تستقبل مجددا جامعة عبد عبد الحميد بن باديس بمستغانم ضيوفا أعزاء من دول عربية شقيقة في مناسبة علمية هامة تجمع الباحثين من عالمنا العربي من خبراء الاتصال والإعلام والباحثين في مجالاته المتعددة، تستقبل مدينة مستغانم وجامعتها العريقة التي تحتفل بأربعين سنة كاملة على إنشائها الباحثين الفاعلين في مجال دراسة موضوع القيم الأخلاقية في العمل الصحفي الذي يشكل موضوع الملتقى الذي يحمل عنوانا هاما وهو "التكوين الأخلاقي والمهني للصحفيين وممارسي الاتصال ". لقد شكل منذ سنوات البحث في مجال علوم الاتصال والصحافة أحد الاهتمامات الأساسية للباحثين المهتمين بدراسة الظواهر الإعلامية المستجدة وتقييم الأداءالإعلامي على الصعيد الأخلاقي والمهني في إطار النظم الإعلامية والاجتماعية السائدة.ولعل المنظور الأخلاقي والمهني الذي تمتاز به الوظيفة الإعلامية في المجتمع يفرض على القائمين والفاعلين في المؤسسات الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية التمعن في تطرحه البحوث العلمية من أفكار ومشاريع هادفة لتصويب بعض النشاطات الإعلامية التي تستهدف للأسف زرع الفوضى ونشر الإشاعة وتغليط الرأي العام . إننا نرى في هذا الملتقى الدولي الهام الذي يعالج قضية مصيرية في مجال الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية ومنابر الإعلام الجديد السائر في الانتشار واستقطاب الجمهور ، فرصة هامة للخروج بتصورات وتوصيات عميقة ترتقي بالأداءالإعلامي وتجعله أكثر احترافية ومهنية فالإعلام رسالة نبيلة أخلاقية واجتماعية بالدرجة الأولى . إن الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية في ممارسة الوظيفة الإعلامية والموضوعية والمصداقية التي يجب أن يتحلى بها الصحفي وهو يغطي أحداثا وينقل أخبار للجمهور تشكل هوية الإعلامي الحقيقية التي لا تزول مهما تطورت وسائل الاتصال وتغيرت أشكال العمل الإعلامي الذي أصبح الكترونيا وتفاعليا بعد بروز الإعلام الجديد . إننا ندعو من هذا المنبر العلمي الذي ترعاه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المشكورة على رعايتها لهذا الملتقى الدولي الهام ندعو الفاعلين في قطاع الاتصال والممارسون لأشكاله المتعددة إلى الالتزام بمواثيق المهنة الإعلامية والاتصالية التي ترتكز على القيم الأصيلة التي ظهرت فيها وسائل الإعلامكأحد مظاهر التحضر الإنساني والاجتماعي في الدول والمجتمعات . ونحن نقترب في الجزائر من الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة نتطلع إلىأن تعميق شراكة نوعية بين مراكز وهيئات البحث العلمي المهتمة بدراسة الإعلام والاتصال والمؤسسات الإعلامية الفاعلة في الميدان وترتكز هذه الشراكة على تبادل الخبرات بين الباحثين والإعلاميين الذين ستجمعهم في هذا الملتقى جلسات نقاش ثرية ستفتح للإعلامأفاقا وساعة للارتقاء بالبعد الأخلاقي والمهني في النشاط الإعلامي . إننا نراهن على هذا الملتقى الذي تشرفت جامعة مستغانم باحتضان نشاطاته وجلساته العلمية ونسعد بالإضافات الهامة التي سيقدمها الباحثون المتخصصون في الاتصال وعلوم الإعلام من العالم العربي ومن داخل الوطن وسعداء بان نرى الطلبة الجامعيين وكل الفاعلين في الحياة الاتصالية والإعلامية حاضرون ومشاركون في هذا اللقاء العلمي الإعلامي الذي يتواصل على مدار يومين كاملين . أتمنىأن تتوج أشغال الملتقى الدولي بالنجاح وان تكون توصياته محطة هامة للارتقاء بالبعد الأخلاقي والمهني في الأداءالإعلامي للمؤسسات الإعلامية المطالبة باحترام مواثيق وتشريعات إعلامية تحفظ كيان المجتمع وتهذب الذوق والسلوك العام. وفي الختام نجدد الترحاب بضيوف مدينة مستغانم من الباحثين من مختلف منابر الجامعات العربية ونرجو من المولى تعالى أن يوفق الجميع محاضرين وإعلاميين وطلبة وفاعلين في الموضوع في تأسيسأرضية عمل حقيقة يمكن على أساسها بناء تصور جديد لإعلام مسؤول وهادف يرتكز على المهنية والأخلاق وتقاليد العمل الأصيلة