل سنة في عهد السلطان كل سنة يقدمون عربوناً للعفريت القادم من المياه، وفي تلك السنة الذي " أتت به " العواصف الهوجاء إلى المالديف، يقدم بنت السلطان عربوناً نظراً لجمالها؛ وأمام هذا الموقف من البحارة البربري طلب " الشيخ أبو البركات " أن يحل الإشكالية على طريقته بقراءة القرآن، وفعلاً بمجرد ما سمع العفريت القادم من أعالي البحار تجويد القرآن فر مدبراً، وعليه اقترح عليه السلطان المكوث في الجزيرة، وفي حالة عدم الرجوع سيتم الدخول في هذا الدين بعد ثلاث أشهر… ذلك ما تم، ومن ثم قد بدأت رحلة الإسلام في هذه الجزر التي هي صغيرة الحجم والتعداد ولكنها الكبيرة من حيث إسلاميتها وأصالة تقاليدها، فاللغة العربية تدرس الآن في جميع صفوف المرحلة الثانوية ابتداء من الصف الثامن إلى الصف العاشر. ودخول اللغة العربية في المالديف ارتبط بالتجارة والدعاة والعرب، الذين قد اتخذوا المالديف محطة لهم أثناء سفرهم من وإلى الشرق، هذه هي المالديف التي حاولت أن أقدم لها بعض المساعدات، سواء من خلال إنشاء جمعية الهلال الأحمر المالديفي، فكرته تسونامي ودبدبتها نبهت إلى هذا الفراغ القانوني في مجال العمل الإنساني والإغاثي، أو من خلال دعم كلية الدراسات الإسلامية التي ستتحول إنشاء الله- خلال سنة 2010 إلى جامعة إسلامية متعددة التخصصات والأقسام ونعد دراسة بذلك. وستكون النواة الأولى لجامعة إسلامية، أو من خلال الدورات التي أقيمها للقوات المسلحة والشرطة سنوياً،كما أنني من خلال تجوالي لمختلف الجزر لهذا الأرخبيل واختلاطي بالشعب بحكم أنني أستاذ زائر في كلية الدراسات الإسلامية، فإنني ما يشدني أثناء تجوالي في مالية عاصمة مالديف- وجود ما لا يقل عن 28 مسجداً، وهي مدينة صغيرة المساحة كثيرة الحركة والحيوية، يعيش فيها ثلث سكان البلاد تقريباً، وأقدم مسجد فيها هو مسجد الجمعة، وهذا المسجد يرجع تاريخه إلى 1656 ويضم لوحات خشبية منقوشة دونت عليها قصة اعتناق البلاد للإسلام، والمئذنة الموجودة خارج فناء المسجد شيدت عام 1675م إلى جانبه يوجد المسجد الجامع " السلطان محمد ككروفان " الذي أنقذ الشعب المالديفي من براثن الاستعمار البرتغالي، علماً أن رئيس الجمهورية يدرس فيه؛ وله حلقات رمضانية، بل هو الذي يفتتح سلسلة المحاضرات كل رمضان. هذه المالديف حاولت أن أتجول بها وأعرفها لكم من خلال بعض المواقف الطريفة وعمق تاريخها الإسلامي، ومن المفاجآت في المالديفكذلك أنك تمتلك " باخرة " أو " قورب " أحسن من امتلك " مرسيدس " أو " بيجو " … وامتلك "دراجة نارية " قد تغنيك عن الكثير؛ فالجغرافية وتضاريسها أحياناً هي التي تحدد نمط الحياة والمعيشة،كما أن الحرفة الرئيسية لأغلب سكان المالديف هي صيد الأسماك، فهو دعامة الحياة الشعبية في الجزر واقتصاد البلاد إلى جانب السياحة. ففي المالديف مثلاً يوجد قانون يمنع على " المالديفي " الاشتغال ببعض المهن في الجزر السياحية، وذلك حفاظاً على تقاليد وعادات الأفراد، كما أنه يمنع على "السياح " ارتداء الملابس غير المحتشمة في المناطق المؤهلة بالسكان… وذلك ما أعجبني؛ فالدولة القوية معتزة بمورثها، لا بتطبيعها " وانبطاحها " لقيم دخيلة عن مجتمعتها بحجة التقدم والعنصرية.. كل هذه، المؤشرات قد تشجعني على " الإلتزام " بالمساعدات وتقديم العون قدر المستطاع نتيجة هذه الرغبات الصادقة.