بين رؤيته كإعلامي ونشاطه في الحركة الجمعوية، اعتبر المذيع بالإذاعة الجزائرية بمحطة مستغانم الجهوية معد ومقدم الحصة الإذاعية الثقافية "قعدة وقصيد" الإعلامي نورالدين بن سليمان أن شبكة الإذاعات الجهوية قد ساهمت في نشر العمل الثقافي ودعم الحركة الثقافية على المستوى المحلي، داعمة بذلك وبشبكة برامجها نشاط المثقفين والمبدعين والفاعلين في العمل الجمعوي، وخلال لقاء صحفي خص به "الحوار" استعرض الإعلامي المعروف باهتمامه بالنشاط الثقافي والجمعوي تجربته الإعلامية في مجال إنتاج حصص إذاعية تعنى بالنشاط الثقافي لقيت تفاعلا من قبل الجمهور. * كيف كانت بداية مساركم الإعلامي بالإذاعة الجزائرية؟ البداية كانت بالتحاقي أولا على مستوى الإذاعة الجزائرية بمحطة مستغانم سنة 2004 إذ اشتغلت كمخرج ومنتج لأحد البرامج الإذاعية تعنى بالنشاط الثقافي والفني على مستوى مستغانم المعروفة طبعا كولاية ثقافية وتاريخية، لذا وقناعة مني كإعلامي وفاعل في الحركة الجمعوية حاولت منذ بداية مشواري المهني الاتجاه إلى خدمة الفعل الثقافي والفني بمستغانم وهذا من خلال برنامج إذاعي "قعدة وقصيد" الذي نستضيف من خلاله العديد من المثقفين والفنانين والفاعلين في النشاط الجمعوي ومنذ التحاقي بالإذاعة كإعلامي اعتبرت أن التجربة الإذاعية بالنسبة لي هامة ومهمة لدعم أي حراك ثقافي محلي وأركز على كلمة محلي لأن الإذاعة المحلية أداة اتصال قبل أن تكون وسيلة إعلام فقد أرست بالفعل الإذاعات الجهوية تقاليد اتصال عززت من الرسالة الثقافية لوسائل الإعلام المحلية خاصة الإذاعات المحلية والجوارية الموجودة اليوم عبر كافة ولايات الوطن.
* كيف ترون واقع الإعلام الثقافي بشكل عام؟ أشكركم على هذا السؤال الهام، أعتقد ومن وجهة نظري كإعلامي وفاعل في الحركة الجمعوية أسست بمعية العديد من الزملاء والمثقفين جمعيات وحاليا يترأس إحدى الجمعيات الثقافية، أعتقد كما قلت أن واقع الإعلام الثقافي ببلادنا وتواجده في الساحة الإعلامية بشكل عام مازال لم يرق إلى المستوى المنشود والموضوع أصلا كان من المواضيع التي عالجتها بمعية أساتذة جامعيين ومثقفين على أثير الإذاعة في العديد من المرات، للأسف أعتقد أن وسائل الإعلام لا تقدم الكثير للثقافة والفن وقد نفتقر في الحقيقة ولا أعمم في هذا السياق لرؤية إعلامية ثقافية مع هذا أعتقد أن الإعلام الجواري قد ساهم ودون مبالغة في نشر العمل الثقافي في أوساط الجمهور وذلك من خلال مرافقة التظاهرات الثقافية والفنية المختلفة التي تنظم على مستوى الولايات وإجابة على سؤالكم ولكي لا أطيل لأن الموضوع في الحقيقة قد يطول الحديث فيه فالإعلام الثقافي مازال غاية منشودة ومغيبة في الكثير من الأحيان في نشاط وسائل الإعلام.
* ما السبل الكفيلة لدعم النشاط الثقافي إعلاميا؟ أعتقد أن الإعلامي سواء على مستوى الإذاعة أو الصحافة المكتوبة والتلفزيون مطالب بتخصيص حيز محترم ومعتبر للوظيفة والرسالة الثقافية التي تغيب في الكثير من الأحيان، ومن وجهة نظري فإن العمل الثقافي يقتضي أن يتخصص الإعلامي في التعريف به ومناقشة قضايا الشأن الثقافي، وإذا ما غاب الاختصاص والتركيز على هواجس وانشغالات المثقف والفنان وغيره من كوادر الإبداع الفكري والعلمي فإن الرسالة الإعلامية الثقافية ستكون نمطية لذا السبل الكفيلة بدعم الحركة الثقافية من خلال وسائل الإعلام ترتكز أولا على إنشاء وسائل إعلام ثقافية بالدرجة الأولى ودعم المنتجين على مستوى وسائل الإعلام المهتمين بهذا الحقل الهام الثقافي والفني، كما يجب علينا تأسيس رؤية عمل إعلامية ثقافية نخدم من خلالها الثقافة الجزائرية التي مازالت تبحث عن مكان لائق لها في الإنتاج الإعلامي. حاوره: محمد مرواني