آمنة/ب تعرف المحال المتخصصة في بيع وكراء أزياء العرائس، هذه الأيام، إقبالا وازدحاما ملحوظا من طرف المقبلات على الزواج اللواتي أصبحن يفضلن كراء "التصديرة" من هذه المحال عوض شرائها، خاصة في ظل توفر المحال التي تعرض أحدث وأرقى التصاميم المسايرة للموضة من جهة وغلاء الألبسة الجاهزة التي أرهقت جيوب المقبلات على الزواج من جهة أخرى. تحافظ أغلب العائلات الجزائرية على اختلاف مشاربها على قضية تجهيز الفتاة المقبلة على الزواج بأبهى وأحسن الألبسة، لتبدو في أحسن حلة طيلة هذا اليوم المميز والتاريخي بالنسبة لأي فتاة، إلا أنه ومع الارتفاع الرهيب لأسعار الألبسة التقليدية التي عادة ما ترتديها العرائس كالكاراكو، القفطان، القويط، الفستان القبائلي وحتى الساري الهندي الذي اكتسح حفلات الأعراس الجزائرية، وفي وقت تواجه فيه الفتاة وضعية صعبة في سبيل اقتناء جميع مستلزمات العرس، وجدت الكثيرات الحل الأمثل في اللجوء إلى كراء هذه الألبسة التقليدية التي باتت تحتل الصدارة في واجهات المحال.
… تقليد أرهق جيوب المقبلات على الزواج
تلجأ الكثير من الفتيات الجزائريات اللواتي يستعدن للاحتفال بزفافهن، إلى كراء أغلبية الألبسة التي تحتاجها العروس أو ما يطلق عليها ب التصديرة ، هذه الأخيرة التي تعتبر تقليدا راسخا في الثقافة الجزائرية، ويتمثل هذا التقليد في ارتداء العروس لأنواع مختلفة من الألبسة التقليدية وحتى العصرية وعرضها أمام جمهور المدعوات للعرس. وبالنظر إلى حجم التكاليف الباهظة التي تتطلبها التصديرة، حيث تقدر تكلفتها بالملايين، فقد بات اللجوء إلى كراء هذه الألبسة الحل الأمثل لتخفيف هذه الأعباء والمصاريف الكبيرة، خاصة وأن محال مختصة فتحت أبوابها منذ فترة لكراء كل ما تحتاجه العروس بمبالغ تتراوح بين 1000 و8000 دينار جزائري، وهي مبالغ تفضل الكثيرات دفعها عوض شراء الألبسة جاهزة أوحتى القيام بعملية خياطتها المكلفة، حيث أن ثمن الكاراكو مثلا بات يتجاوز ال30 ألف دينار جزائري، ولا تقل الجبة القسنطينية في ثمنها عن مبلغ 50 ألف دينار جزائري، ناهيك عن أنواع الألبسة والإكسسوارات المرافقة لها والتي تضطر العروس إلى اقتنائها بمبالغ خيالية، إذ يتطلب تجهيز تصديرة عادية دفع ما لا يقل عن 200 ألف دينار جزائري، وبالتالي ووسط هذا الغلاء الفاحش لألبسة التصديرة عمدت كثير من المقبلات على الزواج إلى طريقة كراء تلك الألبسة لمدة يوم أويومين ومن ثمة إرجاعها إلى أصحابها، تجنبا لتكاليف منهكة لميزانيتها المالية التي تفضل توجيهها لأمور أكثر أهمية ونفعا.
…حل مثالي لتخفيف أعباء العرس تعرف المحال المتخصصة في أزياء العروس بمختلف تصاميمها بالعاصمة ازدحاما ملحوظا هذه الأيام بسبب موسم الأعراس والحفلات، واحتلال ملابس "التصديرة" واجهة هذه المحال، ما ساهم في إنعاش تجارة يقتنص أصحابها الفرص المتاحة لبيع تصاميمهم بأسعار متفاوتة. "أمينة" شابة في العشرينات من اللواتي لجأن إلى كراء ألبسة عرسهن، قابلناها في محل لكراء الثوب الأبيض الخاص بالعروس، حيث لم يعد يفصل على موعد زفافها سوى بضعة أيام، سألناها ما إذا كانت قد اكتفت فقط بكراء الثوب الأبيض وملحقاته وتلك عادة تلجأ إليها غالبية المقبلات على الزواج، إذ قليلات هن من يشترينه من بعض الدول الأجنبية، ويتعلق الأمر بالمقتدرات المادية فقط، فردت أنها لم تكتف بكراء الثوب الأبيض فقط أو ثوب الخطوبة بل أنها عمدت إلى كراء كل الأطقم التي ستضعها، معللة ذلك بتواضع قدرتها الشرائية ودخلها، حيث أنها لا تعمل وليس لها دخل شهري، وبالتالي كل هذا جعلها تجد في كراء بعض أثواب التصديرة واستلاف البعض الآخر من قريباتها وصديقاتها حلا لا بديل عنه وعن القطع التي اختارت كرائها، ذكرت لنا أمينة ثوب العروس الأبيض الذي كلّفها كرائه لوحده مبلغ 7000 دينار جزائري ليومين متتاليين مثلتهما في يوم تصديرتها واليوم الذي تقيم فيه عائلة زوجها العرس وفي هذا المجال تضيف محدثتنا، أنها عمدت أن يكون يومي التصديرة متقاربين حتى تتفادى دفع ذات المبلغ مرتين، لأنه لو كان الفاصل الزمني بين اليومين أسبوعا لاضطرت إلى كراء الثوب مرتين لأنها لا تستطيع الاحتفاظ به لمدة تزيد عن يومين متتاليين، كما عمدت إلى كراء القفطان والجبة القسنطينية وكذا البرنوس.