أ/ زين الدين بن مدخن سألني الفاهم فرحا مغتبطا هل رأيت الطفل العالم أو العالم الطفل محمد عبد الله فرح جلود الذي كرمه حاكم دبي. قلت: بالطبع يا الفاهم ولا أنكر أنني وإن كنت عصي الدمع، إلا أنني لم أتمالك نفسي أمام مشهد التتويج وفرحة الفوز مبتهجا بفصاحة ذلك النابغة الذي أبهر وبرهن وأرهب.
– أبهر: من رأوه وسمعوا منه وسمعوا عنه وشاهدوا حسن خلقه وخلقه وباعه في العلم.
– برهن: بأن الجزائر وطن ولود ينجب العظماء والعلماء لا يصيبه العقم ولا يطاله النضوب.
– أرهب: أعداء الثوابت وأذناب فرنسا ممن سولت لهم أنفسهم وهم أنهم يستطيعون طمس هوية الشعب وصرفه عن امتداده العربي وبعده الإسلامي
فكلما ادلهمت الخطوب وضاقت السبل واحتملتنا الأحزان وتراجع الأمل واتسعت مساحة الألم قيض الله من يبعث فينا الأماني من جديد.
قبس صغير لكنه يعدل شعاع الشمس توهجا وقرص القمر تلألؤ اسمه فرح جلود فالجزائر بحق بلد المعجزات عندما يظن الأعداء أنهم تمكنوا منه ينبعث من جديد كطائر الفينيق يبدد أوهام الاستسلام ويرسم بحروف من ذهب إلياذة الغد القادم محمد عبد الله فرح جلود
محمد: لأنه محمود في الأرض والسماء فالعلماء ورثة الأنبياء عبد الله: لأنه من عباد الله الذين يزيدهم تواضعهم رفعة وسموا فرح: لأنه أفرح قلوب الجزائريين والعرب والمسلمين أجمعين
جلود: لأنه لابد أن يكون جلدا صبورا في الحياة لأن ما ينتظره لبلوغ مراتب العلماء يستدعي المثابرة والصبر والجلد
هكذا رأيت هذا العملاق الصغير الذي تصاغرت أمامه جحافل أشباه العلماء وأنصاف المثقفين المتنكرين لهويتهم المنسلخين عن أصولهم، اعتقادا بأن ذلك يسمو بهم ويرفعهم ويرتفع بهم إلى سنام المجد وذروة الشهرة
فخابوا وخاب فألهم وتكسرت أطماعهم وتشتت شملهم وانهزم جمعهم على يد جلمود جلود كنيته عبد الله فرح. وصدق الشاعر الفحل مفدي زكريا
جزائر يا مطلع المعجزات ويا حجة الله في الكائنات ويا بسمة الرب في أرضه…. ويا وجهه الضاحك القسمات