كبرت شختَ وهرمت سيدي ..وخطك خصَّفك فلهزك الشَّيبُ …ورغم ذلك مازلت تريد أن تعيش شبابك المُتأخر.. أن تسرق من عمر هذا الجيل بعض لحظاته ولحيظاته..ياسي مزراق مدني أنت تعرف ذلك المثل العامي الذي علَّمه لنا آباؤنا "اللي فاتوا وقتوا ما يطمع في وقت النَّاس" ..فلماذا بربك تُريد أن تُقحم نفسك في زمنٍ لم يعد بمقدورك موضوعياً أن تُجاريه ولو توكأت على عصا موسى …؟ لماذا لا تُريد أن تترك أنت وصحبك – هذا الجيل ينعم بسلام وحرية بعيداً عن وِصايتكم ومرجعيتكم وأصوليتكم …؟ لماذا لا تبحثون عن مهنة أخرى تكون خيراً لكم- تُمارسونها بعيداً عن لُعبة السّياسة التي أثبتم تاريخياً أنّكم لستم بأهلٍ لها، وفاشلون في إدراة مقودها إلى حيثُ مصالحكم لا مصالح الشعب-وأهدافكم المبيتة…؟ لماذا هذا الإصرار و "خشانة الراس" …؟ لماذا هذا الإبحار ضد التَّيار …؟ لماذا هذا المد والجزر في بحر الفشل …؟ ألا تخجلون من هزائمكم التَّاريخيّة …؟ متى تعرفون أنَّ قناع فولتير الثّوري لم يعد صالحاً للاستعمال " تاريخياً "…؟ ..ألا تعرف بأنَّ الشّعب الجزائري حفظ الدّرس جيّداً، وهو اليوم يعرف ماضيك الأسود …؟ ألا تدرك بأن مصنع الأكاذيب والأوهام الذي كنت تُديره بمعية ثلة من أصحاب اللّحاء الكثة قد انتهت صلاحية مواده ..؟ لأنّ الشّعب الجزائري استهلكها سنوات التّسعينيات فأصابته بالتّسمم الذي حوَّل البلاد إلى بحر من الدّماء…تُريد العودة من جديد إذن …؟ لا بأس، لكن قبل ذلك هل يمكن أن تُعيد إلى الشّعب الجزائري آباءه الذين فصلت رؤوسهم عن رِقابهم أنت وجماعتك من الجبهة الإسلامية للهلاك ..؟ هل يُمكنك أن تُعيدهم أحياء يُرزقون …؟..أبداً لن تستطيع ولو فتح لك المستحيل باب الممكن …أعرف أنّني أتحدث إلى حجر أصم، لا يسمع، ولا يفهم، ولا يرى إلّا ما يُريد…لأنّه ليس لديك ما تخسره، ومُجادلتك ستنتهي بغلبتي أكيد على قول الجاحظ "جادلت ألف عالم فغلبتهم وجادلت جاهلاً فغلبني" …تابعت مرة حصة "الحلقة المفقودة" التي كان يُعدّها ويُقدّمها لقناة الشّروق الأستاذ الصّحفي محمد يعقوبي وكنت يا هذا ضيفاً ثقيلاً – فاقداً لآداب الحوار …تصرخ عالياً كأنّك تقرع طبول الحرب ونسيت أنّك في حصة تلفزيونية يُتابعها الملايين من أبناء الشّعب الجزائري ..لم تترك للصحفي حينئذٍ مجالاً ليطرح الأسئلة.. لماذا …؟ أليس هو التّهرب من الأسئلة …؟ أليس هو الخوف من أشباح الذَّاكرة المدنسة…؟ مع العلم أنّ الصّحفي ليس قاضٍ يحكم على أفعالك…أنت تعرف، ونحن نعرف، وكل العالم يعرف… يا سي مزراق مدني انتهت صلاحيتك.