يعود الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، يوم غد الأحد، إلى الواجهة السياسية، بعد غياب طويل عن الأنظار دام قرابة ثلاثة أشهر، سعداني الذي "فاته" الخوض في عديد الملفات المطروحة في الساحة الوطنية في وقتها، سيعمل على استدراك هذا التأخر، حيث من المقرر حسب مصادر أفلانية أن ينزل أمام أعضاء المكتب السياسي وأمناء المحافظات وفي جعبته العديد من الملفات الثقيلة للخوض فيها وإبداء رأي العتيد إزاءها. وحول هذا اللقاء، قال، أمس، الأمين العام بالنيابة ل"الأفلان" أحمد بومهدي في رده عن سؤال "الحوار" حول فحوى الاجتماع وأهم الملفات التي سيتطرق إليها عمار سعداني: "لا أدري إلى ماذا سيتطرق السيد الأمين العام بالضبط، الملفات لم أرها، لكن سعداني وحده من يعرفها، عدى ذلك فإنه سيتم عقد اجتماع مع المكتب السياسي ومع أمناء المحافظات في الولايات، وحاليا المرحلة يبرز عليها طابع واحد وهو التحضير للانتخابات التشريعية المقبلة، والكشف عن برنامج حزب جبهة التحرير الوطني الذي سيباشر العمل به بعد هذا اللقاء، ضف الى ذلك أن هذه العودة تتزامن مع انتهاء العطلة الصيفية التى منحت لقايادات العتيد".
وإن كان سعداني سيخوض في مسألة معارضيه، خاصة أنهم يتحدثون عن إمكانية طرح قوائم خاصة بهم في التشريعيات، والأثر الذي يمكن أن ينجر عن ذلك على وحدة الحزب وتماسك صفوفه في هذا المعترك، رد محدثنا بلغة الواثق قائلا: "نحن لسنا متخوفين من أحد، الساحة السياسية أمامهم والشعب أمامهم أيضا، هذه الفئة ليس لها تأثير اطلاقا وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، قراراتهم تسقط دائما في الماء، من يتحركون ضدنا لن يضروا إلا أنفسهم، بل بالعكس هذه الشطحات تزيد المعارضين عزيمة وإرادة والتفافا حول قيادتهم المنتخبة". الاجتماع الذي يعقده عمار سعداني مع المكتب السياسي، واجتماعا آخر مع أمناء المحافظاتو كشفت مصادر عليمة ل"الحوار" بشأنه أن جدول أعماله يتضمن ثلاث نقاط أساسية، تتعلق أولها بالتحضير لدورة اللجنة المركزية المرتقب عقدها نهاية أكتوبر المقبل، إلى جانب التحضير لعقد ندوة وطنية خاصة بالطلبة والكفاءات الجزائرية، وستتطرق تشكيلة المكتب السياسي للحزب الحاكم لدراسة ملف التشريعيات المقبلة. وينتظر أن يقف عمار سعداني، حسب مصادر حزبية، على عدة قضايا تشغل الرأي العام، على غرار الجدل القائم في قطاع التربية والوضع الاقتصادي الراهن، ويرتقب أن يرد على معارضي القيادة الحالية للحزب، أبرزهم الأمين العام السابق للأفلان عبد العزيز بلخادم، وفريقه الذي رفع سقف مطالبه وهدد بالتشويش على الحزب في السباق الانتخابي المقبل. ونفى المكلف بالإعلام في "الأفلان" حسين خلدون، مؤخراو أن يكون الامين العام للعتيد عمار سعداني غائب عما يجري في الساحة السياسية، وأن الأخير ليس من شيمه "الهروب من المعركة" مشددا أن المكتب السياسي للحزب ينشط تحت إمرة الأمين العام، الذي قال إنه عاد من البقاع المقدسة قبل أيام، ويعمل في انسجام مع أعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة المركزية والحكومة. نورالدين علواش