[image] نظمت الجمعية العلمية " فكر" للصحة والبيئة والتنمية لولاية المسيلة وبالتنسيق مع جامعة محمد بوضياف بالمسيلة بمناسبة الذكرى الخمسينية للإحتفال بعيدي الإستقال والشباب يوما دراسيا حول "النشاط الجمعوي والمواطنة" تحت شعار "الحركة الجمعوية فاعل أساسي لترسيخ قيم المواطنة" وذلك يوم 11 جوان 2012 وكان الهدف من هذا اليوم الدراسي وحسب المشرفين عليه هو: _ تحديد مفهوم المواطنة و آليات تجلياتها في المجتمع . _ التنويه بالذكرى الخمسين للإستقلال و ربط هذا المكتسب التاريخي بمفهوم المواطنة للمحافظة عليها. _ تفعيل آليات المشاركة و التآثير في المجتمع من أجل مجتمع مدرك و واعي. كما جاءت محاور اليوم الدراسي كالتالي: المحور الأول : الإطار المفاهيمي لمصطلح المواطنة. المحور الثاني : واقع المواطنة كممارسة فعلية في المجتمع. المحور الثالث : الإعلام كإستراتيجية لتعزيز المواطنة. المحور الرابع : علاقة الحركات الجمعوية و المجتمع المدني بترسيخ قيم المواطنة. وقد تم افتتاح اليوم الدراسي من طرف نائب رئيس الجامعة لتنطلق فعالية اليوم بحضور معالي الوزير السابق للاتصال والثقافة "لمين بشيشي" إذ كان له حضور متميز بمحاضرة تمهيدية حول اليوم الدراسي سرد فيها تاريخ إنشاء الأنشودة في العالم من طرف الإنجليز وبظهور الكشافة التي كان من مهامها ترسيخ قيم التربية (البدنية، العملية، المدنية) وجاءت الأنشودة الوطنية لتعزيز التلاحم والتقارب بين الأفراد أما في الجزائر فقد ساهم محمد العيد آل خليفة ومدارس العلماء ومنها مدارس العلامة عبد الحميد ابن باديس التي كانت تهدف إلى ترسيخ القيم العربية الإسلامية في الأنشودة وإعطائها بعدا وطنيا مشبعا بقيم العروبة والجزائرية. كما كان ل: أ. مريم بن دهيمة من جامعة هوراي بومدين بوهران مداخلة بعنوان " البعد القانوني والحقوقي للمواطنة في الجزائر" حيث تطرقت إلى أهمية ضمان حقوق المواطن وتحديد واجباته، بحيث سيؤثر هذا حتماً على أرض الواقع في الشعور بالمساواة وضمان الحريات والملكيات الخاصة والعامة والشعور، وأن الجزائر لا تنقصها ترسانة قانونية وإنما هي في حاجة لإكساب المواطن الحس المدني، كما أن للجمعيات المدنية أهمية كبرى في خلق مشاريع على أرض الواقع وكذا المساهمة في بناء وتعزيز قوانين الوطن ومنها فعلى القانون دفع المواطن إلى المشاركة التلقائية والطواعية. إضافة إلى مداخلة أ. والإعلامي بلقاسم غضبان مدير تنسيقية الإذاعات الجهوية سابقاً ومؤسس أول إذاعة محلية بالجزائر، والتي كانت بعنوان " دور الإعلام في تأكيد وتعزيز مفهموم المواطنة، الإذاعات المحلية كنموذج " وقد تطرق الأستاذ في مداخلته إلى العلاقة الترابطية بين الإعلام بصفة عامة وخطط التنمية الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية لمؤسسات المجتمع ومدى تفاعل المجتمع المحلي مع الإعلام وكيف يستطيع الإعلام تغير حياة المجتمع وحتى التأثير في الذهنيات وإخراجه من قوقعتها وتقريب صوته للمهتمين بحقوقه وواجباته، وإن الرسالة الإعلامية تستمد قوتها من المجتمع، ويظهر ذلك جالياً في تجربة الإعلامي أ.ب غضبان عندما كان على رئس أول إذاعة محلية " إذاعة الساورة ببشار". أما مداخلة أ. نادية بن ورقلة من جامعة زيان عاشور بالجلفة فكانت بعنوان "تجربتي مع جمعية شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان" وقد تطرقت الأستاذة في مداخلتها إلى هذه الفئة المهمة من تشكيلة مجتمعنا المحلي وتحسيس الأفراد والجماعات بمعاناة المرضى، وأهم عناصر هذه المعاناة تنحصر في مشاكل اجتماعية مادية تضيق على مسار علاج المريض، وصعوبات في النقل والإيواء. ويعتبر وجود جمعية شعاع الأمل متنفس كبير بعث أملا حقيقيا في نفوس المرضى حيث استطاعت الجمعية اقتناء مبنى للإيواء بالبليدة وهو في طور الإنجاز. وفيما يخص تجربة الأستاذة الإعلامية فقد بدأت باحتكاكها بالمرضى للتقرب منهم وكسب ثقاتهم حتى يتسنى لها حثهم في التحدث عبر أثير الإذاعة المحلية وكان ذلك بخرجات ميدانية ورحلات عبر الولاية والبليدة. من جهة أخرى جاءت مداخلة السيدة لحرش نفيسة، رئيسة جمعية "المرأة في اتصال" بالجزائر العاصمة والقائمة على الإذاعة الإلكترونية تتحدث عن نشأتها (1995) وأهدافها في طبع الكتب والدراسات في مجالات الإعلام والإتصال، وتكوين الإعلاميات تكوينا مكثفا وحثهم على نشر ثقافة الإعلام الهدف وكذا الدفاع عن حقوق المرأة، وأشارت السيدة لحرش إلى أهمية إعادة النظر في المنظومة الإعلامية وأهمية ترسيخ الإعلام القاعدي الذي يأتي من الشريك الحتمي في الرسالة الإعلامية وهو المجتمع المدني وتجنب الإعلام الفوقي الذي لا يخدم شفافية وموضوعية الإعلام. كما قدم أ. حمزة خضري من جامعة محمد بوضياف بالمسيلة محاضرة موسومة ب" دور المجتمع المدني في ترسيخ أبعاد المواطنة في الجزائر من خلال قانون الجمعيات الجديد" وقال إن لدور المجتمع المدني في الجزائر ومن خلال القانون الجديد للجمعيات أهمية في ترسيخ أبعاد المواطنة السياسية والثقافية والاجتماعية، بشكل ينقل فكرة المواطنة من مجرد قيمة نفسية تتمثل في إحساس الفرد بالانتماء إلى المحيط الجغرافي الذي ولد ونشأ فيه، يمكن تحويله إلى سلوك إيجابي يمارسه على أرض الواقع وكذا المساهمة في تأسيس المؤسسات التي تسهر على هذه العملية. أما مداخلة السيد حمدي كمال، ناشط جمعوي بالمسيلة فكانت تتحدث عن" الحركة الجمعوية والمواطنة "وقد رأى أن الكثير من الجمعيات أدمجت في السياق العام للخطاب السياسي غير المؤسس على برامج تنموية مما أفرغها من محتواها الحقيقي ودورها وجمد نقلتها النوعية فاتسمت بالنشاط الموسمي المناساباتي بعيداً عن الهداف التي أنشئت من أجلها. ودعا إلى ترسيخ قيم المواطنة في السعي إلى تثبيت قيم المساواة والحرية والمشاركة وكذا المسؤولية الاجتماعية. كما كان في أخر التدخلات كلمة للطالب "أوغلايش محمد" تخصص إعلام واتصال من جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم حول المشروع الطلابي التي يشرف عليه قسم الإعلام والاتصال بطاقمه الإداري وأساتذته الذي هو الحملة العربية للمواطنة. واختتم اليوم الدراسي بكلمة من طرف رئيس جمعية "الفكر" ومن عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية لجامعة المسيلة نيابة عن رئيس الجامعة في اليوم نفسه.