أيام قليلة بعد اختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، وتسليم مشعلها لمدينة صفاقس التونسية، تبقى أصداء التظاهرة التي رصدت لها ميزانية تقدر ب7 مليار دينار في زمن التقشف تثير الكثير من الجدل و الانتقادات لدى الإعلاميين و المثقفين و الفنانيين كل على مستوى اهتمامه، خاصة وأن وزارة الثقافة كانت قد سجلت في حصيلتها الأولية رضاها التام والمطلق عما قدم على مدار عمر تظاهرة من 365 يوم أي 8760 ساعة، قدم خلالها 40 عملا مسرحيا و200 كتاب و9 أفلام سينمائية، وما مجموعه 780 نشاط ثقافي و800 ساعة من النشاط، حسب وزير الثقافة، ليكون برنامج التظاهرة، وبناءً على هذه الأرقام، قد تحقق بنسبة 98 بالمائة، وليؤكد من جانبه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الجدوة الثقافية للحدث الذي استنفذ لحد الساعة 5.6 مليار من الميزانية الكلية، فيما يؤكد من الطرف الثاني المثقفون والإعلاميون وسكان المدينة، فشلها في صناعة ثورة ثقافية تنهض بالواقع الراكد رغم تجربة الجزائر في احتضان أكبر المحافل والتظاهرات الثقافية. وزير الثقافة عز الدين ميهوبي: ربحنا المعركة و حققنا أهداف التظاهرة سلّم وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، خلال تقديمه للحصيلة الأولية لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بأن التظاهرة أوفت بوعودها بالشكل الذي أعطى للثقافة حضورا قويا يليق بمسمى عاصمة الثقافة العربية، مؤكدا بأن وزارته تعاملت مع الحدث من ناحية الجدوى الثقافية، وجزم ميهوبي حتى قبل اجتماعه برؤساء دوائره وصياغته للحصيلة النهائية بأن وزارته قد ربحت المعركة وحققت أهداف التظاهرة التي عرفت الكثير من الانتقادات على كل المستويات وأسالت الكثير من الحبر على مدار سنة كاملة. وقال ميهوبي الذي يقيس نجاح التظاهرة بعدد ساعات النشاط دون أي إشارة إلى مستوى ونوعية ما قدم، بأن هيئته رصدت الإمكانات وهيأت الشروط، وضبطت برنامجا محددا مس سبعة (7) مجالات ثقافية، ويتعلق الأمر بالسينما والمسرح والفنون التشكيلية والملتقيات العلمية والتراث والأسابيع الثقافية والنشر، موضحا بأن التظاهرة التي تمكنت من إنتاج 40 مسرحية وطبع 200 عنوان جديد، وشهدت أيضا 800 ساعة من النشاط و780 حدث ثقافي، قد نجحت في تقديم ما يسمى بالثقافة الاستثمارية، كما كانت مناسبة لتوثيق قسنطينة بتاريخها ورموزها وثقافتها وموروثها المادي والشفوي. محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سامي بن الشيخ الحسين: استكملنا البرنامج بنسبة 98 بالمائة و لم نستنفذ سوى 5.6 من ميزانية التظاهرة قال محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، سامي بن شيخ، بأن تسيير التظاهرة بهذا الحجم من مكتبه في العاصمة أمر عادي رغم الانتقادات التي طالت التظاهرة على مدار سنة كاملة، مؤكدا أنه كان في تواصل مستمر مع رؤساء الدوائر من هناك. وقال بن الشيخ في لقائه مع الحوار، بأنه حريص على إرجاع الشطر الأخير من ميزانية التظاهرة والتي قيمته مليار دينار إلى خزينة الدورة من أجل إسكات أفواه المنتقدين، نافيا مسؤولية إدارته فيما يتعلق بمشاريع ترميم القصبة القديمة والمتحف وإعادة الترميم، والتي قال بأنها لا تدخل في إطار ميزانية التظاهرة التي أكد بأنها نفذت برنامجها بنسبة 98 بالمائة رغم عدم حصولهم بعد على الشطر الأخير من الميزانية. وقال المسؤول الأول عن التظاهرة، سامي بن الشيخ، بأن إدارته لم تخرج عن إطار الميزانية رغم أن آخر جزء من الميزانية لم يتم صبه به رغم اختتام التظاهرة، مضيفا بأنه لم يتم لحد الساعة إنفاق إلاّ 5 مليار ونصف، فيما سيتم إعادة المليار الأخير إلى الخزينة حتى يتم إسكات من أسماهم بالمنتقدين. رئيس دائرة الاتصال محمد كمال بلقاسم: الصحافة تعاملت مع التظاهرة كميزانية و مشاريع و ليس كحدث ثقافي تنصيبنا المتأخر أثّر على أداء دائرة الاتصال قال الإعلامي محمد كمال بلقاسم، مدير دائرة الإعلام و الاتصال لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بأن تنصيبه الذي جاء متأخرا على رأس دائرة الاتصال بعد خمس رؤساء سابقين، خلّف عديد المشاكل التي أثرت على آداء الدائرة، التي وصفها محافظ التظاهرة، سامي بن شيخ، في أحد تصريحاته الإعلامية بالنقطة السوداء في التظاهرة. و في تصريح خاص لجريدة "الحوار"، قال كمال بلقاسم، بأن التظاهرة شهدت مرور 3 وزراء و ثلاث محافظين و 5 مدراء لدائرة الاتصال، حيث أخذت الدائرة مسؤولية الاتصال بعد الإفتتاح بحوالي شهرين، موضحا بأن الدائرة تابعة أصلا للجنة المركزية و مهمتها التنسيق بين الدوائر الأخرى التي تملك كل منها خلية للاتصال تضمن وصول المعلومة. و في رد عن سؤالنا بخصوص انتقاد طريقة آداء الدائرة، قال المسؤول الأول عن الإعلام في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بأن المشكل يكمن في تعامل الصحافة المحلية والوطنية مع الحدث على أساس أنه ميزانية ومجموعة مشاريع و ليس باعتباره برنامج نشاطات ثقافية كبيرة كان لابد -حسبه -من العمل على الترويج له داخليا و خارجيا من خلال العمل الإشهاري والتوعوي المسبق لتهيئة الجمهور القسنطيني لاحتضان الحدث. * رئيس دائرة السينما مراد شويحي: رفعنا طعونا من أجل رفع ميزانية السينما دون جدوى تأخر الميزانية كان سببا في تعطّل عرض الأفلام المدعمة يؤكد مراد شويحي، رئيس دائرة السينما في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية المختتمة فعالياتها منذ أيام، بأن تأخر الميزانية أثر على وتيرة إنتاج الأفلام المبرمجة في إطار التظاهرة التي عرض في إطارها تسعة أفلام لتبقى 5 أعمال متخلفة عن الحدث. و لم يخف مراد شويخي، في تصريحه للحوار، عدم رضاه عن ميزانية دائرة السينما التي لم تكن في مستوى الأعمال المقدمة، و التي رفع بشأنها الكثير من الطعون دون جدوى. * ماذا تحقق من برنامج دائرة السينما في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية المختتمة فعالياتها منذ أيام؟ -من بين 15 فيلما التي تم تدعيمها في إطار التظاهرة تم إنجاز تسعة أفلام، ثلاث أفلام روائية طويلة، وخمسة وثائقية و فيلم قصير، بالإضافة إلى تنظيم ملتقى السينما والإنتاج السينمائي ومشاكله في الجزائر، و تم ضمنه برمجة ورشات تكوينية في هذا المجال، أي أنه يمكننا أن نقول بأن البرنامج حقق بنسبة 85 بالمائة. * ميزانية التظاهرة صرفت متأخرة، هل أثر هذا على وتيرة إنتاج الأفلام؟ -أكيد رصد الأموال في الدائرة كان بعد بداية التظاهرة بحوالي شهر و نصف، و هو توقيت متأخر جدا، و رغم هذا أخذنا التحدي، قسمنا الميزاينة على الأفلام بحسب حجمها الساعي ورغم هذا هناك من المنتجين الذين وجدوا بأن الميزانية شحيحة جدا وهذا أمر نتفهمه لأن الافلام التي تم دعمها بتلك الميزانيات لا تسمح للمنتج المنفذ بعمل كبير، و رغم هذا قدمنا بعض الطعون في الميزانيات، لكن لم يكن هناك تغيير، و رغم هذا قمنا بالتحدي إلى جانب المنتجين وقدمنا تسعة أعمال مميزة. *ماذا عن الأعمال المتبقية من برنامج الدائرة وقسنطينة قد سلمت مشعل التظاهرة لمدينة صفاقس؟ هناك ثلاثة أفلام انتهت من مرحلة التصوير، وهي الآن في طور التركيب، والأكيد بأن كل الأفلام التي تم دعمها في إطار التظاهرة ستكون جاهزة أواخر شهر ديسمبر، ما عدا الفيلمين الطويلين "العشيق "و "الحناشية" اللذين تم تدعيمهما مؤخرا، منذ شهرين واللذين سيتأخر تسليمهما. *ماذا عن توزيع الأعمال و توصيلها للجمهور بعد التظاهرة؟ -سنعمل على تسويق هذه الأعمال و برمجتها في عديد المدن الجزائرية، وسنسمح لكل الجمهور الجزائري بمشاهدة هذه الأفلام . * مثقفون و إعلاميون يؤكدون ل "الحوار" : التظاهرة كانت الأغلى منذ الاستقلال لكنها قُدّمت ضمن مونودراما مغلقة على عكس الانطباعات الرسمية و الأرقام الحكومية،جاء موقف الطبقة الإعلامية والمثقفة ليقدم الوجه الآخر لتظاهرة يراها البعض هزيلة باهتة لم ترقى لمستوى تصنيع ثورة ثقافية تنهض بالواقع الراكد، متسائلين عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي لهذه التظاهرة في ظل غياب تقارير حقيقية عن التظاهرة. الإعلامي كامل الشيرازي: الحصيلة هزيلة و الأرقام الدعائية الحكومية لا تزركش الحقائق أتت احتفالية "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" لتحيي أسئلة قديمة بشأن مدى انتصار التظاهرة لموجبات الاستثمار الثقافي ومؤدى تكريسها استمرارية الفعل ضمن الامتداد والنمو لا المناسباتية التسطيحية. مع الأسف، لا يمكن اعتبار السنة إنجازا "مريخيا"، والحصيلة هزيلة، وليست الأرقام الفلكية والدعاية الحكومية من سيزركش حقائق يدركها الجزائريون قبل غيرهم. وبقدر ما نثمّن اهتمام عرّابي المحفل بإعادة تأهيل عدة معالم في مدينة "ابن باديس" على درب استدراج منمنمات التاريخ، إلاّ أنّ عرس قسنطينة الذي أريد له أن يكون "مونودراما مغلق"، لم يرتق إلى مستوى تصنيع ثورة ثقافية تنهض بالواقع الراكد. شخصيا، أبدي جزعا مضاعفا لكون عام الثقافة العربية لم يكن له صدى محسوس في المخيال الجمعي الجزائري، ثمّ لست أهضم زهد قسم هام من المحسوبين على قطاع الثقافة في عاصمة الجسور، عن مواكبة الأنشطة واستمرار تقوقع "النخب" على نفسها (..)، كما لست أستسيغ تواصل تغييب النقاشات الكبرى، مع أنّ الهامش كان متاحا لتأثيث سياق ثقافي مختلف. وحتى لا تتكرر التسللات التي أفرزتها "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007″، ونظيرتها للثقافة الإسلامية 2011″، لا بدّ من تتويج احتفالية قسنطينة ببعث مشروع استثماري ثقافي واضح المعالم يقوم على استراتيجية جادة بعيدة المدى تؤسس لفعل حقيقي في القادم. * الاعلامي أسامة إفراح: نحن أفرغنا الثقافة من جوهرها العابر للحدود أعتقد أنني سأكون مجانبا للصواب إذا ما حكمت على تظاهرة قسنطينة بالنجاح أو الفشل، أولا لأن حصيلة التظاهرة لم يعلن عنها بعد، وثانيا لأنني لم أحضر جميع الفعاليات، ولكنني سأشير إلى نقاط متعلقة بعلاقة الثقافة والمواطن، وهو ما يهمنا في هذه السانحة: لقد تزامنت عاصمة الثقافة العربية مع ظرف خاص يعيشه الجزائري وهو ترشيد النفقات، وكان ردّ الفعل لدى كثيرين هو استهجان الاستمرار في التظاهرة واعتبار ذلك ضربا من ضروب التبذير.. لم نر هؤلاء ينتقدون صرف الأموال في قطاعات أخرى، كرة القدم على سبيل المثال، وإن صحّ ذلك فإن الثقافة صارت تعتبر من الكماليات وينظر إليها على أنها شيء يمكن الاستغناء عنه، وهو ما يضرب مجمل سياستنا الثقافية في الصميم. النقطة الثانية هي انتقاد التظاهرة طبقا لمعايير جغرافية، كالقول بأن أبناء المدينة الفلانية لم يشاركوا، أو الجدل حول أولوية الفنان الجزائري على "الآخر".. بمعنى أننا أفرغنا الثقافة من جوهرها العابر للحدود، ولم تعد القيمة الإبداعية همّنا الأول. النقطة الثالثة هي التخطيط الاستراتيجي وتحديد الأهداف، فحينما نخطط لتظاهرة كهذه، نكون قد حدّدنا ضمنيا * أهداف المرحلة القادمة، فهل سطرنا فعلا معالم فترة ما بعد "قسنطينة 2015″؟ وهذا يقودني إلى نقطة رابعة (وليست الأخيرة بالضرورة)، وهي الرأسمال الخبراتي الذي يفترض أننا اكتسبناه من التظاهرات الكبرى التي نظمناها سابقا.. خبرة وميكانزمات لم تظهر بالضرورة هذه السنة، ونتمنى فعلا أن ندرك الأسباب ونتفاداها في المستقبل، حرصا على ترقية الثقافة وإعادتها إلى مكانها الطبيعي، في قلب اهتمامات الجزائري. * الخبير في السياسات الثقافية عمار كساب: التظاهرة هي الأغلى منذ الاستقلال و لم يكن لها أي وقع اقتصادي واجتماعي انتهت تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لتكون بذلك آخر تظاهرة كبرى تنظم في الجزائر بعد سلسلة من التظاهرات، استعملتها وزارة الثقافة لضخ أموال ضخمة في قطاع الثقافة، لغرض تطبيق سياسة الهيمنة المطلقة على القطاع الثقافي. آخر تظاهرة، أقول، بعد انخفاض أموال الريع و لجوء الحكومة إلى سياسة التقشف حتى تتفادى انفجار اجتماعي. و كسابقاتها، كانت تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، التي كلفت خزينة الدولة ما لا يقل على 185 مليون دولار مسرحا للفضائح من دون أن تلعب العدالة أي دور، و من أهم ما مميز التظاهرة كذلك، هو تهميش المبدعين من أبناء المدينة العتيقة، حيث أحس هؤلاء المبدعين أنهم غرباء في مدينتهم، فقام العديد منهم بمقاطعة التظاهرة احتجاجا على الطريقة التي عوملوا بها، و مرة أخرى لن يكون هناك أي تقرير دقيق من قبل المشرفين على التظاهرة، لمعرفة وقعها الاقتصادي و الاجتماعي على المدينة. و الحقيقة أن هذه التظاهرة التي تعتبر "أغلى" تظاهرة منذ استقلال البلاد، لم يكن لها أي وقع اقتصادي و لا اجتماعي بما أن القطيعة بين سكان المدينة والتظاهرة كانت كبيرة. وتميزت عشرات التظاهرات الثقافية بعدم حضور الجمهور، فكانت القاعات فارغة، قدم فيها الفنانون أعمالهم أمام مراسي فارغة. و ننتظر أن تفتح العدالة تحقيق في القضايا العديدة التي تناولتها مختلف الجرائد المحلية و الوطنية، على أمل أن يحاسب من كان مسؤولا على سوء التنظيم. * الفنان أحمد رزاق: التظاهرة محاولة بائسة لتلميع صورة الثقافة السؤال الذي نطرحه في هذا المقام هو كم من تظاهرة مرت على الجزائر تحت اسم العاصمة من مدينة إلى أخرى و كم من الملايير صرفت في هاته العواصم و التظاهرات، و آخرها قسنطينة، لم يستفد منها لا أهل المدن إلا فيما يخص بعض المرافق، ولا أهل المداشر، و لا الجزائر كدولة منظمة، كل هاته التظاهرات لم يستفد منها سوى مقاولون في الداخل و الخارج و فقط. أظن أنه قد آن الأوان لتغير الحكومة الجزائرية و النظام سياستها الثقافية البائسة في محاولة تلميع صورة الجزائر، لأنه قد آن الأوان لتلميع صورة الثقافة من الداخل قبل الخارج، آن الأوان كي تكون الجزائر عاصمة للثقافة الجزائرية بكل اختلافاتها و بأقل التكاليف * المخرج و الإعلامي محمد زاوي: الثغرات والمطبات قديمة في تنظيم التظاهرات في الجزائر ليس عيبا أن تسوّق الجزائر نفسها في العالم من خلال تظاهرات دولية، يمكن أن تستقطب اهتمام العالم، ولكن أعتقد أن الثغرات والمطبات قديمة في تنظيم التظاهرات، يجب أن ننظر إلى الثقافة ليس على مستوى القطاع ولكن على مستوى المنظومة العامة للمجتمع، فالسؤال هنا ماهي قيمة الرواية والمسرح والفن التشكيلي والسينما في المجتمع، وما هو وضعها في الممارسة، في الشركة، في العائلة …الخ، يجب توجيه الاهتمام أكثر نحو النشاطات التي يمكنها أن تمس ملايين الجزائريين. الفنان سليم الفرقاني: لم نشهد من التظاهرة سوى افتتاحها واختتامها رغم أنني كنت سعيدا جدا بالتكريم الذي حظي به والدي الفنان الكبير محمد الطاهر الفرقاني، إلا أنني كفنان وابن المدينة أسجل انزعاجي واستيائي الشديد من الإقصاء الذي عوملنا به على طول عمر التظاهرة، حيث لم نستدع و لم نشهد من التظاهرة سوى افتتاحها و اختتامها، أما فعالياتها فلم نشارك فيها ولم نستدع لها، فقط فيما يتعلق بعملي على تسجيل انرولوجيا موسيقى المولوف، حيث قمت بتسجيل 40 قرصا مضغوطا يتضمن 450 قصيدة تحت إشراف وزارة الثقافة. جمال دكار: نشاطات التظاهرة كانت باهتة و لم ترقى لمستوى التطلعات كفنان مسرحي كنت عضو دائرة المسرح التي نفذت كل البرنامج بنسبة مئة بالمئة، حيث تم إنجاز كل العروض ومرت كلها في المسرح ولم نشهد أي خلل في البرنامج، كما أنني كابن مدينة قسنطينة أسجل حقيقة استفادة أهل المدينة من عدد من المنشآت القاعدية على غرار قاعة الزينيت و ترميم دورين للثقافة محمد العيد ال خليفة و مالك حداد و إنجاز مكتبة قيد الأشغال، أما على مستوى النشاط، فصراحة كان باهتا و متفاوتا لم يرقى إلى مستوى تطلعاتنا كفنانين، كما أننا سجلنا غياب الجمهور القسنطيني عن المشهد على مستوى قاعة الزينيت، التي هي في الأصل خارج المدينة، وهو ما تسبب في تراجع مستوى إقبال الجمهور القسنطيني، وهذا ما يؤكد بأن الجمهور لم يتبنى القاعة بعد. خيرة بوعمرة